الفصل الرابع

17.1K 468 16
                                    

هوة سحيقة تبتلعها ولا مجيب أو منقذ , فقط هو بعيدًا على شاطئ النجاة ,ولكنه لا يمد يده للإنقاذ فقط ينظر من بعيد  وابتسامته القاسية تزين وجهه بهالة ربما شيطانية , أما هي فكانت تصرخ تطلبه وترجو منه الإنقاذ تلوح بيدها من تلك الهوة إلا أنها ابتلعتها بالنهاية, ليكن آخر شيء تراه أمامها هيئته الضاحكة..!!!!

انطلقت منها صرخة خافته وهي تستيقظ من كابوسها ,  ثم التفتت حولها تنظر بفزع وهي تراقب المكان الذي اضحى بين يوماً وليلة بيتها أو بمعني آخر سجنها الذي ستتلقى به عقابها على ذنب لم تقترفه, وبعد أن كانت تحلم بالسعادة .. وتزورها العصافير في المنام..!
الآن باتت الشياطين تجد احلامها مرتع لها ولراحتها  تزورها وترهبها بخبث شديد.
أمسكت رقبتها تمسدها برفق بعد أن اعتدلت في جلستها على السرير لتشعر بأحدهم يتلمس خصرها بهدوء خبيث يتسلل ببطيء مميت يثير بها الذعر..
الخوف...
القلق..
والرهبة..!

تصلبت في مكانها حابسة أنفاسها فلم تجرأ على الالتفات
له والنظر إلى حدقتيه الشيطانية في نظرها , والتي كلما نظرت له شعرت وكأنها تطلق نار مستعرة تجاهها , كانت الغرفة ترنو بالصمت إلى أن همس لها بخشونة في أذنها بنبرة مخيفة آمرة محملة بتهديد:
-بصيلي يافريدة... بصيلي احسنلك

ارتعشت يدها التي قبضت بها على الغطاء أعلاها , ثم أغمضت عينيها  تستجمع قوتها للنظر له , ثم التفتت له اخيراً ودون جدال  هي فقط استجابت لطلبه ليملك منها تلك الالتفاتة , التي أمر بها, ولكنها لم تنظر له مباشرة بل سلطت نظرها إلى الفراغ  تتلاشي نظراته التي ترهبها ..
هاربة من طلته المخيفة لها ,أثار ذلك غضبه وبشدة  فكبل يدها للخلف , ثم مال عليها بجسده قاصدا ان يخيفها أكثر يرهبها كما يريد , طابعا عدة قبلات خفيفة .. سريعة.. على جيدها..

ولكنها كانت قاسية.. تثير بها الخوف من القادم, كانت خفقات قلبها تكاد تصم أذنيها مما تتعرض له  للمرة الأولي بحياتها بينما هي كانت تأن من الألم , والذي لم يزده إلا رغبة بإتمام انتقامه..!
ابتعد عنها  بينما يده مازالت تكبل يدها فوق رأسها والأخرى تتحكم بباقي جسدها ككل ,ظل ينظر لها بوقاحته المعتادة منه منذ أن رأته, أما هي فتهربت بنظرها بإغماض عينيها مما جعله يصيح بحدة:
-بعد كده لما اقول حاجة تتنفذ يا فريدة ...خليك مطيعة عشان ...تعجبيني ... ومزعلش , عشان زعلى وحش

هزت رأسها بخنوع له  خاصة بعد ان نطق جملته الأخيرة بتهديد , قهي تخاف وبشدة ان يتمم زواجهم ببساطة.
ورغم أنها اومأت لها خانعة إلا أن  ذلك لم يعجبه إطلاقا فاقترب من وجهها مرة أخرى ثم امسك بذقنها يرفعه مجبراً إياها على ان تلتقي عينيها به .. فيضغط بقسوة على فكها هاتفا بهدوء ونبرة بارده:
-سمعيني صوتك انت مش خارسه..

تخلصت من يده بصعوبة ..أو ربما هو من تركها بإرادته لتهمس له بنبرة متعبة:
-حاضر هعمل كل إلى تقول عليه...
هز رأسه باستحسان ثم استقام من مكانه بعد أن حررها من بين يديه..
قائلا ببرود وهو يبتعد عنها ليجلس على إحدى المقاعد بالغرفة مخرجاً من جيبه علبة ذهبية صغيرة   ,يخرج  منها  لفافة تبغ  يشعلها ببطيء منفثا دخانه مقابلها مما جعلها تسعل بشدة ولكنه لم يهتم  بل تحدث بنبرة جافة:
-عرفتي ان فرح المحروس اخوكي كمان شهر على اختي ...

للعشق طريق اخر(١+٢)Where stories live. Discover now