البارت التاسع والثلاثون

Comenzar desde el principio
                                    

- قسمًا بالله لو ما سبتيني لأكون جايبه كرشك قبليها وبرده هربيها..

انكمشت المرأة برعب وابتعدت عنها تاركه إياها، وللحظه كادت أن تسلم أمرها لها وتتراجع إلا انها تذكرت ابنتها فقد ذكرتها تلك الفتاة بها، وكان هذا كافيًا لتتوشح بقوة تجعلها تندفع نحو الباب الحديدي تصيح لاستدعاء العسكري المجاور له، ولا تعلم أنه متفق معها وينتظر اتمامها للأمر...

لذا لم تعير عبير اهتمامًا لما تفعله وتقدمت نحو جود وعينيها تنبعث منها شرارات بثت الذعر بقلبها وبيديها المدية تتلاعب بها لتثير رعبها لا اكثر، فهي قطعًا لا تنوي استخدامها، حتى لا تورط ذاتها بالمصائب، يكفي ان تستخدم يديها على ذاك الجسد الضعيف الذي لن يحتمل منها الكثير..

وفي لحظه كانت تمكنت من الوصول لها وجذبتها من خصلاتها مرة اخرى ودفعتها بكل قوتها تلك المرة لتسقط جود وجبينها هذه المرة يصطدم بالأرضية، فينزف دمًا ويديها التي كانت ما تزال حول رحمها، شعرت بها تتلوى اسفلها، وخرج منها أنين صارخ، لم يردع المرأة عن الانحناء وأدارة جسدها ليكون وجهها لها، وازاحت يديها بعنفوان من على معدتها، لتشعر جود بألم حارق بها، وكأن عظامها تتكسر ثم اعتدلت واقفه ورفعت قدميها للمرة التالي تنوي الهبوط بها عليها، ولم تنتبه للباب الحديدي الذي فُتح وولج منه ركان والذي تحرك هو مصممًا على الذهاب للمحبس بذاته لأخراجها وما أن تحرك، حتى استمع لصوت صيحات نابع من الزنزانة يتجاهله العسكري، وما ان اقترب حتى اتضح له الصوت النسائي لأحدى المسجونات تهتف قائلة:-

- الحقوها السجينة الجديدة هتموتها..

صرخ ركان بحدة في العسكري امرًا إياه أن يفتح الباب له، فاستجاب سريعًا بوجلًا منه..

حينها وقعت عيناه على تلك الفتاة المسجيه ارضًا تأن بألم وتلك المتجبرة الواقفة تنوي دعسها، فاندفع سريعًا نحوها، وقام بدفعها عنها بقوة قبل أن تهبط بقدميها على معدتها ذات الامتلاء الطفيف، وبكف يده كان يلطم صدغها، فسقطت هي الارض جراء ذلك...

تشمل الموجودين بنظرة تقيميه سريعة، تأكد من أنها هي الفتاة التي تحمل بأحشائها طفل ابن عمه، وما أن وقع بصره عليها حتى هاله رؤية جبينها النازف والألم المتجلي على ملامحها، والذعر والعبرات المنسابة على اخاديد وجهها، فكان وجهها كاللوحة سريالية من الألم، تثير الشجن في نفس كل من يراها، فقد كانت تعبر عن ما عانته تلك الفتاة خلال هذا الوقت، فأنتابه الشعور بالشفقة عليها وهو ينحني نحوها مددًا يديه لها محاولًا مساعدتها، إلا أنها انكمشت اكثر على ذاتها بذعر منه، فأردف قائلًا:-

- أهدي انا ابن خالت ادم وجاي اخرجك من هنا، ما تخفيش..

إلا أنها انكمشت اكثر على ذاتها برعب ونفور منه حينما ذكر اسم أدم واشتد نحيبها بقهرًا منه فهي تلومه حقًا على ما حدث لها الأن، فتجهمت ملامحه وهو يوجها اتجاه تلك المرأة بغضب جحيمي بتوعد، فانكمشت هي الأخرى برعبًا منه..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويDonde viven las historias. Descúbrelo ahora