الفصل الأول (عتمة الزينة)

30.3K 363 12
                                    

مارس 2018...

"لا مش عايز اصحى دلوقتي" همس بنعاس ثم احتضنها بكل ما أوتي من قوة لتبتسم هي على طفولته التي لن يتوقف عنها أبداً

"لأ هاتصحى.. يالا كده صباح الخير وصباح النور ويالا فوق على ما أحضرلكوا الفطار"

"طب بذمتك صباح النور ايه وانا في حضني النور كله؟!" سألها بنبرة ناعسة لتتوسع ابتسامتها

"طب هقولك.. تعالى نصحيهم ونفطرهم اللي يروح شغله واللي تروح جامعتها وننام تاني بعدها"

"يوووه بقا يا نوري.. مبقاش فيه حب ودلع خلاص، كله بقا لسليم وسيدرا وأنا بقيت كخه"

"لا فيه دلع وحب وكله كله بس بردو لازم نصحي الحلوين دول وبعد كده عندنا اليوم كله نعمل اللي عايزينه براحتنا"

"افهم من كده إن فيه قلة أدب النهاردة؟" همس بنبرة رخيمة بأذنها ليقبل عنقها لتهز نورسين رأسها في إنكار

"مبتكبرش على قلة الأدب أنت؟! ما تبطل بقا يا ملك الكون!" صاحت بإبتسامة

"لا أنا لسه شباب.. الدور والباقي عليكي.. عجزتي يا نوري ولا ايه؟!"

"مين دي اللي عجزت.. ده أنا اللي زيي بيعملوا افراحهم اليومين دول!" اجابته بإنزعاج

"طب ما تيجي نعمل فرح وشهر عسل!"

"يوووه بقا با بدر.. وسع كده أما أقوم" نجحت في الإفلات منه لتنهض ثم نظرت له "قوم يا عم الشباب خدلك شاور على ما اصحيهم وحصلني على تحت عشان تساعدني"

"ما يعملوا هما فطارهم.. يهون عليكي تسيبيني؟!" اخبرها متصنعاً الحزن لتزفر هي في حنق ثم توجهت لتغادره

"متتأخرش يا بدر الدين" صاحت وهي تمسك بمقبض الباب وتتوجه خارجاً لينهض هو وهو يحاول ازاحة النوم عن وجهه ليتمتم

"أنا قولت ماخلفش احسن محدش سمع كلامي"

⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢


اقترب منها محاوطًا خصرها بكلتا يداه ثم دفن وجهه بعنقها لتبتسم هي على أفعاله التي لن تتغير أبداً ثم التفتت له وتوسعت ابتسامتها لتخبره بنبرة جادة

"يعني لو حد شافنا دلوقتي يقول علينا ايه؟ مراهقين؟!"

"محدش ليه دعوة بينا.. اتنين متجوزين وبيحبوا بعض.." تبادلا النظرات لبرهة ثم قبلها بدر الدين على جبهتها

"طب اتفضل روح رص الأطباق دي وبنتك أنا مش عارفة اصحيها وعندها جامعة.. روح اتصرف معاها"

"ماليش دعوة بيها.. خللي سليم بقا يروح يتصرف معاها" هز كتفاه ثم حاول أن يقبلها ولكنها نجحت بالإفلات منه

"بدر بطل بقا هزار.. مش وقته بجد" صاحت في تآفف وأكملت إحضار الفطور

"ماشي.. كلها ساعة والبيت هيفضى علينا وهتتفرتك يا جميل" هزت رأسها في إنكار لحديثه ثم أكملت ما تصنعه بينما توجه بدر الدين للأعلى حيث غرفة سيدرا ابنته.

ثلاثية دجى الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن