الفصل التاسع (عتمة الزينة)

Mulai dari awal
                                    

لا تدري ماذا عليها القول ولا بم تخبره!! لأول مرة بحياتها تلاحظ أن هناك أحد يهتم بها بل ويتذكرها هكذا، لم تسمع ما يضاهي تلك الكلمات من اياً مما حولها من قبل..

شردت بزرقاوتيها وهي غارقة في نشوة من تلك الكلمات التي تركت اثراً محبباً على نفسها وبداخلها بل شعرت بأنها تريد أن تهرول لتكتب تلك الكلمات بدفترها الأسود حتى لا تنسى منها أي حرف..

"ايه روحتي فين؟" سألها سليم هامساً لتلتفت هي اليه لتتفقد ملامحه وتعجبت بداخلها كيف أن عيناه الآن تبدو سوداء وبالصباح عسليتان رائقتان

"مفيش.. أنت فعلاً مش شبه خالو خالص."

"ازاي يعني" عقد حاجباه وهو ينظر له نظرة امتلئت بالاستفسار

"هو عنيه سودا لكن انت عنيك عسلي"

"يعني هو بس الشبه في لون العين؟!" سألها بسخرية "ماشي يا ستي أنا مش شبهه في حاجة.. اروح اطلبلك ايده يعني عشان تتبسطي؟!"

"بس يا سخيف" تحدثت بإنزعاج ثم ضربته بخفة على ذراعه وقبل أن تخفض يدها أمسك بها سليم ثم حدق بزرقاوتيها

"بقولك ايه.. سيبك بقا من بدر عشان انا بغير.. ومش هيفرق معايا خالص أنه ابويا"

"سليم!! بتغير ايه أنا مش فاهماك يعني تقصد ايه بكلامك ده؟" تعجبت كثيراً لكلمته ليتنهد هو ثم اراح جسده على الأريكة الخشبية الجالسان عليها وشرد بتلك السُحب التي حجبت القمر الساطع خلفها على استيحاء ليستلهم كلماته التالية مما يراه أمامه بينما تعجبت هي أكثر مما يفعله ولصمته ولكنها تفقدت ملامحه فلم ترى سوى جانب وجهه وعنقه التي برز بها ذلك النتوء وذقنه الرجولية التي يبدو وأنه لم يحلقها ليومان ولكنه أكسبته مظهراً جذاباً، وقبل أن تشرد تماماً به آتاها صوته ليفيقها من غفلتها

"بغير عشان مش عايز حد يقرب منه اكتر مني وبغير عشان عايز اكون قريب ليكو كلكو أكتر منه" حاول أن يخفي مشاعره بتلك الإجابة لتبتسم زينة ثم تحدثت له

"دي أنانية بقا"

"يعني أنتي شايفاني أناني؟!" التفت لها مضيقاً تلك الداكنتان وهو ينظر لها ملياً

"بصراحة لأ عمري ما شوفتك أناني.. بالعكس بقا"

"ايه العكس بقا؟!"

"يعني.. دايماً افتكر إنك كنت بتجلنا لعب وتفضل تلعب مع الكل وكنت بتحبنا كلنا.."

"ياااه.. لسه فاكرة يا زينة؟!"

"اكيد فاكرة.. بس ده ميمنعش إنك اتغيرت شوية عن زمان" التف بجلسته ليجلس القرفصاء مثلها وهو يمعن النظر لتلك الملامح التي يعشقها وبدلاً من أن يسألها كيف تغير ود أن يتغلغل بداخل تلك الفتاة أكثر

"طب ما احنا كلنا بنتغير.. أنتي مثلاً أكتر حد اتغير فينا من واحنا صغيرين.. ولا شايفة ايه؟!" تفقدها ليرى الإنزعاج بدأ أن ينعكس على ملامحها وكادت أن تغير جلستها حتى لا تصبح في مقابلته وجهاً لوجه فأمسك بيدها "استني يا زينة.. مش عايزك تضايقي من كلامي بس كلنا الطبيعي اننا نتغير، وإلا ميبقاش كبرنا!! مش صح كلامي؟!" تركها لتفكر لبرهة ثم نظرت له وكأنها تستمد اجابتها من ملامحه

ثلاثية دجى الليلTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang