_(العشرون.) رفيقة عتيقة.

7 0 0
                                    


لاحت أشباح الذكريات يمر أمام عينيه وهو يحملق في عيونها السوداء، وكلمة أبي تتردد على أذنه من لسانها، والليالي التي كانت تغفو بها بين ذراعيه حينما تخاف -أو تتصنع الخوف لتكن فقط بجواره.
مرت ليالي المبيت بمفردهما في غياب زين حينما كانا يشاهدان الأفلام معًا ومع الفوشار الذي لا يكون صالح للأكل بالمرة وينتهي بهما الأمر بنوم على الأريكة بغرفة المعيشة، أو حينما كان يعزف لها وتعزف له ويتخيلا معًا عزف الجد داود وزوجته.
  أين ذهب كلّ هذا ! أو أين ضاع كلّ هذا بلا عودة !

   خرجت كاثرين إلى غرفة المعيشة، حيث تركت شقيقتها، فوجدتها قد غفت، على الأريكة متكورة على نفسها، وتضع قبعتها الصوفية حتى أنفها.
   كانت تعرف أن مارڤل مهما كانت درجة الحرارة مرتفعة فهي تحب أن تخبي نفسها داخل الغطاء، وخاصتًا أذنيها يجب أن تدفئها جيدًا، بينما لم تكن تفهم هي وكارولين هذا، لكنها كانت تبرر ذلك بأنها تخشى الوحش.
دون أن تدرك كيف حدث هذا، أصبحت كاثرين مِثلها، فلا تستطيع النوم دون أن تتأكد أن جميع أجزاء جسدها مخفية حتى لا يأتيها وحوشها، كما كانت تقول مارڤل.
وقفت وهلة فب سكون تتأمل بوجه أختها النائمة ثم مالت برأسها وضحكت شفتيها ضحكة مكتومة حين خاطرها شيء ساذج لم يأتي في ذهنها قبلًا: أن مارڤل الصغيرة كانت لديها رؤية عن الوحوش التي ستطاردها في المستقبل. وإن كان الأمر محض صدفة من ترهات الأطفال، ولكنه قد تحقق.
وهل تحقق لها هي وحدها أم أن مارڤل أيضًا لها وحوشها التي تختبئ مِنها ؟

كلاسيكيات وردية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن