الفصل الثامن (عتمة الزينة)

14.8K 265 4
                                    

"تعرف يا سيف.. أنا طول عمري كنت شاطرة، وطول عمري طموحة.. نفسي ابقا ناجحة اوي ويبقالي كيان أنا وأولادي ويبقوا ناجحين وشاطرين ونكبر سوا وكمان جوزي كان نفسي نبقا عيلة كبيرة.. بس الراجل اللي اخترته يفضل جنبي طول حياتي وأبو أولادي دمر نفسه في عيني وحرم نفسه من أولاده بنفسه، كنت فاكره إن تفكيره زي تفكيري عشان كان شاطر وذكي.. إنما لاقيته طماع واستغلالي مش أكتر، خياناته اللي مكنش بيبطلها وقذارته في انه يطلع مصلحة على حساب سمعته وسمعة شركة أهلي.." ابتلعت بمرارة بينما نظر لها سيف في حُزن لتآلمها البادي على ملامحها وتركها لتتحدث له بكل ما يجول بداخلها

"مكنتش اصدق في يوم انه ممكن يتخلى عني وعن ولاده عشان خاطر حتة بنت صغيرة شافها حلوة في عينيه.. تعرف يا سيف، لو كانت بس بالنسباله نزوة وشالها من دماغه يمكن كنت سامحته.. متستغربش ان بشخصيتي الجامدة دي هيبقا صعب عليا اسامح اللي بحبه.. بس.." تنهدت وهي لا تدري حقاً ماذا عليها أن تقول

"أنا آسفة يا سيف، المفروض مكنتش أقولك الحاجات دي، أنا بحبك والله، وربنا عوضني بيك.. عارفة إنك هدية من ربنا لأولادي ويمكن أنا مش حنينة عليهم زيك ولا هادية زيك.. بس.. أنا في لحظة حياتي اتدمرت، زينة على ايديا وباباها مش جانبي وحسيت ان المسئولية كلها عليا والبنت كانت اصعب واحدة في اخواتها.. وصدقني لولاك أنا مكنتش هاقدر أعيش.. أنا معرفش أصلاً ازاي لقيت راجل زيك.. أنا آسفة لو بفضفضلك بـ.."

"هششش" قاطها ثم جذبها لصدره وهو يربت على ظهرها في حنان "هديل أنا بحبك بشخصيتك القوية وطموحك وذكائك وانك بتقدري على المجهود الجبار بين الشغل والأولاد ومامتك.. أنا أصلاً اللي مش عارف لقيت زيك ازاي.. وانتوا اللي دخلتوا حياتي هدية من ربنا بعد ما مات جوايا أمل اني يبقا عندي طفل واحد لقيت خمس اطفال مرة واحدة بيقولولي يا بابا.. أنا بحبك وبحب كل حاجة فيكي، بحب اسمع وجعك وحكياتك وحتى وأنتي بتزعقي بحبك وبحب صوتك وحتى وأنتي مكشرة كمان.. اوعي تقولي تاني أبداً إنك المفروض متحكليش واياكي تعتذريلي.. وبعدين لو أنا مش جنبك وبسمعلك، مين يسمعلك؟!"

لانت شفتاها في ابتسامة وهي تتذكر تلك اللحظات بينهما منذ سنوات لتتهاوى دموعها دون إنقطاع وهي تشعر بأنها وحيدة للغاية، تريده مجدداً بملامحه البشوشة وهدوئه المحبب لقلبها، تريد أن ترتمي بصدره مرة أخرى، تقص عليه كل ما أرادته في الحياة، تخبره عن ذلك المستقبل الذي تحلم به، لقد أشتاقت له كثيراً!!

تمنت لو عادت لتلك الأمنيات البسيطة التي قد تمنتها من قبل أن يحدث الكثير، لقد قطعت وعداً على نفسها منذ أن أكتشفت خيانات كريم المتعددة لها بأن تتغير كلياً، خارجياً وداخلياً.. ولكن بين يوم وليلة أن تنقلب الأمور رأساً على عقب وأن يضيع ذلك المستقبل الذي رسمته لنفسها ولأسرتها لم يكن هيناً عليها أن تتقبل تغير الأوضاع، لم تتقبل الواقع وقتها بتلك السهولة وما حدث منذ سنوات..

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن