البارت الثامن والثلاثون

11.4K 621 94
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثامن والثلاثون
🌺🌺

يقال أن القلوب النقية لا تتوقف يومًا عن الحب والعطاء
مهما حاول البعض كسرها!، تمنح وتمنح وتلتمس دومًا الاعذار، لكن نيران الخذلان خاشمه قد تحرق القلوب
حتى تبيت رماد، فاقدة للأحساس ويتحول مالكها لقاسًا فقد القدرة على الغفران، فجميعنا خُلقنا انقياء، لكن هناك  بعض القوب الهشة، قاست وعانت حتى امتلأت بالسواد، سواد تراكم من نهر قسوة الاحباء والتعرض للخذلان، خذلان كسرهم واحرق الروح فأنتزع منه المشاعر والأحساس، حتى لا تنال منه الأحزان، واختار ان يؤلم لا يتألم، وبالنهاية ضل سبيله وغلفه بالقسوة، وهي كانت احدهن، تألمت كثيرًا ، وارتوت من نهر الاحزان وقسوة الحياة، حتى تشبع قلبها بالحقد، الكره، وتعلم الأذية، فمن كانت هي في بداية حياتها غير فتاة في مقتبل عمرها عشقت وكانت دون المستوى، عشمها بالحب والجواز، لتكتشف خداعه لها وان لديه زوجه وابنًا صغيرًا لم يبلغ عامين،  وحينما واجهته، اخبرها انها ليست إلا نزوة في حياته وانتهت...

وتركها شريده، متحطمة  الوجدان ، تحمل بأحشائها ثمار الخطيئة الذي نبذها وعنفها وطلب التخلص منها في الحال،  فهو لن يترك زوجته ذات الطبقة المخملية الرفيعة وأبنه من أجلها هي التي اسلمته ذاتها دون رباط بينهما سوى ورقة ليس لها قيمة مزقها ولا يريد ما يربطه بمثلها، لكن سبق السيف العزل وتخطى حملها المدة المسموح لها بالإجهاض، لكن لم يرغب بصغيرها واعلن لها بقسوة أنه لا يخصه، ولترى هو ثمار خطيئتها مع من!..
حطمها بقسوة حينها وانتزع قلبها منها، لكنها اقسمت على الانتقام وأن تجعل وليدها ينتسب ألى أحد ما، وظلت تحوم حوله وحول كل من يخصه لتجد فرصتها المناسبة، وقد أتتها وتمثلت في شقيقة الزوجة المصون له التي ظلت لسنوات تسعى للأنجاب وفشلت، فأختارت أن تهبها صغيرها
لتنسبه إليها،...
سعت للتعرف عليها هي وزوجها في كتمان، واتفقت على منحهما طفلها والاختفاء من حياتهما نظير جزءٍ من المال، فوافقا ونشروا خبر حملها في الانحاء واختفى كلاهما لفترة حتى الانجاب وبدون تردد منحتها طفلها وغادرت مع المال، تنوي العودة والانتقام، وبمال بيعها لصغيرها، كبرت وأصبحت زي سيط وعادت أخرى تمتلك المال، والتقت بالشقيق الأصغر به وألتفت حوله كالحية، وبخت سمها بقلبه واهمه أياه بالعشق، فتخلى عن الجميع وتزوج بها، وصدم الجميع بها..
حينها تلجم برؤيها زوجة لشقيقه وتكتم لم يستطع البوح بعلاقتها السابقه معه لعدم دمار عائلته، خاصةٍ وقد اعلنت حملها بطفل شقيقه وانتهى الأمر، ومع مرور الوقت رضخ الأب وأرتضى بها من أجل حفيده الذي انجبته، ودلفت القصر كما سعت وظنت أنها ستكون سيدته الأولى، لكن لم يتحقق حلمها وطموحتها، فالزوج العتيد لم يكن غير خرقه باليه، ليس له كلمة أو مكانه به، ومع الوقت أدمن الخمر وخسر مالهما على طاولة القمار، لتعيش تحت رحمته يتمتع بأذلالها ألى أن تعرض هو وشقيقه لحادث سير أودى بحياتهم،  حينها نصب والد زوجها العتيد أدم الحفيد الأكبر له، وريثًا بعده وكبيرًا للعائلة، وكم شعرت بالخيبة حينها ونفرت ادم وبغضته ألى أن اكتشفت ضعفه اتجاه ابنتها نيرة، جعلها تبتهج وبدأت باستغلال الأمر حتى تبيت زوجة له وحينها تكون لها السلطة المطلقة، لكن ابنتها كانت غبيه ورفضته، لكن حمدًا لله حينها ان الجد لم يرضخ لها وتلك الحسنة الوحيدة التي فعلها  معها، أنه جمع بينهما وجعل ابنتها زوجته، لكن الغبية لم تتعلم وعشقت احد الشباب الفاسقين بجامعتها فتولت هي أمر تخريب علاقتهما، واخبرته بزواجها من أبن عمها الدكتور الجامعي ذو المكانة الرفيعة وليس فاشلًا مثله وتمكنت من ازاحته من طريقها وإعادة الأمور ألى نصابها الصحيح الى أن حدث ما حدث من خطأ حطم خططها وكأن القدر يعاندها، لما كل صغارها هكذا اغبياء، ضعاف القلوب اتجاه المشاعر الزائفة، حتى بكرها ركان، نعم ركان هو وليدها، بكرها الذي لا تستطيع وئد مشاعرها نحوها وقمع إحساسها بالذنب اتجاهه، فقد ظلمته مرارًا منذ ولادته فقد تخلت عنه وباعته لغيرها، وظلمته حينما صمتت وهي ترى اساءة والدته الزائفة له بعدما انجبت طفلتها وهو بعمر الثمانية عام ولولا زوجها لكانت تخلت عنه وكشفت المستور للجميع، وظلمته حينما خبأت عنه حقيقة نسبه، لتكون النتيجة عشقه لشقيقته ميار والتي اسرعت في تزويجها من ظافر وضغطت عليه خوفًا من أن تميل ميار له ويتطور الأمر بينهما وينكشف المستور، وشاهدت بعينيها دماره وعذابه دون أن يرف لها جفن، حتى انه لما تقترب منه أو تستطع مواساته ومداوة جرح قلبه، لكن كيف تفعلها وهي بلا مشاعر، قلبها بات صلد، لينتهي به الأمر متزوج من فتاة لا تليق به أبدًا، لا تليق بالرائد ركان أبدًا، لكنها صمتت ولم تستطع الاعتراض، فكيف لها أن تظهر اعتراضها وهما لا صلة قرابه بينهما أمام الجميع، فسر ولادته مقتصر بينها وبين سعدية الشاهدة على ولادتها والتي اهتمت به في بيت والده ومنحته حنانها وعوضته عن قسوة سهير معه، وأيضًا لراحتها بوجود انثى بحياته قد تتمكن من نزع الحب الكامن بقلبه ل ميار والذي فسره على أنه عشقًا، ولا يعلم أن صلة الدم بينهما هي ما تحرك مشاعره اتجاهها، ف ركان هو اكثر أولادها تأثرًا بمشاعره، فهو يملك ذات العطف والحب اتجاه نيرة والذي اتخذ السبيل الصحيح لارتباطها ب أدم، لذا صمتت مترقبه، متمنيه أن تنجح باحتلال قلبه ونزع ذاك الحب الخاطئ من قلبه،
وعندما تنجح وتنزع هذا الحب وتجعله يسلك دربه الصحيح، سترى هي بشأنها عقب انتهائها من مشكلة شقيقيه اولًا، والتي بدأت بأولى خطواتها منذ قليل وهي تتمثل بالخلاص من طفل ابنتها وعقبها التخلص من تلك الدخيله هي الاخرى..
ابتسمت بشر وهي تتذكر فعلتها منذ قليل، حينما دلفت ألى المرحاض وهاتفت ماهر ابن شقيقتها الذي يعمل ضابطًا بالمركز، لا هنا بقسم القرية والذي جميع من يعمل به على صلة بادم وركان، وقامت بأخباره بأن يأتي للقصر هنا بأمر إلقاء القبض على تلك الفتاة جود واخبارها أن أدم هو من قام بالأبلاغ عنها، واخذها عنوه وزجها بالحبس مع المساجين والذي مؤكدًا ستلقى منهم ترحيب هائل، سيخلصها من جنينها..
اتسعت ابتسامتها وهي تستمع لبعض الاصوات المتداخله عقب ارسال ماهر لها برساله بمجيئه، لتعمل هي على ابقاء ميار معها بالغرفة وابعادها عن مكان تواجد تلك الفتاة وهذا ما فعلته، فها هي تبقيها معها بالغرفة بحجة مرضها، حتى لا تدخل بالأمر وتهاتف ادم أو ظافر، هي تريد فقط من جود أن تذهب ألى السجن ولو ساعة واحده، سينتهي بها كل شيء...
**
هناك صفعه بألف صفعه، تجعلك تدور حول نفسك
تشعر بها كمطرقة هوت عليك فحطمتك بقسوة ، تجاهد عقبها لملمة شتات نفسك من هول الصدمة المباغتة لك 
إلا إنك لم تستطع!، فالتعرض للخذلان قاسًا، لن يفهمه إلا من سبق ونال منه، وهي صُدمت  واحترقت من جمر كلمات الضابط الذي رجمها به..

فأغلقت عينيها بقوة وقد انطمس كل شيء حولها، توقف الوقت وسكنت النبضات، الا عقلها الذي انتفض يحلل الموقف، فتعاد الكلمات برأسها اكثر من مرة غير مستوعبة ما نطق الضابط به، بلاغ بها.. بتهمة محاولة قتل نيرة.. بأسمه هو!..
كان احساسها صادقًا أذًا، لم يصدق براءتها، وقام بالإبلاغ عنها،  هنا وتدفقت العبرات من مقل روحها لا عينيها، روحها التي استأمنته عليها، فخذلها بقسوته وألحق الظلم بها، وارتجف جسدها بخوف..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويWhere stories live. Discover now