الفصل الأخير والخاتمة

8K 208 70
                                    

طبعا اسفة جدا جدا جدااا إني كنت بتأخر في النشر وهستنى رأيكم في الرواية دمتم بخير
#هائمون_في_مضمار_العشق

رسالة الى ميتة
إلى حبيبتي وفقيدة قلبي التي أدين اليها باعتذار وتأخرت، أنا آسف أما قبل:
طابور من الاحاديث المتساقطة من فوهة أفكاري
تتحاشد على لساني
تتسابق لتتحرر من فمي
بينما حمل عقلي أثقل من رأسي
وجرحي أكبر من مساحة نبضي
أما بعد:
شريط ذكرياتنا يدور بمخيلتي
ومشاهده تتحاشد بنظري
أسمع منها ضحكتك الهادئة
وأرى طيفك يهرب منها ليزورني
فتختلسني أحلامي من يقظتي
وأعيش في زمن بعيد عن مكاني
أجدك فيه تقاسمينني وحدتي الصاخبة
وأنا أهديك قبلة على الجبين
ووردة في اليد،
ثم أعود لأدرك مع غصة في صدري
أن بيننا طبقات السماء ومساحة الأرض
عزيزتي، منذ أن غبتِ وشيء في قلبي لم يعد على قيد الحياة
عيناي ذابلتان متورمتان
وأشعر برغبة قوية بالبكاء
ركامي مشتت متناثر في بئر الموت
وبقايا ضميري تشدد على الاعتذار
فسامحيني على تأخيري
وسامحيني على كل شيء

(عذرا... الشخص الذي تحاول الإرسال اليه غير موجود)
خاطرة بقلم ريم ملحم
*********************

يقال أن الرحيل للجبناء, والجبن صفة للأحياء, حسناً ماذا لو كان ميتًا.؟!
غالبًا ما كان السكون هو ما يسبق العاصفة , ولكن ماذا لو خمدت العاصفة , همدت ثورتها, وانطفأت نارها...
سكونه لا يتبعه عواصف, هدوئه حياة تكوينها أنفاس , ذروتها فقد..
تعثر..
خسارة..
سقوط وموت, خيانتها كانت سقوطه بلا روح , وموتها نهاية تلك الروح, تشتته يحمله منزويًا بالقرب من قبرها, صورتها قابعة بأحضانه , يتأملها , يشتمها , تحسسها, يخبرها أنه مفقود..
ضائع هو بلا نجاة , مفقود هو بلا هوية , هي كانت النجاة وهي نُسبت للهوية.. وهو من تخلى..
وخان..
وغدر..
وقتل...
من قتله هو لا سواه!
غرفة بالمقابر حصل عليها , يمكث بها, يزور قبرها بل يمكث جواره, يخبرها بتفاصيله, يتحدث بوجع كلماته مؤلمه أنه لم يشعر بابنته , وكيف يشعر وبرحيلها فقد الاحساس ؟!

وصل غسان ومعه منذر أمام المقابر , ينظر حوله بتيه, باحثًا عن أخيه , يخشى أن يحصل عليه جثة بين القبور, فينتهي اسفلها..
ذهب لقبر المظلومة بيدهم, مهرولًا بخطواته, هائمًا .. مشتتًا حول نفسه, أين أخيه.. ألا يكفي الوجع؟!
وعند القبر وجده, مهلًا من الذي وجده؟!
من وجده لا يمت لأخيه بصله, يامن متأنق, لامع, وسيم, ملفت..
من أمامه ملفت ولكن بمظهره البائس فقط, شعيرات ذقنه استطالت, ملامحه شاحبة, وكأنه لا يأكل لا ينام , لا شيء على الاطلاق, رأسه تستكين لقبرها , وكأن القبر عناق أُم وهو مشتاق للغاية فيعانقه..
خطواته اهتزت , ارتعشت, جسده يرتجف, أي ذنب فعله يامن ليكن والدهم بتلك البشاعة؟!
كيف طاوعته نفسه لتلك الفعلة ؟! كيف تخلى عن دمهم, كما مريم؟!
اقترب من يامن , خيم عليه بظله , والامطار تسقط, الارض مبللة وأخيه لا يهتم, يهمس بخفوت نبرته مصدومة:
-يامن..
يستجيب له , يرفع نظره لغسان, ينظر له للحظات وفجأة , دون إنذار, يبكي, ينهار , يمسك يده باكيًا , ينحني غسان بالقرب منه, يجلس جانبه ولا يهتم بأي شيء..
جذبه لعناقه, فيبكي أكثر, يشهق أعلى, يطلق اهه طويلة والقلب لا يكتفي من الالام..
-ابوك دمرني, عملتله ايه , ليه عمل فيا كده..
لا يملك الاجابة , والان يعذر والدته حينما هربت وتركت كل شيء, والان فقط يعرف أنها دائرة لا تقف ولن تقف؟!
-اهدى, خليك جامد..
يختنق بنبرته يصرخ:
-مش قادر , قلبي واجعني..
يربت على ظهره بقوة قائلًا:
-ابكي يا يامن , بعد كده مش هتقدر..
القلب يحمل قسوة ومرارة , القلب ليته يموت ولا يشعر؟!
الوجوه كانت مكتئبة وعابسة. الوجوه تضامنت في المأساة والهم!
والاصوات المطلقة من باطن الروح والجسد كُسرت بالحزن والاسى..
-انا تعبان يا غسان , تعبان..عاوز اموت..
يهادنه , يخبره أن يتحلى بالصبر قليلًا, ولو قليًلا , يشعر به, يود لو يملك أي قبس من أمل فيمنحه إياه:
-وولادك, مروان وميان..
يبكي أكثر , دموعه تفيض منه , تبلل وجهه ولحيته , تصل لجسد اخيه, يتمتم بكسرة:
-ميان..
يبتر الكلمة يبكي أكثر ويكرر الإسم:
-ميان
لا يقوى سوى على البكاء, الانهيار رفاهية يراها متاحة له:
-بنتي, عندي بنت, ابوك كان عارف, عندي بنت ياغسان..
احتقان عين اخيه من الدموع كان ما يحدث له للمرة الثانية بعد خذلانه من والدته , اغمض عينه , وهتف به:
-عارف بنتك , عاوز تموت وتسيبها..
ضحك بسخرية , لا مكان له في وطن ابنته, لقد فقد الحق , حتى منح الهوية لها فقد كل شيء!
-ياريتني كنت موت قبل ما عرف الحقيقة ياغسان ياريتني..
في منطق اخيه , الانهيار رفاهية لا يجب أن يعرفها الرجال , الانهيار والسقوط منطقة محرمة لا مكان سوى للنساء بها..
لا يجب أن ينهار, لا يجب, لا يمكن , لا يستطيع.. ابدًا..
الرجل يقف, يحارب, يقاوم , يصمد,يحتوي, يكتفي وانتهى..
-اجمد , اقف, ولادك محتاجينك, الست الي ظلمتوها محتاج يترد لها اعتبارها, محتاج كتير اوي يا يامن ..
ويامن لا يقاوم, لا ينقر سوى زر الحزن والانهيار , لا يقاوم, وكيف يقاوم وهو ضعيف؟!
حمله غسان عنوة , يشده , يجبره على الاستقامة, يبعد يده عن قبر شهر زاد تاركًا له الصورة , وهل تكفي الصورة؟!
يتمرد جسد اخيه يصرخ به:
-مش عاوز اسيبها..
قسوة مصطنعة تتملك الاخر وهو يشير لمنذر أن يساعده , يخبره أن يجبره على الرحيل معه عنوة..
واخيه صامد لا يود الرحيل , وكأنها ستخرج من القبر يومًا..
-خلاص الحق في انك تبقى معاها راح..

للعشق طريق اخر(١+٢)Where stories live. Discover now