البارت السادس والثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

بعد دقائق من مغادرة بيجاد الحديدي ومن معه وكاد ان يتحرك أدم عائدًا لمكتبه لأنهاء عمله، آتى الشاب الذي طلب منه الأتيان ببعض البطاطا المشوية فورًا من ذات البائع الذي سبق وتناولت منه جود  كما طلب منه شراء بعض الاشياء الاخرى وطلب منه جلب من كل شيء اثنين ووضعه في حقيبتين مختلفتين واحده ل جود والأخرى ل نيرة زوجته، فقطعًا لن يقصر بحقها وقد وعدها أن يعتني ويهتم بصغيرها مثل صغيره، قاطعًا اياه قائلًا:-
  - أنا جبت اللي حضرتك طلبته مني يا فندم
  ابتسامه تلقائيه ارتسمت على محياه أدم وهو يومئ له قائلًا تمام يا علي، معلشي هتعبك توصل الحاجات دي البيت مع الكتب اللي جات وتقول لخالة سعديه تودي ل نيرة هانم شنطة من دول والشنطة التانية مع الكتب توديها ل جود هانم..
اماء له الشاب وتحرك ينفذ ما طالبه منه، حينها قهقهه نادر بشدة الذي رأى ما حدث متخيلًا أدم  زوج الاثنين وتهكم قائلًا:-
  - حلو العدل دا يا أدم،  اهم حاجه انك تعدل بينهم... 
  امتعضت ملامح ادم وطالعه بنظرة نارية، جعلته يرفع يده مستسلمًا بمزاح، وتحرك مبتسمًا على شقيقه، منتظرًا القادم بشدة، واثقًا ان تلك الصغيرة بدأت بالتسلل لقلب أدم شقيقه

**
بالأسفل تعلقت عين نيرة ب تيام الذي تحرك للداخل مستقلًا الدرج، حتى تلاشى من امامها، فتحركت بالبهو تتقدم وبداخلها ذاك الشعور المبهم يتضخم، والتوتر يسيطر على عقلها، اطلقت عدة انفاس كانت تجيش بصدرها شاعره بأنها محمومة بالأفكار والتوتر من القادم، كانت تتظاهر بالقوة والجمود بينما ما بداخلها عكس هذا، تشعر  بالوجل والوهن والانتظار كوحشًا ضاري ينهش بها من فرط الترقب لردة فعل الاخر..
بدات عيناها تتجول حولها بتفحص لما حولها بشيء من ألهاء لعقلها وافكاره المزدحمة، حتى التقطت عيناها ما جعلها تتصنم موضعها، فانطمس كل شيء وتوقف الوقت وسكنت نبضات قلبها،  وشعرت بالتيهه مما تراه عيناها الأن امامها، انها صورته هو، ماذا تفعل بهذا المنزل!، صورته هو آسر ذاك الذي وشم القلب به، تاها عقلها في قوقعة شروده وبدأ القلب يهتاج والعقل يحلل ويرابط الخيوط ببعضها...
توسعت مقلتيها بصدمه ما أن اكتنف عقلها الادراك اخيرًا،
ويديها ترتفع حول رحمها الذي ادركت أنها تحمل بداخله نطفتيه هو آسر نفسه حب العمر، اهتاج قلبها بصدرها وبدأ يطرق بقوة، تشعر وكأنها ستصاب بنوبة قلبيه، لا تصدق الأمر هل هي تحلم الأن!، هل يمكن ان ينصفها القدر بعد سنون المعاناة!، هل يعقل أن من بالأعلى هو آسر ذاته!، وأن المجهول الذي أتت باحثه عنه ليس إلا من غاب عنها وتركها تحترق بنيران الشوق وضميرها يرجمها شعورًا بالذنب اتجاهه!، من حكم عليها دون أن يصغى لها، بدأ قلبها يهلل سعادة قبل أن تغتم ملامحها فجأة وتزدرد ريقها برجفة شديدة من الخوف الذي اكتنف عقلها الأن والقلق من ردة فعله بدأ يداهمها، ازداد وجلها وسيطر عليها، شعرت بأنها غير قادرة على مواجهته في هذه اللحظة، أنها منصدمه ولا تستعب بعد ما حدث وكيف قادها القدر اليه مجددًا..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن