الإسكريبت الرابع | The fourth

Start from the beginning
                                    

بصت لي بقلة حيلة إستغربتها وكانت سبيل للسخرية ، آمان عمرها ما أتخلت عن حِلم ليها ولا كانت قليلة الحيلة إلا معايا أنا علاقتنا بتصدر فيها الجانب الضعيف إلي رامي كل شئ عليا أنا ، مشيت من غير ما أضيف أي حاجة لأنه الكلام ملوش لازمة خلاص ، فوقت من ذكرياتي وطلعت البيت لقيت أمي قاعدة على الكنبة مستنياني

_ خير يا ماما في إيه ؟
_ أنتَ سبت آمان فِعلاً ؟

مكنتش حِمل آسئلة ولا مبررات بس خالفت توقعاتي

_ أنا مش هقولك عملت كده ليه ولا مرجعتلناش ليه ، بس دلوقتي البنت في المستشفى مامتها لسه مكلماني ، فعايزة أفهم في إيه ؟ إيه إلي وصلها لكده ؟
_ أنا معرفش يا ماما أنا اتكلمت بهدوء ومشيت وسبتها كويسة ، معرفش إيه إلي وصلها كده

هزت راسها بأسف ، ماما بتحب آمان جداً بتعتبرها زي بنتها وآمان بتحب ماما جداً بردو وعلاقتهم سوا كانت لطيفة

_ أنا رايحة لها المُستشفى يا مِصعب
_ إستني أوصلك
_ ماشي بس وصلني وإمشي

وصلتها ومشيت وأنا بفكر إيه إلي وصلها لكده فِعلاً ، أنا مكنتش غبي ولا زعقت ولا غلطت قلت بس مش عايز أكمل هل ده شئ يستحق إنه يحصل لها كده بسببه ، ماما أتصلت فيا بعد فترة قصيرة

_ ها يا ماما خير ؟
_ مفيش حاجة ، كانت واخدة مهدئ ونايمة كلمت والدتها وطبعا هزقتني بذوق وإنه إزاي يسيبها من غير ما يقبل أبوها وكل ده ، ولا عشان أبوها مسافر بس مش موضوعنا
هي قالت لي إنها رجعت مُنهارة وبتعيط ولما سألتها مَالك قالت لها إنه انتوا سِبتوا بعض ، ولما أُغمى عليها الدكتور قالها ده إنهيار عصبي وإداها مهدئ وقالت لي هتخرج بكرة

أنا مش سئ للدرجة دي إني أبقى السبب في وصلها لده ، حقيقي أنا أحترت بين إنه ضميري بيأنبني وبين إني شايف إنه ده صح وحقي إني أنسحب من علاقة أنا مش مرتاح فيها  .

                          ________________

عدى أكتر من تلت شهور ، حاولت أنسى آمان فيهم بس مفيش فايدة ذكريات سنتين ونص مش هيتمحوا في كان شهر

_ ماما
_ خير يا مِصعب ؟
_ عندي شُغل في أسيوط آخر الأسبوع
_ هتقعد كام يوم ؟
_ تلت أيام إن شاء الله

جي آخر الأسبوع وسافرت ، وأول ما وصلت لقيت أبو ريم بيرن عليا كانت علاقتنا أتطورت في الفترة الأخيرة

_ أيوة يا مِصعب با ابني أنتَ فين
_ أنا لسه واصل اهو هخلص شوية شغل وأجي
_ متتأخرش عشان مستنييك على الغدا
_ إن شاء اللَّه

خلصت الشغل و وصلت بيت أبو ريم

_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام ورحمه الله ، إتفضل يا مِصعب إتفضل نورت
_ ده نورك واللهِ

جت والدة ريم ورحبت بيا ، وقعدت أنا و والد ريم في الصالون بنتكلم وهما بيحطوا الأكل ، لكن فاجأة التفت لما سمعت صوت أنا عارفه كويس

_ آمان

طبعا همست جوايا مقدرتش انطق اسمها مبقاش من حقي خلاص

_ يلا يا ابو ريم الغدا جاهز

قعدت أنا و والد ريم ناكل والستات أكلوا لوحدهم

_ معلش يا ابني عشان قاعدين لوحدنا بس محمد ابني عنده شغل وريم قاعدة مع بنت خالتها عشان هي بتتكسف شوية و الحاجة قعدت معاهم

هزيت راسي آسيا تبقى بنت خالة ريم ، علاقة ريم و آسيا مكنتش قوية ولا خالتها حضرت الخطوبة لأنها كانت مسافرة ومكنش في مجال إنهم يقابلوني ، مشيت من عند والد ريم بعد ما شكرته وقعدت في الجنينة الي تحت البيت

_ إيه إلي مقعدك هِنا ؟
_ بفكر
_ في إيه ؟
_ فيكِ
_ ليه ؟
_ مش عارف يا آسيا مش مرتاح فاكرة عمرو حسن لما قال  :
اكيد دلوقتي بتقولي
زمانه مولع الدنيا
بيغلط كل يوم عادي
خلاص فاكك بقا ومرتاح
وانا والله ف قيودك
كطير من كتر ما اتقيد
طلعله جناح

قلت لما أبعد هرتاح هحس بقيمتي ، هحس براحة لكن وجعي زاد خاصة بعد تعبي

بصيت للكانيولا إلي في إيدها

_ أنتِ لسه تعبانة ؟
_ من يوم ما سبتني وأنا مش بخير ، كان نفسي أقولك زي زمان
طَبطَب عليا و قولّي هتعدي .
أنا مش بخير ولا الايام بتعدي .
بس أنتَ كنت بعيد أوي يا مِصعب بعيد لدرجة توجع
_ أنتِ وجعتيني كمان يا آمان
_ مش هقولك لا ، بس كان ممكن تسمعني أو نلاقي حل أنا كنت باقية إنشغلت شوية حياتي خدتني شوية لكن مكنتش هبعد عنك عُمري ، لكن أنتَ في أول مشكلة جامدة بِعدت وخذلتني
_ مكنتش أول مشكلة أنا إستحملت كتير
_ إحنا هنعيش مع بعض العُمر كله ، مكنش في شئ يشفع لي تقصيري في حقك لو مفيش فدي مصيبة إنك مش شايف فيا شئ حلو تكمل عشانه ، إنما لو آه فـ دي مصيبة أكبر إنه برغم إنه في شئ يشفع لي بس إنتَ هان عليك تبعد
_ طب إيه العمل دلوقتي يا آمان
_ أنا باقية عليك يا مِصعب لو مكنتش مهم عندي مكنش جالي إنهيار عصبي عشان سبتني ، ولا فضلت أتعالج تلت شهور من وجع البُعد ومازلت أنا مش عايزة أتوجع تاني ولا أنتَ مرتاح ، يبقى ليه البُعد يا إبن الناس

فكرت شوية وابتسمت

_ معاكي حق يا آمان ، لكن هتساعديني ومتحسسنيش إني مليش لازمة
_ أنا معنديش أهم منك يا مِصعب

كانت لابسة سلسلة قلعتها وكان فيها دبلتي

_ مقدرتش أقلع الدبلة معرفش إنتَ إزاي هان عليك أنا حسيت إني هبتُر جزء مني

خدت الدبلة ولبستها

_ حقك عليا كنت غبي وتسرعت
_ مبزعلش منك أصلاً

ضحكت وأنا برد عليها

_ أصلاً ؟
_ أصلاً

القليل منك كالكثير من كل شيء .

- محمود درويش .

#رُميساء_عمرو

إسكريبتات Where stories live. Discover now