الفصل الثامن عشر (ظلام البدر)

Start from the beginning
                                    

"يا نهار اسود يا بدر أنت بتقول ايه؟!! بيتها ايه اللي رجعتهولها؟! أنت وديتها ليُسري الكلب ده" صرخت شاهندة بالهاتف بخوف وفزع عندما تذكرت ما رآته بالمشفى

"ايوة!! ده بيتها، تبعد بقا عننا وعن طريقنا كلنا" اجابها بنبرة لا تحتمل النقاش

"بس أنت متعرفش.. الحيوان ده.. أنا.."اندفعت الدموع لتتكوم على عينا شاهندة وهي تحاول أن تبتلع تلك الغصة بحلقها بينما عقد بدر الدين حاجباه وصف السيارة لسماعه بكائها بتلك الطريقة وتوقفها المفاجئ عن الكلام

"لو سمحتي يا شاهي أنا.."

"أنا كدبت عليك" قاطعته بتلك الكلمة لتحصل على كامل تركيزه وإنتباهه

"لما كنا في المستشفى.. مكانش بيحاول يمضيها على حاجة.. أنا شوفته وهو بيحاول يتحرش بيها وخوفت أقولك، كنت فاكرة إنك هتفكر فيها بطريقة مش كويسة.. الوحيدة اللي قولتلها كانت ماما.. عشان كده كدبت وقولتلك أنه عايزها تتنازل عن حقها أرجوك يا بدر أرجعلها لو أنت لسه قريب من بيتها على ما آجي.. البنت ملهاش ذنب والله، البنت دي كويسة.. لو حصل ما بينكم أي مشاكل هتتحل.. بس أرجوك متسيبهاش دلوقتي.. دي مراتك يا بدر في الأول وفي الآخر، هتسيب راجل قذر زي ده يلمسها، أنت أصلاً متخيل ممكن يكون بيعمل فيها ايـ..."

سكتت شاهندة عن الكلام بعد أن انهمرت دموعها لتجد أن المكالمة قد أنتهت، لابد وأنه هو من أنهاها.. أحقاً سيتركها لزوج والدتها أم أنه سيعود؟! لا لن تضيع وقتها بمحاولة تخمين ما الذي سيفعله بدر الدين أو معاودة الإتصال به.. هي تعرف أخيها جيداً الذي لا يستمع لأحد، تعرف جيداً أنه يُصاب بالعمى عند غضبه الشديد ولكنها لن تخاطر بترك نورسين مع زوج والدتها بمفردهما..

"حمزة.. هبعتلك عنوان في رسالة تعلالي بسرعة على هناك" صاحت متحدثة لزوجها وهي تُغادر على عجلة من آمرها

"فيه ايه بس يا شاهندة انتي كويسة؟"

"أنا كويسة.. بس نور.." تريثت لبرهة وهي تحاول أن تتماسك من كثرة الخوف الذي وقعت به وجففت دموعها التي انهمرت "لما تيجي هفهمك كل حاجة" أنهت المكالمة وهي تترك هاتفها جانبا وانطلقت بسيارتها لبيت زوج والدتها فهي قد عرفت أين يقع بيت نورسين مُسبقاً من بيانتها بالشركة..

"ليك عندي خبر بمليون جنيه!!" تحدث يُسري بخبث في هاتفه بعد أن أوصد أحدى الأبواب بالمفتاح على نورسين

"قول يا سيدي.."

"طب والمليون؟!"

"ما أنت لسه واخد تلتمية آلف جنيه ومعملتليش بيهم أي حاجة.."

"طيب نوصلهم لمليون وأنا أقولك اللي عندي.." ابتسم يُسري في ثقة بينما تردد كريم لبرهة "ولا أقولك خلاص.. أنا أشوف غيرك يديني أكتر.. سلـ.."

ثلاثية دجى الليلWhere stories live. Discover now