البارت السادس عشر

16.1K 648 74
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت السادس عشر
🌺🌺

يقال ان دمعه واحدة تمحي الألم، أذًا ما بال آلامها لم
تنمحي بعد، وقد ذرفت مقآيها آلاف الدمعات....
# بوسه
***
أطرفت عينيها بدمعه تسللت من بين جفنيها المغلقين، مصاحبة لأناة ألم، وهي تحيا كابوسًا مرير، تعاد فيه لحظات انتهاكها، وذاك الذعر الذي انتابها لحظة رؤيتها للدماء تنساب منها، لكنها تختلط مع الاحلام فتراها تتسع وتتسع، وهي مقيدة، تجاهد للتحرر لأنقاذه لكنها لا تستطع، حتى أنها أخذت تتململ في غفوتها الاجبارية تأثير لجرعة المخدر ...

كل هذا لفت انتباه ركان الذي ولج الغرفة منذ ثوانٍ معدودة، بعدما أوصل ميار ألي المنزل بعد اصرارًا منه عليها لترتاح، ثم يعود ريثما تخرج تلك الفتاه من الجراحة التي تخضع لها..
لذا ما أن عاد حتى علم بخروجها وبقاءها بتلك الغرفة
فأتى إليها، ليرى ما هي عليه ويحدثها، لكنه وجدها ماتزال غافيه..
فظلا لثوانٍ موضعه ينتظر أفاقتها، حتى انتبه لها ولتشنج ملامحها وتأوها، فأدرك أنها تعيش كابوسًا وتصارعه، أنتفض قلبه بنبضه متألمة تشفق على حالها،  فلم يحتمل ووجد ذاته يندفع اليها وهو يهمس لها مهدئًا قائلًا:-
  - اهدي ما تخافيش انتِ بأمان..

نبرت صوته الحانية تسللت الى مسامعها،  تنتشلها من كابوسها، لتلين ملامحها وتستكين،  وهو يطالعها بنظرة حانيه ما لبست إلا ثوانٍ واختفت وتجهمت ملامحه وهو يتذكر كلمات الرجل عن كونها خائنه، ليبتسم بسخرية مؤنبًا ذاته اولًا،
" فمن بيته من زجاج لا يلقي الناس بالحجارة"،
أليس هو خائنًا!، يعشق امرأة رجل أخر، لذا لا يحق عليه أن يحكم عليها....

تعلقت عيناه بها لبرهه تجذبه ملامحها البريئة والصغيرة التي تدل على حداثة سنها بتسأل، ترى ما هو عمرها!، هل هي بأوائل العشرون  ك ميار!.

ليزدحم عقله بالأفكار نحوها، زخم من المشاعر المتناقضة،  احداها تبرر له انها ضحية، فكيف لها ان تبيت زوجه للرجل بمثل عمر زوجها وهي صغيرة هكذا!، لتسلك درب الخيانة وتوسم بها، واخرى تستنكر ما يبرره لها، فمهما يكن لا يحق لها أن تخون زوجها مع آخر وتحمل طفله...

مكث شاردًا بها للحظات، لا يدرك لما يستنكر تلك السمه التي الصقها بها ذاك الرجل، حتى أنه لم ينتبه لولوج الطبيب   منذ ثوانٍ والذي تنحنح يلفت انتباهه لوجوده هنا،  فقد استدعاه قبل ان يلُج اليها، حمحم بحرج وهو يتوجه نحوه معرفًا عن ذاته متسائلًا عن اوضاعها، اخبره الطبيب بحالتها بعملية قائلًا:-
  - مش هخبي على حضرتك ان الحالة لسه مش مستقرة، احنا سيطرنا على النزيف، لكن مازال في احتمالية للأجهاض
ثم صمت لوهله وتابع قائلًا:-
وبما ان حضرتك ضابط فلازم تحرر محضر بالوقعة لأن من الواضح انها اتعرضت لاعتداء جنسي وجسدي عنيف،  جسمها فيه علامات لضرب من أيام لسه أثاره موجود،  من الواضح اننا بنواجه حالة عنف اسري..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن