The seventeenth|الإسكريبت السابع عشر

Start from the beginning
                                    

جسمي اتحفز ولحد دلوقتي هو مبصليش غير وهو بيعرض عليا سيجارته

_ وإنتَ بقى هتحكم على نوايا الناس.؟!

بص للسما وهو بيزفر دخان التبغ ، ابتسم ابتسامة بسيطة متتخطتش شفايفه

_ مليش حق طبعًا إني أحكم عليهم ، بس ممكن تقولي إني قابلت بشر كتير في حياتي خلوني مؤمن و عندي يقين تام بنظريتي.
_ يبقى كل الناس إلي بتقابلها وحشين.

كتفت دراعي وقلت ببرود ، ولكنه فاجأة التفت لي بصلي بصة مُريبة خلتني أرجع لورا شوية قبل ما يدور وشه الناحية التانية

_ جايز ، وجايز تكوني بريئة لدرجة مش مخلياكِ تشوفي دنائة البشر.
_ لا مش فكرة برائة ، لكن في ناس كتير فادت المجتمع وطورته بل وغيرت العالم وناس كانت سبب لهداية ناس كتير ، إزاي أسيب كل دول وأقتنع بنظريتك إلي بتثبت أنه البشر كلهم أوغاد.

رمى عُقب السيجارة في النافورة بكل هنجية

_ تعرف فُلان؟ آه أعرفه ، عاشرته؟ لأ.. يبقى متعرفهوش ، إنتِ عرفتِ الناس دي نيتها إيه من كل إلي بيعملوه ، شوفتِ الإنسان ده لو تجرد من مبادئه و قناعاته هيبقى عامل ازاي ؟ أكيد لأ ، كل ده صورة نسبية ممكن تكون صح أو غلط لكن نصيحة متفترضيش حُسن النية من البشر لأنكِ سوري هتاخدي على وشك.

أنا على وشك إني أضربه بجد! إزاي الإنسان ممكن يكون بكل الثقة دي وهو بيقول كلام متخلف

_ طبعًا أنتِ دلوقتِ بتقولي عليا متخلف ، ومش مقتنعة بولا حرف م إلي قلته وهو حقك ، بس فكري فيها شوية بحيادية من غير هجومك الغير مُبَرر على كل كلمة.

غمض عيني وأنا بحاول أفكر في العالم بدون دين أو قانون ، للأسف التخيل صدمني.. العالم هيبقى عبارة عن كارثة بالمعنى الحرفي ، إنتشار الزنا و السرقة و الإغتصاب و التبرج و التحرش ، الناس هتكون مُرعبة إلا قلة قليلة هتحتفظ بمبادئها ، وده طرح في عقلي سؤال هل لو إحنا بالنقاء ده ربنا كان فرض علينا دين بيحجم شهاوتنا؟ كان هيبقى في قيود وحدود لكل واحد فينا؟ لو الأخلاق و القيم ملهاش علاقة بالدين خاصة في زمنا ده البشر هيكونوا زي ما هما دلوقتِ!

_ تعابير وشك بتدل على أنك بدأتِ تفكري وده شيء مُمتاز ، مش بقولك اقتنعي بكلامي ١٠٠٪ لكن على الأقل متبقيش ساذجة للدرجة دي وأنتِ متوقعة حُسن النية من كل البشر.

تغاضيت عن أنه قالي يا ساذجة وأنا بفكر تاني ، سرحت شوية قبل ما أرد عليه بقوة

_ فكرت و يمكن اقتنعت شوية ، بس ده مش مبدأ إني أتوقع الأسوء من كل البشر ده مش هيخليني حريصة ده هيخليني شخصية مهزوزة معدومة الثقة في البشر ، وكل ده عشان البشر وحشين و مش سالكين يعني.

فتح أيده حواليه وهو بيتنفس بعمق

_ تقبل قبحك واستمتع بهِ لولا قُبحنا ما كنا بشرٌ.

قام من مكانه وهو بيبتسم بثقة

_ معرفتش اسمك؟
_ نِضال.

ضحك بطريقة غريبة وهو بيهز رأسه

_ نِضال بردو ، يظهر أنه بينا شيء مُشترك أخيرًا.

مشي وأنا قاعدة مشوشة مش قادرة أفكر في أي حاجة ، لحد ما جت صاحبتي إلي ساكنة قريب من هنا وهو كان لسه بيبعد

_ إنتِ قابلتيه؟

بصت لها بغرابة

_ قابلت مين؟

بصت لنضال وهي بتهز رأسها

_ نِضال.
_ ماله بقى؟

قعدت جمبي وقالت بصوت خافت

_ بيقولوا أنه مراته اتقتلت بعد ما أُغتصبت من صاحب عمره ، من وقتها وهو بقى مش متزن نفسيًا كأن الصدمة غيرته من شخص متفائل بسيط لشخص معقد غريب ، بيجي كل يوم عند النافورة هنا وبيقعد ساكت بشوفه من شباك الأوضة بتاعتي بس أول مرة أشوفه بيكلم حد.

سِكت وأنا ببص على طيفه بعد ما غاب ، ممكن تكون مجرد صدفة ؟ عقلي وقف أكتر ما هو وأنا ببص لصاحبتي بغموض

_ شكلك هتشوفيني كتير الفترة إلي جاية.

هزت رأسها بعدم فهم وأنا ببتسم ابتسامة بسيطة وصوته بيرن في ودني

«تعرف فُلان؟ آه أعرفه ، عاشرته؟ لأ.. يبقى متعرفهوش ، إنتِ عرفتِ الناس دي نيتها إيه من كل إلي بيعملوه ، شوفتِ الإنسان ده لو تجرد من مبادئه و قناعاته هيبقى عامل ازاي ؟ أكيد لأ ، كل ده صورة نسبية ممكن تكون صح أو غلط لكن نصيحة متفترضيش حُسن النية من البشر لأنكِ سوري هتاخدي على وشك. »

تمت.

#رُميساء_عمرو

إسكريبتات Where stories live. Discover now