البارت السابع

15.3K 779 83
                                    

حدث بالخطأ" 
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلمي "دينا العدوي"(ملاك)
البارت السابع  
🌺🌺🌺🌺
مع بزوغ فجر اليوم وتسلل أول خيوط شمس النهار
تسللت ميار من فراشها ، بعد ليلة جامحه قضيها سويًا،  ليلة منحت فيها بكل كيانها وعشقها رغم الألم الذي شطر قلبها، والغريب أنها تلقت منه مشاعر ثائره، ملتهبة، مع همسات بالعشق لم يرددها لها قبلًا،  همسات كانت كالسياط ترجم روحها ويلتاع لها قلبها رغم جمالها وتمنيها سماعها منه سابقًا، ألا أنها كانت حارقه،  تخترق مسمعها فتدمي روحها آنين، وعقلها يموج بداخله تلك الخاطرة؛ أنها ليست المعنيه بها بل غيرها،  كان قربه منها تلك المرة كالجمر يحرق جسدها بلمساته التي كانت سابقًا تنتشي بها ويرتعد لها وجيبها، وتُحلق بسماء العشق من روعة احساسها بها، إلا أنها اليوم كانت تسحقها، تدميها، وتلقيها بأجيج نيران ملتهبة لظنها أنه كان يراها أخرى لم ينالها،  يبث لها عشقه بدلًا منها وصورتها ترتسم بمخيلته،  مما جعلها تشعر بالتقزز والنفور من ذاتها وجسدها وهي تتلقى عقابها بكل تلك المشاعر التي داهمتها حينها، لتهرع ألي المرحاض وتلقي  بذاتها أسفل المياه دون ان تنزع ثيابها، تنتحب بصوت مكتوم وهي تنزعها عنها، تغسل جسدها من أثر لمساته الحارقة لها، حتى انتهت وانتهى هو معها، حينما اعتراها الندم لذاك الوهن الذي تملكها ليلة أمس، لتهون عليها روحها وروح صغيرها وتفكر بالانتحار والقتل،  لذا حسمت قرارها منذ أمس لا من مكان له بحياتها بعد اليوم...
وپأصرار وتصميم للفظه من حياتهما هي وصغيرها،  خطت خطواتها المتسللة اتجاه خزانة ثيابها واخرجت حقيبة صغيرة جمعت فيه حاجيتها،  وارتدت ثيابها واخرجت ورقه وقلم وبدأت تكتب له بألآم قلبها:-

"  أنا راحلة وسأخذ معي آلامك واحزانك الذي تسببها لك قربي،  انا راحله وسأنزع عنك قيدك وآحررك من التزامك نحوي الذي يفتك بك،  لتكون حرًا وتنال من تعشق،  ليتك اخبرتني قبلًا أن هناك اخرى تملك قلبك،  بدلًا ان تمنحني املًا زائف، جعلني على استعداد الانتظار حتى استطيع اقتحام قلبك ، دون أدراك أن قلبك ممتلئ بغيري، الأن فقط استسلمت، فالعشق لم يكن يومًا جبرًا، لذا الأن اقول لك وداعًا، وداعًا جعلته يليق بي،  وداعًا جعلته عقابًا لي
وانا استقبل منك وصالًا ادمى روحي وحطم قلبي بقسوة وأنا استمع لكلمات عشقك الزائف الذي يجلدني وأنا أدرك انني لست المعنيه به، وبرغم ذلك استقبلته واحترقت بنيرانه، حتى اتذكر تلك الليلة ما أن يحن قلبي لك يومًا، لذا وداعًا أخير، اتمنى لك السعادة به من كل قلبي، رغم الحزن والألم الذي اعطيتهما لي".... 

بقدر ما كانت تلك الكلمات مؤلمه لقلبها إلا  انه عينها لم تذرف دمعه واحده فقط الصمت والتبلد والجمود هو ما تغضنت به ملامحها، ذاك الصمت الذي يعد ابلغ انواع الألم
وببطء مميت نزعت عنها خاتم زواجهما ووضعته فوق وداعها، ثم نهضت وجذبت حقيبتها وخطت اتجاه الباب، إلا أن جسدها خذلها وأوقفها تلقي نظرة اخيرة عليه،  لعلها تتشبع من ملامحه التي ستبيت محرمه عليها،  تحريم قررته بذاتها،  تحريم ستعاني أثره،  لكنها ستفعله...
  وبعد لحظات مرت وجحافل بين القلب والعقل،  اتفقا وأخيرًا على المضي قدمًا وغادرت، هبطت الدرج واستقلت سيارتها الى وجهه جديدة بعيدًا عنه،  تحاول فيها لملمة شتات ذاتها المبعثرة....
***
في هذا الوقت كانت سارة كعادتها تنهض مع اولى خيوط النهار حتى تنهي أعمال المنزل قبل ذهابها للمدرسة، وما أن انتهت حتى خرجت مسرعة هاربه من حماتها وألحاحها للذهاب الى تلك الدجالة التي تنعتها بالشيخة المبروكة والتي تصر عليها للذهاب اليها، فقط تنتظر ريثما يعود عمرو في اجازته المعتادة يومي الخميس والجمعة، ليجد هو حلًا معها،  من المؤكد أنه لن يرضى بهذا الجهل والتخلف، لذا ستحتمل وتهرب منها، حتى مرور اليومين الباقيين على خير، لذا خرجت من المنزل واخيرًا تستنشق الهواء وكأنها كانت تختنق بالداخل، وبدأت بالسير اتجاه المدرسة في وقتها المفضل وساعتها المفضلة وهي تنخلي مع ذاتها، فاليوم رانيا لن تأتي الى المدرسة، لذا هي وحدها وكم تحتاج الى هذا، تحتاج الى وقت مستقطع بعيدًا عن الجميع، تعيد فيه شحن طاقتها من جديد للمتابعة فهي متعبه، كل ما حولها يرهقها، منذ سنون وهي تعاني، وتتألم، لم تجد الحنان سوا مع والدها الراحل، والذي تُلقي على عاتقها  ذنب موته، تعلم أنها المخطئة من البداية لو ما اصرت عليه للموافقة على عرض صاحب البيت من البداية، لو بقيت ببلدتها بجانبه لما حدث أيًا من هذا وما كانت تعاني وتتلظى في جحيم ذكرياتها ألي الأن، لكنها انخدعت ببريقهم المزيف الذي خدعها وانبهرت به، لتكتشف خديعتهم وان ذاك البريق ليس إلا لجمرات مستعرة رجمت بها، كانت شارده بماضيها كعادتها وبطفلها الذي فقدته قبل أن تراه..

بينما هو كعادته خرج من منزله وقاد سيارته هو وصغيره اتجاه المدرسة، ليراها من على بُعد عدة امتار، فأدرك هويتها فورًا،  من ان رآها كعادته، هو يحفظ كل أنشًا بها، من مراقبة اشهر! مضت، ويدرك أن ما يفعله خطأ وذنب، لكنه ذنب لا يستطيع إلا أن يرتقفه، ولا بأمكانه التوبة عنه، يقسم أنه يجاهد لكبح جموحه ونظراته العاشقة التواقة لها بعزيمه تتبدد تمامًا ما أن تقع عيناه عليها، يجد نظراته تلتهمها، تتفقد كل تفصيلًا بها، ويحدد كل تغيرًا يُلحق بها مهما كان صغيرًا،  بات يعلمها أفضل من حالها،  مثل هذه  الأيام يلاحظ فقدانها لبعض الوزن مما يدل على سوء حالتها النفسية، ترى هل تشتاق الى زوجها!، لمعت عيناه بغضب جمّ وغيرة حارقه تشتعل بين ثنايا روحه عند تلك الخاطرة وهو يتذكر كيف تكون أفضل أثناء وجوده، أنه يبغضه ويود لو ينتزعها منه واعلامها بدناءته وحقارته التي اوهمها بنقيضها، فهي لا تعلم أنه من المشاركين بنحرها، كان يعلم بالبداية بما سوف يصيبها وارتضى به، وعقد معهم اتفاق مقابل بعض من المال والزواج بالنهاية بها، فمن هو لتقبل الزواج به لولا ما أصابها، كان مجرد سائق لدى عائلة زوجته، لقد علم بالخديعة التي نصبها لها بمخطط رائع، انهم ينون الغدر بها وتزويجها من أحد رجالهم، فيظهر هو كقشة غريق تتمسك بها، كأمير ينوي مساعدتها وتهريبها والزواج منها ليحميها منهم، ووقعت هي فريسه ضحية ذئب أشتهها له، ليختلجها شعور الامتنان له، فتقرر منح ذاتها له كزوجه يريدها، ولكن هل منحته قلبها كجسدها، أم كل ما تحمله له امتنان، سيزول مع اكتشاف حقارته وزيف ما اوهمها به، أنه يخشى عليها من كشف الحقائق الذي يعلم أنها ستدميها وتحطمها تمامًا حينها وستحولها الى حطام أنثى،....
أنثى لن تثق مجددًا؛ بعدما تكتشف أن الجميع خانها، آه من عذاب ضميره وحيرته وآلم قلبه عليها....
كانت نظراته مثبته عليها وهي غارقه بذكريات ماضيها المؤلمة، ولم ينتبه كلهما لتلك القطرات من المطر التي بدأت بالهطول منذ لحظات والتي اشتدت فجأه، مما جعل سارة تسرع أسفل احدى الأشجار...
بينما هو اسرع بسيارته نحوها ويتحدث ألي عمران بمكر قائلًا:-
  - عمران شوف أستاذة سارة هناك تحت الشجرة
جذب انتباه عمران الشارد باللهو على التابلت الخاص به  ذكر سارة ورفع رأسه يطالع مكان اشارة والده، بينما تابع رُحيم بذات المكر قائلًا:-
  - مش دي استاذتك اللي بتحبها  والمفروض تساعدها وتعرض عليها نوصلها للمدرسة عشان الشتاء وألا تتبلل وتتعب....
اماء له عمران بموافقه قائلًا:-
  - صح يا باباي لازم نساعدها، عشان انا بحبها أوي..
  ارتسمت بسمه على محياه رُحيم وهو يوقف سيارته أمامها، وعمران ينزل نافذة السيارة المقابلة لها قائلًا:-
  - أبله سارة تعالي نوصلك عشان المطر شديد وهيغرقك والدنيا كلها بقيت طين...
بينما انتبهت سارة لتلك السيارة التي توقفت امامها وزجاجها الذي ينزلق ووجهه عمران يشرق لها، مما جعل ابتسامه ترتسم تلقائيًا على محياها من رؤيتها له واستمعت لحديثه لها، وعيناها انحدرت تلقائيًا لذاك الذي يجاوره يطالعها بنظرة جديه مصطنعة وهو يهتف قائلًا مرددًا حديث صغيره قائلًا:-
  - تعالي نوصلك يا استاذه، المطر اشتد والأرض غرقت وصعب تلاقي موصله هنا، تفضلي اركبي معانا طريقنا واحد، ترددت سارة وشعرت بالارتباك وخاصةٍ لسماعها نبرة صوته تلك التي تعيد اليها ذكريات الماضي ولا تدرك لما وهي لا تعرفه زلم تراه من قبل، فقد نبرة صوته تبدو لها مميزه وتعيدها الى ماضي ترغب بمحيه، لكن مع ألحاح عمران المتكرر وهاتفه قائلًا:-
  -- ارجوكِ يا ابله سارة تعالي اركبي معانا ونوصل سوا للمدرسة..
جالت بعينيها بالمكان حولها بتردد تلاشى مع نظراته الراجية وطلبه لها، لتنصاع مجبره وتتقدم نحو السيارة وتصعد للجهة الخلفية، مما جعل عمران ينزع حزام الامان الخاص بمقعده ويعود للخلف قائلًا:-
  - وأنا هقعد جانبك لحد ما نوصل يا ابله سارة..
  ارتسمت بسمه حانيه على محياه ساره وهي تمد يديها لمساعدته على العبور من بين المقعدين بينما فعل رُحيم كذلك، لتتلامس الانامل حينها، وارتجافه تداهم قلبه العاشق لها الذي يشعر بلذة تأمل ملامحها البهية عن قرب للمرة الثانية بينما يداهمه رائحة غسولها برائحة الفراولة الذي انعشه، بينما ارتبكت سارة واسرعت بجذب الصغير الى احضانها بينما تمنحه قبله على وجنتيه، جعلت ذاك الذي يطالعهما بغيرة طفيفة من صغيره الذي حظى بما يتلهف هو له، ليبتسم ساخرًا من ذاته وافكاره، وهو يطالعهم بسعادة لرؤية لحظة عائليه مميزه تاق لها، هو وهي وصغيره معًا وأيضًا لو يزيد عليهم طفله صغيره تشبهها تمامًا وتكون نتيجة عشق وشغف متبادل بينهما، كما يتمنى أن تتحقق تلك الخاطرة وتبيت له وملكه...
انتبها لنظراته البلهاء المثبتة عليها والتي احرجتها، فأزاحها عنها مسرعًا، وعاد يقود سيارته وهو يطالعها من مرآة السيارة، شاكرًا المطر الذي اختار الهطول الان ليجمعهما سويًا، حتى وصلوا الى المدرسة وشكرته بلطف وهي تترجل هي وعمران من السيارة، غافلة عن تلك العين الحقودة الذي تطالعها بتوعد ....
*****
أخرجت هاتفها ريثما ابتعدت بما فيه الكافية عنه وتوقفت سيارتها أمام البناية التي تقطن بشقه بها أحدى صديقتها كـ سكن جماعي، ضغطت عدة ارقام وما هي ألا ثواني وجاءها الرد وكان آدم شقيقها، الذي كان حينها بغرفة الفندق بينما نيرة بالمرحاض تأخذ حمامًا، حينها خرج ألي الشرفة وأجاب عليها،  فهتفت قائلة له:-
- أدم أنت وعدتني انك دايمًا هتكون معايا وأن كلمه مني هتكون النهاية، وأنا دلوقت بطالب بوعدك وبقولك اني حابه أطلق...
بقلق ووجل اردف قائلًا:-
  - وأنا عند وعدي يا ميار بس افهم ليه واشمعنا دلوقت!،  انتِ كويسه وظافر عرف بالطفل...
شيئًا ما بأعماقها رفض اخبار شقيقها عن خيانته وتشويه صورته لذا اردفت قائلة:-
  - لا ما يعرفش ومش هيعرف،  ومفيش غير إني تعبت
  اكتفيت من ظافر وحابه أطلق سراحه وسراح قلبي من قيد عشقه....
شرد بكلماتها، يشعر بأن أمرًا جلّ هو ما جعل شقيقته المتيمة بعشق زوجها ترغب بأنفصالًا يدرك تمامًا أنه سوف يؤلمها ويحرق قلبها، عازمًا على معرفته حين عودته، وسيكون العقاب بمقدار الألم الذي سببه لها، لقد صمت عنه كثيرًا، لأنه كان يري العشق يطُل من عينيه لها، كان يشعر به بكل افعاله رغم صقيعه، كان يهتم بها ويقلق عليها ويكره حزنها ويغار عليها؛ كل هذا ماذا كان يسمي اذًا!، ان لم يكن عشق!، لكن الغبي لم يدركه ولم يعترف به، مما وصل شعوره ل شقيقته التي عشقته بكل كيانها، ليدمي قلبها وينال الحزن من روحها ويغتالها شيئًا فشيء، لذا انتابه الوجل عليها وهو يدرك تمامًا ما يختلج قلبها دون بوح، كيف لا يدركه وهو يعاني مثيله، وكأن كلاهما قُدر لهما تذوق مرارة العشق وليس جمال الشعور به، لذا أخبرها أن تكتفي وتطلب تحرير روحها وقلبها من عشق ينحرهما، حتى يتمكن من أنقاذها مما حل به تأثير عشقًا أدمى روحه آنين وألقى به في نيران جحيم تلظى بها حتى احترق تمامًا وماتت مشاعره، لكنه عارضت واخبرته أنها عاشقه متيمه، بأمكانها الاحتمال والسعي حتى الفوز، أذا لما استسلمت الأن، كان هذا السؤال الذي أشغله عن الرد عليها، لتهتف هي قائلة حينما طال الصمت:-
  -أدم أنت معايا!..
انتبه لها فأجابها قائلًا:-
  - أنا معاكِ دايمًا وفي ظهرك يا ميار واللي هيريحك أعمليه وانا ساندك فيه..
أدمعت عينيها من دعمه وحنانه، لطالما كان كالأب لها، يتفهمها ويدرك مخاوفها، انه صديقها ايضًا من تلجأ أليه ولم يخذلها يومًا لذا اردفت قائلة:-
  - ربنا ما يحرمني منك يا أبيه، أنا كنت واثقه انك هتدعمني!، وعايزة اقولك اني ثبت البيت،  محتاجه ابعد وأكون مع نفسي شويه وحبيت أعرفك عشان ما تقلقش اذا  لما يكتشفوا وحد يقولك !..
  قطب حاجبيه بتساؤل قلق:-
  - سبتي البيت وروحتي فين!.
  اجابته بعد تنهيدة ملتاعة قائلة:-
  -  بالقاهرة في مبنى السكن الجامعي عند صديقه ليا
  بس يا أبيه ياريت محدش يعرف مكاني..  
اجابها بالموافقة واخبرها ان تبقى هناك ريثما يعود قريبًا وحينها سوف يتحدثان سويًا،  ثم اغلق الخط وتوجه الى الداخل ليجد نيره قد خرجت وبدأت بارتداء ثيابها...

بينما هي ترجلت من السيارة وولجت الى البناية مستقليه المصعد حيث شقة صديقتها وطرقت الباب حتى فتحت لها،  فارتمت بأحضانها باكيه تروي لها ما حدث بدموع قهر تقسم ان تهبط للمرة الاخيرة....
****
تململ ظافر بالفراش، وهو يفرد ذراعيه باحثًا عن مياره، ليتفاجأ بفراشه الفارغ، فرج عن عينيه  ومقلتيه تجول بحثًا عنها بأرجاء الغرفة، ليجدها فارغه منها، اعتدل جالسًا على الفراش، بينما يظنها بالمرحاض، ودقائق  وستخرج له وتأتي لتوقظه بدلالها كالمعتاد، ارتسمت بسمه عابثه على محياه وهو يخطط أن من الآن سوف يستقبل استيقاظها بطريقة اخرى ماكره،،  راغبه،  فما ان يشعر بقدومها حتى يتظاهر بالنوم مجددًا،  لذا عاد للتمدد منتظر خروجها وهو يخطط لأمضاء اليوم برفقتها والحصول على عطله يسافران بها سويًا بشهر عسل لم يذهبا له قبلًا بسبب ادعاءه بانشغاله بالعمل،  سوف يعوضها عن جفاءه هكذا يعد حاله، وهو ينتظر،  لكن طال انتظاره ولم تخرج،  لذا عزم على النهوض واقتحام المرحاض عليها،  فقد اشتاق لها
نهض بخطوات متلهفة،  طرق على المرحاض مره واحده ولم يأتيه صوت ولا حتى استمع لهدير المياه،  مما أشعره بالقلق،  لذا فتح المرحاض،  فوجدها فارغًا وثياب نومها مُلقيه على الأرضية مبلله،  قطب حاجبيه باستغراب من كونها قد نزلت من الغرفة دونه على غير العادة،  لذا اعتراه الضيق لفعلتها تلك وتغيرها وهو من كان يخطط لشيء ما معها،  لذا ابتعد موجن نظراته اتجاه الكمود حتى يهاتفها لتصعد،  لكن نظراته ثبتت على تلك الورقة البيضاء الموضوعة مثبتًا بقلم وشيء اخار يلمع،  بات مبهم له للحظات حتى تقدم اتجاهه،  ليتضاعف وجيب قلبه توارًا وهو يتضح له، انه خاتم زفافهم، ماذا يفعل هنا!، التهم الخطوات الفاصلة يجذب الورقة والخاتم الذي عليها، ويبدأ بقرأة تلك الاحرف التي بدت كالسياط ترجم قلبه، مستنكرًا اياها، رافضًا كل كلمع بها، واولها رحيلها، اي هذيان الذي كتبته له، ومن قال لها ان قربها يقتله وانه يريد بعدها،  بدأ يشعر بالتخبط،  وزاغت نظراته واعتراه الوجل وهو يتوجه نحو الخزانة،  ليجدها خاليه من بعض ثيابها، لتصيبه حاله من الجنون والرفض وهو يرفع هاتفه للاتصال بها، لكن لا من مجيب، هاتفها مغلق، اصابه الجنون وهو يتخيل تركها له، لذا اسرع بارتداء ثيابه وخرج من الغرفة باحثًا عنها بكل مكان وكل غرفه، لعلها تكون انتقلت الى اخرى، لكت لا يجدها، حتى بدأ بالصراخ باسمها وهو يبدو كالمجذوب تمامًا، يهبط الدرج ويصيح باسمها، ليخرج الجميع على اثر صياحه موجهين سؤاله لهم عن مكانها، ليصيب القلق قلوب الجميع ونادر الذي هجم عليه صارخًا به عن ماذا يقصد بأين شقيقته، ليجيبه ظافر صائحًا:-
  - معرفش، معرفش هي فين، انا صحيت مالقتهاش ولقيت جواب بتقول انها رايحه واخدت هدومها، انا معرفش هي فين!..
ما ان تفوه بتلك الكلمات، حتى انقض عليه نادر بلكمه هادرًا به سألًا:-
  - عملت ايه في اختي عشان تمشي وتهرب كن البيت من غير ما تعرف حد فينا..
  وكاد أن يهجم عليه مجددًا، لولا سيدرا الذي منعته هي ووالدته وسناء الذي جذبت ابنها بعيدًا عنه، حتى صدح هاتف والدة نادر، فأسرعت بالإيجاب ما أن لمحت أسم
آدم الذي اخبرها بمعرفته مكان ميار ورحيلها، ويخبرها ان لا تقلق، فهي ستكون بهذا المكان ريثما يعود ويحل الامر بنفسه، لتتنفس هي الصعداء وتصيح قائله لهم:-
  - آدم عارف مكانها، هي كلمته..
اسرع ظافر بالتوجه نحوها وجذب الهاتف محدثًا أدن قائلًا:-
  - فين مراتي يا ادم؟، فين ميار!.
  اجابه أدم قائلًا:-
  - ميار طلبت الطلاق منك يا ظافر، وهتفضل بالمكان اللي هي فيه لحد ما ارجع..
  صدمه الجمته للحظات، من كلمة الطلاق البغيضة، رافضًا اياها، شاعرًا وكأنها سهم سيخترق قلبه ويقتله وصاح به قائلًا:-
  - طلاق!، طلاق ايه!، ان يستحيل اطلق ميار، قولي مراتي فين وانا هروح ارضيها ونحل الخلاف اللي بينا وارجعها لبيتها...
بنبره بارده اردف أدم قائلًا:-
  - ميار رفضت انك تعرف مكانها يا ظافر، سيبها تهدى شويه على ما ارجع ووقتها نتكلم...
صاح ظافر معترض، رافضًا ان يبقي دونها، لا يستطع ولم يتقبل بعادها، فمنذ الصغر وهي بجانبه، تلتصق به وتشاغبه، حتى اثناء الجامعة، السنه الاولى والثانية كان يرفض المبيت في القاهرة، ويحتمل مشقة الطريق والعودة من اجلها، واذا اضطر للبقاء يكون يومان ويعود، لا لن يتقبل بعدها عنه، الأن فقط ادرك ما تمثله له، وقد خسرها، لا كلا لن يخسرها، لن يسمح بهذا، هي تعشقه وسوف يحدثها ويخبرها انه  يعشقها هو الاخر وانه كان غبي، سوف يشرح له ما اعتراه وما ابعده عنها من افكار سوداوية توارى خلفها عشقه وسوف تسامحه مؤكدًا، لذا صرخ به ان يعطيه العنوان، ليضطر آدم الى اغلاق الخط وابتسامه ماكره ترتسم على محياه وهو يتشفى به، فالأن سوف يحترق قليلًا بذات النيران التي احرقت شقيقته ريثما يدرك مكنونات قلبه لها  المتوارية، والذي بدا له أنه بدأ يدرها جيدًا، لذا لن يخبره عن مكانها، بل سيتركه حتى يتلظى ويتم طهوه جيدًا حتى يدرك قيمتها جيدًا، الغبي عليه أن يعاقب ويتألم مثلما المها.....
بينما جن جنون ظافر ما ان اغلق ادم الخط، بينما جذبت سيدرا نادر الى غرفته هامسه له:-
  - سيبه وتعالى نكلم ادم ونفهم منه اللي حصل، طالما اطمنا انها بخير...
أماء لها وصعد الى غرفته يهاتفه، وظافر بالأسفل يشعر بالغضب والقلق ينهش به من خاطرة تركها له....
يتبع ياريت التفاغل يزيد يا حلوين

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويDonde viven las historias. Descúbrelo ahora