الفصل السادس عشر ٢

12K 407 60
                                    

القدر وتدابيره تختلف..ربما يصدمنا باختياراته وربما لا!
ولكنها في قصتها وسطورها وجدت المفاجأة والصدمة..
داخل حكايتها هي نالت السقوط في بئر الانتقام بدلاً من العشق!
داخلها هي وجدت نهاية مبهمة وعليها الحياة!

ارتدت فستانها بشرود تام غير منتبهة لهيئتها ولا وجوم ملامح وجهها المتعب من كل شيء؛  اليوم كما أخبرها كريم زفاف نورا..!
والقلب هنا يعلن عن نهاية خفقة كانت لعشق يلون حياتها..
القلب هنا يتألم فينشطر وينفجر ببساطة شديدة!
القلب هنا أله وعضو وانتهي الشعور والحب!

ابتسمت بسخرية على تفاصيل الرواية الهزلية تلك.. تتابع الحبكة ببرود تتعلمه وتكتسبه ..

زفاف شقيقتها علي من كان حبيبها !
هل يجوز هنا الضحك بصخب وجنون معتم؟..هل يجوز لها أن ترقص..؟!
ترقص على أشلاء الحياة التى أخذتها في دوامة..تدور سريعاً ..تمزقها التروس داخلها..!

. والسؤال يُعاد حقا أصبح موسى زوج نورا..؟شقيقتها!!!
منذ أسابيع فقط كانت تتألم لفراقه  , والآن لا شيء..! برود وخواء حقيقي!

نظرت إلى نفسها بعد أن انتهت  تخبر قلبها أن ينسى
يلعن
يموت ويتوقف!!

ثم التفتت لتجده يقف هناك عند باب الغرفة.. ينظر لها بغموض.. لا تفهمه ولا تريد هي منهكة وانتهى!

انتظرت أن يتحدث لها ولكنه لم يفعل, فقط نظرات..!

تحركت هي من مكانها ثم إقتربت منه هاتفة بخفوت:
-يلا..عشان منتأخرش

بقي جامداً مكانه كما  هو لم يتحرك ومازالت على نظرته الغامضة تلك ولكنه بالنهاية هتف بنبرة عميقة وهو يتأملها ويشرد في تفاصيلها:
-لو مش عاوزة تروحي.. مش هنروح..!

اتسعت حدقة عينيها من شدة صدمتها  هاتفة بنبرة متعجبة يملؤها شك مدمج بسخرية؛ تشير من خلاله لما كان منه:
-بجد.. من امتي وانت مراعي كده خايف علي مشاعري..
تخلى عن غموضه وابتسم بسخرية من قوتها الظاهرة.. يعلم جيدا انها متعبة للغاية , وربما هي من الداخل تنهار .. هو يعلم ولأول مرة يلاحظ..
يشعر بها ليلا وهي تدور بالغرفة..
يشعر بها وهي تكتم نحيبها بصعوبة!
يراها وهي تتخلى عن برودها وقوتها في حضرة نفسها!
وهنا أشفق عليها ولعن تلك الظروف التي جمعتهم ..وازداد لعنه لشقيقها؛ فاقترب منها ثم امسك بيدها يتعامل معها كما ترغب وهي لاترغب الشفقة!
أخرج من جيبه علبة صغيرة من القطيفة الزرقاء يفتحها ويمسك  منها محبس من الألماس برسمة رقيقة!
رفع أنامل يدها اليسرى ثم البسها الخاتم بهدوء  متجاهلاً ارتعاش يدها بين يده.. هو لا يريد أن يخبرها بضعفها الذي يصل له همس أخيرا وهو يلمس المحبس:
- ايه رايك حلو!

كانت الدهشة تسيطر عليها ..مازالت في طور الصدمة  ..نظرت إلى المحبس ويده الممسكة بيدها.. فترفع نظراتها له هامسة بتساؤل:
-ايه ده..؟!
هز كتفه ثم تحدث ببساطة وكأنها نشرة الطقس:
-دبلة ..
رددت ببلاهة  خلفه تهديه تعجب كان يراه مضحك:
-دبلة.. ليه..
رفع احدي حاجبيه متهكما منها ومن سؤالها الغريب:
-عشان انت مراتي.. وانا الصراحة كنت ناسي...
ثم اكمل بطريقة ساخرة ليخرجها من تلك البؤرة الضعيفة التي تنجرف لها دون شعور منها:
-مش المفروض انت مراتي تفكريني..

للعشق طريق اخر(١+٢)Where stories live. Discover now