البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق

Start from the beginning
                                    

فوصل همسها لمسمعه، فأستدار بوجهه يطالعها، حينها وقع بصره على تعرق جبينها وحركة رأسها وهذيانها، فألمه قلبه لحالها، الخائن رق لها، وتناسى جراحه المتقيحة والتي  هي المتسببة بها، فتقدم منها وحاول آفاقتها، وهو يهمس بأسمها بنعومة وعاطفه لم يتمكن من قمعها، فنهضت هي من غفوتها  بعينين ممتلئة بالعبرات وشعورها بالذعر يتجلى على سيمائها وهي تهتف قائلًة:-
  - مش انا، مش أنا...
  فهتف قائلًا بتلك النبرة الدافئة:-
  - اهدي يا نيرة، دا كان مجرد كابوس..
  نبرة صوته اخترقت قلبها لا مسامعها، فحركت بؤبؤ عينيها ليقع عليه، سيطر عليها خوفها وذاك الكابوس المؤلم لروحها، فلم تشعر بذاتها وهي تلقي بجسدها اتجاهه وتتمسك بخصره وتهتف من بين نحيبها قائلة:-
  - آسر ما تسبناش، ارجوك خدنا معاك، احمي ولادنا، ابعدنا عن هنا، أنا مش عايزة أرجع للبيت دا تاني، ابعدني عنه ارجوك، ولادنا بخطر فيه...
تأوه أحاط بقلبه النابض بين جنباته الذي صدمَ بفعلتها المفاجئة تلك، والتي لم يكن يتوقعها، انها تطالبه بأخذها والابتعاد، تطالبه بحماية صغاره وكأن هناك من تخشاه
نبرة صوتها تسربت بين طياته حتى تغلغلت اعماقه، فأشعرته بمدى وجلها وذعرها وكأنها تستنجد به، وتناشده بالأمان...
بشق الانفس وضع قناعًا محنكًا لرجلًا بارد جامد المشاعر، وكأنه لم يتأثر بها، ولم توقد نيرانًا بداخله جراء قربها ولمستها تلك له والتي أشعرته انها وللأن تعني له
لكنه جاهد للجم ذاته أمامها، فأخذ الأمر منه لحظات قبل  ان يتدارك ذاته ويقول بصوتًا اجش.. عميق وهو يبعدها عنه ويضع عينيه في عينيها مباشرة بنظرة متسائلة:-
  - مين الخطر على ولادنا يا نيرة؟، ادم هو الخطر..
  باضطراب حركة راسها نافيه وهي تتلعثم قائلة:-
  - لأ أدم لأ، هي الخطر على ولادي!، هي اللي عايزة تأذيهم، احميهم يا آسر، خدني معاك لبعيد، انا  هطلق من ادم واخد ولادي لبعيد، بس انا مش عايزة ابعدهم عنك مرة تانيه، انا عايزة نربيهم سوا بأمان..
  فهتف متسألًا مرة اخرى عن هوية تلك التي تعدها خطرًا على صغارها، وعقله لم يصور له مطلقًا ان تكون اقرب الناس اليها هي مصدر الخطر وليس الأمان، وفي المقابل بقيت هي صامته، لم تستطع اخباره بقبح والدتها وسوئها، وانها هي المتسببة بحادثتها، وانها كانت تخطط للتخلص من الاخرى ايضًا، فتلعثمت في ردها قائلة:-
  - مش مهم مين، المهم تبعدنا يا آسر عن هنا..

  تغضن جبينه بضيق من تلعثمها في الكلام وتهربها من الاجابة، فأن كان هناك خطرًا حقًا،  لما لم تخبره بهويته وهو  لا يري خطرًا غيرها على صغاره، ولوهله داهمه ذكريات الماضي، وسيطر عليه أشباحه التي ذكرته كم كانت ماكره.. مخادعة، فطالعها بعين الشك الموقدة، وعقله يحلل معتقدًا انه قد فهم خدعتها، وأنها ربما تخطط لأمرًا ما، فيقسم على عدم الوقوع في شركها مرة اخرى، لكن قلبه رأى مدى صدق ذعرها، وهاجمه على سوء ظنه وشكه بها، وبالنهاية ظل للحظات يناظرها وهو يصارع جحافل عقله وقلبه معًا، في حربًا دؤوب، ترى ايهما فيها المنتصر!..
لكن لا  يهمه ان كانت صادقة أو كاذبة، فما تخطط له سيعرفه، ويكفيه أنها تطالب بالبقاء معه هو وصغاره، وهذا جلّ ما يريده صغاره!، أن يضمن سلامتهم واعطاءهم أسمه، لذا بقاءها أسفل مجهر عينيه سيكون الأفضل، لذا يصدقها أم لا يصدقها فتلك اللحظة هذا  ليس مهمًا، كل شيء سوف يضح له بالنهاية، لذا اردف قائلًا بنبرة جامدة:-
  - تمام يا نيرة، اصلًا هو دا كل اللي عايزه أن ولادي يكونوا بأمان واضمن سلامتهم، وتوجدك معايا هو المناسب وهو بالضبط اللي لازم يحصل عشان يتنسبوا ليا.

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويWhere stories live. Discover now