الفصل الحادي عشر (عتمة الزينة)

20.6K 297 10
                                    

"زينة اهدي أرجوكي" أخبرها بعد أن تحولت ملامحه للفزع بعدما رآى ملامحها التي تحولت تماماً لتصبح فتاة أخرى بعد تلك الفتاة السعيدة التي كانت معه منذ دقائق أقترب منها لتبتعد هي عنه

"فكرك إن كده بتغيرني؟ بترجعني زينة بتاعت زمان؟ ويا ترى مين بقا اللي قالك تعمل كده؟ خالو ولا ماما حنت عليا فجأة.. أنسى يا سليم وأنسوا كلكوا.. زينة بتاعت زمان استحالة ترجع.. اتفضل خد الزفت ده وأطلع برا" صرخت به بمنتهى الغضب وهو كل خوفه أن يتحول غضبها لأحدى نوبات الصرع الهيسترية التي تصيبها وحاول التحكم في ملامحه قدر المستطاع ثم حدق بتلك الأبحر التي اهتاجت بموجات من الغضب والخوف بآن واحد، لقد رآى الخوف بعينيها، سيعمل أن يطمئنها بكل ما أوتي من قوة...

"مش احنا اتفقنا قبل كده اننا مش هنعند وخلاص؟ مش تعرفي الأول أنا ليه جبتلك التشيللو ده؟" همس بهدوء وهو ينظر لها بصدق

"هتكون جبته ليه غير انك عايز تفكرني بجزء من حياتي أنا عايزة أنساه!! محدش يا سليم هيقدر يرجعني تاني زي زمان، ولا حتى أنت!! وأنا هثبتلك كويس إن أنا قد كلمتي دي" صرخت به مرة ثانية وتوجهت نحو التشيللو ثم رفعته وكادت أن تلقيه أرضاً ولكن سليم اندفع نحوها بسرعة ليقف خلفها واحتضن جسدها في ثوان وأمسك بكلتا يديها حتى لا تهشمه أرضاً

"لأ مش هاتمنعني.. أنا بكره الزفت ده ومبقتش بطيقه.. مبقتش أعرف أعزف عليه.. سيبني لو سمحت كفاية بقا" تحدثت بنبرة منتحبة بعد أن انهمرت دموعها رغماً عنها ليقترب سليم منها أكثر حتى تلاصق جسديهما معاً وهمس بأذنها

"زينة.. أنا مجبتوش علشان كل ده.. أنا جايبه عشان عايز اسمعك واشوفك وانتي بتعزفي.. وحشتيني اوي، وحشتي عنيا اللي كانت بتشوفك مبسوطة، وحشتي وداني اللي كنت بسمعك بيها.."

"لا أنت كداب.. أنا موحشتش حد.. أنتو بس وحشكوا زينة الضعيفة اللي مبتقدرش تتكلم واللي الكل بيغصب عليها كل حاجة.. مش هاتشوفوها تاني أبداً.. عمركوا ما هتلاقوها تاني" تكلمت بوهن وبكاء مرير ليأخذ سليم من بين يدها التشيلو ثم أزاحه بعيداً والتفت لينظر لها محتوياً وجهها بين كفيه وحدق بعينيها الباكيتين ونظرات التأكيد تنهال من عيناه

"أنا عمري ما كدبت عليكي.. عمري ما كنت عايز أشوفك مضايقة أو بتعيطي... آه وحشتني زينة القديمة بس أنا مش رافض الجديدة اللي اتغيرت.. أنا قابلها بكل اللي فيها بكل اللي بتحبه وبتكرهه.. وعشان تصدقي كلامي لو عايزاني ابعد التشيلو خالص بعيد عنك وارميه هارميه.. بس أنا كنت عايز أشوفك مبسوطة يوم عيد ميلادك وعارف إنك من زمان وأنتي بتحبي التشيلو.. كنت عايزك تتبسطي وأنتي بتعزفي بيه.. بس خلاص أياً كان اللي أنتي عايزاه هاعملهولك.. ومحدش يعرف إني هنا ولا مامتك ولا أي حد غير بابا وهو اتبسط جداً بأني هنا وميعرفش أنا جبتلك ايه.." تحدث لها بصدق وهو لا يزال محاوطاً وجنتيها بيداه وتبادلا النظرات في صمت لتتوقف هي عن البكاء ونظرت له بأنفاس متلاحقة أُنهكت من البُكاء

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن