البارت الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

كلًا منهما يشعر بألم غائر، منتظرين خروج الطبيب إليهما، الذي خرج بعد دقائق معدودة، فانتفضوا متجهين صوبوا فأردف قائلًا بتساؤل:-
  - مين رحيم..
هتف رحيم معرفًا عن ذاته، فأردف الطبيب قائلًا:-
-المريضة بتردد اسمك ومصره تشوفك، رغم حذرناها ورفضت تخدير تاني، عشان كده هيجهزوك تدخلها وبلاش تتعبها..
أماء له رحيم بالموافقة، والطبيب يشير للممرضة لتأخذه وتجهزه للدلوف ألي العناية، بعد لحظات كان رحيم قد ارتدى الثياب المناسبة وولج ألي العناية، وبصره معلق بها وكم المه رؤية كل تلك الاسلاك موصولة بها، وصل اليها وهمس بأسمها، فأفرجت عينيها له، تطالعه بألم فاردف قائلًا:-
  - الف سلامه عليكِ يا نرمين ان شاء الله هتخفي وتقومي بخير وسلامه...
  أماءت له براسها نافيه والعبرات تنساب من مقآيها وتلعثمت قائلة:-
  - لا يا رحيم دي النهاية، عشان كده طلبت اشوفك قبل ما اموت، لازم اقولك الحقيقة، يمكن ربنا يغفر لي..
 
طالعها بعدم استيعاب ولكنه لاحظ شحوب وجهها وارهاقها الزائد فأردف قائلًا:-
  - مش وقته يا نرمين، مش مهم، بلاش تتكلمي دلوقت عشان ما تتعبي..
  أماءت له بالرفض متممه لحديثها قائلة:-
  -- لا لازم اتكلم..
ثم اخذت تتنفس بصورة ملاحقه باختناق، لكنها تابعت بأصرار مستطرده:-
  - عمران مش ابني يا رحيم..
  صدمه ألجمته، كلمه كانت ولكن حروفها كالجمرات التي هوت على قلبه فأحرقته وتهدج قائلًا باستنكار ورفض:-
  - إيه بتقولي إيه يا نرمين!،
  تابعت قائلة:-
  - دي الحقيقة عمران مش ابني، هو ابنك أنت وسارة..
  ثم عادت للتنفس بقوة وهي تسعل قائلة:-
  - سارة أمه ولازم يرجع لها، قولها تسامحني يا رحيم وانت كمان سامحني، انا عملت كدا عشان بحبك صدقني..

  بينما هو كان يطالعها بنظرات سائغه، ووعي مشتت، وملامح تائهة، مرددًا بعدم استيعاب:-
  - سارة مين دي يا نرمين!، انتِ بتقولي أيه!..
  لم تجيب سوا طلبًا بالمغفرة حتى اختنقت وسعلت بقوة  وتعالي صفارة جهاز رسم القلب بجانبها الذي هلعه وانتزعه من صدمته، ليهرع الاطباء ألي الداخل  يصطدمون به ويزيحونه وهو كورقه في مهب الريح،  فأبتعد بأحدي اركان الغرفة ونظره مثبته عليها،  هو يرى توقف قلبها ومحاولتهم انعاشها لكن عقلة  كان ضائع، هناك عاصفه هوجاء تطيح بتعقله، حتى وجهته الممرضة ألي الخارج، لكنه لمح توقف الطبيب وأعلن وفاتها.
**
مرت الساعات وحان موعد دفن الجثمان، لم يتحدث رحيم عما اخبرته إياه زوجته الراحلة مستنكرًا له ولا يستعبه، لأول مره يشعر بالضياع والجميع من حوله مبتئس، منهار...

كان يحمل النعش ويسير به حتى المقابر، وبدأوا بدفن الجثمان وسط جمع من الناس، يقرؤون الفاتحة ويدعون لها، حتى انتهوا من دفنه وأحكام غلق المدفن، وكم هو متبع وكما أوصانا الرسول بالدعاء للميت عقب دفنه فهو يُسال، بدأ الشيخ بالدعاء والجمع يردد خلفه، حتى انتهوا وبدأ الجمع في التفرق والذهاب لرؤية حياتهم، تاركين الميت وحيد، يتلقى الحساب، وعمله وحده هو الباقي له، فأما الهلاك او الخلاص.... وأما راحه ابدية او عذاب سرمدي...

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويWhere stories live. Discover now