لا تبكي

By tamymuhsen

33.5K 555 133

منقوووولة للكاتبه عيون القمر More

البارت 1
البارت 2
البارت 3
البارت 4
البارت 5
الجزء 6
البارت 7
الجزء 8
البارت 9
البارت 10
البارت 11
البارت 12
البارت 13
البارت 14
البارت 14 الجزء الثاني
البارت 15
البارت 16
البارت 17 الجزء الثاني
البارت 18
البارت 18 الجزء الثاني
البارت 19
البارت 20
البارت 20 الجزء الثاني
البارت 21
البارت 21 الجزء الثاني
البارت 22
البارت 22 الجزء الثاني
البارت 23
البارت 23 الجزء الثاني
البارت 24
البارت 24 الجزء الثاني
البارت 25
البارت 25 الجزء الثاني
البارت 26
البارت 26 الجزء الثاني
البارت 27
البارت 28
البارت 29
البارت 30
البارت 31
البارت 32
البارت 33
البارت34
البارت 35
البارت 36
البارت 37
البارت 38
البارت 39
البارت 40
البارت 41
البارت 42
البارت 43
البارت 44
البارت 45
البارت 46
البارت 47
البارت 48
البارت 49
البارت 50
البارت 51
البارت 52
البارت 53
البارت54
البارت 55
البارت 56
البارت 57
البارت 58
تنبيه

البارت 17

284 6 0
By tamymuhsen

الــــجـــــزء 17 ...
( الفصل الأول )
رن تلفون تركي شاله الا "ابو خالد" على الشاشة
تركي : هلا طال عمرك
ابو خالد : هلا وليد شخبار عمك بشرني عن علومه ؟؟
تركي بحزن مصطنع : عمي تعبان حيل يا عمي خايف لا افقده ..
وانا مالي غيره اذا راح انا بموت
ابو خالد بحنية : لا تشيل هم يا ولدي .. قلت لك اعتبرني ابوك الله يرحمه
انت الحين مثل خالد ولدي أي شي تحتاجه بس انت لا تتردد
تركي : الله يسلمك ما تقصر انا عارف مارح تقصر
ابو خالد : الا اقول وليد وين بيتك فيه انا الحين جايـك بالطريق
فتح تركي عيووونه على وسعهااااا من الصدمة اللي نزلت على راسه ..
وقال يبي يتأكد من اللي سمعه : نعم؟؟؟
ابو خالد : انا قريب من الدخل جاي لك البيت .. أبي اشوفك
ضحك من الصدمة وهو يتلفت.. يدور كلمة يقولها مو لاقي
وعيونه ترمش بدهشة من الموقف اللي طاح فيه... ناظر ثامر الصامت
واللي قاعد يحرك فنجاله بشكل دائري بين يدينه لعله يلاقي كلمة يقولها ... عز الله رااااح فيها الله يقلعك انت وش وداك هناك..
قال تركي بعد ما استعاد هدوءه : أي بيت يا عمي
ليش تروح وما قلت لي ؟؟
ابو خالد : هذاني اقولك... تراني ماني راجع لبيتي لين اشوفك
انت بس قولي وين بيتك فيه بالضبط
تركي : يا عمي الله يهديك تبيني بجيك الشركة
بس ماله داعي تجيني البيت الله يهديك بس
ابو خالد : لا وانا عمك من فترة وانا افكر اجي لك البيت
وأشوفك كان تحتاج شي لأنك عايش لحالك... قلت لك
انت صرت مثل خالد ولدي ومسؤول عنك..
تركي ناظر ثامر بذهوول من الورطة اللي طاح فيها .. وش بيقوله ؟
يقوله ان ماله بيت هناك... وانه كذب عليه !!
ثامر ارتاع من ملامح تركي المصدومة والرد اللي مو راضي يطلع
على لسانه..
همس له بصوت خااافت : تركي وش فيك وش حاصل؟؟
تركي كان يفكر بطريقة سريعة يطلع من الورطة ... اذا عرف ابو خالد كذبته أكيد بيشك فيه وعن السبب اللي خلاه يكذب.
ابو خالد مستغرب من سكوووته الطويل : وليد وينك فيه ؟؟
تركي :..................
ابو خالد : يله انا دخلت الدخل اوصفلي أبي اشوفك
وعشان مرة وحدة نروح نزور عمك في بيته انا وياك...ونشوف شخباره
تركي متوهق يفكر بحل سريع ...مو قادر يفكر ..عقله متوقف من خطوة ابو خالد الكبيرة هذي والغير متوقعه انه يزوره بالبيت..
خطوة ما عطاها حساب.. من وين بيجيب له بيت ألحين..
تركي ناظر ثامر يبيه ينقذه .. وقال ابو خالد : الوو.. وليد معي ؟؟
تركي بسرعة قفل الخط بوجهه ومرة وحدة أغلق الجهاز .. وناظر ثامر المصدوووم : ثامر ابو خالد يقول انه جاي لبيتي الحين..
وش اقوله انا ما عندي بيت !!
ثامر : والله انك جرئ قفلت بوجهه الخط ..انت شلون تفكر ..
فعلتك هذي بتدفعك الثمن غالي
تركي : ماعليك انا بتصرف.. دبرني الحين وش ممكن أقوله
ثامر باستغراب : كيف جاي لبيتك ؟؟؟
انت يالخبل علمته عن بيتك الحقيقي
تركي : لا يا غبي انا قلت له مرة اني ساكن بالدخل لحالي بعيد عن عمي.. بس عشان يسكت وما يسألني اكثر لأنه صاير يحقق معي عن حياتي واجد هالأيام.. والحين هو داق مشوار للدخل يبي يشوفني ويشوف بيتي..
وانت مثل ما انت عارف انا قدامك وما عندي أي بيت هناك..
سكت ثامر وهو يتأمل تركي اللي يدق بأصابعه عالطاولة يفكر بحل سريع يعرفه تركي ذكي.. وبيلاقي حل
ثامر : انت اللي كذبت وانت اللي حلها .. قلت لك من قبل كذبك المتواصل ممكن يطيحك بمشاكل انت بغنى عنها
عصب تركي..مو وقته هالكلام : وقته هالكلام صدق مامنك رجا
دقيقة مرت.. قال ثامر بكل برود كـ حل عشوائي :
قل انك ساكن مع عمك هالفترة
رفع تركي راسه مثل اللي قرصه شي فجأة..ونظرة عينه تبـرق بلمعة غريبة .. هاللمعة معناها ان فيه حل خطر على باله ...
ارتسمت ابتسامة بططططيئة على ثغره عرف ثامر من خلالها
ان تركي توصل لـ حل خطير .. ويمكن خبيث !!
الفكرة تبلورت في باله.. وتوقع النتيجة قبل لا تصير.. الشي اللي بيحقق مراده.. لأنه عارف حنية ابو خالد وخوفه عليه
رفع تركي جواله وفتحه ..
ودق على ابو خالد اللي رد باستغراب : شفيه فصل يا وليد؟؟
تركي بخجل مصطنع وهو مستانس بالحل اللي لقاه : آآآسف طال عمرك ماكان فيه شحن وقفل علي..
ابو خالد : زين ما قلت لي وين مو عارف وين اروح
تركي وهو يناظر في ولد عمه بامتنان .. وثامر يطالعه باستغراب
مو عارف وش قد انقذه : عمي آسف انا مو موجود في البيت حاليا
ابو خالد : أفا وينك أجل بعيد ؟؟؟
تركي : انا ساكن في بيت عمي حاليـا لين ألاقي لي بيت ثاني
ابو خالد باستغراب : بيت ثاني؟؟؟؟... وبيتك شفيه؟؟
تركي : مشاكل الإيجار .. انت تعرف ان هالفترة فترة غلاء بالأسعار .. تمشكلت مع صاحب البيت وطردني ..رحت لبيت عمي
اسكن كم يوم لين ألاقي لي بيت جديد.. وما أقدر أطول عنده
تدري عنده بنات يالله شايل حملهم !
ابو خالد بزعــل : افا وانا ابو خالد... وانا وين رحت ما قلت لك
من قبل أي شي تحتاجه تجيني؟؟..وأي مشكلة تصير تعال عندي؟؟
ما وعدتني هالوعــد يا وليد.. ؟؟ ليش تكذب علي
يوم سألتك وين بيتك ..ليش ما قلت لي ان مالك بيت.
اتسعت ابتسامته لأنه حس بالحل قبل لا يقوله أو حتى يلمح له..
كان أصلا من داخله يضحك.. بغرور لـ نفسه.
يا حبي لك يا ثامر عطيتني فكرة ولا في الأحلااام ..
تركي : بس يا عمي......
قاطعه ابو خالد بحزم : ولا بس... انت وينك الحين .. لي حساب ثاني معك..
تركي (أوفف عصب الشايب) : آسف يا عمي
ابو خالد : أسفك مهوب مقبول لأنك ثاني مرة تسويها ... قلت لك من قبل أي مشكلة تواجهك تعال وقل لي سيدا لكنك الظاهر ما تفهم اللي اقوله..
( وبعصبية كمل ) : كم لك الحين بمشكلة السكن ؟؟
قال تركي عشوائيا : ثلاث اسابيع تقريبا
ابو خالد : ثلاث اسابيع وساكت ؟!.. كذا خيبت ظني فيك
ما توقعتك تكذب علي
تركي : آسف كل اللي ابيه اني ما اضايقك
ابو خالد : تضايقني ؟!
سكــت تركي
ابو خالد : انا راجع لبيتي الحين.. وبكرة تعال للشغل بتفاهم معك !
تركي : ان شاءلله على خشمي
سكر تركي وهو مبهوت من عصبية ابو خالد..
اول مرة يعصب عليه لكن شعور الوناسة غمره
ثامر : اعوذ بالله والله انك انسان متقلب وبشكل غريب ما يصدقه بشر !
تركي : هههههه سلامتك يبيلك حبة راااس عطني راسك
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
من بكرة..
في الشركة .. وفي مكتب أبو خالد ..
تركي جالس قبال المدير بصمت وأبو خالد يلومه بعصبية شديدة ..
تركي نفسه ما توقع ردة هالفعل القوية ..
قال يحاول يبرر له موقفه : يا عمي افهمني بس انا رجال ولي مشاكلي
ومابي أحد يحلها لي .. حياتي عودتني على كذا وصدقني
بلاقي لي مكان بأسرع وقت ..
أبو خالد : تقول لك ثلاث اسابيع من غير بيت غير بيت عمك
وين اللي بيحلها بأسرع وقت!!.. شوف يا وليد مهوب انت بس اللي اساعده ..هذي سياستي هنا.. كثير شباب يشتغلون هنا بالشركة وتواجههم مشاكل أحاول دايما أحلها لهم عشان يكونون خالين البال وينفذون شغلهم هنا على أتم وجه.. مابي أي شي يعكر صفوهم ،، الشركة الحين بمرحلة حرجة انا توقفت عن الشغل 12 سنة .. ورجعت ومادريت ان الأمور ساءت .. وانت مدامك تشتغل هنا حالك حالهم !!
تركي بابتسامة سخرية على نفسه : بس انا كمالة عدد..شغلي ما يقدم
ولا يأخر ..!.. لا تقارنني بالمتعلمين اللي عندك يا عمي أرجوك !
أبو خالد : انت ليش حارق نفسك كذا اذا ما كنت متعلم نعلمك..
لسا العمر قدامك..محد طلع من بطن امه متعلم
تركي ما فهم وش قصده : وش تقصد عمي ؟؟
تنهد أبو خالد وكمل : اسمعني الحين .. انا محتاجك هالفترة
قلت لك الشركة بمرحلة صعبة وتمر بشوية مطبات ومشاكل..
ضاقت عيون تركي وهو يحاول يلاقي تفسير صريح لهالكلام : تحتاجني ؟؟؟
أبو خالد : ايه محتاجك ليش الاستغراب على وجهك
ضحك تركي ما يدري هالشايب غبي ولا يستغبي : ههههههههههههههههههههههه
ابو خالد ابتسم : اضحك يا ولدي لكن محد بيصقلك غيري
تركي مووووو فاهم شي : هههههههههاي عمي ارجوك خل عنك هالكلام انا صحيح طموح مثل ما قلت لك.. لكن مابي اناظر فوق زيادة عن اللزوم
زفر أبو خالد هوا ساخن من عمق صدره : خلنا من هالحكي لسا شوي بدري عليه .. خلنا الحين نحل سالفة سكنك ..انت قلت لي عمك عنده بنات وانت مو قادر تطول بالسكن عنده.
تركي : ايه هالفترة مالي الا بيت عمي ..
ابتسم أبو خالد وهو يلمح في ملامح وليد وضحكته... طيف ملامح شخص قديم من سنين : طيب هالفترة انا عازمك على قصري لين نشوف لك حل !!
فتح تركي عيونه ما كان متوقع جديته : لا لا لا يا عمي الا هذي
ابو خالد حسمــها بكلمة : تردني يا وليد ..والعمالة اللي
ساكنين بقصري والخدم والحشم انـت أولى منهم..
سكت ترركي.. لأنه زيادة جداال الحين مو في صالحه..
ابو خالد : خلاص من اليوم تجيب اغراضك وتجي عندي انت ما ينفع معك الكلام والأخذ والعطى ..كذبة ثانية مابي... الليلة تعال اسكن عندي فترة.. لين نلاقي لك مكان يناسبك ومو أي مكان !!
سكت تركي حقيقة اللي قاعد يصيــر!!.. ولا حلم ولا أيش بالضبط !!
ابو خالد بحزم : مابي "لا" فاهمني ؟!
تركي طايره بوهته كان من فترة يخطط يلاقي طريقة والحين تحققت ههههههههههاي... أصلا حتى لو ما عرض عليه ابو خالد كان بيلاقي مليون طريقة وطريقة وصارت هذي أحسن وأسرع طريقة ..
هههههههههه ثامر يبيلك كف !!
ابو خالد لفته الابتسامة اللي نورت وجه تركي..ما كانت ابتسامة عادية.. "غريبة".. بس تركي محاها بسرعة ورجع لابتسامته الوديعة :
عمي تأكد ان اللي تسويه جميل رح أشيله طول عمري..
ومستعد أسوي اللي تبيه عشان أرده لك.. انت بس أطلب ،
اللي تسويه شي كبير ما سويته لأحد من قبلي ..
اندق الباب.. دقتين ..
ودخل محمد مباشرة..وهم يناظرونه ..
تقدم محمد بثبات ..وعيونه الصلبة اللي القوة والشخصية القوية تشع منها على تركي..اللي بالمقابل كان يناظره بوداعة الخادم لـسيده ..
مرت لحظتين محد منهم نزل نظره عن الثاني.. وكأن كل واحد ينتظر اللي قباله ينزل عينه قبل.
ما طالت هاللحظة لأن أبو خالد قطعها بينهم أول ما وصل محمد للمكتب : هلا محمد ؟
محمد من غير ما يرمش نقل نظره ببطء من تركي لـ عمه : عمي تقرير المشروع وصل.. ومعه فاكس من الشركة المنفذه يبون توقيعك شخصيا على استلام المواد الخام اللازمة ..
ابو خالد : انت المشرف المسؤول ما يحتاج توقيعي انت وقع لهم
محمد : وقعت لكنهم يحتاجون توقيعك انت بعد .. يقولون أبو راهي كان مشغول هاليومين وما وقع لهم ويبون توقيعك ما دامك شريكه
ابو خالد : خلاص اجل عطني الورقة خل نخلص من هالشغلة
تقدم محمد وحط الورقة قدام عمه .. اللي فتح قلمه الذهبي ورسم توقيعه ..

قال تركي بعد صمته : ما شاء الله طال عمرك أتوقع للمشروع النجاح !
ابو خالد بابتسامة وهو يرجع القلم لجيب ثوبه : ان شالله يكون حل لـ مشاكلنا ..ومع شراكة ابو راهي مابه خسارة بإذن الله
أتاري عندك مشاكل تعاني منها؟؟ مو مبين عليك يابو خالد؟؟
هز تركي راسه بإعجاب ومحمد يتأمله بصمت بعد ما شال الورقة ..
قال تركي بصراحة : أبو راهي ملك السوق
سمعت عنه كثير وما توقعت أقابله شخصيا
ابو خالد بابتسامة : اذا وافقت عاللي أفكر فيه ان شاءلله..
بتتغير حياتك للأفضل.. ويمكن تحصل لك فرص تقابل من هو أحسن مني ..و بيعينك الله ان شالله .. الحين سو اللي قلت لك عليه
تركي بحيــرة (ابو خالد قاعد يلمح لشي هو ما يدري وشو) :
وش تقصد طال عمرك ؟
ابو خالد : نأجل الكلام بهالموضوع لبعدين.. اهتم بحالك الحين
محمد وهو ينصرف : انا استأذن طال عمرك..
طلع محمد ومن هنا قام تركي واقف : انا ماشي عمي تامرني بشي
أبو خالد : اليوم بالليل ألاقيك في قصري فاهم
تركي بابتسامة وديـعة وراها مكر وخبث على مستوى عالي : ان شااااااالله على خشمي .. استاذن
مشى تركي للباب وهو ما يدري يكتم ضحكته ولا يفجرها ..وش هالدنيا الغريبة مصالحته من فترة ..وكل شي يمشي على حسب ما يبيه ويخطط له..
سمع وهو يفتح الباب البني العريض السكرتير يقول :
ابو خالد مكالمة لك من أبو راهي
قال ابو خالد من وراه : حوله علي !
ابتعد عن المكتب بابتسامته الغريبة اللي محد يقدر يترجمها .. وهو يسمع صوت أبو خالد الجهوري يهلل ويرحب بشريكه الملقب بالوحش ..اللي لا يرحم لين جا للسوق والتجارة.
اليومين اللي راحت ومن قابل أبو راهي لأول مرة بحياته بمقر المشروع .. وهو بادي يقرا ويبحث عنه بكثرة ..يمكن بعدين يخطط ويخلي ابو راهي خصمه في يوم من الأيام ههههههههاي .. ما يدري وش هالحماس اللي نازل عليه ..لكنه من شافه وجه لوجه بمقر المشروع..وهو يبي يعرف قصة هالرجال ووشلون وصل للي وصله وصار رجل الأعمال الأول واللي ينحسب له ألف حساب.
وابتسم بسخرية يوم اكتشف ان ابو راهي يمثل الطريق اللي هو يمشي عليه الحين .. الشي اللي أكد له ان منطقه وقناعاته الجديدة صحيحة، لأن ابو راهي يمثل القسوة والوحشية بعالم الأعمال والتجارة .. ملقب بالوحش ، الملك ، الهامور .. كان يدمر كل من يوقف في طريقه أو ينافسه.. الأسلوب الأناني البحت.. اللي مايرضى من يشاركه عـ العرش...كان دايما يتربع على العرش لحاله .. يخسف الأرض من تحت أقدام أي انسان ممكن يشكل أي خطر عليه أو حتى يفكر يعارضه !!
فعلا وهذا اللي تركي مقتنع فيه.. الطيبة والصفاء ما عاد تنفع خصوصا بهالزمن.. لازم تكون وحش تفترس فريستك باللحظة المناسبة وابو راهي أكبر مثال !!
اذا دخل بمنافسة مع ابو راهي بيوم من الأيام معناته انه وصل لمستوى رجل الأعمال اللي يطمح له .. رغم انه بدري على هالكلام لأن حاليا له هدف واحد ويبي يوصل له.
حرك سيارته وهو يشغل المسجل على صوت عالي ويدق بيديه على الدركسون من الرواق .. أهدافه الجاية بدت توووضح أكثر واكثر.. ومن الحين قرر يكون رجل الأعمال الأول ويحطم كل من ينافسه وأولهم أبو راهي وأبو خالد .. حتى لو حده الأمر على الحيلة والمكر والخبث.. لازم تعرف السلاح اللي بتحارب فيه عدوك !

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخل ابو خالد البيت ولقى زوجته لحالها وتوه بيجلس
الا يسمع صوت بنته تغني وهي تنزل الدرج ..
قاطعها وهي يجلس : تعالي ياللي تغنين
ابتسمت وجت له وهي تغني له بحـب : راضي أعيش ايام عمري كلها عندك .. لو اكون دموع تتمايل على خددك
المهم تبقى معاي ما تفارقني .. ما تسمعني حبييييييبي سالفة بُعدك
ضمته وحبت راسه وهو يضحك على حركاتها..
ابو خالد : الله لا يجيب الدمووع..
سحر : ههههههههه لا تروح بعيد يا حبي على فكرة .. انتا عندي غير هذا العالم بأسره.....
قاطعها أبو خالد : هههههههههههههه اقول اجلسي وخلني عنك هالهبل
سحر : هههه مو استهباال الحين تعبيري عن مشاعري لأبوي صار استهبال
أبو خالد : ايه العبي علي بكم كلمة هذا اللي انتي فالحه فيه.. من صغرك الكلام الحلو عشان تبين شي
سحر : هههه لا بس عشانك قلت أوكي على كشتتنا نهاية هالأسبوع
ابتسم وناظر بزوجته : ها ناقصكم شي للرحلة ؟
ام خالد : لا كل شي موجود بس لقيتوا مكان زين؟؟
ابو خالد : محمد يتكفل بالموضوع حاليا..
سحر بحماس : ونااااااااااااااااااسة ماني مصدقه للحين.. من زمان ما عشت جو البر والكشتة .. كنت صغيرة آخر مرة صح؟
ابو خالد : ايه ما تذكرين كنتي يمكن كبر بيان او أصغر شوي
سحر بحسررة : مسكينة أنا وش بيذكرني !!
ابــو خالد : وخالد شلونه قلتوا له ؟؟
سحر بقهررر : يقول مارح يروووح
ابو خالد ما استغرب : الله يهديه بس .. ويحفظه من نفسه
سحر : هالولد تاليتها بيمرض علينا وماعاد هو قايم..!
ام خالد : اسم الله على ولدي !!
سحر : بابايا كلمه اقنعه يجي والله هالولد مووب صاحي.. ما يرضى يضيع يوم شغل واحد
ابو خالد : ماني قايل له شي هو يبي كذا بكيفه.. يعرف مصلحته وين
انقهرت اذا أبوها مارح يكلمه يعني مافيه أمل !!
أبو خالد وهو ينزل شماغه ويحطه جنبه : كلمني أبو راهي اليوم ودرى عن الرحلة نهاية هالأسبوع..
ام خالد : وش يبي منك ؟؟
ابو خالد : أبد شغل ومرة وحدة قلت له اني طالع مع العايله هالأسبوع للبر .. وعزمته خل الجمعة تكبر ..
ابتسمت ام خالد : وان شالله بيجي ؟؟
ابو خالد : ايه استانس واستبشر خير.. قالي انه من كم يوم يفكر يطلع بهالجو ومرة وحدة بيجيب عايلته وعيالـه معه !!
ام خالد : ايه الله يحييه كل ما كثر عددنا كل ما حلى الجو.. حتى أم محسن تقول إنهم طالعين هالأسبوع.. لمكان مدري وش قالت اسمه ... بس اشوف العالم كلها طالعه للبر هالفترة..
ابو خالد : زين خلنا ننسى الشغل وغثاه شوي..
ومافي أحسن من جو وهوا البر ..
قامت سحر بعد ما خذت جولة سريعة عالقنوات..وقاطعتهم بصوت عالي : انا طالعه انووووم تبون شي؟
ابو خالد : سلامتك تغديتي ؟
سحر : اكلت قبل شوي يلله بروح انام لي ساعتين
طلعت سحر الدرج وكل فكرها..للأيام الجاية.. بنفسيـة كااانت عالية
ومن وراها التفت ابو خالد لزوجته :
هيفاء جهزي وحدة من هالملاحق اللي برا ..
ام خالد : ليه يابو خالد؟
ابو خالد : وليد بيسكن عندنا هالفترة لين تتسهل أموره .. الولد عنده مشكلة سكن ماعنده مكان ينام فيه
ام خالد بأسى : يا ساتر وصل حاله لهالدرجة؟؟
ابو خالد : غلاء الاسعار مو راحمه الناس .. والولد على ذكاءه لكن حظه مو معه...وأنا أبيه هالفترة عندي ..مابيه يحس بأي صعوبة في الحياة ..
ام خالد باستغراب حست من صوت رجلها انه ناوي على شي : ليش يابو خالد ناوي على شي ؟
ابو خالد : الموضوع يتقلب في بالي من فترة مابي هالولد يروح لغيري أبي استفيد منه.. لأني احس إنه اللي بيطلع وراه شي مو سهل... بس........
سكت.. وهو يصب لنفسه قهوة..
ام خالد باستغراب : ما فهمت عليك يابو خالد؟؟
ابو خالد بابتسامة مرهقة بسبب الشغل اللي زايد هاليومين : بعدين أقولك أهم شي الحين جهزي الملحق بيجي الليلة عندنا
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

بالليل عالساعة 8 ..
نزل تركي من سيارته وقفلها من وراه بالكنترول ..
فتح باب فيلاتهم الراقيـة ، واللي ما تساوي أكيد القصر اللي يشتغل له ..
دخل المجلس.. وابتسم يوم شاف ثامر جالس لحاله : انت هنا ؟؟
رفع ثامر راسه بعد ما كان سرحان : ايه من عشر دقايق ، جاي اشوف وش عندك اتصلت تبيني أجيك طوالي تقول عندك مفاجأة ..
تركي : دقيقة بس بروح أجيب أغراضي وشنطتي واجي لك ..
ثامر باستغــراب : أي أغراض انت مسافر ؟؟
ضحك تركي الموضوع يضحك من الأساس : ههههههههههههه
لا بس بروح لبيتي الجديد... احم قصدي قصري المستقبــلي
طارت بوهة ثامر مو فاهم : وشو قصره وش السالفة؟؟؟
قرب تركي وهو يلعب بمفتاحه بأصبعه بطريقة الواثق : السالفة وما فيها اني رايح أسكن عند أبو خالد ، لأن وليد ماله بيت حاليا وابو خالد مو قادر يتركه ينام بالشارع
ثامر ببلاهه : هاه ؟؟؟؟؟؟؟؟
ابتسم الثاني بغرور ..
ثامر بصدمــة : سويتها يالحقير !!!!
ضحك تركي ومسك ولد عمه من ياقته وسحبه بكل قوة عشان يوقف : هههههههههههههههه بقبلها منك لأنك ولد عمي والأهم انك انت اللي وصلتني لهالمرحلة بذكاءك البارح !!
ثامر : وش دخلني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تركي : هههههههههههههه انت يبي لك جلسة عشان تفهم انا رايح اجيب اغراضي.. شكلي مارح ارجع لهالبيت لفترة طويلة !!
ثامر وعيونه على باب المجلس : عمــي ؟؟؟؟؟؟؟؟
على نظرة ثامر التفت تركي من فوق كتفه... وشاف أبوه جالس عالكرسي المتحرك ويطالعه ..وذات النظرة المكسورة على وجهه..
ترك ياقة ثامر وتقدم لأبوه بهدوء : شخبارك يبه اليوم ؟؟؟
ابوه بصوت مختفي : ب..ب... بخير
ابتسم تركي.. وانحنى وطبع قبلة على راسه : ارتاح يبه لا عاد تفكر بشي..ووعد مني ترجع مثل ما كنت
ابوه اللي يلاقي صعوبة قاتلة بالكلام وبالموت يطلع منه حرف وحرفين : و...وين... بتر..وح؟
ابتسم تركي : رايح أصفي حسابي معه يبه... تراني ما نسيت إهانته لك للحين .. ما نسيت ذاك اليوم يا يبه ما نسيت !!.. شي صار قدام عيني كيف تبيني أكذبه !!
دمعت عيون أبوه ومعه تأثر ثامر الواقف وراهم : تر...تركي ..
تركي : سم يبه قول اللي بخاطرك
أبــوه : يابوي... خلك.. هنا
تركي : يبه ما أقدر انا وعدت نفسي ووعدتك ما اقدر اخلف خصوصا هالوقت .. بخاطرك
طلع من المجلس وقابلته أمه بالصالة ودموعها بعيونها .. اللي انهكها الزمن ورسم تجاعيد بوجهها
ام تركي : تركي يمه انت جاد يوم قلت لي انك رايح تسكن عنده ؟..يمه خلك هنا وش لك بالمشاكل
تنفس تركي وهو مغمض عيونه من كثر ما يزنون فوق راسه يتراجع : يمه الله يخليك هالكلام بالذات مو وقته.. بدل لا تشجعيني اكمل اللي بديته وأخذ بثار ابوي من الرجال اللي طيحه مريض كل هالسنين جايه تقولين لي وش تبي فيهم ابعد عنهم..
ام تركي بدموعها اللي ما وقفت لا على رجلها المنهار ولا على ولدها اللي تبدل لـ شخص ثاني من عرف باللي صار وتذكر الماضي لأنه من النوع اللي ما ينسى ، شلون والحال يخص أبوه..
تركي : يمه ارجوك دموعك مارح تمنعني.. انا رايح اليوم وما ادري متى راح ارجع ..أوكي اهتمي باختي لين أرجع
ام تركي : مصر يعني يا ولدي انا خايفه عليك منه.. وابوك يطلبك ما تروح ليش ما تسمع كلامه؟؟
ناظرها بعيوونه القويــة : يمه انا ما ينخاف علي المفروض تخافين على ابو خالد مني والله والله لأطين عيشته هو وعايلته كلهم ..والله ما أخلي فيهم واحد صاحي وكل سنين الهم اللي عشناها لأردها له دبل..لأطلع الـ15 سنة من عيونه لأخليه يموت وهو مقهور
ومشى من عندها بخطواته الوسيعة ومنها قفز الدرجات بالثنتين لفوق ووجهه يحكي عن تصميمه وعزمه.. مارح يتراجع أبد..
هو ما وصل لهالمرحلة عشان يتراجع.
دخل غرفته الكبيرة والمصبوغه بالبني ، معطيها ستايل كلاسيكي..
وأخذ كل شي يحتاجه ، دفتر تخطيطه اللي يحوي كل افكاره لمستقبله .. وخرابيشه.. وكتبه المختصة بالبيزنس واللي بعضها كتب نصايح تعلمه شلون ينجح في تجارة الأعمال.. هالكتب فادته من قبل وفتحت آفاااق عقله عشان يفهم شلون الواحد يمشي بهالنوع من العالم ، وبتفيده الحين ... لازم يستغل كل شي ويخلي ابو خالد يقتنع فيه.
غير ملابسه الأنيقه ولبس أشياء عادية .. وقف قدام المراية وقلب وجهه يمين يسار.. ابتسم بعدها ... وبأصابعه عفس شعره اللي كان مرتبه بالجل وخلاه فوضوي ..
ضحك لعمره بالمرايا.. أهدافه كل مالها تزيد لمستوى عالي وكل ماله التحدي يصعب ويصعب... وهذا اللي يعجبه في حياته
انحني وشال شنطته السودا على كتفه.. وطلع من الغرفة ..
وكان بيروح لولا لفت نظره ..وقفتها وهي لابسه بيجامتها الوردية
عند باب غرفتها ودموعها بعيونها... وقف مكانه وهو يناظرها
وقال بحنية : جنا
جنا بدموع : بتروح؟؟
ترك شنطته من يده وراح لها .. وقف قدامها وشاف الألم بعيونها ... جزء من انتقامه عشان هالبنت اللي ما جاوزت الـ 15 سنة وبراءة العالم كله بعيونها..عايشه بألم عشان أبوها المريض اللي من صحت على الدنيا
وهو مشلول.. ما حست بيوم إن لها أبو !!
تركي : بس راجع
جنا : وبتتركني؟؟
تركي : امي معك
تمسكت بقميصه ورفعت راسها له : بس انا أبيك انت..
ابتسم ورفع يده يمسح دموعها : لازم اروح يا جنا انتي صغيرة ومارح تفهمين ليش انا اسوي كل هذا.. بس تأكدي انه عشانا كلنا.. عشان أبوي وعشانك
بكت وصوتها يتقطع : امي تقول بتروح وتطول.. ليش يا تركي ، كنت مسافر وبعيد عنا الحين بتبعد ثاني ، مين بيهتم فيني مين
نزلت راسها للأرض تبكي بضعف حيلة ... عض على شفايفه وتقدم منها وضمها لصدره : جنا .. مارح أبعد كثير ، بزورك دايم اذا بغيتي وبجيبك من المدرسة اذا ودك ..وبدق عليك اشوف اخبارك كل فترة بس الحين لازم اروح..
حط يديه على كتوفها وأبعدها برقة : جنا دموعك هذي لا عاد تنزل انا ما أسوي اللي أسويه الا عشاننا ..لازم تصبرين هالفترة ..
جنا بألم : بس انا لي شهووور طوويلة الحين ما شوفك ما اسمع صوتك..ناوي تروح وتخليني
تركي : خلاص وقفي بكي الحين.. انا لازم اطلع تأخرت ومثل ما وعدت مارح أنساك كل فترة بكلم عليكم واذا جتني فرصة بزوركم
جنا بألم : أخاف بالأخير تنسانا وتلهى بحياتك
ابتسم وقرص خشمها الصغير : انسى نفسي ولا انساك يا جنا
يوم شاف صمتها وتوقف دموعها ابتسم وباس خدها بسرعه : انا طالع الحين اهتمي بنفسك ..
وراح شال شطنته على كتفه ونزل تاركهـا واقفه مكانها بصمت ..

:::::::::::::::::::::::::::::::::::
ثامر ينتظر برا في الشارع متووتر مو عارف يهدى من قرارات تركي والمرحلة اللي وصل لها ... المووضوع صار جــدي مرة..وفاااق كل تصوراته ...تركي ما يلعب .. تركي ما يشوف قدامه غير انتقامه..والحين ناوي يعيش هناك مو مهتم لأي شي ممكن يصير من تهوره.
سمع صوت باب الشارع ينفتح.. التفت بسرعة .. وشاف تركي يسكر الباب بهدوووء.. عكس عواصف التوتر اللي فيه وشنطته على كتفه ..
التفت تركي ينزل الدرجات لكنه وقف بثبات ..يوم طاحت عينه على ثامر.. وابتسـم : انت هنا؟؟... على بالي رحت ، دخلت المجلس ما حصلتك
ثامر ( لك بال تبتسم يا تركي !!) : انتظرك قلت يمكن تبيني أوصلك
ضحك وهو يرمي مفتاحه بالهوا ويمسكه : لا .. لا تخاف رايح لحالي ما يحتاج
راح لسيارته الخرابه ورمى الشنطة جواها عبر النافذة .. وصد لـ ثامر وهو يفتح الباب : ادع لي انا داخل مرحلة جديدة الليلة
ثامر بقهـر : ادعي لك على ايش على تهبيـبتك ؟؟!!
مرت ثانية صمت وهم يناظرون بعض .. ضحك بعدها تركي وهو يركب : أي تهبيب لا تخاف مو انا اللي أهبب انا ملك السوق بالمستقبل ،
انا تركي بن جاسر ..
ثامر : ياخي والله خاااايف عليك ما تدري شلون انا متوتر الحين ،
خطوتك ذي كبيرة شلون وافقت عليها !!
تركي : اللي يبي النجاح بأهدافه لازم يختار الطريق الصعب..
وانا اخترت الأصعب وماني متراجع..
ثامر : يا تركي يا ولد عمي وش لك انت.. عندك اللي يكفيك وزيادة ليش مصر؟! ، كل يوم اقول بيتراجع لكني كل يوم اشوفك تختار خطوة جديدة وتمشيهـا... والمشكلة إني مو فاهمك ولا فاهم اللي تبي توصله
هدأ تركي ورفع عينه للفيلا اللي ساكن فيها ... لحظات وثواني وهو يتأملها ..نوافذها ..بابها ..لونها وكل شي فيها ... ورجع بعيونه لـ ثامر ..وقال بهدوء قلب وتيرته : قلت لك ثامر جا الوقت اللي نوقف فيه نعيش بـ عز غيرنا.. وأنا اللي برد عز ابوي وعزنا بيدنا ومحد غيري بيسويها ...وبخلي أبو خالد بنفسه يسلمني كل شي..
إذا مو بالطيب ..بالقوووة
ثامر : يا تركي قلت لك من قبل واكيد تذكر ان عزنا وعزكم واحد واحنا اهل مافي بيننا هالكلام ، أرجوك تراجع لأني الحين ماعاد صرت اعرف شلون تفكر .. كنت افهمك بالماضي يا تركي كنت افهم من عيونك كل شي لكن الحين استسلمت لأني ماعاد قادر افهمك..
ضرب تركي يده على الدركسون بهدوء.. وعشان ينهي الموضوع : أريح لك يا ثامر عشان ما أوجع راسك معي .. انا ماشي سلام
حرك السيارة ينهي النقاش وترك ثامر واقف يتأمل غبرته بعد اختفاءه ...ما يدري خوفه في محله .. ولا تركي ما ينخاف عليه لأن ثقته بنفسه تدعمه.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وصل تركي لعند القصر ووقف سيارته ..
وهو يفكر بكلام ولد عمه ثامر .. يمكن يعتبر ثامر ان انتقاله للعيش
مع ابو خالد مارح يفيده لكن بنظر تركي تعني له الكثير ،
تعتبر أول خطوة عشان.. يستولي عليه... ويسترد كل شي..
دخوله لهالقصر ولأهله معناها بيصير منهم وفيهم ..ولــد لهــم ...ويقدر يملك أبو خالد كيف ما يبي وبأي طريقه يبيها..ويصير ولد له مثل ما هو يكرر عليه مؤخرا ...واذا صار منهم وفيهم ، ودخل هالقصر بإرادتهم هم.. فهذا معناه إنهم يعطونه الثقة كاملة .. وإذا عطوه الثقة الكاملة فهو وصل.. ويقدر يتصرف بحرية وكيف ما يبي.. وجا الوقت انه ينفذ المرحلة الثانية من خطته ... إنه يستحوذ علي كل شي ، ويسيطر على كل شي... والأهم من هذا كله واللي هو يبي يوصله ، إنه يحسس أبو خالد بشعور الخيانة ، والطعن بالظهر .. ما همته الفلوس قد ما همه إنه يخلي ذاك الإنسان
وأهله يذوقون مرارة ذاك الشعور .. حتى لو حده الوضع
إنه يستخدم أخس الاساليب
الأيام تمشي ، كل يوم يمر، فهم يعيشونه بسعادة بينما ابوه طايح على ذاك الكرسي يتحسر على شبابه والـ 15 سنة اللي عاشها بمرض ..والانسان اللي اسمه أبو خالد ولا هامه .. ولا حتى فكر يسأل عنه !!
هو عارف الحين وبهالمرحلة وش يبي.. وليش وافق يجي هنا... سكنه هنا بيسهل عليه الكثير من الأشياء.. بينسى اسمه وكل اللي وراه ودونه... وبيعيش باسم وليـد وبس... الانسان الفقير الطموح اللي يحلم بمركز عالي.. ونجاح في الحياة ... بيبني مستقبله هنا ، ويرفع اسمه واسم أبوه من جديد من هالمكان ... وبيصعد على أكتافهم
مارح يترك اللي سواه للحين من غير لا يستغله .. المرحلة الثانية لازم تبدا قريب.. لازم يبدا المرحلة التمثيلية الثانية ..
ابتسم تركي وهو ينزل من السيارة ويتأمل القصر الشامخ بأنوااره المتلألأة... الوقت ملكي الحين .. وأيامكم بهالقصر صارت محسووووبة !!

- وليــد..!
قطع حبل افكاره.. وتفكيره العميق .. صوت الرجال اللي صاير
يكن له كره اسود من اعماق قلبه... هو وكل انسان له علاقة فيه..
هو وكل عايلتــه وكل شي يخصه
التفت تركي بجموود واضح على وجهه : ............
طلع أبو خالد من البوابة : توني طالع اسأل عنك..شفيك تأخرت ؟؟
تركي بذات الجمووود وهو يتأمله من فوق لتحت.. ومن غير ما يتزحزح
عن وقفته اللي وقفها من ساعة : ما تأخرت عمي
على بال ما رحت آخذ أغراضي من بيت عمي..
قرب ابو خالد بهدوء .. وتغيرت نظرته للاستغراب يوم شاف وجه وليد اللي ما ينتفسر ونظراته الجامدة : عسى ما شر يا وليد؟؟
تنهد واستدار للسيارة وهي يشتم نفسه ، سيطر على مشاعرك لا تفضحك ..
قال وهو يدخل يده من الشباك ويسحب الشنطة : ما شر يا عمي...
بس منحرج منك
أبو خالد بابتسامة : لا تنحرج يا ولدي... تعال انت ألحين بحسبة ولدي ولو أني أدري انك ما رح ترضى ولا كان طلبت منك تناديني "يبه"
تركي ( تخسي )
أبو خالد : تعال ادخل... الحارس بيدلك على الملحق اللي بتسكن فيه..
هو بعيد عن الفيلا عشان تاخذ راحتك بالطلعة والدخلة...
دخل تركي ، والشنطة معلقة على كتفه العريض... نادى ابو خالد على الحارس وقاله يدله على الملحق المجهز مخصوص له...
مشى تركي مع الحارس ، وأشار له على المكان... ابتسم تركي له وهو يهز راسه كإشارة شكر ، ومشى ناحية الملحق اللي قد مرة دخله وأخذ فيه شاور يوم يبهذل نفسه ذاك الصبح..
وقف قدام الباب الأنيق من غير ما يفتحه ، يطالع نقطة معينة فيه وهو يبتسم بسرحان... على بالهم فقير ما قد شفت العز بيووم لكن أنا اللي بأنسيكم هالأيام..
فتح الباب وقابله هوا بااارد .. من المكيف اللي كان شغال...
سكر الباب من ورا ظهره ببطء وعيونه تتنقل بالغرفة...
نزل الشنطة بيده اليمين... ونقلها ليده اليسار وهو يتقدم..
ورماها بخفة على الأرض.
يذكر إن الغرفة كانت خالية ما فيها شي يذكر ، لكن الحين مأثثه بشكل أنيق ، ومنظفه... سرير بمفرش شكله جديد ووثير ، ودولاب للملابس ما كان موجود ... و... تلفزيون !!... ابتسم على جنب..كل شي متوفر..
فتح باب الحمام ..وزادت ابتسامته الجانبية .. حتى الحمام مجهز بشكل كااامل.. ما ينقصه شي
مارح ينتظر ، بياخذ دش وينااااام ..
فك أزرار قميصه ورماه من وراااه وهو يدخل الحمااام..

:::::::::::::::::::::::::::::::::
الصبح .. الساعة 7 ونص..
فتحت سحر عيونها وهي تتثاااوب وتلم دبدوبها لصدرها... ابتسمت بنعومة وهي مغمضة على حلم حلمته.... بينها ..وبين محمد ..
الله ما أحلاه من حلم ... ما دريت ان حبي لك يا محمد بيعيشني مثل هالأحلام الخيالية... تنهدت وهي تفتح عيونها ..
والحلم مو راضي يروح من بالها.
توردت خدودها ودست عمرها بالوسادة من الخجل..
معقول ممكن هالشي يصير بيني وبين محمد بيوم !!
يوووووه والله إني قليلة ادب !!
ضحكت غصب ..ورفعت وجهها عن الوسادة ، وخصل شعرها طايره بعشوائية وحوسة.. بقمة البراءة
نزلت من السرير بقميصها الأبيض الحريري القصير.. ما يتعدى نص ساقها... وراحت للحمام غسلت وجهها والحلم راكز في بالها .. ناظرت عمرها بالمرايه وهي تضحك... بابتسامتها الصافية... لو تدري يا محمد .. عن الحلم ..
وش ممكن تسوي.
نظفت أسنانها ويوم انتهت طلعت للغرفة ..وتوها بتغير ملابسها بس سمعت "بوري" سيارة غريب.. فـز قلبها لأن هالبوري بوري سيارته الـ بي ام ... معقول أحلامها جابته لين عندها ولا كل هذا خيال.
سمعت صوت ضحكته "العذبة".. لااا مووووو معقووووول لين الحين تحلم !
"أقول ما سنعكم إلا أنا ، انت اذلف على شغلك يا رزين زمانك.... وينه عمي ؟؟ انا ماجيت عشان سواد عيونك جيت عشان عمي "
صوته جاي من برا... واصل لغرفتها مثل نسمة هوا ترد الروح.
من غير شعور لقت نفسها تركض بقميصها للبلكون.
.وتطييير مثل العصفوور لبرا ..
وقفت وهي تلهث وتناظر ... لا يمكن الحلم يرسمه لها... شافتـه..
اليوم جاي بطلته وحضوره لقصرهم ... ليه؟؟؟ عشانها ؟؟؟... معقول التغيير الأخير عليه ناحيتها وصل لهالحد !!
شافته واقف تحت بالساحة جنب سيارته اللي مدخلها جوا... يكلم خالد وهو لابس نظارة عاكسة ، وابتسامته اللي غير هالخلق كلهم تنور وجهه بطريقة ذباحة.
كانت تناظره ووجهها يحمر ويتورد من غير شعور ..
من صورته وذكرى الحلم اللي جاها..
بربشه لقت نفسها تحط يدينها على خدودها بصرخة خفيفة ..خجولة..
وجع خلاااص شيليه من بالك !!
الشي الوحيد اللي ما قدرت تسويه انها تتحرك من مكانها ،
رغم إن محمد واضح عليه مو حاس بوجودها ..
محمد : ترا قلقتني ياخوي ماحب تراني الثرثرة على الصبح...
طس لشغلك ولا ناد لي عمي الله لا يهينك
خالد : انت على مين طالع ، كل شي عندك حار بحار ...
اعوذ بالله موظفينك شلون متحملينك
محمد : بتذلف عني ولا شلون ترا قلقت راسي وربي
خالد : هههههههههههههههههه اعوذ بالله انا ماشي ان مارحت الحين تأخرت
محمد : فارق خلصني
خالد وهو رايح : ههههههه انا ماشي سلام ..
ابتسمت سحر وهي تشوف محمد متعنز على سقف السيارة بكوعه..
وجسمه مايل على السيارة ينتظر وهو يعلك...
كانت هذي وضعيته من الأول حتى وهو يكلم خالد بملل...
تنهدت ليته يتم واقف كذا طول اليوم على الأقل ما تشتاق له..
بلحظة عفوية... رفع محمد عينه لفوق من غير ما يرفع راسه... وشاف اللي ما توقع يشوفه على هالصبح الرايق... شافها واقفه بسرحان تناظره وشعرها الغير مرتب حول وجهها .. كانت جذابة آسرة .. بفوضويتها وطلتها .. فديت هالوجه ..هذا اللي هو يحتاجه بأوقات التعب.
مرت ثواني وهي تناظره ولا داريه لأن النظارة كانت تغطي عيونه
ابتسم بشكل مفاجئ اللي خلاها تنصدم ... وانصدمت أكثر يوم رفع نظارته فوق..
قرت "صباح الخير" بعيونه
تراجعت بلمح البصر وصدرها يطلع وينزل..
وحست إن اللي صار هو جزء من الحلم اللي حلمته ... لأن محمد مستحيل تطلع منه هالحركااات ولا عمره عبر وجودها أو حس إنها موجودة حتى..
حست بالفشيلة مسكت خدودها اللي صارت مثل الجمر.. وسألت نفسها متى درى عن وقفتها وساكت؟!!
صرت واضحة له أكثر من قبل بمليوون مرة ، أنا وش سوووووويت!!
ما تنكر .. إن ابتسامته .. زادتها تفاؤل وإن محمد.. صدق بدا يتغير..
ضحكت بخجل وخدودها تزيد اشتعال... دخلت الغرفة.. وخلت باب البلكون مفتوح لعلها تسمع صوته إذا طلع ابوها ...
اللي ما وعى عليه محمد .. ولا حتى سحر ... هو وجود طرف ثالث...
شاهد عالموقف!
وجود وليد قريب منهم ... أو تركي اللي كان واقف بعييد يتأمل المنظر أوالمشهد المسرحي اللي صار قدامه... كان يراقب ابتسامة محمد بدقة.. ونظرات عيونه اللي مرتفعه لفوق... رفع راسه بدوره .. وارتفعت حوااجبه دهشة يوم شافها تبادله النظرات بالمثل.
مرت ثواني ولحظاااات صمت... وهو يراقب متى ينتهي هالمشهد الدرامي الرومنسي.
وأخيرا ما قدر إلا إنه يبتسم بسخرية بااااااااااااااالغة ... أتاري شعورك وأحاسيسك يا تركي واللي اعتبرتها تفاهه ..في محلها !
هالاثنين الأخوان بينهم شي... والسالفة صارت قصة حب مالها أول ولا تاااالي.
راح بعيد وهو يضحك .. ودخل غرفته وكتوفه تهتز من المصخرة اللي شافها.. لطالما حس إن بينهم شي ..عالأقل من ناحية سحر .. لأن محمد ما كان باين عليه شي ... لكن هالساذجة ياما حسسته بشي وكانت دايما غير عادية لما ياخذها من بيت عمها خصوصا بوجود هاللي صار الحين عدو من أعدائه..
ضحك بعمق وهو يدور بالغرفة .. له 6 شهور الحين من دخل حياتهم وتوه يستوعب هالشي... لقى نفسه وهو يضحك ينقلب حاله ويرمي اللي يطيح بيده فالارض... على غباءه.. وعدم فطنته المبكرة.

سمعت سحر من الغرفة صوت أبوها وهو يطلع ويسلم على محمد .. رنت في اذنها ضحكته مرة ثانية آآآآآآه ياضحكته..
فهمت ان محمد جاي اليوم من بدري وقبل حتى وقت الدوام.. عشان ياخذ ابوها ويطلعون للمشروع... يوم اختفى حس سيارته... راحت للبلكون بخطى محبطة بسبب الفراغ اللي حسته من رحيله.
شعور يعور لما تكون عايش لحظات غير بقرب أحد... وبرحيله ترحل معه اللحظات ويحل مكانها فرااااغ غريب.
تنهدت وابتسمت تتغلب على هالشعور... كل يوم عن يوم يثبت لي إنه عكس ما كنت متصورة.. رفعت عيونها للسما بنشوة.. ما كانت متوقعه.. انها اليوم بتصبح على ضحكته.
::
جت الساعة ثمان .. ورجعت لحالتها الطبيعية...
لبست ملابس الرياضة حقتها لأنها ناويه اليوم تمارس رياضة الصبح، الجو يساعد... وقبل لا تنزل دقت على المطبخ وقالت للخدامة تجهز لها الفطور بعد نص ساعة.
نزلت التلفون وركبت سماعات الآي بود بإذنها..
وعلقت فوطة صغيرة على رقبتها ونزلت تحت وهي تدندن ...
ماكان فيه أحد .. فطلعت على طول برا..
كانت رابطه شعرها فووق ذيل الحصان ، وملابسها عبارة عن تي شيرت نايك سماوي ، وبرمودا من نفس اللون بس على جنب خطين أبيض بنفس العلامة... وكوتش أبيض بشراب أبيض.. بدت تهرول ناسيه الدنيا والعالم..وتطلع الطاقات المكبوتة داخلها.
ولأن مساحة القصر كبيرة استغرقت وقت مو قصير حتى تاخذ لفة كاملة حوله... وصلت لمنطقة المسبح وهدت سرعتها عشان تاخذ نفس... مسحت وجهها ورقبتها بالفوطة ، وكملت هرولتها.
يوم وصلت منطقة الملاحق نال منها التعب وهدت سرعتها وهي تلهث... وصارت تمشي مشي وهي منزله راسها تقلب بالآي بود..
طفته ونزلت السماعات من إذنها وخلتهم معلقين على رقبتها ... وتوها بتروح للساحة عشان تدخل ..بس استوقفها صوت غنى غريب...
بصوت.. مثل النسيم !!
وقفت مستغربة تنصت... بس الصوت اختفى ..حست انها تتوهم.
لفت انتباهها باب وحدة من الملاحق الثلاثة مفتوح مو مسكر، كان مردود والنور مشتعل... استغربت مين اللي خلاه مفتوح...
ومين اللي بيدخله في هالوقت أصلاً.
راحت بهدوء وهي متوقعه احد الخدم داخل ينظف ،
وجا في بالها إن أمها موصيتهم..
حطت يدها عالباب ودفته بكل خفة.. ودخلت... وليتها ما دخلت !!!
وقفت مكانهاا بصدمة يوم شافت ملابس رجولية مرميه عالارض بإهمال... وصوت الدش جاي من الحمام اللي ما كان مسكر.
رجع صوت الغنى يختلط بصوت الدش.. طااااح قلبها بمكانه ..
صوت رجال!!
ركبها بدت تتصاقع ، مين الغريب اللي فيه؟!... قامت ترجع خطوات على ورا ببطء شديييد وعينها تراقب الحمام اللي ما تقدر تشوف اللي داخله .. مدري وش جاها رجعت عيونها تناظر الغرفة ..
وش الساااااااااالفة ومين هذا؟؟؟
حسته جاااي لأن لمحت كتفه العاري يبين من الباب وهو واقف مدري وش يسوي... شالت عمرها واستدااارت صاروووخ لبرااا...
بنفس اللحظة اللي كان فيها تركي طالع من الحمام والفوطة تلف خصره.. تجمد يوم لمح الجسم اللي ركض برا... عقد حواجبه ..ونزل عينه للأرض يشوف الشي اللي كان طايح..
منشفة صغيرة!!
راح لها وشالها من الأرض... وطل من الباب شافها تركض...
ضحك بسخرية

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخلت سحر جوا وهي تلهث شوي وتمووت...
يا مصيبتي يا مصيبتي مين هذا؟؟... ووش بيقول عني
رايحه له بالغرفة ياااااااااااا مصيبتي ..
طلعت الخدامة وراحت لها بسرعة تستفسر : تعالي تعالي ...
ليه في مان برا في ملحق؟؟
الخدامة : وت؟؟
سحر : ذير از أَ مان إن ذا روم أوت سايد
ابتسمت الخدامة يوم فهمت : he is waleed
انصدمــت : وليد؟؟؟... شدخله؟؟
الخدامة : your father told me yasterday to prepare the room for him
سحر : ابوي قالك جهزوا الغرفة له ؟؟.. ما تعرفين ليه؟؟
الخدامة : آي دونت نو ..
رجعت سحر للصالة وهي مرعوبة.. يا ربي عسى ما فهمني غلط والله موب قصدي كنت أحسبهم خدم..
حال الغرفة يقول ان الأخ ساكن فيها ، والخدامة تقول من أمس....
وأنا ؟؟ ليش ما عندي خبر؟؟؟
جتها الصيحة ما تعرف ليه... الموقف لا تحسد عليه عسى ما شافها بس .. يارب سترك ..
كتمت غصتها بالقوة ،، على إن وليد كان محترم معها من أول ما جا لين الحين رغم رفعة الخشم اللي فيه ، وما تعرض لها بشي بالعكس كان خير خادم لها... إلا إنها لين الحين ملتزمة الحذر معه .. وشعور خوف غريب يطغى عليها كل ما طاحت عينها بـ عيونه القوية.
قوته تقهرها ما تدري ليش ، ترتبك دايما قدامه ..وترتبك كل ما جت تفتح فمها بكلمة له.
:::::::::::::::::::::::::::::::::
رمى تركي الفوطة اللي لقاها فوق الطاولة بلا اهتمااام...
وراح عشان يلبس بلوزته...
وكل اللي يفكر فيه المشهد اللي شافه اليوم الصبح ... بسخرية لاذعه ابتسم... ما كنت أدري إن الأستاذ محمد الشديد واللي الكل يحسب ألف حسب قبل لا يغلط بحضوره.. يعيش مثل هالمشاعر والعواطف!!
رمى المشط عالطاولة وهو يضحك بسخرية .. صدق مهزلة..
عقب ما انتهى وخلص... طلع من الغرفة وهو شايل المنشفة الصغيرة معه.. قطع الحديقة اللي تودي ناحية الساحة ويوم وصل.. وقف..
ضحك بمكر... ليه ما يحرجها؟؟؟
شافته سحر من الشباك واقف في الساحة بصمت وشئ أبيض مألوف بيده.. شهقققققت بخوووف وهي تتحسس رقبتها بيدينها.. تتفقد منشفتها..
يمه منشفتي شلون وصلت ليده... يا فضييييييييييحتي!!
هو ما جا لعند الباب إلا إنه عارف انها تخصها ..يعني شاافهااا..
بغى يغمى عليها
طلعت دموعها والله موووب قصدي عسا ما فهم غلط...
شلون بفهمه ألحين ياربي ساعدني..
شافته يقرب من باب المدخل... ويدقه بيده ..طااااح قلبها للقااااع ..
بلحظة عزيمة قررت تروح له وتصحح سوء الظن والفهم ، هذا اذا كان أساء الظن... بخطوات بطيئة راحت ورا الباب وفتحته شوي
وهي تقول من وراه : نعم؟؟
ابتسم تركي لأن الارتباك كان واضح على صوتها .. قال بجرأة وهو يمد يده : خذي يا آنستي طيحتي هذي وراك ..
بلعت غصتها ودموعها بعيونها شلون يتجرأ يقول كذا عيني عينك
قالت : مشكوور... بس....
كان بيروح بس وقف يوم سمعها تقول "بس"... وقال بهدوء ورقة ملعوبة : آمريني؟؟
سحر من ورا الباب بربكة : و... وليد..
كان مستمتع بنبرة التوتر والربكة والخوف بصوتها : سمي ؟
سحر بندم : أنا ... آ...آسفة والله... ما كان عندي خبر .. بوجودك
عضت على شفاتها يوم انتهت وانتظرته يعلق بكلمة..
سكت تركي شوي وهو يضحك من جواته على خوفها .. قال بهدوء مناقض : أفا عليك لا تشيلين هم... إنتي بنت عمي ابو خالد
وادري انك مو قاصده.. معذورة يا "سحر"..
انشل لسانهااا... لكن ما منع ان فيه زي الجبل وانزاح عن قلبها..
تركي : عن اذنك
سمعت خطواته تروح ..سكرت الباب وتنهدت... مو مصدقه اللي سمعته .. غيره كان بيفهم غلط ويمكن يتطاول عليها على أساس
انها هي اللي رمت نفسها عليه..
تأففت من أبووها ..
هذي ثاني مرة تطيح في موقف محرج معه.. وهي ولا داريه باللي يصير حولها مثل الطرشا .. أولها يوم يصير سايق لها من غير علمها ، وثانيها سكنه عندهم وهي ولا داريه عن شي... بس تعالووا!!... هو ليش ساكن عندنا؟؟؟؟
طلع تركي ناحية البوابة وهو يضحك من داخله بقوة... كان ومازال فنان باختيار الكلمات اللبقة ، وحس ان كلماته الشهمة قبل شوي بتسوي اثر قوي مارح يروح مفعولها بسهولة..
وقف برا البووابة وهو يتنهد... رفع عينه للسما
وهو يهممس بضحكة ساخرة :
"...سحـــر... ومحمـــد.....
اللي بينكـــم ...صدمنـــي"
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في بيت أبو محمد ......بالليــل..
دخل بندر ومسك الباب وهو يقول للي وراه : ادخل يا دكتووور..
دخل خالد وهو يضحك على ولد عمه اللي أصر يطلع معه عقب
انتهاء دوامه بالمستشفى : وش تبي فيني خلني اطلع للبيت ارتاح..
تراني مو عاطل مثل بعض خلق الله
بندر وهو عارف انه يقصده : خل خلق الله في حالهم..
خالد وهو يوقف في نص الحوش : الحين وش تبي بالضبط؟؟ ليش جايبني هنا؟
بندر : انا طفشان قلت اجيبك تتعشى معي .. من زمان ما عزمتك
خالد : والله انك فاااااااااااضي
بندر : تعال اقول وين تبينا نجلس.. بالمجلس ولا برا ..
خالد بملل : لا ياخوي اذا دخلت المجلس معدني طالع.. خلنا برا عشان اقدر انحاش إذا لهيت عني
بندر : مدام نواياك كذا ...شوف مين اللي بيشيل عينه عنك
خالد : هههههههههه بنيدر تراني والله دااااااايخ مافيني حيل عليك
قرب بندر منه .. وعطاه ذاك البكس على كتفه.. ولأن خالد كان تعبااان ودايخ ترنح بوقفته ..
خالد : عسى ماشر لا تخليني اسدحك بأرضك
بندر بضحكة .. اكتشف ان خالد تعبان صدق وما يكذب مثل ما تهيأ له عشان يهرب : ههههههههههه والله إنك برئ
طالعه خالد مو فاهم .. وبندر راح للباب الداخلي : اجلس وين ما تبي .. وانا بروح داخل وبرجع لك.. يبي لك شاهي يصحيك قبل العشا
التفت خالد حوله .. وابتسم... له فترة ما جا لبيت عمه .. كم سنة الحين؟؟
شاف طاولة العايلة البسيطة بوسط الحديقة الصغيرة، وراح يجلس عليها..ينتظر بندر .. اللي دق عليه اليوم وهو بالدوام ولزم عليه يتعشى معه .. وكان بيسفهه ويرجع البيت هربان ..لولا انه وهو طالع من بوابة المستشفى لقى بندر واقف عند سيارته ينتظره .. ضحك ذيك اللحظة لأن بندر كان فاهم نواياه ..
دخل بندر الصالة ولقى أمه مع شادن ..
بندر : ترا خالد جا معي بيتعشى .. نبي شاهي
أمه : الحين نقول للخدامة تصلح .. ( التفتت لشادن ).. شادن دقي عالمطبخ
رفعت شادن السماعة وكلمت المطبخ وقالت للخدامة .. إلا بنزلة مشاعل اللي كانت تقفز الدرجات بكل حيوية ..وشكلها لا تعلييق !!
مفرقه شعرها القصييير لأجزاء كثيرة .. ورابطتهم بربطااات ملوونة بالموت ماسكتهم من قصرهم.. كانت مستانسة بشعرها لأنها أول مرة تسويها ..وضبطتها
شادن انفجرت : ههههههههههههههههههه عسى ما شر
مشاعل دارت حول نفسها : وش رااايك؟؟
شادن : لا تعليق...
أمها : وراك قطعتي شعرك .. وش مسويه؟؟
مشاعل : هههههههههههههههه يمه هذا لوك دايما يسوونه البنات
أمها : ايه عاد كنك وحدة من هالأفارقة
مشاعل : يمممممممممه !!
شادن : هههههههههههههههههه لو سووتها بيان يمكن.. بس انتي؟؟
مشاعل : وينه بندر بس هو اللي بيطيب خاطري.. وينه توني سامعه صوته؟؟؟
شادن : بندر عنده ضييف طلع له
دخل بندر عليهم مرة ثانية .. ومشى للدرج مباشرة من غيير لا يلتفت يمين ولا شمال.. كان واضح انه مستعجل عشان يرجع لضيفه
انقهرت مشاعل لأنه ما التفت ولا عطاها تعليق على اللوك : بندوره وين رايح؟؟
قال وهو فووق : بروح أغير ملابسي ونااااازل
قامت ام محمد عشان تشوف العشا بما إن خالد موجود ... والتفتت مشاعل لأختها اللي مندمجه بالفلم : افففف طفشانه.. كل ما تذكرت ان خالد مو جاي معنا المخيم أنقهر ..
ابتسمت شادن ابتسامة خفيفة وهي تناظر : ما تقدرين تجبرينـه!!
نط عرق في راس مشاعل ..وكلمة أختها لمس وتر عندها.. وقالت بسخرية : مو مشاعل اللي يصعب عليها شي يا عمري!!
شادن بنفس الابتسامة وعيونها ما زاحت عن الشاشة : وش بتسوين يعني؟؟... بتروحين تترجينه يجي؟؟... اذا بتسوينها روحي شوفيه جالس برا ..
كانت شادن تتمصخر .. لكن قالت اللي قالته أو ما قالته نطت مشاعل من مكااانها متفاجئة من اللي سمعته
مشاعل : خالد عندنا؟؟؟؟؟؟
واخيرا ناظرت شادن في اختها بسخرية على سبيل المزح : ايه عندنا... هاا وش قررتي ياللي ما يصعب عليك شي.. بتروحين تقولين له روح معنا لأخليك تروح غصب..
ضحكت مشاعل بشطاااانة.. وقالت بثقة : ايه طبعاً..
رفعت شادن حواجبها : الكلام سهل يا ماما
مشاعل : صح .. ومشاعل دايم قول وفعل
طنشت شادن اختها ورجعت للتلفزيون : انتي وحدة منتهيه .. طسي عني بتابع الفلم
شافت مشاعل الخدامة طالعه من المطبخ وصينية الشاهي بيدها... ورفضت إلى انها تكسب فرصة شوفته .. لو من بعيد ..فراحت بسرعة للخدامة..
مشاعل : عطيني عطيني أنا بوديه..
شادن باستغراب : هيه على وين بتودينه اشوفك صدقتي عمرك اشوف..
مشاعل : هههههههه انتي اصبري لا يروح فكرك بعيد..
ولأن بندر ما بعد نزل.. شالت الصينية وطلعت برا.. تبي تكسب فرصة لمحته حتى لو بسرعة.. وقفت بعيد ..وشافته جالس على طاولة الحديقة... معطيها جانب وجهه وشكله لاهي في جواله..
تنهدت من قلبهااا... يا حي هالوجه... حتى وهو معقد حواجبه يطير عقلها.
انحنت عشان تحط الصينية على الأرض بهدووء.. عشان تنسحب بهدوء مثل ما جت.. وتفكر بهدوء شلون تخليه يغير قراره.. ويجي معهم ..
لكن ثقل الصينية ما عطاها فرصة .. فكانت جهة أثقل من جهة أفقدها التواازن.. مالت الصينية غصب عنها اللي خلا البيالات الزجاجية تتمايل وتصدم في بعض.. ارتبكـتت وهي تحاول تتلاحق على عمرها..
سمع الصووت..
والتفت لجهتها وعقدة حواجبه هي نفسها.. فزت وفز قلبها معها .. وركضت وقبعة بلوفرها يغطي راسها..والبلاوي اللي مسويتها بشعرها.
قااام واقف يوم شاف الصينية عالأرض.. وهو مستغرب وين بندر؟؟... وليش هي اللي طلعت؟؟
تعووذ من الشيطان يا خالد .. لا تخلي ابليس يلعب بعقلك كل مرة وتظلمها مثل ما ظلمتها بسالفة المستشفى..
قطع الحديقة الصغيرة ..وراح بهدوء للصينية الموضوعة على أرض الحوش الباردة... وشالها.. وقبل لا يمشي.. لمح كتفها متخبي ورا الجدااار..
هز راسه على حركاتها..وقال بهدووء : اعقلي يا مشاعل
ارتااااعت من توجيهه الكلام لها ...كانت بوقوفها هنا تبي تستعيد هدوءها عقب لمحته لها .. بس انصدمت انه شافها هنا بعد !!
قالت وهي تخفي كتفها عنها.. بكل هدوء : أنا عاقله.. قالولك مجنونة
خالد وهو معطيها ظهره ووجهه للحديقة : لا أبد العقل يقطر منك ما شاء الله
عرفت انه يتمصخر..فقالت بقصد عشان تستفزه : ايه توك تدري
غمض عيونه وهو يزفر... وعرف قصدها الطفولي منه : مرة ثانية خلي بندر اللي يطلع الشاهي
مشاعل بكل وثوق : اصلا بندر هو اللي قالي طلعي الشاهي..
وحطيه عالأرض لين أجي..
مارد عليها.. ومشى خطوة..لولا إنها استوقفته وقالت.. بكل ثباااات : غــرورك هذا ما ينفع معي يا ولد عمي
تجمدت خطوته .. وعيونه تسمرت قدامه مو مصدق اللي سمعه...مرت ثانية.. وثانيتيـن... وبهدوووء وثقة استدار للزاوية ..
.وقال رغم انه ما يشوفها : وش قلتي؟؟؟
مشاعل قررت ترميها بوجهه : أقول غرورك ما يفيدك ..
لا تشوف نفسك علي.. مين انت عشاان ترفض تطلع معنا ؟!!
رفع حاجب .. وقال : مين انتي اللي تفرضين علي أفعالي؟؟..
واذا كنتي تشوفينها غرور سميها اللي تبين
مشاعل : أجل تعاليك على أهلك وش تسميه؟؟؟
انصدم خااالد.. وش قاعده تهبب وتخربط ..
قال يوم استعاد هدوءه : ثمني كلامك يا مشاعل قبل لا ترمينه
وكمل يوم شاف سكوتها : انتي طالعه الحين عشان تسمعيني هالكلام؟؟
سكتت ..
وكمل مرة ثانية : ادخلي داخل واتركي حركات البزران عنك...
واذا جايه تسأليني عن روحتي معكم فارتاحي لأني ماني رايح..
فاهمها وفاهم هي وش تبي... طوووول عمرك ذكي يا خالد وفطين !!
مشاعل ببروود : الظاهر ما لقيت من يجبـرك يا خالد..
كانت كلمة كفيلة تحسسه بنبرة تهديد و تحدي ..بصوتها الجرئ...
وقف وهو متنرفز.. بأي حق تجبره ..أو حتى تنطق بهالكلمة..
وقال ببرود عشان ينهي الوقفة اللي طالت عن حدها.. واللي هو عطاها بعد أكبر من حجمها : اللي تقدرين عليه ...سويــه ..
أخيرا ..خذت هالكلمة منه.. اللي اشعلت حماسها عشان تكسب تحديها..
ضحكت غصب وهي تدخل داخل ...
كانت عملية استفزازه ممتعة لها لأقصى الحدود ..
مشى خالد للطاولة وهو رافع حاجب من اللي سمعه ..
نسى نرفزته ..وضحك بسخرية على تهديدها..أو تحديها..
بزر وعطيتها فوق حجمها !!.. ما بعد جابتها أمها اللي تمشي خالد
على هواها !
دخلت مشاعل الصالة وهي تضحك من داااخلهاااا... يا حبي لك وانت متنرفزز.. مستصغرني يا خالد؟؟..ومستصغر قدراتي؟؟.. بعدك ما عرفتني يا دكتور.. وبعدك ما عرفت مشاعل وما عرفت وش ممكن تسوي؟؟... أنت عنيد وأنا أعند وشوف مين اللي بيخليك على هواك ..
طلعت لغرفتها وقابلها بندر نازل... كلمها بس سفهته وكملت لغرفتها وهي تبتسم...
صحيح هي ملت من تجاهل خالد لها... لكنها اكتشفــت اليوم إن أفضل طريقة للفت أنظاره لها ... هي استفزازه .. !!
ولسا هــذي البداية... !!... إن ما بهذلت لك حياتك يا خالد ، ماكون مشاعل.. إن ما خليتك تهذي باسمي من غير ما تحس بعمرك .. ماكون بنت جابها أبوها !
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
انتهى البارت

Continue Reading

You'll Also Like

177K 9.7K 41
هنَاك للِيل داَمس من شدة الضلاَم ونجمة مضيء فيِ وسطةَ. لكَن ستظهر عليهم شمس مُحرقة اشد من ضوء نجمة .. تحطم وتشعُل نهار محرق وتخفيِ سواد المُنير بضو...
783K 29.1K 47
القصه متوقفه لورا الامتحانات تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الث...
179K 8.7K 44
رواية حقيقية... بقلمي: ريحان محمد
1M 60.3K 62
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.