الفصل السادس عشر (ظلام البدر)

25.5K 354 26
                                    

"ايه اللي أنا هببته ده؟" تمتم بغيظ متسائلاً وهو يتذكر تلك القبلة التي جمعتهما، كل ما اراده هو أن يؤلمها ولكن في حقيقة الأمر قد سبب الآلم لنفسه أكثر منها.

أسيترك نفسه لتلك المشاعر التي تستحوذ عليه؟ تلك اللمسات التي تجعل خفقات قلبه سريعة، تلك النظرات التي تنظر له بها ويجد نفسه مجبراً ألا يشيح بعيناه بعيداً عنها! وأما ذلك الشعور الذي لا ينفك يتملكه عندما يراها تبكي فهو حتى لا يستطيع وصفه بالكلمات.. أسيقع فريسة خداعها؟ لا، لن يحدث ذلك أبداً.. هو يعرف جيداً كيف يوقف كل هذا! أو هكذا ظن وفكر أنه يستطيع!

جلس على تلك الأريكة بغرفته ثم أرسل برسالة لأحدى نساءه العاشقات للآلم ربما إذا أخرج كل الغضب الذي بداخله الآن قد يصفى ذهنه قليلاً ليعود بدر الدين الذي يعرفه.

"هو ليه بيعمل معايا كده؟ ليه مصمم يصدق نفسه ويكدبني؟ أنا هاصبر لغاية امتى على كده؟ سنة من العذاب ده كل يوم! أنا ممكن أموت من كتر الرعب اللي بشوفه كل شوية معاه، أنا لازم الاقي حل يخرجني من اللي أنا فيه ده.. أنا معملتش حاجة مع كريم.. والله ما سبته يقرب مني" تحدثت لنفسها وتهاوت دموعها في صمت ثم نهضت وهي تحاول أن تجد مرآة في هذا البيت الذي لم تتعود عليه بعد لترى ما الذي حدث لها بعد تلك الجروح.

نظرت لتلك الجروح على شفتها لتبكي في وهن شديد وذعر وهلع من ذلك المنظر الذي ارتسم على وجهها وهي لا تدري كيف لها أن تجعله يتوقف عن عذابها..

أتعود لمنزلها؟ ذلك البيت الذي تربت وكبرت به؟ ماذا سيفعل يُسري معها؟ هل سيتحرش بها ثانية بعدما فعله معها عندما كانت بالمشفى؟

ليس تعرف اي أحد آخر سوى زوج والدتها ذلك الحقير، هل حقاً تُفكر في الخروج من جحيم بدر الدين لتدخل بقدمها لجحيم من نوع آخر؟ أهذا كل ما اهتدى إليه عقلها؟

هل تخبر شاهندة؟ وهل ستصدقها بعد كل ما قالته؟ لقد مكثت منذ سويعات تقنعها بكم تُحب أخيها ولذلك تزوجا! ألهذا الحد قد تآكلها رعبها وخوفها منه؟ لقد أصبح يتحكم بكل شيء حتى ما تقول وما تفعل بل وكيف تُفكر أيضاً! إذن ما نهاية كل ذلك؟

وماذا لو أخبرت شاهندة أو حتى والدته.. بالطبع هو يمتلك دليل زائف يصدقه وسيصدقه الجميع.. لقد رآت كيف والدته تتحدث عنه وكيف تعتقد أخته أنه رجل جيد وحتى أخيه الصغير يقف كمن لا يملك اي حُجة أمامه..

وذلك الحقير الآخر لن يتوانى عن فعل أي شيء حتى يبعدها عن منزل زوجته وعائلتها ليكون لديه الفرصة حتى يتفرد بها وحدها.

لماذا لم تعد والدتها معها؟ لماذا تركتها مع كل تلك الذئاب ورحلت؟ لماذا لم تخبرها ما عليها فعله في مثل هذا الموقف؟ بين ليلة وضحاها غادرت.. دون أن تُنبئها.. دون أن تترك لها بضع كلمات لتواسيها، كانت فقط تتمنى لو عناق أخير يجمعهما سوياً حتى يظل معها كذكرى أخيرة تظل متعلقة بها طوال حياتها..

ثلاثية دجى الليلTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang