الفصل السابع والثلاثون (ظلام البدر)

32.3K 409 18
                                    

أحقاً ما تقوله؟ ستكون هذه هي النهاية بينهما إذن؟ ما يقارب من ثماني أشهر من الإبتعاد ليتم الطلاق هكذا؟ أكانت تلك نورسين؟ هل هذه هي فتاته الصغيرة التي تُحدثه؟ لم يستمع أبدا لتلك النبرة منها من قبل ألهذا الحد أصبحت تكرهه؟!

بالرغم من ذلك الموقف ومن استماع الجميع لهما ود لو يُخبرها كم أشتاق لها، تمنى لو أن يبكي ويخبرها كام كان فراقها مريرا بالنسبة له، يريد أن يصرخ ليحدثها بأنه اختار أكثر ما يكرهه بحياته وابتعد عنها فقط لأن هذا الحل الوحيد الذي رآه مناسبا حتى يحميها من نفسه ومن قسوته، لو فقط كانت هنا لكان أحتضنها وصرخ بكل ما أوتي من قوة ليخرج ذلك الثقل الذي أرهق قلبه بداخله ليدعها تعرف كم تعذب بقراره الخاطئ في الابتعاد، يريد أن يشكو لها وأن يبكي بين ذراعيها كالطفل الصغير وكل ما ينتظره منها هو تلك الطيبة والبراءة التي عهدها منها.. يريد أن يُقر أنه وأخيرا بعد سنوات من العذاب اختار العلاج لأجله ولأجلها، كي يكون أفضل لنفسه ولها ولأسرته.. علها كانت هنا معه!!

أكثر من شيء يريد رؤية ابتسامتها وتلك الفرحة بزرقاوتاها البريئتان عندما تعرف أنه يتعالج الآن حتى يُصبح إنسان أفضل، يريد النطق أمام تلك الصغيرة بأنها من غيرته والوحيدة التي بدأت في تبديد الظلمة بداخله، يريد أن يبتسم ويخبرها أنها من استطاعت أن تريه أنه يجب عليه أن يُصبح أفضل وبسببها هي من جعلته يرى شعاع النور ذاك ليُقبل على تلك الخطوة، يريد الكثير والعديد من الأشياء ولكن أرغبتها حقا بأن يتطلقا، أسيكون ذلك إفتراق أبدي؟ ألن يدعوها زوجته مرة أخرى؟!

ابتلع بصعوبة وآلم عاقدا حاجباه وشعر بتلك الشفتان أنهما كادا أن يفترقا ليُخبراه بالمزيد وذلك النفس تلتقطه كي تتحدث وقد أشتاق له حتى بدده الإشتياق ولكنه يعي جيدا أنه لن يستطيع التمالك والتحمل بأن يستمع منها حرف آخر فأنهى المكالمة على الفور ليهرب من مواجهتها ولأنه يعلم بقرارة نفسه أنه ليس بتلك القوة التي يتظاهر بها أمام الجميع وأنه بالنهاية جبان لا يملك من تلك الشجاعة ما يعتقده كل من حوله!

رآت شاهندة تلك النظرة على وجهه وتلك الملامح التي جعلتها تتآلم من أجله، وبالرغم من اتفاقها مع نورسين على كل ما يحدث الآن ولكن أشفقت عليه وعلى ذلك الآلم الذي ظهر عليه.

"بدر أنت هـ.."

"بلاش دلوقتي يا شاهندة" قاطعها بنبرة لا تحتمل النقاش عندما أدرك أنها ستبدأ بالكلام

"لأ دلوقتي.. عشان مينفعش تستنى أكتر من كده" تحدثت بإنفعال وهي مصممة على أن تتحدث له تلك المرة

"يوووه!! أنا ماشي وسـ.."

"لا مش هاتمشي ومش هاتتهرب مني زي كل مرة آجي افاتحك في الموضوع، أي حاجة تانية وراك تستنى!" صاحت بتصميم وهرولت في عصبية حتى توقفت أمامه ونظرت له لتتلاقى أعينهما

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن