البارت السابع والعشرون

11.4K 352 512
                                    

اللهم صل على محمد وآل محمد ..❤

❤❤❤❤❤❤❤❤❤

بعد كل تلك التخبطات، سينال قلبك مراده 🌼🍂

_______________________

تجلس فوق السرير الوحيد الموضوع في تلك الغرفة الواسعة .. تضمّ قدميها لصدرها بقوة وتهتز للأمام والخلف برتابة وعيون جامدة تنظر أمامها وكأنها فقدت شعورها بكل شيء ..

بجانبها تجلس نغم بعيون خائفة ونبضات قلب تتعالى ذعراً وترقباً ..

أغمضت عينيها متذكرة في الليلة السابقة دخول سامر بشكل مفاجئ لفريدة وتخديرها .. صرخت بذعر محاولة معرفة ما الذي سيفعله لتلمح عدة رجال يقتحمون المنزل ووالدها يخرج معهم مُخدر هو الآخر أمام عيني سامر الدامعة ..

نفت برأسها بجنون: أانت أنت بتعمل إيييه !؟

أجابها سامر بدموع وتصميم: هعمل حاجة كويسة في حياتي ..

رمقته ببكاء وضعف خائفة من سؤاله أي شيء ليُتابع هو بتصميم حازم: لو هتوقفي بطريقي مش هتردد وأعمل فيكي زيهم ..

زادت دموعها بقوة وتمتمت بغير شعور: أعمل فيا زيهم أنا موافقة متبعدش فريدة عني أرجووك دي أختييي ..

رمقها سامر عدة لحظات صامتة لتهرع هي نحو فريدة المخدرة وقد اقترب منها عدد من الرجال يهمون بإخراجها لتُسرع نحوهم تتمسك بفريدة بجنون رافضة ابتعادها عنها ..
حتى غُشي عليها أخيراً لتستفيق وتجد نفسها في تلك الغرفة بجانبها فريدة نائمة بعمق .. والآن استيقظت قبل عدة دقائق صامتة بشكل غريب مُخيف ..

زاد بكائها أكثر محاولة النظر من النوافذ حولها ولكنها لم ترَ شيئاً .. مكان غريب عليها وأجواء أغرب .. تشعر بنفسها في مكان لم تعتد عليه ولكن ما يُعزيها وجود فريدة بجانبها سالمة ..

جفلت حالما استمعت لأصوات غريبة في الخارج .. التصقت بفريدة أكثر مُحدقة بالباب أمامهم والذي تتسلّل منه تلك الأصوات وتقترب أكثر ..

رفعت فريدة عينيها هي الأخرى وذعر ينمو داخلها حالما استمعت لصوت المفتاح يدور في قفل الباب حتى يفتحه ..
راقبته بعينيها وهو مُغلق .. دقيقة اثنتان ثلاثة وكأنّ من في الخارج يأخذ أنفاس طويلة عديدة حتى يُهدئ نفسه وتردده في الدخول وذاك قد زاد في رعبها وحذرها ..

فُتح الباب أخيراً ببطء .. وأنفاسها تتباطأ معه تدريجياً حتى نسيت أن تُخرج الهواء من رئتيها المُنتفخة شاعرة بثقل كبير جثم فوق صدرها بقوة ..

وذاك الثقل تحوّل لمطارق موجعة تضرب داخلها بعنف يكاد يكسر كل خلية بها حالما رأت ذلك الشخص أمامها ..
ذاك الذي لم تعرفه سوى من الصور القليلة عنه ..
بعيونه الزرقاء الجامدة ولكن داخلها محيط هائج مجنون ..
خصلاته السوداء والتي تخلّلتها شعيرات بيضاء كثيرة لم تزده سوى هيبة ووقار لطالما اشتُهر به ..
ملامحه جامدة لدرجة أشعرتها بالغرابة والريبة .. وعيونه تُحدق بها بقوة غير عالمة كمية المعانات التي يشعرها داخله وكمية الضغط على نفسه ليبقى بتلك الهيئة الهادئة ظاهراً ..

تنهيدة قلب ... الجزء الثاني من أسطورتي ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن