الجزء السادس

15.2K 262 46
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظ حسام بتكاسل و هو يفرك عينيه بيديه و يتثاءب بقوه فهو لم ينم جيداً بالأمس ثم جلس على سريره و نظر حوله قليلاً ليبدأ بتذكر ما حدث بالأمس و هو لا زال لا يستطيع تصديق ما حدث البته فكل شيء حدث سريعاً للغايه حتى مشاعره تلك ظهرت سريعاً هكذا فهو منذ أيام كان يكرهه و الأن أصبح منجذباً له بعد أن قضى معه بضعت أيام قليله بل و أيضاً كاد أن يستسلم إليه بالأمس و كان سيحدث ما لا يستطيع حتى أن يفكر به . وضع كلتا يديه على وجهه بضيق و هو قاطب جبينه ثم تنهد بقوه و أنزل يديه من على وجهه لتعلو ملامح الحزن و الضيق على محياه ثم أخفض رأسه للأسفل حزناً و قلقاً و حيرة من عدم معرفته بما يجب عليه أن يفعله بعد الأن . بينما لا يزال حسام يفكر و يفكر سمع طرق الباب فانتفض بقوه ناظراً نحو باب غرفته نابضاً قلبه بقوه حتى أنه وضع يده على قلبه و بدأ يتنفس بقوه لبضعت لحظات ثم أنزل يده من على قلبه و استنشق الهواء و زفره بقوه حتى يهدأ و هو مغلقاً عينيه ثم فتح عينيه و هو لا يزال ينظر نحو الباب فسمع بضعت طرقات أخرى فحاول أن يظهر الهدوء التام عكس ما كان بداخله .



حسام (يحدث نفسه) : يا إلهي ، بالتأكيد أنه شريف الطارق فمن سواه معي بالمنزل . ماذا سأفعل !؟ و كيف سأتصرف !؟ و كيف هو سيتعامل معي بعد ما فعله بالأمس !؟ أيمكن أن يكون قد أتى لفعل شيئاً ما !؟ لا لا لا ، لا يمكن بالتأكيد لا يمكن ، إذا أراد أن يفعل أي شيء فلم يكن ليطرق الباب ، و أيضاً لقد قال أنه لن يلمسني إلا إذا أردت ذلك . يجب أن أهدأ و لا أفكر بهذا و أتصرف بهدوء و كأن شيئاً لم يحدث . (بصوت هادئ و مرتفع قليلاً) أجل . تفضل .



قام شريف بفتح الباب و الدخول وهو يحمل صينيه بيديه بها الطعام و الدواء و اقترب من حسام الذي كان يرتجف و قلبه ينبض بشده خوفاً رغم أنه كان يحاول أن يظهر الهدوء ثم وضع صينية الطعام بجانب حسام و بدأ بمساعدته ليتناول الطعام و هو مبتسم بابتسامته اللطيفه و لم يكن ينظر كثيراً في وجه حسام الذي كان ينظر إليه كثيراً رغم أنه حاول أن يتجنب النظر في وجهه . أنتهى شريف من إطعام حسام ثم أمسك كأس الماء بيده و الدواء بيده الأخرى و قربه من فم حسام الذي ازداد خفقان قلبه بشده و هو يشعر باقتراب يد شريف من فمه و لكنه حاول إلا يفكر في ذلك الأمر كثيراً حتى لا يزداد ارتباكه . سريعاً قام شريف بإعطاء الدواء لحسام الذي بالكاد شعر بأصابعه ثم أشربه الماء و الابتسامه لم تفارق وجهه ثم ابتعد عنه و هو يحمل الصينيه خارجاً خارج الغرفه متوجهاً نحو المطبخ . كان حسام في أقصى تعجبه مما حدث للتو فشريف يتجاهله تماماً رغم معاملته اللطيفه و الابتسامه التي لا تفارق محياه و لكنه لم يتحدث إليه و لم يحاول الاقتراب منه أو لمسه . كان حسام لا يعلم سبب ذلك التجاهل إذا كان بسبب تضايقه منه لأنه رفض أن يلمسه أم بسبب أخر ، و إذا كان بسبب ذلك فلماذا إذاً لم يتحدث إليه و يخبره بذلك و حتى يتصرف بغضب معه و لماذا يعامله بلطف . شعر حسام بالحيره و الضيق الشديد مما حدث و لكنه أقنع نفسه بأن هذا بالتأكيد للأفضل فهو يريد أن ينسى ما حدث و يريد أن تكون الأمور بينهما طبيعيه .

كيف أهرب من ذلك الرجل ؟Where stories live. Discover now