الفصل الخامس عشر ٢

9K 247 8
                                    

الانتقام هو دائرة مفرغة باهته ومشتعلة, النار فيها دمار والبرد فيها موت!
والخاسر هنا هو أنت لا غير!
جلس غسان بمكتبه شارداً بها.. فريدة من هي بالنسبة له.. البداية كانت انتقام ولذة  سوداء تخمد  من ناره !
والآن..!!
الآن يعشق مرورها هنا وهناك.. يعشق إهتمامها ببناته..
يرتاح بوجودها و يجد سكينة تخرجه من سواد انتقامه ولكن هل تبقى هي؟!
هل تنسى ما فعله هي؟!
وكيف تنسى؟ كيف؟!
اراح رأسه للخلف متسائلا, هل أحبها.. والإجابة مبهمة .. هو لا يعرف.. هو مكتفي بكونها هنا معه و إن لم تكن له.. هو بالنهاية لن يفرط بها..!
هو يحتاجها, والاحتياج هنا ليس باحتياج رجل لأنثى بل احتياج راحة وسكن!
فالحب هنا مازال مفقود داخل بئر مظلم ربما ينير وربما يبقى مفقود!
امسك هاتفه يتصل بها.. فسمع صوتها تجيبه بنبرة قوية كعادتها مؤخراً:
-ايوه ياغسان..
ابتسامة جانبية ارتسمت على فمه.. أصبحت تناديه باسمه.. غسان..!
وهو احب هذا الاسم.. احب طريقتها القوية وهي تجيب!
فأجلى صوته قائلا بنبرة متسلية:
-عاملة ايه..!
علي الجهة الأخرى رفعت حاجبها.. بدهشة هاتفة بتعجب:
-بتتصل تسأل عليا.. وده من امته..

أبعد الهاتف يكبح سبة ما من لسانه.. ثم صاح بها بغيظ:
-تصدقي... طلعت زوجة مصرية اصيلة..!

عقدت حاجبيها غضباً لتتحدث بعمليه خالصة وقوة حقيقة :
-زوجة مصرية اصيلة!,
انهت الجملة ثم مطت شفتيها بملل مدموج بتعجب تطلق تساؤل متهكم:
-وياترى أنا زوجة مين؟!

ضحكة خافته خرجت منه ليتبعها باعتراف حقيقي بنبرة مازحة:
-فصيلة ياديدا..وبتقولي نكت
وبعدها تحولت النبرة المازحة إلى أخرى خشنة جامدة:
-مراتي طبعاً ولا انت على ذمة حد تاني!

انتهى الحديث منه وكان الصمت منها فبرقت عينيها بغضب طفيف ترسم برود تتعلمه أو اكتسبته مما حدث لها بالفترة الأخيرة تهمس بلا مبالاة:
-امممم.. انت شايف كده..
يتسلى مازال يتسلى وتلك الابتسامة دليل حينها أجاب بنبرته الساخرة:
-اه.. شايف كده عنك رأي تاني
أرجعت خصلاتها للخلف وهي تجيبه بنبرة مسترخية  منهية هي ذلك الجدل العبثي في قاموسها الجديد , تنهى مزاجه المتسلي بجدلها :
-لا معنديش رأي تاني.. انا فعلا فصيلة..و..
لم تكمل جملتها مباشرة ربما الكلمة ثقيلة عليها ولكنها بالنهاية قالتها:
-ومراتك!
قالت كلمتها الأخيرة فيتبعها كلمة آخرى منه:
-مراتي!
والمقصد هنا يزيد التوكيد ويشعل التأكيد ويعرض التثبيت هو هنا غسان أبو العزم!

  وبعد أن أنهى جملته ورغما عنه ضحك..!!
لم يستطع ان يكبح نفسه من الحديث المقام هنا , ثم  هز رأسه بيأس وهو يقول بينما يستقم من مكانه ملتقطاً مفاتيح سيارته :
-طيب جهزي البنات انا جاي اخدهم اخرجهم شوية..
سألته هي حينها بطريقة مباشرة بنبرة جادة ..قوية نبرة لن ترضى سوى بإجابة واحدة:
-طب.. أنا هخرج معاكم ..
ابتسم هنا رافعاً حاجبه بتعجب متسائلا :
- وده طلب ولا رجاء
وإجابتها كانت غير متوقعة إطلاقاً:
-ده قرار
كان في ذلك الوقت يقف امام سيارته يهم بفتحها ولكن بعد إجابتها بتلك الطريقة  توقف عن كل شيء متعجباً وللغاية من تحولها الغريب والذي راق له بالمناسبة , فقال بعد أن استعاد ثباته  يعطيها موافقة على طلبها مما أصابها بالدهشة:
-اكيد..  هتخرجي معانا يافريدة وده قراري من البداية..
قال كلماته وخاصة الأخيرة التي تثبت لها أن القرار بالبداية والنهاية له وحده ثم اغلق  الهاتف دون أن يعيطها فرصة لقول أي شيء...
أما هي ظلت تنظر إلى الهاتف بعد أن أغلق .. ربما كلماته كانت تستفزها , وهنا لا يوجد شيء غريب أو جديد.. فقط نبرة لطيفة جديدة غير تلك المتهكمة الباردة أو المتسلطة القاسية التي إعتادت عليها ..
ورغم ذلك أنهى الحديث بتلك الكلمة (قراري)!
هزت رأسها فيصيبها التفكير نحو صغاره التوأم يروها الوالدة بل هم يرون الجميع أم (منى , مريم وهي)
. وهي .. هي تعشق الأطفال, تتعلق بهم ..
هي تخاف  هنا من عقدة مرضية قديمة أن تذهب هي فتأتي غيرها وتذيقهم ما ذاقت.. هي علي يد زوجة والدها..!
تخاف أن تهجرهم..!
وهنا  ابتسمت عند تلك الجملة تهجرهم..!
وهل سيسمح لها غسان بذلك..
هذا الرجل المحير, الغير متوقع بطريقة تصرفاته.. وأفعاله !
يفاجئها كل مرة بطريقة مختلفة..  وهي ربما بدأت تعتاد المفاجآت....! أو تتعايش معها وربما ستنفر وتهرب!

للعشق طريق اخر(١+٢)Where stories live. Discover now