البارت الثالث والثلاثون

15K 682 74
                                    

اولًا بعتذر عن ميعاد امبارح لأني كنت برا البيت ورجعت متاخر نظرًا للجو،  ثانيًا كتعويض كتبت بارت كبير حوالي 8000 كلمه،،،  قراءه ممتعه
بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثالث والثلاثون
🌺🌺

مهما ابتعدت عني ، فأت تسكن أضلعي
ما غاب عني هواك،  ولا منه وجدت مهربًا
فالروح اليك تهفو، وبالعين أنت تختبئ
تغيب تغيب بلا جدوى فأنت أنا ولك أنتمي...
ــــــــــــــــــــــــــ
غريبه هي الحياة!، تبتسم لك حينما تفقد بها الأمل ، تمنحك ما سبق وسعيت له وقسيت لنيله، فعاندت وسلبتهُ منك بمنتهى القسوة والتجبر، وتبقي لك جمر الشوق ، وفي غمر الألم، وفقدان الأمل تبتسم لك، وتمنحك أياه بعد طول الامد ، بعد عجاف سنوات نال منك الشوق مطلعه، تطوي بينكما المسافات، وكأن ما كان انعدم ، تغمر قلبك الغض ببشرى اللقاء، لتدرك ان الاقدار حانية وفي الحياة سرور يعقب الألم، فطمئن قلبك أن بالسماء هدايا دانيه، وان ما كتب لك ستناله مهما طال الأمد  ..
**
كان كالوحش الحبيس ،  غير مدرك ما عليه فعله، يزأر بألم يكاد يهلكه مورد التهلكة لجهله بمكانها،  توالت عليه الاحداث منذ الأمس بدأ باختفائها،  ليعقبه اختفاء هاله هي الأخرى، فبعدما عاد بالأمس وجد مفاتيح شقته ملقاه أمامها،  وهاله مختفيه لا وجود لها، هاتفها لكنه كان مغلقًا، دلف الشقة يبحث بها فوجد ثيابها ما تزال موضعها، اذا لم تغادرهما برغبتها!..

اسأله جمّ تجول برأسه، ترى أين هي زوجته!، ومن اخذها!،  وهل لاختفاء هاله علاقه باختفائها!، أسأله بلا اجوبه تنهش برأسه وهو مقيد، شعوره بالعجز يقتات منه، والقلق على تلك البريئة يغمره، يلوم والده على فقدانها،  لولا مداهمته للمنزل لكانت به آمنه....

في المقابل كان والده جالسًا،  يناظره بعين الشك،  أن يكون له يد باختفائها مجددًا،  كما فعل من قبل،  لكن جنون أبنه الذي كان يجئ ويذهب متغاضي عن ألم قدمه الحارق يسرب الشك من داخله...

كل شيء كان ضدهم،  وكأن القدر كتب عليهم عدم لقياها،  فحتى كاميرات البناية كانت معطله، فلم يتسنى ل آسر رؤية ما حدث وذاك الشخص المرافق لجود والذي بالتأكيد أن رأه لتدارك هويته،  ونشبت بينهم حرب ضاريه لاستعادتها...
طرق رأسه وجعًا مضاعف من زخم الافكار برأسه، خاصة تلك الخاطرة عن مكان تواجدها والتي داهمته بيقين،
فكيف لم تطرق رأسه قبلًا، وخاصة تداركه بأن ليس لها بأحد هنا غير والد طفلها، الذي أسلمته أياها هاله بسذاجة قبلًا، من المؤكد انه تتبعهما وهو من سعى لأخذها بعدما تأكد من صحة أقوالها، لكن لما يا ترى!، هل يرغب بالتخلص من جنينها؟ ا..
هنا ولمعت عيناه بجذوة من العذاب والألم، والوجل من أصابتها بمكروه يدمي قلبه آنين،  تطرقه تخيلات سوداوية عما قد يصيبها،  يا الهي قد تكون ملقاه بأحد العيادات الرخيصة تخسر جنينها، أو ربما تأذت حين المحاولة وتكون ملقاه كجثه هامده بأحدي الطرق،  لم يتحمل بشاعة تخيلاته،  فصرخ بقوة اهتز لها جدران شقته،  ليهرع نحوه تيام محاولًا تهدئته، بينما والده انتفض من مجلسه، متصنم موضعه بقلق يجيش بصدره من حال ولده وخوفًا من انتكاسته وقد أيقن أنه حقًا برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فها هو يري عذابه ومعاناته دون أن يجرأ على الاقتراب والمواساة وهو يري اللوم يطل من عينيه حتى فاض وانسكب وكم ألمته تلك النظرات فقد كانت كالسياط تهوى على جدران قلبه حتى اهتزت دواخله فهدر بتوتر ونظرات زائغه:-
  - انا مش هفضل كده،  انا هنزل بنفسي مع الرجالة وابحث في الأقسام والمستشفيات ومش بس كده هسيب لهم صورتها..
  لم يتفوه آسر بكلمه له،  بل نظراته الصامتة كانت أبلغ من اي كلمات ينطق بها،  فتحرك سليمان من الشقة بقرار البحث ألى أن يجدها، بينما آسر قرر محاولة الوصول لذاك الولد عن طريق المعمل، وهو يلوم ذاته بعنفوان لعدم اهتمامه بمعرفة هويته من هاله، فرفع هاتفه وحدث محاميهم الخاص قائلًا باحتدام:-
- عايزك تعمل اي حاجه ممكن تتعمل وتجبلي معلومات عن الزوجين اللي حصل معاهم خطأ المعمل الطبي ..
اجابه المحامي قائلًا: -
  - للأسف حاولنا قبل كده ومقدرناش نوصل لأي معلومات عنه يا أسر بيه، حضرتك عارف سياسة الخصوصية المتبعة هنا، واذا هو ما ممنحش موافقه على اظهار هويته فمش هيظهروا..
  - صاح به آسر بانفعال:-
  --تتصرف يا متر، حتى لو هددتهم انك ترفع عليهم قضيه تعويض ولو وصل للأمر ارفعها فورًا، المهم توصل للمعلومات دي..
ثم اغلق الهاتف دون انتظار أجابه من الآخر، وهو يشعر بالقهر يتغلغل بين طياته..
***
اشتعلت ملامحه بشكل خطير يوحي بمدى خطورة البركان الثائر بداخله، حينما حدث ما لم يتوقعه وهي كلمات زوجته التي نطقت بها لأول مره منذ محنتها الصحية بأسم الاخر توقفه قائلة:-
  - ظافر شكرًا ليك لأنقاذك حياتي...
  استدار لها ظافر وقد افترقت شفاه عن ابتسامه رجولية حانية، سريعًا ما تبدلت لأخرى متلاعبه، وتمتم قائلا وهو يشعر بالانتشاء لرؤية غضب الآخر وتجهم ملامحه:-
  - ولو إحنا في الخدمة يا برنسس، أنا ودمي تحت امرك دايمًا، دا أنا وأنتِ بقى فينا بنا رابط أوي، رابط الدم معتقدش في اقوى منه، مش كده!...
  اردف بأخر كلماته بينما يرمقها بغمزه عابثه أربكتها،
  استشاط ركان غاضبًا عليهما كالبركان الثائر، فشد على نواجذه شاعرًا ان وجه المحمر يحترق من كلامهما، ليرمي ظافر الذي ترتسم على محياه ابتسامه استفزته بنظرات خطيرة،  جعلت ظافر يتحرك للخارج وعلى شدقتيه ابتسامه متسعه باستمتاع متوعدًا  له بالقصاص قائلًا:-
- ولسه يا ركان دا أنا هسويك على الجانبين، لحد ما تقول حقي برقبتي وتحس بشعوري أنا والبريئة اللي جوه دي..
اغلق ركان الباب خلفه بعنفوان وهو يسبه بداخله، جعل جسد تلك الجالسة على فراشها ينتفض فزعًا من فعلته،
فزع تلاشى خلال ثوانًا، هدأت فيها من روعتها قبل استدارته وعادت لما اسبق وقررته وهو التجاهل له
فمددت جسدها على فراشها تواليه ظهرها..
بينما الممرضة دثرتها وتحركت مقرره الذهاب، ليتقاطع طريقها مع ركان الذي تحرك بخطوات وئيده وعين تلتمع بوميض غضب مرعب نحوها، طحن اسنانه بينما يهس من بينهما بضروه:-
  - ممكن اعرف دا  كان بيعمل إيه هنا!، وازاي تسمحي له يدخل عندها!...
  أن كان يظن أنه سوف ينفث عن غضبه بها، ويسمع ما يهدئ اشتعال روحه فهو مخطئ بل كلماتها التي نطقت تجيبه بها، كانت كمن سكب على النيران وقودًا فأزدته أشتعالًا، حينما اردفت مجيبه ببراءة زائفه، ولا كأنها التقطت كلمات الاخرى السافرة عن معاناتها في عشقه واشفقت عليها وأرادت أشعل غيرته وجعله يذق بعضًا مما تذوقته مريضتها، وكأن جميع من حوله تكابل ضده في تلك اللحظة، شفقه بتلك الصغيرة وانتقامًا منه لها:-
  - كانت منهارة ومصممه تمشي من هنا وما قدرتش عليها،  وهو الوحيد اللي قدر يهديها ويقنعها تبقى هنا من غير ما ألجأ للمهدئ، مجرد كلمات سمعتها منه هديت ..
تغضنت ملامحه بشدة وعيناه التي باتت كجمرتين ملتهبتين وكلامها يمر بعقله ببطيء،  بل بكيانه كله كسم زعاف يميته،  لينتفض جسده بغضب جمّ، شاعرًا بجنون نبضات قلبه رفضًا لما طرق عقله الأن من هواجس اهتز لها كيانه،  لتنحدر عيناه على تلك التي تقوقعت على ذاتها  تواليه ظهرها، متجاهله وجوده، دون ان تروي ظمأ روحه لها بكلمه تطمئنه،  وجلًا تغلغل بين طياته من خسارتها، فماذا لو تناسته حقًا واعتبرت ظافر الأن هو الأمير المنقذ!..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن