الفصل السادس (ظلام البدر)

34.4K 372 4
                                    

سحق أسنانه وهو ينظر بعيناها الزرقاوتان بينما لاحظ كريم توقفها المفاجئ عن الكلام ليترك يدها ثم التفت ليجد بدر الدين يباغته بلكمه موقعاً اياه أرضاً..

"ببدر.. متفهمش غلط.. أنـ.. أنا" تحدث كريم متلعثماً وهو مرتمي بجسده على الأرض

"إخرس واخفى بسرعة وعلله مالقيكش جنب مراتك في المستشفى يا وسخ.. وأنتي بقا! جنيتي على نفسك"

قاطعه بدر الدين ليفر كريم هاربا بسرعة ليجذب بدر الدين يد نورسين وهو في قمة غضبه وتوجه لسيارته ليلقيها بها دافعاً اياها بالكرسي الأمامي ثم توجه لكرسي السائق وانطلق ليقود مُسرعاً بعصبية.

"أرجوك متفهمش غلط ده كريم هو اللـ.." صاحت في خوف ليقاطعها بصفعة قوية لتندهش هي ثم سمعت زئير مكابح سيارته التي أوقفها فجأة

"أنتي واحدة قذرة.. مش عايز اسمعلك صوت.." صاح بها بين أسنانه الملتحمة غضباً لتنظر له هي بزرقاوتان مصدومتان

"فكراني نايم على وداني ولا طيب وغلبان زي أمي وأختي؟ لا يا هانم أنا شايف وساختك من أول يوم، عارف إنك شايفة زياد عيل وصغير ففكرتي توقعي كريم عشان يتجوزك لأنك أصلاً كلبة فلوس.. أنا عارف كل حاجة من بدري وشايفها كويس بس كنت مستني أواجهك، نسيتي اللي حذرتك منه، نسيتي إن بدر الدين الخولي حذرك بنفسه منه بس إنتي لعبتي لعبة مش قدها، أنا اديتك فرصة قولت يمكن أختى وأمي عندهم حق، إنما أنتي أقذر واحدة شوفتها في حياتي.. أنا بقا هرميكي زي ما دخلتي ما بيننا.. هوريكي يعني ايه تلعبي معايا!! فكرك أهلي هسيبهم لبت صغيرة زيك تلعب بيهم الكورة؟ ولا فاكرة هسيبك تدمري حياة أختي اللي عندها خمس ولاد؟ ده بعدك!!"

صرخ بها ثم أكمل طريقه بسرعة جنونية لتتهاوى دموع نورسين في صمت وهي لا تصدق كل ما حدث ولا تدري كيف ستُقنع متصلب الرأس هذا بحقيقة الأمر.

لقد كانت خائفة مما قد يفعله كريم هو ويُسري، إنما أن يكتشف بدر الدين بنفسه ويصدق أن يجمعهما شيئاً، هذا لم يخطر على بالها من قبل، والأسوأ أنه لم يعرف الحقيقة بأكملها، لابد وأنه أستمع لجزء من حديثهما فقط، ماذا ستفعل الآن وخاصةً أنه لن يتقبل أن يستمع لها أبداً؟!

أوقف السيارة بعنف مجدداً ثم نظر لها بإحتقار وكراهية شديدة وتحدث والتمعت ثاقبتاه السودوتان ببريق مخيف ثم تحدث إليها في تقزز

"لمي نفسك وإياكي تحسسي حد بحاجة لغاية ما الليلة دي تعدي على خير.. سمعاني يا قذرة" صرخ بها بغضب لتومأ هي له دون أن تنظر إليه ليترك السيارة ويغادرها وفعلت هي على الفور لتتبعه في صمت وهي تجفف دموعها.

دلفا الغرفة على هديل لتقع عينا بدر الدين الثاقبتان على كريم الذي جلس بجانبها وبمنتهى الحقارة يبتسم لها ويحمل طفلتهم الصغيرة بينما امتلئت الغرفة حولهما بإبتسامة الجميع والنظر لتلك الصغيرة

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن