البارت الاخير والى اللقاء بالجزء الثاني #سيال_العشق

19.7K 612 71
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثالث والأربعون
والاخير وإلى اللقاء في جزء جديد بعنوان
" سيال العشق"
🌺🌺
ناشدت في كنفك الامان.. الحب. والاحتواء
فكُن ليا ما أشاء،  حتى بك أتمسك بالحياة
وأهرول اليك كلما ضاقت بي الهموم
أتدثر بابتسامتك وأستكين بين يداك...
ـــــــــــــــ

دلف ألى الداخل بخطوات وئيده متمهلة يستند على عصاه لتعينه،  حتى وقف مقابلها وظلت عيناه تتأملنها بنظرة حاقدة، ما لبست إلا ثوانًا وتحولت ألى شعور بالألم، الغدر،  والخيبات ورياح الكره تزمجر من داخله، وغصه كبيرة تعتمله كلما داهمته ذكريات ماضيهما سويًا..
ظلت تلك النظرات تطل من عينيه حتى تحركت مقلتيه وهبطت على معدتها حيث رحمها الماكث بداخله أطفاله الثلاثة،  حينها فقط رقت ملامحه وطل منها شعورًا بالحنين، فلم يتحكم بيده التي ارتفعت وتوجهت نحوها وبدأت تمسد عليها برفق ورجفة، حتى أن عيناه بدأت تلتمع بالعبرات، فحرك بؤبؤ عينيه، وارخى اجفانه الساخنة بدموع أبيه ثم اطبقهما بقوة مانعًا أياهم من الهطول وهو يهمس بصوتًا ضعيف:-
-أنتم اولادي أنا!، من لحمي ودمي انا، مش قادر أصدق أنكم موجودين وأن أنا هكون أب وأخيرًا بعد ما فقدت الأمل، تعرفوا دلوقت عايز اتعالج واخف، عايز أعيش عشانكم، عشان اشوفكم وأربيكم واعيش معاكم،  واحميكم أنا بتمني أن ربنا يطول في عمري بس عشانكم..

تفاجئ بتلك الحركة البطيئة أسفل يديه والتي أعقبها أخرى وأخرى جعلت عيناه تفقد سيطرتها على عبراتها، التي انسابت بغزارة على اخاديد وجهه وهو يشعر بحركة أطفاله لأول مرة وكأنهما يشعرون به ويجيبونه أنهم هنا، يستمعون أليه ويحتاجون أليه!..
ارتعشت خفقات قلبه بقوة، حتى أن صوتها كان صاخبًا، متناغمًا مع أنفاسه الغير مستقرة من فرط عاطفته بتلك اللحظة التي أثارها تواصل اطفاله معه، فهمس بصوتًا ضعيف مختنق بالدموع قائلًا:-
  - اوعدكم اني مش هسمح لأي حد مهمًا كان يأذيكم!..
وظلت يداه على رحمها يستشعر حركات صغاره بعاطفة متدفقه مستمتعًا بشعورها، وتاه بها فاقدًا الشعور بالزمان والمكان، وان هذا الرحم يخصها، فلم ينتبه لوجهها الذي يتعرق بشدة  جراء ذاك الكابوس المداهم لعقلها حيث ترى والدتها تحمل بين يديها سكينًا يبرق وتتقدم من صغارها، راغبه بالتخلص منهم، وهي مقيدة بسلاسل غير مرئيه، لا تستطيع الحركة وانقاذهم،  حتى رأته من بعيد يدير ظهره لهم ولا يراهم، فحاولت الصراخ بأسمه إلا أن صوتها خرج مكتوم لا يصل صداه له، فانسابت العبرات من مقلتيها وهي تشاهد سكين والدتها يخترق احد اجساد صغارها،  حينها فقط خرج صوت صياح قلبها المكلوم، فوصل صداه له، فأنتبه لهم وسارع بالتقدم منهم، فهربت والدتها بعيدًا حين وقع بصرها عليه، دون أن يراها هو..
شعرت حينها بانعدام قيدها وكأنه ما كان قبلًا، فتحركت بلهفة ووجع نحو صغارها إلا أنه وصل إليهم قبلها، والتقط جسد صغيره النازف بشدة لكنه يتنفس، اي لم يفقد حياته لكنه ينزف بشدة،  فأخذ يتطلع به وعينيه تنزف دمًا لا دمعًا على صغيرة المتألم، وهو يصيح بها يلومها أنها المتسببة في ألمه، وهي تطالعهم بألم كان كالنصل يخترق قلبها، وأخذت تحرك رأسها نافيه لاتهاماته تلك وعيناها على صغيرها النازف، تحاول الوصول أليه وضمه الى صدرها، لعلها توقف نزيفه وتخفف ألامه وتهتف قائلة مبررة:-
  - مش أنا.. مش انا اللي اذيته.. مش انا

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويWhere stories live. Discover now