الفصل العاشر (ظلام البدر)

25.2K 366 20
                                    

عاد بسرعة بعد أن أحضر كل العلاج اللازم للحمى! هو يعرف جيداً ما بها وقد واجهه من قبل عندما مرضت ليلى!

حملها ثم وضعها في المياة الباردة حتى تقل حرارتها قدر المستطاع ليسمعها بين الحين والآخر تهذي بنفس الكلمة "بلاش ضرب"

لقد واجه العديد من المواقف التي بكت بها النساء وتآثرن من عذابه؛ ربما كسرن، نزفن، لقد رأى كل شيء ولكن تلك الحالة من الهذيان جديدة عليه تماماً.

أخرجها من المغطس ثم جففها وألبسها تلك الملابس وحقنها بأحدى العقاقير بسرعة لتخفض من حرارتها وآخذ في عمل الكمادات وآخذ يراقب حرارتها التي انخفضت بعد الكثير من الوقت.

لأول مرة يشك أنه فشل بشيء ما وكان سيتحدث للطبيب ولكن لماذا كل هذا العناد منها بل ومن جسدها تجاهه.

تنهد وهو ينظر لها وأكمل صنع الكمادات الباردة لها لتستمر في الهذيان بين الحين والآخر ثم للحظة شعر بالكراهية تجاه نفسه.. إلي متى سيظل يعذب النساء، أين له بالخلاص من كل ذلك؟ هذه الفتاة أخطأت ولذلك هو يفعل كل هذا، يرى بها نفس المرأة المساغلة التي كرهته من قبل، ولكن ماذا بعد أن ينتهي منها؟ هل سيعود لعادته القديمة ويحضر نساءاً فقط ليعذبهن!!

منذ أن رحلت ليلى وتركته لم يعد الأمر بالنسبة له هو رؤية والدته بهن، بل أصبح يأتي بالمرأة ليعذبها إلى أن تطلب منه الرحيل وحينها لا يرى أمامه إلا ليلى متمثلة بهن وهي تخبره بأنها ستعود قريباً ويعود هو ليكتشف أنها ليست هناك ولم تعد ولن يراها مرة أخرى وأن كل ما يره هو مجرد وهم!

هنا يجن جنونه ويُطلق ذلك الوحش بداخله ليفترس من أمامه بمتهى الحيوانية والهمجية، يتمنى فقط لو مرة وهو يعذب إحداهن أن تنطق وتخبره بأنها ستبقى، ستبقى بجانبه ولن تتركه أبداً.. ولكن لم يحدث ذلك ولو لمرة واحدة..

تطلع وجه نورسين ملياً وهو يرفع خصلاتها الحريرية ثم أطلق زفرة عميقة وهو يُفكر بكل شيء أوصلها لهذا الوضع بين يداه، لقد أذنبت كثيراً بحق عائلته، تلك العائلة التي لن يخسرها أبداً مهما حدث، لا يعرف أحد بحياته غيرهم، هم من مثلوا له الأسرة، الحب، العائلة، احتضنوه في وقت كان مُدمراً به، لن يترك أحد يُفكر في أذيتهم أو استغلالهم.. لن يحدث هذا ما دام لديه القدرة على التنفس..

لماذا أرادت أن تفعل ذلك؟ فتاة مثلها في مقتبل عمرها، تبدو ذكية، جميلة، متفوقة، طيبة، لماذا تأتي لتُفسد على رجل وإمرأة زواجهما بهذه الطريقة؟

نظر لها وهو يُفكر بما سيفعله معها الأيام القادمة، بالطبع لن يدعها لتستحوذ على عقل عائلته بطيبتها المُزيفة، ولن يستطيع أن يدعها بالقرب من كريم حتى يُظهر خيانته لهديل!!

وقع بالكثير من الحيرة وشرد ليفكر مجدداً وعلم أن الطريقة الوحيدة للإنتهاء من إلحاح الأفكار عليه هو أن يُكشَف كل من كريم ونورسين بسرعة حتى ينتهي من ذلك الكابوس.. مد يده ليبدل الكمادات على رأسها ليجدها تفتح عيناها ووجهها شاحب للغاية

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن