الفصل الثامن عشر (ظلام البدر)

27.5K 374 9
                                    

"لأ أرجوك بلاش يُسري.. اعمل اي حاجة تانية.. بس بلاش يُسري" صاحت ببكاء وهي تتوسله بينما هو ظل جاذباً اياها من شعرها خلفه لتتبعه وجسدها يُجر أرضاً ثم دلف ليلقيها بغرفته واستمع لشهقاتها التي أزعجته كثيراً

"طب أنا بس عملت ايه؟؟ غلطت في ايه؟ مش قولت سنة وهنتطلق؟ أنا والله سمعت كل كلامك، أنا ماليش علاقة بكريم أقسم بالله.. اسمعني أرجوك" تحدثت ببكاء وبمنتهى الضعف والتوسل حاولت أن تثنيه عن قراره لتجده يقترب منها وهو يجذب شعرها

"هو كده بقا.. قرفت منك ومن منظرك ومش مصدق حرف واحد منك" تحدث بين أسنانه الملتحمة غضباً ثم حل وثاق قدميها ونهض ليرتدي أحدى القمصان القطنية غير الرسمية وأخذ احدى قمصانه ليجبرها على ارتداءه وهي لا تتوقف عن النحيب حتى أنها لم تعد تستطيع التنفس بإنتظام وشهقاتها باتت تتفلت من شفتاها بدلا من الكلمات

"قدامي.." آمرها بعد أن أمسك بمفاتيح احدى سياراته وهاتفه وارتدى حذاءاً لتنظر له هي وعيناها أصبحا بلون الدماء

"أرجوك بلاش.. هههاعمل كل اللي أنت عايزه.. بلاش يُسري" توسلته بين شهقاتها مجدداً

"هتمشي من سكات ولا تحبي تتجرجري من شعرك لغاية برا" أخبرها ليزداد بكاءها ومشت خوفاً منه مرغمة ليتابعها هو بعيناه القاتمتان وقد طُبع على قميصه بعضاً من قطرات دماء ظهرها..

ألقاها بالمقعد الخلفي للسيارة وتوجه هو لكرسي السائق ثم انطلق بالسيارة مسرعاً وهو لا يُصدق أنه سينتهي منها أخيراً ثم أوصد أبواب السيارة من الداخل..

لاحظ بكاءها المرير الذي لم تتوقف عنه، للحظة اهتدى عقله أن ربما هناك سبباً لكل رفضها هذا، لُينهي نفسه في زجر عن التفكير بالعدول عن قراره وأكمل طريقه ولم يتوقف عن النظر إليها بين الحين والآخر بالمرآة الأمامية للسيارة وأخذ ذلك الشعور الذي يسيطر عليه كلما رآها تبكي بالإنفجار داخله مُحدثاً زوبعة مجدداً..

قاد بسرعة جنونية عله ينتهي من ذلك الشعور الذي يبغضه كثيراً والتضارب بالأفكار الذي يشن على عقله دون هوادة ليجدها تصرخ وهي تحاول أن تفتح باب السيارة وهو بنفس الوقت يقود بسرعة جامحة

"نزلني هنا بقولك.. أنا مش هروح ليسري ولا هافضل معاك.. سامعني ولا لأ.. حرام عليك أنت إيه الإفترا اللي انت فيه ده.. أنا معملتش حاجة لكل ده! أنت ليه مصمم متصدقنيش، أنا عملتلك إيه؟ أنا مش عايزة فلوس من حد ولا بستغل حد حرام علـ" أوقف سيارته بعنف لتزئر مكابحها ثم خرج من السيارة بمنتهى الغضب وفتح بابها قبل أن تغادر هي ليجذبها ثم صفعها بعنف

"لو سمعتلك صوت تاني قبل ما نوصل هموتك.. سامعة ولا لأ؟!" قاطعها ثم نظر لها محذراً بعيناه الثاقبتان لتتهاوى دموعها وهي تنظر له بكراهية

"أنت مفتري.. منك لله.. أنا بكرهك.. أنت ليه بتعمل كل ده فيا.. ليه كل جبروتك ده"

"اخرسي يا قذرة" زجرها ثم صفع الباب وتوجه ليدلف السيارة مجدداً وأكمل طريقه..

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن