لَم أقصِد|٣|

104 15 39
                                    

﴿ سبحان الله العظيم ﴾

Vote + Enjσy _♡🤺_

..

..

يواجِه المرء بعضاً من الوَاهاتِ المعقدةِ في حياتهِ المنتهية فتضحَى بدورها الرخِيص في التسبب بشعور فضيع لهُ يقسمُ روحه المضمَحلة الى نِصفين ميّتين..
و في أحدِ هذه الأنصاف سَتجد نقطةَ الأمل؛
تلكَ النقطة التي لا عِلم لك بماهيتِها حتى هذه اللَّحظة •

"و مَاذا إن كنتُ فاشلاً كفاية لكَي لا أجِدها والدِي؟"

همسَ بخيبةٍ الى الكتابِ الصغِير و ما يتوسّط بحجمهِ أناملهُ القمحية...ممسداً صفحاتِه الشّاغلة بأحرفِ ذهَبية لطالما قدَّسها كما قدّس مكتتبها الرّاحل و مَن يدعىٰ بأبيه.

..

تنهد آخذاً بنفسهِ من على الفراشِ ليقف بتمَلل
و بِما ان هذا اليومَ يبدو كغيرهِ من سائر أيامهِ الخمولة
فقد بدَى عليه التعَب من هذا الوَضع المُهين.

وضعَ بالكتابِ اسفلَ وسادتهِ ثم نهض متجهاً الى دورةِ مياهه عله يؤتِي لروحهِ بعضاً من النشاطِ التي تفتقرُ اليه دائماً.

و لم يلبث اكثر حتّى سارَ خارج غرفتهِ الدافئة بخطواتٍ هرمة يَصعب وثبهَا بالنسبة إليه الى حيثُ مدخنة المنزِل التي وجدهِا بالصدفَة مُطفئة!

"يا للحظ كيفَ نسيتُ اشعالها؟ "

قال متحسراً على انتساء أمرٍ مهم كهذا
فَكاد في التجمدِ من شِدة برودة البيت و فتارته
محيطاً نصفهُ العلوي بذراعيهِ الوافدَة ليحتكّ بهِما على محيط جسده.

و عندمَا آتى من جيبهِ بقداحتهِ الخشبية
مريداً بها اشعالَ حطبهِ الوافرِ و الذي به سيعُم بعض الدفء أنحاءِ منزله مهجورِ الحرَارة.

توقفَت حركته رفقة عيونه الداكنة لدى ملاحظتهِ للفتاة ذاتهَا تقبعُ بقدميها فوقَ ثلجِ حديقته المعهودَة خلال النافذةِ المطلّة.

فجعلَ بتجاعيدهِ تجابهُ كثافة حاجبيه مضيقاً اياهمَا بمقت لما رآه تواً في هذا الصباحِ المثلج ؛ و صحبةَ تعبيرهِ المنزعج هو قد قام بحشرِ كلتا يديه عند أعمق نقطةٍ لجيوبِ سترته المنزليّة و الغامقة كغالبِيتها.


..

رغم تراجعهِ في البداية لفكرةِ الخروجِ و تقديم نفسِه لمَن تشاطر بذاتهَا سطحَ منطقته لدقائق فاتت
و كأنّها من يقتنيهَا عنوةً

رأيتها مختلفة | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن