البارت الرابع والعشرون

14.4K 602 76
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الرابع والعشرون
والاخير من الجزء الاول
🌺🌺

لطالما سرتْ على اشواك الحياة، وجرحت بقسوة وصحتُ بأنين مكتوم، ولم يسمعني احد، قاومتُ بقليل من الامل
أن يأتي يومًا وتندمل جروحي ويغزوني الفرح، إلا أن السدم اعتمر قلبي وبدأ يقتات من الأمل الذي أحياه قربك
حينما أحرقني جمر تجاهلك، حتى استنزفه بداخلي
ونثر اليأس غباره على ملامحي، وتبلدت الغيوم في سمائي 
وأظلمت دنياي أمامي، قاومت صراخ الانين بداخلي، وشيطانًا رجيم يريني أسوء مخاوفي، وأنا وحدي بلا معين
في دروب التيهه، وخلفي كان عذابًا أليم وموتًا بطيء  فأسلمت له وخطوت نحو نهايتي، إلا أنك عدتُ ألي مجددًا
فهل تستطيع احياء رميم قلبي أم أنك ستنهيه بخذلانه مجددًا...
**

بدأت تدارك ما اوشكت على فعله من أثم، لولا عودته ك سراجًا منير انتشاها من ظلامها، ودحر سيطرة الشيطان الرجيم على عقلها،  لا تستعب انها كادت ان تزهق روحها وتكون نهايتها كافرة، انخرطت ببكاء مرير وآسف وابتهال ومناجاه للرحمن ان يغفر لها ذنبها..

وكان هذا قبل ان تشعر بالإعياء ويداهمها الدوار مجددًا وتسمح لتلك الفجوة المظلمة ان تبتلعها،..

داهمه القلق فور انتباهه لسكونها المريب هذا ، ابعد وجهها عنه يطالع ما بها، فذوى القلق بداخله وقد أدرك فقدانها للوعي بين يديه ، فأسرع بالنهوض حاملًا اياها رغم استمرار رجفة جسده، وهبط بها الدرج ألى الاسفل، يستدعي الطبيب ويوجهُ ألى غرفه اخرى..
بينما بدأ الطبيب بفحصها،  فأستغل هو هذا وهاتف محمد يخبره بأن يأتي لأخذ الممرضة واستجوابها والبحث عن المجرمان اللذان تأمروا معها، ثم اغلق معه وعلم من احد الاطباء انهم قد عثروا على الحقير محسن نازفًا وتم اسعافه ونقله الى غرفة الجراحة لسوء حالته،  تجهمت ملامحه عند ذكره واطلقت عيناه شرارات الغضب والوعيد له إذا نجا من براثن الموت المحاصر له.. 

ظلا لدقائق الغضب قد ارتسم على ملامحه،  حتى خرج الطبيب فتوجه إليه بقلق، لكنه طمأنه عليها، وشرع بالحديث معه،  يسرد له ما مرت به، فأكد الطبيب عليه بحاجتها للمتابعة مع طبيب نفسيًا مؤكدًا بعد أن تفيق ويتدارك وضعها الصحي، فأماء له ركان بحسره تتراقص امام محياه عليها وعلى ما آل إليه حالها بسببه هو، ثم غادر الطبيب تاركًا اياه، يبقى لثوانٍ معدودة، قبل ان يلج الى الغرفة ويغلق بابها،..

وقف على مقربه منها يطالعها بنظرات شاردة متألمة، نظرات عينيه لا تحيد عنها بتنهيدة حارقه أوخزت صدره وذكريات ذاك المشهد تعاود الومض بمخيلته ورجمه بقسوة، فيخفق قلبه بين جنباته ذعرًا من خاطرة أنه أوشك على فقدها، غصة مسننه  تشكلت بقلبه وسدم استعمره مجددًا، بتأكد أن عليه عدم الابتعاد عن مدارها وإلا ستأتي مرة ويخسرها فيها حتمًا، وهذا ما لن يحتمله، هذا ما ادراكه، ان تلك الصغيرة تملكته، وباتت الحياة بعينيه..
شعر برغبة تجتاحه بضمها واخذها بين يديه يطمأن قلبه
أنها بخير وبجانبه، فاستجاب لها وخطى نلك الخطوة نحو فراشها وتمدد على الفراش الصغير بجانبها يضمها أليه ويريح رأسها على صدره ويحاوطها بذراعيه وهو يلثم جبينها المجروح برقه، تاركًا كل شيئًا اخر خلفه، فما يهتم به بتلك اللحظة هو انها بخير وبأحضانه قابعه..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويWhere stories live. Discover now