𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني

By faridaboubekeur

211K 9.9K 2.4K

"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟... More

♪ تمهيد ♪
الباب الأول: "ثانية قبل الغروب". «لماذا تسأل؟» الفصل الأول.
«ما رأيكِ في كوب قهوة؟» الفصل الثاني
«انزلي، أنا أمام الباب» الفصل الثالث.
«ما الذي تخفينه؟» الفصل الخامس
«إشتقت إليك» الفصل السادس
«أعدك، صغيرتي!» الفصل السابع.
«لم يكن يوما لك» الفصل الثامن.
«أقسم أني سأتناسى!» الفصل التاسع.
«العميل'D'» الفصل العاشر
«ريبانزل» الفصل الحادي عشر
«أبعديني..» الفصل الثاني عشر.
«أحتاجك، أمي!» الفصل الثالث عشر
«والآن، حرّري غضبك» الفصل الرابع عشر
«وقت التدريب سيبدأ» الفصل الخامس عشر
«أخت المجرم» الفصل السادس عشر.
«الليلة سأعيشها كلَاتُويَا» الفصل السابع عشر
«عدنا للواقع، آنسة دِي رَاشِيلْ»الفصل الثامن عشر.
«العميل 'D'..دِلِير!» الفصل التاسع عشر
«هذا تذكاري الأخير لك» الفصل العشرين.
الباب الثاني: "الغروب"... «إنها العميلة 'L'»الفصل الواحد والعشرين
«أنت تخصني» الفصل الثاني والعشرين
«أنتِ لا أحد» الفصل الثالث والعشرين
«أنا بشر أيضا» الفصل الرابع والعشرين
«أنا أحبك» الفصل الخامس والعشرين
«وقت المواجهة» الفصل السادس والعشرين
"هل تغارين؟" الفصل السابع والعشرين
«جسدكِ دافئ»..الفصل الثامن والعشرين
«أيّ الألمين أَهوَنُ؟» الفصل التاسع والعشرين.
«إنّها مجرّد صديقة» الفصل الثلاثين.
«فلننتقم معا» الفصل الواحد والثلاثين.
«لا تنس أمانتك» الفصل الثاني والثلاثين.
«عناق لن يكفي» الفصل الثالث والثلاثون
«هل سأموت مجددا؟» الفصل الرابع والثلاثون.
«نحن معا» الفصل الخامس والثلاثون.
«مرت سنين لَاتِي..» الفصل السادس والثلاثون
«هنا.. انا ابكي مجددا..» الفصل السابع والثلاثون.
«سلميني نفسك» الفصل الثامن والثلاثون
«سآتي..» الفصل التاسع والثلاثون
«كلنا مرتبطين» الفصل الاربعون..
«وانتهى كل شيء هناك! » الفصل الواحد والاربعون
«فلتغفري .. اختي» الفصل الثاني والاربعون
«أطلبي المساعدة..» الفصل الثالث والاربعون.
«لا تفقد الامل فيها!»الفصل الرابع والاربعون.
«هل كنت بطلتك في هذه الحياة؟» الفصل الخامس والاربعون.
الباب الاخير: "الشروق". « أنقذوني » الفصل الثامن والاربعين.

«أنا معك لَاتُويَا» الفصل الرابع

5.2K 256 72
By faridaboubekeur


"إنزلي، أنا أمام الباب"

لم ينتظر أن أرد حتى وأقفل الخط. تبّا!.. لما ايجادي سهل لهذه الدرجة.

فكرت ألا أذهب لكن جزء داخلي أراد أن يراه لذا أخذت معطفي وخرجت. تقع شقتي في الطابق السادس لذا أخذت المصعد بسرعة.
لما كل هذا الحماس؟ أليس عليك الحذر يا فتاة؟
بعد ثوان انفتح باب المصعد لأخرج منه. يجب علي العودة للشقة.. لا يجب أن أراه!
أحسست بالخوف يعتريني لذا وبسرعة خرجت من المبنى لأقابله!

لم أرضخ يوما للخوف!

التفتت يمينا وشمالا لألمحه على الجانب المقابل يلوح لي وهو يستند على سيارته. كان يرتدي سروال جينز أسود مع قميص بنفس اللون.. ومعطف صوف طويل ...

لا أبالي بوسامته ولا بمنظره الجذاب حقا!

من حسن الحظ أني لبست معطفي لأن الجو حرفيا كان باردا. إقتربت نحوه وأنا أضع يداي في جيْبيْ المعطف.

"ماذا تريد؟!" قلت بسرعة وأنا أقابله.

"أنتِ"

فتحت عيني من اجابته. أتمنى أنه لم يسمع دقات قلبي إثر كلمته. لا أريد أن يكون له هذا التأثير علي لكن كلمته المفاجئة هذه كانت أقوى من دفاعاتي!
"ماذا؟" قلت بتلعثم وببطأ. أكره هذا التوتر.

إبتسم بدفء وأجاب: "أقصد أريدك أنتِ أن تذهبي معي في جولة. ماذا ظننتي، هاه؟".

"ظننتك تريدني أنا حرفيا" قلت ببساطة.

خرجت ضحكة من شفتيه. هذا النوع من الضحكات حقا لم أعتد عليه. ضحكة خالية من أي مجاملة أو أهداف. ضحكة بسيطة، جميلة...

"ربما، لما لا؟.." قالها والابتسامة لم تفارق وجهه.

مدى توتري لكوني معه وفرحتي لجملته الأخيرة أيقضني.. لا يجب أن أتخلص من الحدود بيننا. لن أتعلق بأي كان..

"لانه لا يمكنك!. وأنا أرفض عرضك، والآن فلتذهب" إستدرت لأعود لكن صوته أوقفني. "ومن قال أني أسألك" إلتفتت إليه لأراه يحدق بي بجدية.

يا إلهي سيخطفني، ساعدوني!..

حقا؟ هل تأثر بقصص ديزني؟

ابتسمت بسخرية: "حقا؟ وكيف ستجبرني؟..".
"أمم.." أمسك يدي وقربني نحو صدره أكثر.

تنفست ببطء لأحس برائحته تتوغل في شراييني..

"ليس أجبرك، الكلمة الأصح أغريك.." قالها بخبث.
ابتسمت أكثر: "فلتحاول!"

"أترين تلك الشجرة هناك.." أشار لشجرة بعيدة تقريبا. "فلنمشي إليها وإن لم يعجبك الوضع معي فسأنسى إقتراحي حسنا؟"

لم أرد الإستماع إليه، لكن الإصرار في عينيه لم يعطياني فرصة.. ولن أكذب في حقيقة أني سعيدة بقربه، وكأن شيئا يجذبني إليه! لذا أومأت له بهدوء.

"إذا ماذا كنت تفعلين قبل أن أتصل بك؟" سألني وهو يمشي بأبطئ وتيرة يمكنه. إبتسمت وأنا أراه يماطل هكذا.

"لقد كنت أدرس.. وكنت على وشك أن أطبخ العشاء قبل أن تقاطعني." قلت بصدق.

"آه لقد دخلت الجامعة بمنحة فبالتأكيد أن الدراسة كل ما يشغل بالك" قال وكأنه يكره فكرة الدراسة.

"الحقيقة ليس تماما.. أو بالعكس. فأنا أدرس فقط عند الحاجة والدراسة ربما أوسط إهتماماتي. كنت فقط أراجع ما سبقتموني به في الشهر الماضي" قلت بعفوية.
"أمم حسنا.." قال بتفهم.

اغتنمت فرصة الحديث لذا سألته بهدوء: "أظن أنك لا تحب فكرة الدراسة، من ملامحك"
أجاب باشمئزاز واضح: " الجامعة مجرد ترهات! أكره كل ما يتعلق بالدراسة!"
"اذا لما عدت إليها طالما تمتلك مسيرة مهنية كالتي لديك؟"

توقف عن السير فور سماعه لسؤالي. بدت على ملامحه الجدية، وكأنه لم يرغب أن أسأله هذا السؤال!

"لا يعنيك!" قال ببرود.

كان الوضع غريبا! أحسست بانزعاج وحتى غضب يعترياني لكني أبقيت على ملامحي الفارغة لأقول وأنا أهز كتفاي بلا مبالاة: "لا يهم"

تبا! لكم أثرت فيّ اجابته!

كنت لأكمل طريقي لكنه أمسك مرفقي ليقول وعلامات التأسف على ملامحه: "لم.. لم أقصد ذلك حقا!.. لم أرغب أن يأخذ الحديث هذا المنعطف... اللعنة!" قال كلمته الأخيرة وهو يهمس. بالكاد سمعتها!

لا يحق لي أن أغضب لهذا أصلا! أعلم أن لكل واحد اسرار لذا لن أعاتبه على عدم اخباري، الأمر فقط أن "لا يعنيك" تلك ... لم أرغب أن يقولها لي.. أنا!

ربعت يداي وقلت: "اعتذر إذا"

عقد حاجبيه ليبتسم بحنان بعد ذلك.. رفع يده وربت على شعري ليقول بأعرض ابتسامة: "لا تحلمي!"
ابتسمت عل جملته لنسترسل الطريق مجددا.

"إذن فقد بحثت عني؟ هممم.."قالها بخبث وقليل من الفخر.
"حسنا كنتَ تثير فضولي. وليس وكأنك لم تبحث عني أيضا!.." اخفضت صوتي وقلت بالقليل من التذمر: "لم اعلم انه من السهل لهذه الدرجة ايجادي!".

ضحك بخفوت، ربما من تذمري ليقول بمرح وكأنه يحاول اغاضتي: "ما يسهله المال!"
قلبت عيناي منه... آهه اكرهه..

"اذا ماذا كنت ستطبخين؟" سأل بحماس. ملامحه الحادة مع ابتسامته الطفولية هذه أجمل تناقض ممكن أن تراه..

"لم أقرر بعد.." قلت وابتسمت بعفوية وأنا أحك رأسي.

"إذا إسمعي إقتراحي" وقف في مكانه وأوقفني بيده على مرفقاي ليقابلني. "لديك خيارين، إما أن تذهبي معي لتناول العشاء في أي مطعم أو أن أتناوله معك في منزلك؟".

قربه و نظراته المنتظرة إجابتي وتراني. كانت ملامحه جادة وكأن لا خيار أمامي حقا.

قلت بسرعة ليبتعد عني: "الثاني".

إبتعد أخيرا ومعالم الفرح على وجهه. تذكرت ما قلته وأسرعت لأعدله: "لما الثاني؟ أرغب في الأول أكثر!".
"ماذا؟ لا، لا يمكنك التغيير!" قال بانزعاج..

قلت بجدية: "لا تنس من أنت فقط لأنك في فرنسا. ما إجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما.. وفي النهاية أنا لا أعلم من أنت حقا!".

كانت ملامحه هادئة وكأنه إقتنع بكلامي لأكمل: "لا تنس أننا مسلمان.... مهلا أنت مسلم أليس كذلك؟" قلت بسرعة وأنا أفكر في احتمالية ألا يكون.

رمقني بنظرة «حقا؟» ليقول: "طبعا أنا مسلم، ماذا تتوقعين!" سكتَ لبرهة ليقول: "حسنا إذا فلنذهب. أي مطعم تريدين؟"

"لا، ليس اليوم!" أتمنى ألا يعارضني. رأيت ملامح عدم الرضا على وجهه لأكمل: "لقد وضعت خياراتك إذا فسأضع خياراتي: إما غدا أو أبدا" قلت بحزم.

لم يجادلني لأنه علم أنه لن يقنعني، وغير الموضوع: "إذا فأنت تعيشين وحدك؟ لماذا؟" قالها ونحن نعود نحو المبنى.

"أمم..لأن عائلتي في الديار، وأنا هنا فقط للدراسة"
"إذا فأنت تشعرين بالوحدة!" قالها بجدية وهو يلتفت إلي.

"نعم" قلت بصدق.

كانت ملامحه مستغربة وكأنه لم يتوقع إجابتي. رمقني بنضرة دافئة وحنونة ثم قال: "ولما أنت وحيدة، لَاتُويَا؟"

دائما ما أسمع أن المرة الأولى التي ينطق بها أحدهم إسمك تكون غريبة وأحيانا جميلة. حقا، لم يكن لإسمي هذا الجمال من قبل.

نظرته المهدئة تلك وجملته الدافئة لم تساعداني في إخفاء مشاعري، لذا قلت بصدق: "أنهض في الصباح أذهب للجامعة ثم أعود للمنزل، أحيانا أخرج لأتجول ثم أعود للمنزل مجددا."
تذكرت في هذه اللحظة جمال دفء العائلة. تذكرت صوت أمي الذي يقول "مرحبا بابنتي" كلما دخلت للمنزل!

تنهدت من أعماق قلبي وأنا أحس بحرارة في كل جسدي بسبب رغبتي في البكاء، لأكمل وأنا أركز في الأرض: "لم أكن أريد أن أقيم صداقات قوية طالما أني أعلم أنها لن تدوم، لذا لم أكن مقرّبة من أحد، والأسوء أني في كل مرة أغير البلاد يزداد احساسي بالوحدة. أشعر كأني لا أنتمي لأحد وحتى لأي مكان، وكأني سواء كنت أو لم أكن لا فرق يحدث.. حتى أبسط الإنتماءات كالانتماء لوطن ما، ليست من حقي!"

تنهدت من أعماقي لارفع رأسي للسماء الغائمة. ابتسمت بحزن وربما سخرية من وضعي لأقول: "أتعلم ما الاقسى في الوحدة؟ هو ما يحدث لك في الليل! أن تدخل البيت ولا أحد فيه، لا احد يشغل تفكيرك.. لا أحد يمنع عنك تلك الأفكار التي تريد الهرب منها. ربما ما أكرهني أكثر في الوحدة هو عند تساؤلي 'ماذا لو كنت في الديار؟'. عندها فقط أشعر حقا بكم أن حالتي مزرية. يؤلم حقا أن ترغب تجنب التفكير لكن لا أحد هناك يحقق لك ذلك!"

إحساسي هذه اللحظة، هذا الاحساس الذي لم يدم سوى لثواني... تمنيت لو أحفظه للابد. وكأنني عدت الى أمي بعد يوم قاس وشكيت لها كل ما حدث لتربت على رأسي وتقول..

"لا تقلقي أنا معك".

نعم بالضبط هذا لكن بصوت أمي.

نضرت إلى عينيه بعد جملته لأراه يحدق في خاصتي بنظرة.. لم تكن شفقة، لا!.. كانت حنان... وكأنه يعلم مدى إشتياقي لنظرة أمي هذه.

لم أسقط أي دمعة، فلا أحد أمهر مني في قمع الدموع. لكني متأكدة أن عيوني تلمع من شدة رغبتها في البكاء. اصبري قليلا بعد..

أحسست بيد توضع على رأسي وتربت عليها بحنان وسمعت صوته يقول بحنان أكبر: "حقا، أنا معك لَاتُويَا، لن تكوني وحيدة بعد الآن. أعدك".

لم أستطع أن أتحكم بدموعي أكثر لذا إستدرت ليقابله ظهري. قانوني ألا أبكي أمام أحد ولن أخالفه لأي كان.

"أمم.." هذا ما استطعت قوله.

أحسست به يقترب مني أكثر ليهمس في أذني. لما دائما ما يهمس؟ وفي أذني! وكأني لا أتوتر من قربه ولا أُخدَّر من رائحته.

"إصعدي الآن لمنزلك وأقفلي بابك جيدا، أحلاما سعيدة"

أحسست ببرودة شديدة عندما ابتعد عني. وأنا لم أصدق حتى أسرعت لشقتي.

ما إن أقفلت الباب تذكرت جملته "أقفلي بابك جيدا".. هذه الجملة إعتدت سماعها من...

حقا لما يتقمص دور أمي...

            
⁦⁦ . . . . . .  ๑˙❥˙๑ . . . . . .

"في أي مجموعة أنت، لَاتُويَا؟" سألتني نورسين بينما نمشي نحو الحصة.

الآن فقط تذكرت أنهم لم يحددوا مجموعتي للحصص المخبرية. تبا!.. لما اليوم بالذات تزداد مهامي.

"سأذهب لأعرف، bye"
قلتها وأنا أتعداها لأذهب نحو مكتب المرشدة. اليوم بالذات لم أرد شيئا سوى البقاء في سريري والنوم لأجل غير مسمى. فبعدما دخلت البارحة شقتي، لم أستطيع التحمل أكثر فبكيت.. حقا بكيت كما أفعل دائما عندما أتحدث عن ألمي..

عندما أستيقظت هذا الصباح لم أحس سوى بالصداع، أما كل ما أحسسته البارحة قد نسيته. هكذا هو الأمر مع النوم، وكأنه ينسيك في البارحة فقط لتكمل مشوار الحياة.

"Oui, comment puis-je t'aider ?"
*نعم، كيف يمكنني مساعدتك؟*. قالتها المرشدة أمامي برسمية.

أخبرتها عن الأمر وأعطتني ملف عن مجموعات صفي. كنت أرغب أن أسجل مع نورسين لكن المجموعة ممتلئة بالفعل لذا سجلت في المجموعة D.

قرأت الأسماء وإذا بي أرى أعز الأسماء الى قلبي.

«لينا ويتني».
Shit.

ذهبت لصف الاعمال المخبرية بعدما أخذت المعلومات اللازمة منها. عندما دخلت أول ما لمحته هو السمراء الشمطاء. كانت في المقعد الثاني تعدل أحمر شفاهها.
لَاتُويَا، إهدئي... سوف تعتادين على وجودها اللّعين.

ذهبت نحو أستاذ الفيزياء وقدمت له أوراقي ثم أشار للطاولة وسط شاب ما وعقربي السوداء العزيزة.

ذهبت للمقعد وجلست ببرود. تأملت المخبر لفترة، لقد كان مقسما لجزءين: جزء أمامي يتكون من صفين افقيين. في كل صف ثمان طاولات عادية. أما الجزء الخلفي فهو للطاولات المخبرية. كلما قضيت مزيدا من الوقت في هذه الجامعة أعجب بها أكثر.

لكن مازالت رسومها غير مقبولة إطلاقا بالنسبة لي...

"مرحبا يا جميلة"

من كثر ما رأيت هذا المشهد أصبحت أعلم ما التالي. لست روحانية، صدقوني..

إلتفتت بجانبي لأراه شابا وسيما.. أتذكر أني رأيته لكن .. أممم..

"أنا أهمِد، ماذا عنك عزيزتي" قالها بطريقة مغرية ومد يده.

كيف أنساك يا أهمِد الوسيم.

"أنا لَاتُويَا، تشرفنا أحمد" ابتسمت له ببرود والتفتت نحو الاستاذ.

قلت من قبل: لا أحب المصافحة.

سمعت زمجرته وكأنه لا يحب ما قلت، هل حقا يخجل من اسمه؟
أَحْمَد.. حسنا بالمقارنة مع دِلِيرْ فحقا سترغب بتغييره.

"متأكد أنكِ سمعتِ عنِي" قال مجددا بخفوت.
"إذا كنت تقصد سماعي بأنك أكبر زير نساء هنا، فنعم فعلت بالفعل!" قلت بشكل من السخرية.

إتسعت ابتسامته وكأني مدحته. أحب هذا النوع حقا... "حسنا لا أنكر الأمر، لكن.." إقترب أكثر إلي وهمس: "يمكنني أن أتغير من أجلك إن أردتِ".قالها وغمز لي.

"لا أنت تعجبني هكذا" قلت وابتسمت بتصنع.

حقا، إنه رائع هكذا. لا ينافق بحقيقته ولا يخجل سوى من اسمه، والأهم أنه وسيم..

"حقيرة" سمعت صوتا كريها من الجانب الآخر. إلتفتت إليها وقلت بابتسامة باردة: "شكرا على المجاملة".

لو في وضع آخر لكنت الآن كسرت أسنانها فقط لتنفسها جانبي.. لكن شكرا للجامعة.

سمعت أحمد يضحك من الجانب الآخر. أعلم أن هذا سيزيد من غضبها لكن تبا لها.
إقتربت مني وقالت بخفوت بصوت تهديد: "إسمعي، لا تلعبي حولي فهمتي. لا تعلمين من أنا ولا ما أقدر على فعله، لذا فلتسلمي من شري أحسن لكِ!"

«تحركي خطوة وستموتين!» هذا ما يقولونه وهم يضعون مسدسا على رأسي، هذا ما إعتدت سماعه كتهديد... ولم أخف يوما.
والآن هي تنتظر أن أرتعد من جملتها المقتبسة هذه وملامحها الغبية، وحتى صوتها الذي يذكرني بالماعز. من عقلها؟

"حقا؟ ومن المفروض أن أخاف الآن، صحيح؟" قلتها وأنا أرمش ببراءة.

متأكدة أنها وصلت لحدها. إقتربت من أذني وقالت بماعزية: "فقط لا تندمي" وضحكَت بخفوت.

لم أرد إجابتها لأن الأستاذ تقدم بالشرح ولا أريد أن أضيّع أي تفصيل. إنتهت الحصة بسرعة برغم محاولات العقرب لإغاضتي. أنا ماهرة في التحكم بمشاعري لذا لا أجد صعوبة في قمعها او بالاصح، تجاهلها.

ذهبت مباشرة للكافيتيريا لشرب كوب من القهوة لأتخلص من الصداع. لمحت نورسين هناك لذا ذهبت إليها.

مرت حوالي خمس دقائق وهي تسألني عن الحصة وعما فعلته مع لينا. فضول هذه الفتاة لا يصدق.

فجأة احد ما حرك الكرسي بجانبنا على الطاولة وجلس.

أهمِد الوسيم.

"لم نقل أنه يمكنك الجلوس" قلت ببرود.

"وأنا لم أنتظر أن تسمحي لي يا جميلة" قال بابتسامة. إلتفت إلى نورسين التي تبدو كأنها متوترة منه.. حسنا إنها لا تستحسنه!.

"مرحبا عزيزتي، أنا أهمِد. لم أرك من قبل هنا، هل أنت جديدة؟" قال محادثا نورسين.

"أنا نورسين، ونحن في نفس الصف" قالت بابتسامة متوترة.
"حقا! ليس من عادتي ألا أنتبه لكل هذا الجمال!" قال كأنه يفكر.. ثم إلتفت إلي ليكمل بمزاح: "وإسمعي، لا تخافي من لينا تلك، إن أزعجتك فقط أخبريني وأنا سأتعامل معها"

"ليس وكأنك حارسها الشخصي!"

بحة صوته الرجولي جعلني أدرك مدى أنوثة كل الأصوات التي أسمعها اليوم!

التفتت إلى دِلِير لأجده يركز نظره بأحمد. كانت نظرته تميل للغضب أكثر..

"هيا يا رجل، انها جديدة ومن واجبي الاخلاقي حمايتها" قال له بمزاح وغمز له.

لم يعطه إهتمام بل أمسكني من ذراعي وجرني وراءه، لكن قبل أن نبتعد أوقفنا صوت أحمد من الخلف: "انتظر، انتظر! لا تقل لي انها فتاتك؟"

إلتفتَ إليه وقال بنظرة فارغة.

"ومن قال العكس!".

----------------------------------------------------

من الكاتبة:

تعليقكم عن الأحداث؟

بما أن شخصية دِلِير بدأت ترى النور بين عينيكم، فما رأيكم بها؟

ماذا عن ماضي لَاتُويَا؟

تعليقات جانبية أو نصائح؟

فوت وكومنت فضلا ✨✨..

Continue Reading

You'll Also Like

292K 18.6K 23
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
387K 11.3K 26
هي ليست بمجرد فتاة عادية...لقد كانت قادرة على ما لا يقدر عليه الرجال...لم تطلب مساعدة احد و صمدت حتى في اصعب الظروف...هي لا تحتاج رجلا لحمايتها..بل ا...
122K 3.9K 32
لوسيانا طالبة طب أكملت سنتها السادسة، موطنها اليونان، من حسن حظها أنه تم قبولها في جامعة الطب الإيطالية بمنحة دراسية كاملة لتبدأ سنتها السابعة كي تصب...
549K 32.3K 59
قصه من أرض الواقع.. بقلمي أنا آيات علي ها أنا قد خلقتُ من الظُلم و العذاب الذي جار علي من وحش جبار فہ لقد وقعت بيد من لا يعرف معنى الرحمه و انهُ ذو...