الجزء السادس

Start from the beginning
                                    


بقى حسام في غرفته وحيداً و لم يأتي إليه شريف ليجلس معه كالسابق أو ليقرأ له قليلاً أو ليتحدث معه و يثرثر كثيراً كما كان يفعل فهو لم يكن يتوقف عن الحديث البته و لكن هذا لم يزعج حسام فقد كان يحب حديثه كثيراً . كان هناك بضعت كتب مرتصه فوق بعضها البعض على الكرسي بجانب سريره نظر نحوها حسام و اقترب منها ماداً يده و جسده نحوها و أخذ الكتاب الذي في الأعلى ليعود بجسده منتصباً و يبدأ بتصفح هذا الكتاب و هو يحرك الصفحات بيده سريعاً فلم يكن في مزاج للقراءه و لكنه حاول أن يشغل تفكيره بشيءً ما . أراد حسام أن يذهب لدورة المياه فنظر بجانبه فلم يرى العصى بجانبه فتذكر أنها لا زالت في غرفة المعيشه فلقد تركها هناك عندما كان مكتئباً و يسير في الغرف متكئ عليها لذلك فقد قرر الذهاب بدون الاعتماد عليها . أغلق حسام الكتاب و وضعه بجانبه ثم نهض حسام متكئ على السرير ببطء حتى وقف على قدميه فشعر بالألم في ساقه و لكنه حاول الاحتمال و بدأ بالسير و هو يستند على الحائط حتى خرج خارج غرفته و بدأ بالسير نحو دورة المياه و هو لا يزال مستنداً على الحائط . و هو يسير وجد شريف بالقرب من المطبخ و يبدو أنه كان ينظف المكان و عندما رآه نظر نحوه قليلاً حتى انتبه إليه شريف فنظر إليه بابتسامته المعهوده فأشاح حسام بوجهه بعيداً و أكمل سيره و لكنه رأى شريف يقترب منه فأسرع في سيره و كاد أن يسقط إلا أن شريف أمسكه سريعاً و أسنده فتفاجأ حسام و رفع رأسه لينظر نحوه فوجد القلق مرتسماً على وجهه فاتسعت عينيه قليلاً و استمر بالنظر في وجهه فالتقت عينيهما لثواني معدوده فارتبك حسام و أنزل رأسه مرة أخرى و بدأ بالسير و شريف يسنده بدون أن يتحدث الأثنان حتى وصل إلى الحمام و دخل حسام وحده ليقضي حاجته و أغلق الباب خلفه ليستند على الباب و قلبه لا زال ينبض بقوه من عينا شريف التي التقت بعينيه و التي تسببت في اضطرابه و ارتباكه بالكامل و أيضاً نظرة القلق التي كانت تعلو وجهه و التي لم يظن أنه سيراها بعد أن رأى بروده في تعامله معه . أنتهى حسام من قضاء حاجته و خرج ليجد شريف منتظره و قام بأسناده حتى أوصله إلى سريره و أجلسه عليه ثم ابتسم في وجهه و غادر .


أستمرت عدة أيام على هذا المنوال بنفس المعامله و نفس الاهتمام به و بمنزله مع التجاهل التام له فهو لا يتحدث إليه و لا يجلس معه و حتى عندما يذهب إلى عمله و يعود لا يخبره . شعر حسام بالحيره الشديده و شعر أيضاً أنه سيصاب بالجنون لأنه لا يعلم سر تلك المعامله الجافه .


كان حسام جالساً على سريره منزلاً قدمه ملامسة للأرض منحنياً قليلاً للأسفل مسنداً رأسه على كفا يديه التي تستند على وركيه و هو يفكر بتركيز كبير مقطباً جبينه و عاقداً حاجبيه .



حسام (يحدث نفسه) : أأأأه أشعر بالحيره الشديده و لا اعلم ماذا أفعل كي أعلم ما الذي يحدث أو ما يفكر به ! لماذا تغير هكذا و بهذا الشكل و أصبح بذلك البرود في المعامله !؟ أيعاملني كصديق مثلاً ؟ و لكن لماذا يعاملني كصديق فقط ، ألم يكن يحبني !؟ هل أستسلم لأنني قد قمت برفضه !؟ لم يكن هكذا من قبل و لم تكن معاملته هكـ  ...

كيف أهرب من ذلك الرجل ؟Where stories live. Discover now