الرجلَ الحدِيدي|١٥|

56 9 81
                                    


اللهم صلي و سلم على نبينا محمد💕

  استمتعوا ☁
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

_"أ وَ ليس على المرءِ أن يَفعل ما
يُمليه عليه قَلبه من فعَائل فِي بعض الأحيَان؟"

= صحيح...و إذاً ؟

_"حسنا أظنّ أنني قمتُ بذلك مِن دونِ وعي مني.

________

|لندن | ١٩:٢٣ مساءً|

(٦ مكالمات فائتة من 'لا ترد عليه')

تنهد بعد هجره هاتفه معيداً اياه الى قاع جيبه

بالطبع هو لن يستطيع التبرير له عن تركه المكان بلا تفكير مسبق في عذر مناسب يبيح له فعلته.

أوَسيجرؤ على اخباره بصنيع تخاطف قدميه وراء امرأة حبذاً لإسكات فضوله الراهب؟ 

بل أسيصدق كلمةً مما سيقول حتى؟ 

لن يحدث هذا مادام المفتكر به هنا هو بارك.


نجوم السماء المرصعة في قلبها اسهبت متناسية نفسها في عمامة البدر الساخط للعيون و قد أمسى يضيء ما أدرك من كل زقاق و شارع منعدم في قدرته على انارة عتمة التساؤل الطارئ و المتبلد الذي أصاب شاحب البشرة حول نهدان شابة الوشاح الأحمر الممتطية بجذعها سزوات الرصيف في خطى لم تكن ببطيئة بالنسبة لأنثى!

ناهيك عن حيرة  أمره هو الاخر يكاد على فقدان جل صوابه حتى يعلم بمكان نحرها في هذا البرد الواهي و اللافح للعظام الذي أضرب به متعثراً بنتوءات الأرض الطفيفة لعدم اعارته بعضاً من حذره لها.

توقفت لبرهة في سكون ما ان تيقنت كاملاً بأنها لم تكن لتتخيل أصوات خطوات أذيعت منذ فترة طالت و أبت الاستكمال عند مسامعها

فأبتلت بفكرة أن يتواجد النفر حقاً و يواكب طريقاً خلفها فيلاحقها!!

وتيرة تنفسها المنتظمة أفسدت برجفة خائفة عانقت رئتيها قصراً فأزدردت لعابها موزعة لعينيها بفوضوية للطريق الشبه خالٍ لولا تباويق المركبات الرائج حولها.

اشتدت قبضتها اليمنى عند شالها و بالأخرى كانت قد ركزت قوياً على حزام حقيبتها متوترة

استجمعت شتى شجاعتها و ما كانت في اندثار مرغمة حتى تحركت للإستدارة فترى بذلك أنه لا موطن لظلٍ ولا الى طيف احدٍ هنا مما ترك لها لكي تحرر بخار مائها الساخن في ارتياح شارعةً في استقصاء قدميها عن أرض الرصيف فتوثب بذلك درجات قاعة الموسيقى الهائشة بتصميمها الحضاري، و المنصبة وسط العاصمة.

رأيتها مختلفة | K.THWhere stories live. Discover now