الفصل الرابع و العشرين ١

9.8K 316 43
                                    

الفصل الرابع والعشرين ١
المرأة لغز كبير محير لم يقدر أحد على فك طلاسمه ومنحنياته !

اليوم ضحية..غدا هي الجاني!

وبعد الغد يظهر ماهو على غير المتوقع!!

وهي مدللة..أنانية.. ،قد تقدم على أي شيء من أجل الخلاص!

مازالت تتذكر ذلك اليوم بعد أن خرجت من المستشفي التي أُلقت أمامها بعد أن دنست نفسها وبيدها هي..
بغبائها هي..
والنتيجة كان سقوطها في دجنة الخطيئة حيث لا أحد قد ينجو حتى هي !
ولكنها وسط الركام المتساقط والجحيم الناتج من قاع ظلمتها ، اختارت أن تنجوا وحدها ولا عزاء للآخرين..!

منطق أناني صرف..منطق نابع من داخلها.. من نفسها و دُهمتها !
نيرة أبو العزم..
طفلة ربما..
انانية.. يجوز!
ولكن مالا يعلمه أحد أنها الخطر والجحيم، هي أنثى تعلم كيف تراوغ وتصل إلى بر الأمان ولو غرق الجميع!
كان غسان في تلك الأيام على غير طبيعته وهو ينظر لها منتظراً اللحظة التي يستطيع فيها السؤال عن تلك الكارثة التي حلت عليهم!

دخل هو بغضب ينضب من عروقه، قسوة تتسرب إلى اوردته ،تحثه وتخبره أن يخرج شيطانه عليها..
اقترب منها بخطوات ثابتة يشع منها القوة مدمجة بنار غضبه..
يهتف أمام عينيها القلقة المتخاذلة بنبرة باترة؛ يخبرها أن لا مناص لها من الحقيقة والإعتراف:
_مين عمل كده..
لم تجاوب؛ تلتزم الصمت والخوف يتملكها بل ويحثها على الكذب؛ فغسان لن يتراجع عن قتلها لو عرف الحقيقة؛ هدر بها وهو يمسك يدها يعتصرها بقسوة جعلتها تتألم مخرجة أنين من فمها يرافقه عبرة مرتعبة من القادم:
_انطقي احكي..انطقي..
وكلمته الأخيرة خرجت بصراخ يوازي ناره المتغلغلة به..
همست أخيراً بتهرب وكذبة تخلقها هرباً من الموقف والعقاب:
_أنا...
وأنا تلك لم تكمل حينما لمس اعتصر يدها بقسوة أكبر قد تحطم عظامها:
- انت ايه ...!
حاولت أن تخلص يدها ولكن عبثاً عندما شدد هو أكثر مخرجاً بذلك جزء من غضبه ؛ أكملت حديثها المبتور بتعثر :
_أنا أصل في حد اغتصبني!

صمت دام لثواني معدودة وهو يحرر يدها قبل أن يمسكها..يجرها من يدها..؛يجذبها من خصلاتها بقسوة وبعدها كان مالم تتوقع حدوثه يوماً ؛ فكانت أول صفعة تحصل عليها..!
صفعة جعلت خوفها يتصاعد وهو يطل عليها بنظراته المستعرة يردف بقسوة وهو يشّدد من جذبه لخصلاتها الناعمة.. يرتكز بعينيه على ملامحها البريئة..
يحدث نفسه المغلولة.. المتعبة حد الإنهاك والموت!
هل هذه شقيقته من تربت على يده..
أصبحت امرأة دون دليل؛ دون أن يشعر بهذا الفخر الذي انتظره منذ أن كانت تكبر أمام عينيه

_كدابة... بتكدبي ليه
دفعها من يده حتى سقطت على أرضية غرفتها..
ترفع نظراتها بتوجس؛ بينما العقل يعمل وينسج بيت من الأكاذيب..!
العقل يخترع قصته النموذجية بحبكتها المبهرة، توليه اهتمامها وهو يخرج من جيبه ورقة..!
ينحني لمستواها..يمسك ذقنها بحدة تكاد تدميها..؛ أنينها وتوسلها بالرحمة كان عبثاً ؛ تحدث بعدها يرفع الورقة أمامها؛ يأمرها أن تقرأ:
_اقري..اقري ياربة الصون والعفاف

للعشق طريق اخر(١+٢)Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon