𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني

By faridaboubekeur

213K 10K 2.4K

"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟... More

♪ تمهيد ♪
الباب الأول: "ثانية قبل الغروب". «لماذا تسأل؟» الفصل الأول.
«ما رأيكِ في كوب قهوة؟» الفصل الثاني
«انزلي، أنا أمام الباب» الفصل الثالث.
«أنا معك لَاتُويَا» الفصل الرابع
«ما الذي تخفينه؟» الفصل الخامس
«إشتقت إليك» الفصل السادس
«أعدك، صغيرتي!» الفصل السابع.
«لم يكن يوما لك» الفصل الثامن.
«أقسم أني سأتناسى!» الفصل التاسع.
«العميل'D'» الفصل العاشر
«ريبانزل» الفصل الحادي عشر
«أبعديني..» الفصل الثاني عشر.
«أحتاجك، أمي!» الفصل الثالث عشر
«والآن، حرّري غضبك» الفصل الرابع عشر
«وقت التدريب سيبدأ» الفصل الخامس عشر
«أخت المجرم» الفصل السادس عشر.
«الليلة سأعيشها كلَاتُويَا» الفصل السابع عشر
«عدنا للواقع، آنسة دِي رَاشِيلْ»الفصل الثامن عشر.
«العميل 'D'..دِلِير!» الفصل التاسع عشر
«هذا تذكاري الأخير لك» الفصل العشرين.
الباب الثاني: "الغروب"... «إنها العميلة 'L'»الفصل الواحد والعشرين
«أنت تخصني» الفصل الثاني والعشرين
«أنتِ لا أحد» الفصل الثالث والعشرين
«أنا أحبك» الفصل الخامس والعشرين
«وقت المواجهة» الفصل السادس والعشرين
"هل تغارين؟" الفصل السابع والعشرين
«جسدكِ دافئ»..الفصل الثامن والعشرين
«أيّ الألمين أَهوَنُ؟» الفصل التاسع والعشرين.
«إنّها مجرّد صديقة» الفصل الثلاثين.
«فلننتقم معا» الفصل الواحد والثلاثين.
«لا تنس أمانتك» الفصل الثاني والثلاثين.
«عناق لن يكفي» الفصل الثالث والثلاثون
«هل سأموت مجددا؟» الفصل الرابع والثلاثون.
«نحن معا» الفصل الخامس والثلاثون.
«مرت سنين لَاتِي..» الفصل السادس والثلاثون
«هنا.. انا ابكي مجددا..» الفصل السابع والثلاثون.
«سلميني نفسك» الفصل الثامن والثلاثون
«سآتي..» الفصل التاسع والثلاثون
«كلنا مرتبطين» الفصل الاربعون..
«وانتهى كل شيء هناك! » الفصل الواحد والاربعون
«فلتغفري .. اختي» الفصل الثاني والاربعون
«أطلبي المساعدة..» الفصل الثالث والاربعون.
«لا تفقد الامل فيها!»الفصل الرابع والاربعون.
«هل كنت بطلتك في هذه الحياة؟» الفصل الخامس والاربعون.
الباب الاخير: "الشروق". « أنقذوني » الفصل الثامن والاربعين.

«أنا بشر أيضا» الفصل الرابع والعشرين

3.2K 211 51
By faridaboubekeur

يحتوي الفصل على بعض من المشاهد الحادة التي قد لا تناسب بعض القراء.

⁦⁦ . . . . . . ๑˙❥˙๑ . . . . . .

لما أبكي؟..

مرت مدة الآن منذ أن خرج من هذه القاعة، والشيء الوحيد الذي أحسه هو الألم...
أحس وكأن شيئا ما داخلي يحرقني، وكأنها خناجر تستمتع بتقطيع قلبي!..

هل يحق لي البكاء؟..

أعلم أنني السبب! كيف سيكون شعوره عندما تقطع فتاة ما قبلته الحميمة معها لتصفعه فجأة وبلا سبب؟ حاولت وضع نفسي مكانه، وعلي الإعتراف أني أخفقت!..

أعرفه الآن! أفهم شخصيته لدرجة ما، لذا أعلم أن صفعتي تلك هددت كبرياءه، وشخص مثله ما كان ليسمح لأحد أن يقترب ميلا من كبريائه... أنا المخطئة أعلم... لقد أخطأت..

هل أخطأت كليا؟..

كان علي فعل ذلك! لم يكن علي التعمق في تلك المشاعر منذ البداية!. صوتها.. صوتها ذاك أيقض مشاعرا كانت في سبات منذ زمن. كانت صفعة ذكراها تلك أقوى وأقسى من صفعتي له!... لقد... لقد كنت فقط ضائعة...

هل أنا مخطئة كليا؟..

نعم، أنا كذلك!..

تبا! بروده معي كان قاسٍ عليّ. رغم ما أمر به، وبعيدا عن إنتقامي اللعين هذا، فقد كان هو أملي الوحيد في السعادة!... رغم كل الظروف، كنت دائما أخطط أن أنهي هذه المهمة بسرعة كي أعيش معه حياة طبيعية. كنت دائما أظن أن الأمر يتعلق بي أنا فقط! ناسية أنه في أي علاقة 'كعلاقتنا'، لا وجود ل'أنا'، كل ما يوجد هو ضمير 'نحن'..

والآن بعدما قالها.. بعدما قال 'لقد انتهى كل شيء'، هل يحق لي الأمل؟..

لقد أخفقت.. بجدارة..

نهضت من الأرض بينما أمسح الدموع على وجهي بقساوة... 'تستحقين ما سيحدث لك!'
خرجت من القاعة وبسرعة مشيت نحو باب المقر خارجة منه لكن صوتا شد انتباهي..

"حسنا إذن، رحلة سالمة!"

كان صوت فالنتينو من إحدى قاعات التدريب. بعد ثوان من جملته، انفتح الباب وخرج منها.. دِلِير..

تلاقت أعيننا لفترة، أقر أنه لاحظ إحمرارهما لكن... لا أظن أنه علم أني كنت أبكي!
عكس رغبتي في ترجيه، في معانقته والإعتذار منه، عكس ألمي وقساوة ما أشعر به داخلي.. فأنا الآن أرمقه بأبرد نظرة ممكن أن يراها...

لا أريد هذا! أريد أن أخبره أني آسفة.. أريد أن أخبره لما أفعل هذا.. أريده أن يعلم أني أختنق لفكرة بروده معي.. أريد وأريد ونظراتي تفعل ما تريد!

"آه.. لَاتُويَا!" قال فالنتينو من خلف دِلِير بابتسامة "فلتعذري دِلِير أنه ترك التدريب. الحقيقة أن عليه العودة اليوم لفرنسا.. تعلمين، بشأن الآنسة دِيفَايُو".

'***** ******' شتمت بخفوت بين أسناني.

"لا يهم، أصلا لا أحتاج للتدريب" قلت ببرود وأنا أرفع كتفاي بلا مبالاة.

لا تذهب!...

ترجيته بعيناي.. الباردة..

"سأعود يوم الإجتماع" قال هو فجأة بهدوء وهو ينظر إلي "وبعدها سنبدأ هذه المهمة، لذا أتمنى أن نتوافق حقا، عميلة 'L'"

رسمية، رسمية، رسمية... تبا للنبرة الرسمية!

أومأت له ب'رسمية' ليغادر بهدوء بعدما ودع فالنتينو باشارة من عينيه..
كان سيتكلم فالنتينو لكني أشرت له بتعب ألا يفعل وذهبت مباشرة نحو مبنى العملاء.

هل يمكنني أخذ سبات ريثما يعود؟..

تذكرت الأسبوع الذي غابه في الجامعة.. إن الأمر أسوء بكثير الآن، خاصة أن لا حواجز بيننا الآن.. يعرف هويتي وأعرف خاصته. سيكون أصعب طبعا خاصة بعد كل تلك الأحداث والقبلات والهمسات التي حصلت عليها منه...

ليس لي الحق حتى أن أمنعه من الذهاب، وحتى لو كان، ما كنت لأفعل! الأمر كله من أجل المهمة... سيكون مع كاثرين فقط من أجل المهمة, لا شيء أكثر!..

كل ما يمكنني فعله الآن هو انتظاره! ولا أقسى من الإنتظار!

بماذا تفكرين واللعنة؟! كل ما يهم الآن هو هذه المهمة اللعينة وكل شيء سيكون بخير. سأكون حرة من هذه المنظمة ومنه هو كذلك!


⁦⁦ . . . . . . ๑˙❥˙๑ . . . . . .

واللعنة لما أفكر به الآن؟

مرت الآن خمسة أيام ومازلت لم أعتد غيابه!.. حاولت أن أعد نفسي بألا أفكر فيه أو أشتاق إليه، لكن دون جدوى! وكأنه لعنة نزلت علي، فإما أن تزول هي أم أنا كي أتحرر منها!

"بماذا تفكرين" سألت لورين بهدوء من جانبي.

إلتفتت إليها.. تبا حتى هي تذكرني به! كلما تذكرت أنها تكن مشاعرا غبية له يزداد غضبي.

"أفكر في مهمة اليوم" قلت وأنا أركز في كلا من فالنتينو و كريستينا أمامي.
"ليس عليك القلق, رغم أنك كنت بعيدة لسنتين لكني أستطيع أن أقر بأنك ستبلين حسنا!" أضافت لورين بنفس النبرة مع القليل من التشجيع.

إبتسمت بسخرية وقلت بنبرة مخيفة: "لست أفكر في كيفما سيكون أدائي بل بما سأفعله بهم!"

"هاي!" صرخ فالنتينو بالقليل من التحذير "لا تنس أننا نريده حيا!"
قلبت عيناي لأصحح له بملل: "تعلم أني لن أقتله! فقط.." وتحولت ملامحي نحو التوعد "سألعب قليلا معه"..

عم السكوت القاعة بشكل مخيف! أعلم أن كلهم يعلمون ما سأفعله، والحقيقة أنه رغم أني هادئة وملامحي تميل للحماس أكثر بهذا الشأن، إلا أن داخلي خائف كليا! أخاف أن أفقد السيطرة على نفسي، أخاف أن أندم على ما سيحدث، أخاف الكثير لكن ملامحي اللعينة مازالت تأبى الإنصياع لمشاعري!

"إذن هل الخطة واضحة؟!" كسرت لورين السكوت بسؤالها بنبرة تميل للبرود.
أومأنا لها باحترام ثم أكملت بهدوء مع لمعة في عينيها: "وطالما أن اليوم سيعود العميل دِلِير، فسنكون بذلك حصلنا على معلومات من كلا الطرفين!"

ما قصة هذه اللمعة؟
أتساءل ماذا سيحدث لو تقابلنا أنا ولورين كخصوم؟ عنادها ضد عزيمتي.. هل حان الوقت أخيرا لنتواجه.. من أجل رجل؟

نهضنا بعدما أنهينا حديثنا حول مهمة اليوم، وعلي الإعتراف أني أحاول جاهدة أن أتجاهل خوفي من حماسي المفرط.

نظرت الساعة ووجدتها السادسة مساءا، حسنا وقت العمل!.
هيّأت نفسي ونظرت للمرآة.. أحداث غزت ذاكرتي ما إن رأيت ملابسي التي استقرت على جلدي. إعتدت على لبس هذه البدله السوداء المتكونة من قميص ،سروال جلد، رداء جلد طويل مع بوت بكعب. كنت معروفة باللون الأسود وقتها.. والآن حان وقت العودة لهذا اللون!

تأكدت من مستلزماتي المألوفة في كل مهمة وتحسست أهم قطعة منهم، خنجري الصغير.. لن تكتمل هذه المهمة بدونه!..

خرجت من قاعة التبديل برأس متعال يعبر عن الغرور الذي يخنق روحي،ولم يدم الأمر طويلا حتي استقرت كل الأعين علي.  ظهر الخوف على ملامحهمم بسبب الهالة المرعبة التي تخرج مني، خاصة بسبب الفراغ الذي اعتلى ملامحي كما اعتادت الأمور أن تكون قبل أي مهمة..

لمحت ألكس واقفا مع مجموعة ما بعيدا عن طريقي، ركز في عيني ثم حرك شفتيه وهمس بابتسامة 'حظ موفق'. لم تكن ملامحه خائفة، لم يكن مشابها للآخرين! أعلم أن هذه المهمة هي لا شيء بالنسبة لي، لكن رغبت أن يتمنى لي أي أحد الحظ الموفق! مشاعري غير المستقرة كانت بحاجة لهذه الجملة، وألكس من قدمها لي!

وقفت في مكاني بعد همسه، ركزت فيه لمدة بنفس ملامحي الفارغة. رغبت أن أهمس ب'شكرا' لكني فقط أكملت طريقي ببرود نحو الخارج. كان ممطرا.. السماء كانت تمطر..

هل استمع لخرافات أمي وأصدق أن المطر يصف مشاعري المتذبذبة؟

وجدت كلا من فالنتينو و لورين مع مجموعة من الحراس ينتظراني أمام سيارتي الرياضية.
أومأ لي فالنتينو وهو يربت على كتفي بثقة لتقول لورين بابتسامة هادئة: "مرحبا بعودتك للعمل عميلة 'L'! يمكنك الإنطلاق فأنت لا تحتاجين أي دعم. أثق في قدراتك!"

أومأت لها ببرود ودخلت الى السيارة وسط أنظارهم. هذا هو المشكل، أنا أحتاج للدعم لورين! أكره أن أكون 'موثوق فيها' فقط بسبب أنهم يظنون أنني لست بحاجة لكلمة 'بالتوفيق!'..

لن ألوم أحد على كل حال! أنا السبب في هذا! شخصيتي الباردة معهم هي التي جعلتهم يظنون أنني حجر بلا مخاوف ولا مشاعر..

تذكرت في هذه اللحظة مقطع من أغنية 'human' للمغنية 'Christina Perri'..

"But I'm only human, and I bleed when I fall down.. I'm only human, and I crush and I break down"

'لكنني مجرد انسان، وأنجرح كلما أسقط... أنا مجرد انسان، وأنا أنسحق وأتحطم'

هذا ما أحسسته تقريبا! على العالم أن يفهم أن برغم إختلاف ملامح وأقوال وحتى شخصيات الأشخاص، لكنهم يظلون دائما بشرا مخلوقين من طين ولا يسلمون من أي ألم!

أنا بشر أيضا!

بعد مدة من القيادة وصلت نحو العنوان.. حفلة لبعض رجال الأعمال!
كانت الخطة واضحة! أستدرج رئيس سائقي الوزير نحو الخارج وبعدها أحصل على بعض المعلومات منه على 'طريقتي'.

إلتفتت حول كل المبنى بدون إثارة أي انتباه وما عرفته أن نظام الحماية العالي الذي يستخدمونه سهل الإختراق من طرفي، لذا بدون سابق إنذار إقتربت من أحد الحراس الذي تطرف عن البقية ولويت له رقبته بسلاسة.

تسلقت مباشرة الحائط، لحسن الحظ أن أول نافذة كانت على إرتفاع بسيط فقط من الأرض. كانت النافذة موصدة باحكام لذا أخذت الليزر وشكلت دائرة من عليها لأفتحها بسرعة وأدخل.

بدون لفت أي انتباه، دخلت لإحدى قاعات الشخصيات المهمة لأجده فوق فتاة ما.. عار.

آععع!

ياععع!

أكره هذا! لا أحد يحب هذا!

"واللعنة، ماهذا؟" صرخ بفزع ما إن لمحني ثم نهض بسرعة من عليها بينما يلف اللحاف على وسطه.

إلتفتت نحو الفتاة وقلت ببرود: "انتهت مهمتك، اذهبي" وفعلت كما أمرتها بعدما أخذت ثيابها.
"ما الذي يحدث هنا؟ من أنتِ؟ أي مهمة؟" سأل بسرعة بتفاجؤ ثم أكمل بخوف وتوتر: "الأمن! أين الأمن؟ من سمح لك بالدخول؟"

لمحت يده تتحرك نحو جهة ضهره ما جعلني ابتسم بسخرية مقتربة منه بروية، كانت حركاته مقروءة بالنسبة لي، وكأنني صرت أعلم ما سيحدث لكثرة مروري بهذه المواقف.
بسرعة رفع يده موجها المسدس نحو وجهي، لكن قبل حتى أن يستقر جهتي نزعته بسهولة من يده لأفرغه من الطلقات وأرميه عشوائيا وسط نظراته المندهشة من سرعتي.

سمعت شهقته ثم قال بصوت بالكاد يفهم: "من.. من أنتِ؟"
إبتسمت بسخرية ثم اقتربت نحو أذنه بالعرض البطيء وهمست: "جحيمك!"

أراد أن يقول شيئا لكنه سكت كليا ما إن أحس بضربتي على رأسه. ولم أسمع صوته حتى نطق بنبرة تعبة وضائعة بينما يحاول تحرير نفسه من الحبال حوله: "أين أنا؟"

"أنت في مكانك الأخير!" قلت له ببرود وأنا ألعب بالخنجر بأصابعي.
بعدما أغمي عليه أخرجته من المبنى وأتيت به إلى مخزن ما قريب من المقر الرئيسي. كان مخطط أن أحضره من هناك مباشرة إلى المنظمة، لكن شيء ما داخلي لم يرغب.. رغبت في شيء آخر.

"إذن سيد سائق.. آه رئيس السائقين.." قلت بعدما نهضت من الكرسي لأتوجه إليه بخطوات بطيئة. كان وجهه أصفر من الخوف بسبب هذا الموقف، متأكدة أنه كان على علم أنه سيكون يوما في هذه الحالة بسبب طبيعة عمله. ابتسمت بلطف ثم أكملت: "هل تسمح لي أن أطرح عليك بضعة أسئلة؟"

"لا أعلم شيئا! من فظلك، أنا مجرد عامل عند الوزير وليس لدي الحق في معرفة أكثر من مواعيد خروجه" قال بخوف حتى بدون أن أسأل. ابتسمت بسخرية.. هل يظن أنني مجرد هاوية تسعى للتهديد؟

"سيدي السائق، هل يمكنك إخباري إذن، طالما أنك تعلم مواعيد خروجه، أين موقع لقائه في الغد؟" قلت بنفس نبرة اللطف.

لم يفعل! واصل القول أنه لا يعلم وأن هذا خارج نطاق عمله، وأنه يعلم المواعيد لا العناوين!.
بدأ صبري ينفذ لذا تغيرت ملامحي نحو التهديد لأضع يدي على كتفيه العاريين فجأة وسط كلماته المتكررة.. تبا! الآن فقط تذكرت أنه مازال بذلك اللحاف الرقيق فقط..

آععع!

"ليس لدي أي وقت عزيزي.. العنوان أو الدماء؟" قلت ببرود ما جعله يعقد حاجبيه. همم.. ألم يفهم بعد؟
أحكمت قبضتي على الخنجر، وبدون سابق انذار، قمت بشق جلد مرفقه بوحشية وملامح باردة. دوت صرخته عاليا في المخزن ما جعل من جسدي يقشعر بسبب النشوة التي أحسستها!

وكأن صرخته كانت الخمر الذي يتلذذ به المهموم بالنسبة لي. وكأني وجدت وجهتي بعد سنوات من الضياع...
إتسعت ابتسامتي، لكن هذه المرة لم تكن لطيفة، كانت مخيفة، تميل أكثر لابتسامة المهووسين..

"ألن تتكلم؟" سألت بنبرة فارغة وسط آهاته المتألمة..
لم يجاوب بل واصل الصراخ، ولم يكن ذاك لمصلحته.
لقد أدخلت الخنجر لحوالي الثلاث سنتمترات تحت جلده لذا كان سهلا علي مواصلة مشواري من منتصف مرفقه حتى بداية يده.

منظر السائل الأحمر الذي يخرج من تحت جلده، صرخاته التي ستجعلني صماء على ما أظن، ملامحه المتألمة وحتي دموعه التي هربت من عينيه.. كلهم جعلوني أرغب بالمزيد..

المزيد من الألم!

نزعت الخنجر بعشوائية من جلده لأركز في الشق الطويل الذي أحدثته.. ليس سيئا لهذه الدرجة.. موهبتي لم تزل كلها!

أهذه شرايين تظهر تحت جلده؟ أكانت دائما بهذا الجمال؟

مررت يدي على صدره بهوس ثم قربت الخنجر ببطئ إليه. أقر أنه علم ما كنت أخطط له لذا قال بسرعة بنبرة خائفة مرتجفة: "القاعة الرسمية لسلسلة فنادق 'نجوم النهار'.. نعم هناك! غدا سيكون هناك!"

ابتسمت بسخرية بعدما حفظت المكان ثم قلت بلطفي المخيف: "تس تس تس.. إذن فقد كذبت علي عزيزي؟.. ألا تعلم أني أكره الكذب؟"
وقبل أن يقول كلمة أدخلت الخنجر في صدره مباشرة متأكدة أني لا أهدد حياته. لم أدخله كثيرا، فقط لدرجة تجعل الدماء تتساقط بسلاسة بدون أن أرى ما تحت جلده..

كان يصرخ وأنا أبتسم..

فتحت شفتاي وأخرجت كلمات نسيت نطقها منذ زمن. قلت بنبرة فارغة: "لَازَارُو دِيفَايُو! أين هو الآن؟"

رغم الألم الذي على وجهه إلا أني لمحت التعجب والخوف اللذان تشكلا ما إن سمع سؤالي.. ولم يجاوب! كان يتمتم بأشياء لم أسمعها لكني فهمت أنه لا يعلم.. أو بالأحرى لا يمكنه الفصح..

بدأت لعبة شق الصدر وسط كلماته: "من فظلك.. لا!!.. آآآه!.. يكفي لا أعلم شيئا! أترجاك، أترجاك أن تتوقفي! لدي زوجة وأبناء أعيلهم، من فظلك".

نزعت الخنجر من صدره لأصفعه بقوة مسببة جرحا ليس بعميق جدا على طول وجنته بسبب الخنجر في يدي.. كان يبكي، يلهث، يترجى كالكلب...

"لو كنت تهتم لعائلتك ما وجدتك فوق إمرأة أخرى يا معتوه!" قلت له بهدوء.

كان يطلب الغفران مني وكأني زوجته.. إنه مسل حقا. عدت لصدره وأكملت زخرفتي الكبيرة عليه.. حرف '𝙻'.

جميل أن تترك بصمتك على جسد من تركوا شقوقا في روحك!

"لا إجابة؟ حسنا!" قلت بلا مبالاة وأنا أرفع كتفاي لأكمل مشواري نحو عنقه. بدأت أمرره عليه وأنا أتأكد أني لا أزيد من عمقه.
"سيقتلني ان تكلمت عنه! السيد الصغير يسقتلني.. من فظلك دعيني أذ.. أذهب!" لاحظت نبرته الخافتة، بدأ يدوخ بسبب فقدانه لكل هذه الدماء ربما.

لم أبال! مصيره الموت على كل حال!..

أكملت ما أفعله وبحلول الآن فقد أصبح كل جسده أحمر من الدماء. لم أشعر بشيء وأنا أفعل هذا! لم أحس حرفيا بشيء!..

"يكفي!!!!!.. ل..لا أعلم أين ه..هو الآن، لكنه سيعود إلى هنا بعد أسبوع.. أقسم.. أقسم أن هذا ما.. أع..لمه" نطق وأخيرا ما جعلني أرفع عيني إليه وأركز فيه..

هل.. هل سيعود؟!

توقفت عما كنت أفعله لأرجع خنجري نحو مكانه. فككت قيده وبدأت أجره نحو الخارج. كان شبه مغمى عليه لذا سقط على الأرض بتعب. لم أبالي به بل أمسكت يده وبدأت بجره تحت الأمطار مباشرة نحو المقر.

ما إن لمحني الحراس حتى فتحوا أعينهم من هول المنظر. لم يتجرأ أحد أن يتنفس حتى بقربي في تلك اللحظة! كانت ملامحي المميتة كفيلة أن تخرسهم!. دخلت بروية وبرود للمقر وشبه الميت ذاك خلفي لأقف في وسط قاعة الإستقبال الضخمة تلك. سرعان ما تجمع الجميع حولي وكان الجميع يرغب في إرضاء فضوله. لم يتكلم أحد، لا همسات حتى! الشيء المسموع الوحيد الآن هو صوت كعب لورين الذي يقترب جهتي.

كنت مركزة في السائق خلفي ذاك، كان اللحاف الذي بالكاد يخفي أسفله أحمر اللون كليا بسبب المطر الذي جعل من ذرات الدماء تنتقل الى كل زوايا اللحاف. كان منظره مقزز بالنسبة لي! لكن متأكدة أنه كان أرهب ما رآه البعض هنا فقد لمحت العديد من المتدربين يسرعون بعيدا ما إن رأوه.

رفعت عيني نحو لورين، لأقابل ما لم أتوقعه! عيون لا تعبر عن شيء سوى عن الخيبة والعتاب!..

هل عاد؟ .. في هذه اللحظة بالذات؟

لما أحس فجأة بهذا؟ لما أحس فجأة أني أخطأت؟ هل ما فعلته صحيح؟ هل خيبت أمله فيني؟ هل أنا مجرمة بعد هذه الصورة التي رآني بها؟ هل أنا أشبه لازارو الآن؟

إقتربت لورين مني لتقول بهدوء: "سنتعامل معه من هنا. عمل جيد! يمكنك الارتياح الآن"

نظرت إليها ببرود ثم التفتت إليه مجددا! نظرته حطمتني! وكأنها أرجعتني لواقعي! إلتفتت نحو الجميع.. كانوا مذهولين من الجثة ومني أنا.. وألكس من بينهم!..

خطوت نحو مبنى العملاء ببرود أمام نظرات الجميع لي... أسرعي لَاتُويَا.. هيا.

ما إن أغلقت باب الشقة حتى سقطت على الأرض بوجه خال من أي ملامح!.. ببطء نزعت الرداء من على كتفاي.. بدأت أفتح أزرار القميص لأحس فجأة بحرارة السائل على خداي...

بعد نظرات الجميع.. بعد نظراته هو!.. بعد كل ما فعلته اليوم، سؤال واحد بادر ذهني 'هل أنا حقا مجرد انسان؟'

بدأت أشهق الآن، رئيس السائقين ذلك كان جزءا مما حدث لي منذ سنوات! كان الشخص الذي أوصل تولين وقتها! كان بشكل غير مباشر السبب فيما حصل!.. ما إن رأيته هذا المساء حتى دق قلبي بسبب الخوف الذي أحسسته!

أجل خفت! لأني لم أكن واثقة أمامه.. لن أكون واثقة أمام أي شخص له علاقة بلازارو.

تلك الخدوش التي سببتها له كانت مجرد مهدئ صغير بالنسبة لي. أصلا لقد علمت أن لورين ما ان تأخذ المعلومات اللازمة منه، ستأمر بقتله!

ثم تقتحم نظرته هو ذاكرتي.. أجل أخطأت! لا أعلم في أي جزء، لكني أخطأت! لقد خيبت ظنه!.. لقد أخفقت كالعادة!

إزدادت دموعي لأهمس بين شهقاتي بضعف: "لقد خفت! أقسم أني خفت.. وجهه كان يحمل ذكرياتي الأليمة معه.. ما كان عساي أن أفعل؟.. لا أعلم ما أفعل! الشرارة في قلبي منذ سنوات.. ألا، ألا يحق لي فعل هذا الأمر البسيط؟.. .... دِلِير.. لقد خذلتك! لم، لم أرد أن تراني بهذه الطريقة! ليس أنت.. لكن كان يحق لي فعل ذلك أليس كذلك؟ لا أدري.. لا أدري.. دِلِير.. أمي!"

كان قلبي يألمني.. كان كثيرا بالنسبة لي.. أحتاج لأمي.. لدِلِير.. لفالنتينو.. ألكس.. نورسين.. أي أحد، أي أحد! أحتاج لأحد أن يعانقني ليخبرني أن كل شيء سيكون بخير... أنني أنا سأكون بخير.. سأصدق، فقط فليخبرني أحد أني سأكون بخير وأقسم أني سأصدق.. وسأكون بخير...

لما أبسط الأمور كهذه لا أملكها بينما أحمل على كتفاي أقسى الأحمال؟..

لست بشر.. لست بشر..

سمعت فجأة الثلاث طرقات المتتالية على الباب... لم أفكر حتى! شيء ما داخلي أخبرني أنه هو.. هو!

ما كنت لأتحمل الألم أكثر لهذا الله إستجاب لأمنياتي ربما..

نهضت بسرعة وابتسامة أمل وسط دموعي.. يا رب أن يكون هو.. يارب..

وإنه دِلِير..

إتسعت إبتسامتي فور رؤيته لكنها إختفت ما إن أحسست بصفعته المدوية التي جعلتني أسقط على الأرض من قوتها...

_____________________________________
من الكاتبة:

مرحبا جميعا..أنها ليلة الخميس🧡

كيف هي أحوالهم ؟

بدأت بنشر الرواية في فصل الصيف، وها نحن الآن في فصل الخريف! أحس وكان أحداث الرواية تغيرت كما اختلفت بنا الفصول... هل كانت الرواية دموية في البداية؟ قطعا لا!

رغم أني قمت بتحذير حول الاحداث الدموية -ولو كانت بجرعة خفيفة- إلا أني أرغب في الاعتذار من أي شخص أحس بعدم الارتياح بسبب الأمر. أعلم أن هناك من لا يتحمل حتي تخيل اللون الاحمر!

عن نفسي أحب تصنيف 'دموي'🌝

إذن ما رأيكم حول المهمة الأولى للعميلة؟

ماذا كانت ردة فعلكم وانتم تقرؤون المقطع أين ظهرت القليل من وحشية البطلة؟ وهل تتقبلون فكرة هذه الشخصية ؟

بدأ اسم لازارو باقتحام سطور الرواية بشكل أكبر، فهل أنتم متحمسون للقائه ومعرفة شخصيته؟ وماذا تتوقعون أن يحدث بعد ظهوره؟

لَاتُويَا مازالت بشر بعد كل شيء.. لكن من الظاهر، فإن دِلِير لم يتقبل هذا التحول من كونها 'ملاك لا تنتمي لعالم البشر' إلى 'شيطان يهدد حياة البشر'. كقراء، هل ترون أن لدِلِير الحق في القيام بصفعها؟ وهل ستكون مشاعره عذرا كافيا لفعلته؟

ماذا تتوقعون سيحدث في الفصل القادم، وكيف ستكون ردة فعل لاتويا من مفاجئة دلير لها؟

ومن هنا تنتهي الأسئلة لهذا الفصل...

بعيدا عن الرواية:

أتتذكرون لعبة الثعبان في الهواتف القديمة؟

في امتحان هذا اليوم، كان علينا برمجة تلك اللعبة في غضون ساعة🌝 تمنوا لي التوفيق في دراستي، دعوات الغرباء -ولو قد أصبحنا عائلة الان- تفيد في تحقيق الاماني!

ويحقق الله لكم امانيكم كذلك..

دمتم سالمين 💜

فوت وكومنت فضلا ✨✨...

Continue Reading

You'll Also Like

512K 18.2K 17
فتاة جميله وقوية لا تخشى احد تركت كل شيء جميل في الحياة واصبحت زعيمة مافيا فقط لتعرف قاتل عائلتها ماذا تفعل لو رفض الشخص الوحيد الذي يعرف قاتل عائل...
388K 16.3K 41
قصه حقيقيه حدثت في عام ٢٠١٧ فتاهً مسيحيه في احداى الايام تقع بيد رجل مجرم هل ياترى ماذا سيحدث معا الابطال مختلفين...!!!
39.7K 832 30
_هو بارد مخيف لا يحب الكذب و الخيانه اغنى رجل في البلاد و اكبر مافيا وسيم حد اللعنة _هي مجنونه تحب اللعب و الاكل والحياة جميلة ولطيفة «فكيف سوف تقلب...
204K 3.1K 53
هو : تَبْتَغين من غضبي الخمود ... وتأملين أن أضع أصفاد لأسد غيرتي بينما أرى حولك من الرجال حشود ... تستقصي من زئيري الجُمود ... ومن ردود أفعالي الخمو...