الفصل الخامس عشر (عتمة الزينة)

17K 251 8
                                    

شعر شهاب بتحرك سليم بمقعده بل ولمحه ينهض من كرسيه ويبدو أنه سيقبل نحوهما فبادر بالحديث لزينة مجدداً الذي لم يترك يدها بعد

"ده يادوب كان سليم هيمضي العقد وكنت هسلم المباني اللي خصصتها للشركة.. فرصة كويسة عشان تستلميها أنتي واديني لحقتك اهو قبل ما تتشغلي" تحدث لها شهاب ولا يزال ينظر لها ويتفقد زرقاوتيها بينما كل خلية بجسده تحاول الحصول على ملامح سليم وتحركاته فهو نعم يتفحصها بل ومن يراه قد يقول أنه يسلط تركيزه الكامل عليها ولكن كل ما تمناه هو اثارة غضب سليم

"طيب تمام أنا معنديش مشـ.."

"مش لازم Miss زينة تروح! ممكن اي حد تاني يروح.. وراك حاجة يا Mr إياد؟" صاح سليم في جدية بعد أن قاطعها فهو لن يخاطر بذهابها معه بمفردها

"لا تمام ممكن اروح مفيش مشكلة" اجابه إياد مسرعاً

"براحتكم طبعاً بس مش المفروض أن زينة هي المهندسة المسئولة عن المواقع؟" ترك هنا يدها بعد أن التفت لتتلاقى بنيتاه بعينا سليم الداكنتين بينما شعر الآخر بأن شهاب لتوه قد جعله يبدو مخطئاً ولكنه سيتفادى هذا سريعاً بخبرته

"اكيد بس Miss زينة لسه تحت التدريب.. أفضل حد عنده خبرة يروح معاك" تحدث سليم له ليبتسم له شهاب في سخرية واضحة بعد أن شدد الأول لنطقه باسمها بتلك الطريقة محافظاً على أن يناديها بلقب قبل اسمها

"مش بردو زينة اللي جت معانا المواقع قبل كده؟!" نظر له بإنتصار ليغضب سليم "وبردو حتى لو ناقصة خبرة أكيد مش هيجرى حاجة يعني.. احنا ولاد عم في الأول وفي الآخر.. ومش هتلاقي احسن من الـ compounds عندنا عشان تتعلم فيها وتاخد خبرة" التفت لزينة بإبتسامة "ولا ايه؟!"

"أنا معنديش مشكلة خالص" اجابت بتلقائية لتبادله الإبتسامة ليرى شهاب تأثيره جلياً عليها بينما شعر سليم وكأنه يحترق بداخله

"طيب كويس اوي.. وكمان عاملكوا عزومة صغيرة بمناسبة العقود .. هتتبسطوا أوي أكيد" ابتسم وهو يرمق الجميع بينما لاحظ غضب سليم وكذلك تآفف أروى وهي ترمق زينة بكراهية

"أكيد هتكون حلوة اوي.. ميرسي يا شهاب" ابتسمت له زينة بعد أن طال الصمت فلم يجبه أحد من الجالسين ليوشك سليم على الإنفجار بوجهها

"آنسة زينة لو سمحتي عايزك دقيقتين.. بعد اذنكم" توجه سليم للخارج بعد أن أخبرها أخذا خطوات مسرعة بينما تآففت أروى لتمتم في سأم

"اهي جت بقا وهتفضل تعطل فينا"

لاحظها شهاب الذي ابتسم بداخله على تلك الملامح الغاضبة التي توجه بها سليم للخارج وشعر بلذة الإنتصار المبدأي تسري بدماءه وخاصة تجاه زينة، فلم يرحب بها أحد سواه، وكأن الجميع لا يكترث لها، فقط سليم وبضعة نظرات صامتة ليس إلا.. لذا ها هو يكسب أولى النقاط في تلك اللعبة .. وكذلك لاحظ أروى التي ربما تشعر بالغيرة من أختها.. لربما هي تشعر ببضعة مشاعر تجاه سليم.. ولكن يبدو أيضاً أنه لا يكترث لها .. سيتبين مثلث العشق هذا الغريب لاحقاً وأمّا عن إياد الذي ينظر له اليوم بكراهية جلية كسطوع الشمس لابد وأن وراءها شيئاً ما..

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن