البارت الثاني

Start from the beginning
                                    

هدئ من غضبه وأردف قائلًا:-

- جودي حبيبتي مش احنا اتفقنا تسمعي الكلام ومفيش خروج من البيت من غيري، اوعدك أننا هنخرج سوا يوم الخميس عيد ميلادك ونروح كل الاماكن اللي انتِ عايزها، نروح المول وناكل بيتزا ونروح سينما نتفرج على فيلم جديد من افلام الكرتون اللي بتحبيها..

اومئت له بشجن يعتملها، بينما هو قبل جبينها، قائلًا:-

- اميرتي تحب اني اجبلها حاجه من برا، ايه رأيك مثلًا بكتير من الشوكولا اللي بتحبيها..

اومئت له بابتسامه، رغم شعور الضيق الذي يعتمل داخلها،

***

في ذاك الوقت كان سليمان وتيام ولجا غرفة آسر، وما ان ثم ساعدنه حتى يجلس على كرسيه المتحرك، ثم تأفف تيام من ذاك الظلام السائد بالغرفة، وهتف قائلًا بامتعاض:-

- إيه يا عم الظلمة والكأبة دي!.

ثم توجه ألي الشرفة يزيح الستائر من على الشرفة سامحًا لضوء الشمس بالتوغل للغرفة، حينها لمحها " اميرة القصر" كما يطلقان عليها، فقد مضى عليهم هنا يقطنون بالمنزل المقابل لها حوالى ثمانية أعوام، لم يروا أميرة القصر تخرج منه إلا برفقة والدها، ولا تظهر إلا هذا الوقت من كل صباح تعتني بأزهارها الجميلة، والذي اكتشف أن عادة شقيقه باتت مراقبتها يوميًا اثناء فعلتها تلك،

لذا توجه ألي آسر وانحنى نحوه هامسًا له:-

- تعالى يا عم غير جو وشوف أميرة القصر واقفه على بوابته مع باباها...

التمعت عين آسر عند ذكرها، بينما ابتسم تيام وهو يجذبه الى الشرفة حتى تتيح له فرصة رؤيتها، بينما ادهش والده عدم اعتراضه، وتتبعهما ألي الشرفة ولاحظ نظرات ابنه المعلقة بتلك الصغيرة التي أمامه....

والتي كانت تودع والدها في تلك اللحظة، ثم تلج للحديقة وتواصل اهتمامها بأزهارها وريها...

اختلج نبضه شعور مبهم، سريعًا ما أنجلى له، فرحة تنبلج لرؤية نظرات ابنه لها، فأخيرًا قد وجد شيء يجذبه ويسحبه من حالته تلك بعد كل تلك السنون، ليشعر انها المنشودة والتي لن يعترض ابنه على خططه له التي يفكر بجعلها تشملها، لذا تركهما وخرج من الغرفة، بل من المنزل بأكمله قاصدًا مقر عمله، وهو يفكر بكل كلمه أخبره به من على الهاتف، وكيفية تحقيقها، ليكون ظهور اهتمام ولده بتلك الفتاه أملًا له ولكن كيف!، كان شارد ويفكر، غافلًا عن تدابير القدر وتمرده...

****

ما ان وصل شادي ألي مقر شركته حتى وجد حاله من الهرج والمرج بداخلها، ولج مستفهمًا عن الأمر، لتكن الصدمة له بخديعة شريكه ومحاميه الخاص وسلبه له كل أمواله، بل بقذفه بوضعًا حرج ومشكله نقديه مع بنك الدولة، صدمه يليها صدمه وهو يتبين حجم المصائب التي وقع بها، محكمين أنصاب الفخ له، لا يصدق أنه بلحظه كان خسر كل امواله، بل غارق بالديون أيضًا، كان بغرفة الاجتماعات حوله مدراء الاقسام بشركته وعدد من المحامين استعان بهم، يلقوا عليه الأخبار السيئة خبر تلو الاخر كما كأنهم يرجمونه بسياط من جمر، شعر بالاختناق وقام بنزع رابطة عنق، ثم فك أسر ازرار قميصه العلوي، ليشعر بألم حد بكتفه الأيسر، جعله يسقط أرضًا غائب عن الوعي وصورتها تلوح أمامه بقلق عليها من القادم، تاركًا أياها ببلد غريب دون سند أو ونيس....

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويWhere stories live. Discover now