_الثالث عشر. (ليل.)

5 0 0
                                    

أنا أكره هُنا كثيرّا لذلك أعيش في نفس كاتب في نفس رواية في نفس شخصية في الحدائق السرية.
لا أحب حياتي التي ترى لكني مغرمة بما بداخلي.
أنت لا تستطيع امتلاك المفتاح إن حلمت وتوسلت لأنه لا يوجد سوى نسخة واحدة معي.
وهذا لأن تحافظ على سلامتك.
أنا مجنونة پيتر مجنونة لكن ليس بك. أنا مجنونة بكاتب مات قبل عقود.
مجنونة بشخوص لم يخلق لها الرب وجود.
سوى بعقل كاتب مات قبل عقود.
لتحوز بي ... عليك أن تفقد عقلك قبل الدخول، القيه بعيدًا پيتر لن تحتاج إليه.
                _جارتك ... فتاة المسرح.

ثلاث أسابيع لا تعلم عنه شيء منذ زيارته بيبتها؛ لم يظهر له طيف سوى بخيالاتها فقط. الوقت كان يمر سريعًا بوجود جارتها مع التدريب ودراستها، لم تعُد حياتها فارغة كما السابق فلم تبقى لنفسها كثيرًا. لكن حينما يسمح لها الوقت بالمكوث بخلوتها، يلاعبها عقلها العديد مِن الألعاب ويُحيرها بأسئلته، كما المتاهات؛ تخرج مِن سؤال إلى سؤال آخر، وجميعهم دون إجابة.
أحيانًا تتخيل عقلها كمهرج السيرك، لكن ألوانه لم تكن ألوان قوس قَزح التي تجعل البهجة تسير بداخل الروح، إنما كانت ألوان مظلمة قاتمة، متنوعة بين القرمزي الدموي والأخضر المظلم والأصفر المرضيّ والأسود؛ ألوان تنبعث مِنها رائحة مقززة تؤلم الجسد. تكون حينها هي المُتفرجة الوحيدة وتكون هي الحيلة التي يفعلها، لا تعلم ماذا يخبئ لها وبماذا سيُفاجئها بكلّ مرة حينما تجلس معه وحيدة في مكتبتها المظلمة فقط ضوء المصباح الخافت، بين يديها كتاب مثبت على صحفة واحدة، تُعيد قراءة نفس السطر مرارًا وتكرارًا دون أن تدرك، وغالبًا يكون السطر الثالث أو الرابع، ثم يجرها عقلها إلى ساحته ...
هذه الأيام كان يحاول أن يكون طيبًا .. ربما، لكن ذلك ظن حسن كثيرًا به ربما هو مخمور ... مخمور مِن نسمات الهوى التي أشعلت روحها. بكلّ مرة تسأله حينما يكون في زيّ المهرج، داخل ساحته الملونة، عن الغريب:
_«لماذا يسكن بداخلك ؟»
يعبث بداخل سترته ويخرج عدة أشياء مثل رقصها الذي لم تعد تفكر به، وجسدها الذي أصبح مثل فراشة تحلق لا تخطو على الأرض، كوابيسها التي بدأت تنساب خارج حياتها كإبرة مزعجة تخرج مِن جسدها برفق.
جميعها أسباب منطقية له ولها. ثم بنتيجة واحدة أخيرة تسكن بداخل الجيب الصغير السري، الذي بالجانب الأيسر، يُخرجها بينما هو يبتسم ابتسامة ماكرة؛ هذا هو التفسير الذي بات حقيقة:

كلاسيكيات وردية Where stories live. Discover now