الفصل التاسع عشر (عتمة الزينة)

13.3K 219 1
                                    

"سليم.." تصنعت الإرهاق الشديد بنبرتها وهي تتلمس ذراعه من خلفه ليلتفت لها فقد فاجئه مجيئها "أنا سمعتك بتزعق من شوية.. معلش على ما قدرت أقوم، فيه حاجة ولا ايه؟" زيف ببراعة ملامحها المتألمة مُدعية اصابتها بالحمى الشديدة

"أروى،" همس متفاجئاً وهو ينظر لها بإستفسار وقلق على حالتها "مكنش لازم تقومي" أخبرها بملامح رافضة نهوضها هكذا "تعالي اقعدي؛ شكلك دايخ خالص" أومأ للأريكة بعد أن صدق تماماً بمرضها

"معلش بس هو دور برد شديد والـ antibiotic (مضاد حيوي) مدوخني شوية.." تصنعت مجدداً بنبرتها الإرهاق وتوجهت بخطوات بطيئة إلي الأريكة "أنا قعدت اهو؛ احكيلي بقا كنت بتزعق ليه؟" تحدثت بإجهاد مُزيف

"مفيش.. أنتي عارفة تفاصيل الشغل اللي مبتخلصش" اجابها بإقتضاب وهو يجلس بجانبها على مقربة منها

"طيب قولي يمكن اقدر اساعد" حدثته بهدوء وهي تتوق لمعرفة ما يخفيه وابتسمت لها بإقتضاب يلائم مرضها واستطاعت أن تمثل دورها ببراعة

فكر سليم كثيراً وهو يُحدق بها ملتفتاً لها برأسه، حسناً سيحدثها، لربما ستستجيب له أروى.. على الأقل إن استجابت هي له يتبقى فقط زينة وبعدها باقي أولاد عمته إياد وعاصم ولن يصعب معهما الأمر، فمهما كان هما بالنهاية رجال وسيستطيعان معرفة لماذا أخفى عنهما الأمر، بل وسيستجيبان له عند علمهما بحقارة تصرفات ابن عمهما المزوم!

"بصي" تنهد ثم التفت لها بكامل جسده "شهاب ابن عمكم، أنا مش عايزه يكون جنبنا بالمنظر ده طول الوقت.. تقدري تقولي إني صُدفة أكتشفت عنه حاجات مش كويسة.. وأنتوا في الآخر كلكم ولاد عمتي اللي بخاف عليكوا.. ومش هارضى لأي حد فيكو من أول إياد لغاية زينة إنه يجراله حاجة بسبب واحد حقير زي ده، عارف إني اتعصبت على الكل كتير من غير أسباب واضحة، وعارف إني كان باين عليا اوي إني مش عايز يكون ما بينا تعاملات بس خلاص احنا مضينا العقود واللي حصل حصل، وعارف إن مشاريعه كتيرة جداً وليه سمعته في السوق هو ووالده، وبردو احنا شركات كبيرة ولينا اسمنا.. بس مش عايزه يقرب أكتر من الشغل اللي ما بيننا" تريث لبرهة لتضيق أروى ما بين حاجبيها وانتهزت الفرصة كي تقترب من سليم أكثر

"لو كنت فهمتني الموضوع كده بهدوء مكنتش حددت معاه موضوع العقود.. أنا آسفة يا سليم، مكنتش أعرف فعلاً" أخبرته وهي تُزيف ملامح التأثر على وجهها بمنتهى الذكاء

"خلاص بقا اللي حصل حصل" زفر بإرهاق لتطرق هي على الحديد وهو ساخن، فهي لابد أن تعرف ما الذي حدث

"طيب هو عمل حاجة يعني ضايقتك؟!" أستفسرت وهي تحافظ على كذبها بمنتهى الإتقاب فلابد لها أن تعرف ما الذي يفعله شهاب تحديداً

"زينة معاه في كل موقع، وأنا زي ما كنت خايف عليكي وأنتي معاه قلقان بردو عليها، وكمان زينة لسه صغيرة ومعندهاش خبرة في الموضوع زينا" عقد حاجباه في إنزعاج لتقترب هي منه بجرأة وتلمست يده بجرأة

ثلاثية دجى الليلWhere stories live. Discover now