الفصل الثامن عشر (ظلام البدر)

Start from the beginning
                                    

دلف سيارته بعد أن غادرهما، لا يستطيع نسيان كيف جرها إلي باب منزلها وألقاها أرضاً بتلك الطريقة، لا زال يتذكر بكائها، لا يزال يتذكر ذلك الرعب الذي كسا ملامحها وكأنما يُسري يفعل لها شيئاً ما يُخيفها أكثر مما يفعله معها، يا تُرى ما ذلك الشيء؟! لقد عذبها كأحدى الفتيات اللاتي يحضرهن.. لقد أهانها بقسوة.. ذلها، كذبها، لم يستمع لها إطلاقاً، عاملها بطريقة لا يُعامل بها إلا الحيوانات ولكن لماذا توسلته بتلك الطريقة أن تعود معه أو يلقها بأي لعنة سوى أن تبقى بصحبة زوج والدتها؟ أتتحول تلك الفتاة لأحدى الخاضعات؟ أبدأت في الإعجاب بمثل هذا العذاب الذي يكيله لها؟ لا يدري ولا يعلم!!

أُنهك من كثرة التفكير، لقد آلمته رأسه حقاً.. لقد قرر أن يتوقف عن التفكير؛ نعم سيفعل، سيتوقف تماماً عن تذكرها وتذكر كلماتها وخوفها ودموعها تلك التي تصيبه لا يدري بالخوف أم بالذنب أم بماذا!!!

تلك اللعينة لن تأخذ من وقته ومجهوده سوى تلك الأيام الماضية.. يكفي أنها دخلت حياته هو وعائلته التي يحميها بكل ما أوتي من قوة لكل ذلك الوقت والآن بعد كل ما فعله معها لن تعود أبدا لهم..

ليزوجها زوج والدتها لمن يعطيه الأموال، ليتشاجر هو وذلك الحقير الآخر، ليُعلم أهل أبيها، ليفعل بها ما شاء، سواء يسرق أموالها أم يعيد تربية تلك المُستغلة، لا يكترث لآمرها ولن يفعل، عليه فقط أن يبحث بالمزيد عن كريم ويحاول معه للمرة الأخيرة أن يحافظ على زوجته وأطفاله، وإلا سيجعله يطلقها، لن يستطيع أن يرى أخته تُخان وتتألم ويتركها، هذا ليس هو بدر الدين، لن يتحمل أن يرى أحداً منهم بسوء، لربما ستتألم هديل قليلاً لمفارقتها زوجها ولكن يعلم أن شخصيتها قوية وسيمر الأمر.. الوقت يمر أسرع من الرياح، سيساعدها وسيكون بجانبها هو وشاهندة ووالدتهما..

تنهد ثم أدار محرك سيارته وهو يشرع بالقيادة ليعود لمنزله فأعلن هاتفه عن إتصال فتفقده ليجدها شاهندة وقد علم أنه منذ وقت ليس بقليل لم يتحدث لها

"بدر أنت فين؟!" صاحت بلهفة وقلق

"خير يا شاهي فيه حاجة؟" سألها بإقتضاب

"بدر أنا عندك في الفيلا وبيقولوا إنك لسه ماشي.. أنا عايزة أشوف نور.. حالاً.. أنا قلبي متوغوش عليها من الصبح ومش فاهمه ليه مجبتلهاش موبايل غير اللي باظ.." تحدثت في ارتباك ليبتلع لعابه ثم تحدث في هدوء مبالغ به وهو قد قرر أن يُنهي كل تلك السخافة التي دلفت لحياة جميع من يكترث لآمرهم!

"لو سمحتي يا شاهندة.. البنت دي كانت غلطة إنها دخلت حياتنا، أنا كنت فاكر إني بحبها بس طلعت غير ما كنت متصورها، أرجوكي متسألنيش ايه اللي حصل، أنا رجعتها لبيتها وهاطلقها وكل واحد يروح لحاله"

ثلاثية دجى الليلWhere stories live. Discover now