آسـموديوس ✔

By writerzayna

65.3K 8.3K 2.5K

-شَارلوت راقِصة باليه قدّمت لِوظيفة فيّ قَصر هُوفام لِتكتشِف لاحِقاً أنْ احفاد هوفام هُم أُمراء الخطايّا السَ... More

1-'بِداية النهاية'
2-'هزّة الشيطان'
3-'الخطايا السبع وآخِر أربعة أشياء'
4-'ماريا'
5-'رقصة بين أذرُع الملاك'
6-'قِلادة مجهولة'
7-'العشاء الأخير'
9-'مسرحية، تحت المطر'
10-'الملاك الثامن'
11-'ألسنة لهب'
12-'ملاك مُذنِب'
13-'قواعد السماء'
14-'حُب مكتوب:جايمس'
15-'ثلاث والانثى'
16-'فتى قُبعة القش'
17-'صديق البيانو والنجمة'
18-'رمز الشيطان'
19-'الملاك الأسود:هاك'
20-'الدِماء المُقدسة'
21-'اميرة وقِلادة'
22-'احرُف كتبها الماضي'
23-'قُبلة مُحَرمة:هادوين'
24-'الامطار تعزِف لِعواطفنا'
25-'حين تُمطِر مُجدداً'
26-'سجينة الظلام'
27-'شياطين القصر'
28-'ارض التفاح وآسموديوس'
29-'حُزن شرِه:انطونيو'
30-'خُدعة أم كِذبة؟:ريس!'
31-'جمعة الـ13'
32-'حَيثُ توجد الوثائِق!'
33-'طالِب المغفِرة'
34-'جنون العظمة:الفونس واوليفر'
35-'دقات مُنتصف الليل'
36-'حتّى تُمطِر مُجدداً'
37-'الخاتمة:امطَرت مُجدداً'
اجابات على اسألة تخص الرواية
-مقتل وماضي مارتن

8-'روح بين النجوم:لوثر'

1.9K 265 82
By writerzayna

«روح بين النجوم؛لوثر»

في أحد أيام الماضي البعيد، حين كان لوثر الرسام هو أول من إرتكب ذنبًا من بين جميع الملائكة بعد السقوط.

لوّحت الشمس للمدينة بِالوداع عِندما كاد الظلام يغلبها وبادلها لوثر الوداع مِن نافِذة القطار،كانت عيناه القاسية تحفظ تدرجات السماء لِتزداد عيناه إحمرارًا وإرهاقًا.

تمنى إن عاد للسماء في هذا التوقيت حيثُ ينال فُرصتِه لِـرؤية الوان السماء مِنَ الأعلى، تمنى حتّى إن كان يتذكّر هذا المشهد فـمُنذُ السقوط لا يتذكر أحدهم حياته السابقة بالأعلى كـنوع مِن العقاب.

شرط عودتهم هو جُزء مِنهُ بِـصفته ملاكًا بريئًا حتّى الآن، فكر هكذا فـإبتسم حانيًا للسماء وكأنهُ يتوعدها بِـلقاءٍ قريب.

هل يملك عائلة في السماء؟

عاد لِيُفكر عن حياتهُ بِها وكيف تبدو حياة مِثالية لكن صوتًا ما إنتشلهُ مِن بحر أفكاره فـأفاق ناظرًا لِمصدره وقد كان شابًا أبرص -ذو شعرٍ أبيض وبشرة ناصعة البياض مع شعر وجه أبيض- حاملًا حقيبة في يده اليسرى ولوحة في يده اليمنى ضامًا إياها إلى صدره.

"مرحبًا"
بادلهُ لوثر التحية لِيجلس الشبح الأبيض في الأريكة أمامهُ ثم يُشير لِـحقيبة لوثر ويسأل:
"رسام؟ "

ابتسم لوثر بِخفة واومأ ليقدم الشاب يدهُ نحو لوثر معرفًا عن نفسِه:
"أدعى هاريسون في الواحد والعشرين مِن عُمري، رسام أيضًا! "

صافحهُ لوثر وعرف عن نفسه بِالمقابل:
"أدعى لوثر أربع وعشرين عامًا، تشرفتُ!"

"مُتجِه لويلز؟ لأجل مُسابقة الرسم؟ "

"أجل، يبدو أننا نملك ذات الوجهة والهدف"

صاح هاريسون مُتحمسًا:
"الكأس الذهبية!" تلك هي جائزة الفائز مع مبلغ مالي ضخم.

قهقه لوثر ودُفِع نحو الحماس أيضًا ليقول:
"ماذا رسمت؟ "

"الموناليزا، وأنت؟ "

"ليلة مُرصعة بِالنجوم"

"إختيار مُمتاز، يجعلكَ هذا تبدو كـشخص عاطفي، أتمنى الفوز لك ياصاح! "كان هاريسون مُتحمِسًا بِصدق لِـفوز لوثر وكان هذا مِن شأنِه جعل أعماق لوثر أكثر دِفئًا لِتلك المشاعر الصادقة التي لم يراها بِالملائكة.

لوثر يؤمن أن بعض البشر قد يكونوا أكثر براءة مِن الملائكة وبعض الملائكة يمكنهُم أن يُمسوا أسوأ مِن الشياطين وقد كان هاريسون في هذا الوقت هو البشري البريء كـالملاك مع مظهره الأبيض كـنقاء الأجنحة الملائكية.

فتح هاريسون حقيبته وأخرج شطائر وناولها للوثر مرغمًا إياه على تناولها قائلًا أن الطريق طويل لويلز إلا أنها ساعتين فقط بين لندن وويلز.

لوثر أعجب بالشطائر كما أعجب بِصديقه الجديد وتبين لهُ لاحقًا أن صديقهُ في الأصل ايرلندي فقير لكنهُ هاجر لِإنجلترا بعد أن بلغ السن القانوني بحثًا عن عمل وبالصدفة رأى أعلانًا للمسابقة وقرر الإنضمام لعلهُ يجمع ما يكفي من المال لوالديه العاجزين وشقيقه الصغير ليستكمل دراسته.

تأثر لوثر بِـحياة هاريسون، التي كانت ابتسامته مليئة بِالمعاناة لِشاب مرِح عكس قصته الحزينة.

وكأن الرسم كُتِب لِمَن رأى ظلام الحياة فـتمكن مِن مُشاركته عبر فُرشاتِه، كـفان جوخ رسام لوثر المُفضل.

تحدث هاريسون:
"أنا أحترم فان جوخ، بل هو المفضل لي، أحب عاطفته المنفجرة وشخصيته اللطيفة والمهذبة وإدمانه للرسم رغم ظروفه المالية، لكنّي اُرغِمتُ على رسم الموناليزا نظرًا لرغبتي في تقديم أفضل ما يُمكنني فعلهُ والأفضل هو بِتقليد الأفضل، وسأُراهن مِن الآن بِـجميع أموالي أنهُ يوجد عشرات الأشخاص الآخرين أختاروا الموناليزا ليرسموها في المسابقة! "

قهقه لوثر ساخرًا:
"ستخسر جميع أموالك، الناس تحترم العاطفة أكثر!"

سخر هاريسون مثلهُ:
"لن أخسر اموالي، سيدي، لا يُمكن لأحدهم أن يخسر ما لا يملكهُ!"

لم يرغب لوثر بالضحك احترامًا لِصديقهُ، فقد بدت تلك كـكوميديا سوداء.

توقف القطار مُعلنًا الوصول لِـويلز التي وقعت بين ايرلندا ولندن، وقد كانت وجهة كلا الرسامين نحو كارديف العاصمة، فـإستقلوا سيارة موديل فورد ذات الأربع عجلات عملاقة وبلا سقف التي أخذتهم لِأحد النزل البسيطة.

أفرغ كلا الرسامين أدواتهما بِحلول المساء وأعد هاريسون وجبة العشاء مُتفاخرًا بِـمهاراته في الطبخ.

بعد العشاء فتح لوثر النافذة المطلة على الصحراء خلف النزل والسماء بِـوسع المحيط، في حين كانت الغرفة مُظلِمة إلا من ضوء شمعة معطرة وحيد.

تأمل لوثر في السماء مُجددًا وفي كل نجمة حفظ موقعها وأعطاها اسمًا مختلفًا كما أعطى نجوم لوحته الأخيرة -لوحة مرصعة بالنجوم-

هاريسون قدم لفافة تبغ نحو صديقه ليشير لوثر لهُ بأنهُ لا يريد.

"ألا تُدخِن؟ "هاريسون سأل.

أجابه لوثر متأملًا بِالسماء:
"لا"

استسلم هاريسون وأشعل لفافته لينتشر الدخان في أرجاء الغرفة ممتزجًا مع رائحة الشمعة المعطرة.

ترك عود الكبريت المُنطفِئ قُرب الشمعة فوق الطاولة وراح يتأمل في السماء قرب صديقهُ قائلًا:
"تبدو كـفان جوخ يدرس النجوم قبل أن يرسمُها"

إرتسمت إبتسامة خافتة فوق ثغر لوثر ولم يُجِبّ.

نقل هاريسون عيناهُ نحو لوثر وتأمل بهِ وبِـعيناهُ التي تعكس ملاين النجوم المُتلألأة ثم أبعد عيناه مُتنهدًا وتحدث:
"ماذا ستفعل بعد المُسابقة؟ "

فكر لوثر لِثواني:
"لا أعلم، سأعود للديار وأرسُم طوال اليوم فـحسب"
-مُنتظِرًا أميرة الغفران- فكر لوثر.

أبعد لوثر عيناهُ أخيرًا عن السماء وحدق في أعيُن صديقهُ الشاحبة:
"ماذا عنكَ، هاري؟ "

ابتسم هاريسون ابتسامة عريضة:
"سأشتري هدايا لوالداي وشقيقي، وسأخبرهم أني حصلتُ على صديقي الأول الذي يُناديني بِـهاري! "مازح ضاحكًا فـقهقه لوثر معهُ.

"أانا حقًا صديقكَ الأول؟ "

اومأ هاريسون:
"بِطريقةً ما أنتَ تراني بِشكل مُختلِف، أكثر مَن رأيتهُم تعمدوا عدم لمسي بِسبب مظهري الأبيض فكروا في أني أحمل مرضًا مُعدي أو غيره، والبعض الآخر قال انهمُ سَيُناديني بِالشبح فـهذا يُناسِبُني أكثر مِن هاريسون؛ ولنكن واضحين بعض البريطانيين يكرهون الايرلنديين دون سببٍ واضح! لكنك لم تكرهني ولمستني وتناولتَ ما طبختُ وشاركتني الغُرفة، أليست تلك هي الصداقة؟ "

لوثر تذكر لِوهلة علاقتهُ مع الملائكة وقارنها بِـعلاقته مع هاريسون الذي تعرف عليهِ اليوم فقط لِيدرك فحسب أنهُ:
"لقد حصلتُ على صديقي الأول اليوم أيضًا"
قالها تلقائيًا بعد أن توصل لهذا الإستنتاج.

بدا هاريسون في قمة سعادته وكأنّهُ لم يكُن مثيرًا للشفقة بِـالاعتراف بِهذا فـلوثر أيضًا يتفهمهُ وصفق بيده ثلاث مرات:
"رائع، يا صاح! "

قهقه لوثر وأعاد وجهه نحو السماء:
"أنت لست شبح يا صديقي، أنتَ ملاك"

تأوه هاريسون وضرب بيده على فخدِه جاذبًا قلق لوثر نحوهُ، هاريسون قهقه ورفع عيناه نحو صديقهُ موضحًا:
"لقد تناسيتُ لفافة التبغ تمامًا حتى إنطفأت في يدي! "

انفجر ضاحكًا وبادلهُ لوثر الضحكات، لا يوجد ما يدعى للضحك بِتلك الهستيرية حتى تحمر وجوههم وتنقطع أنفاسهم إلا أن سعادتهم السابقة أرغمتهم على الضحك لِتبادل مشاعرهم الإيجابية معًا.

في صباح اليوم التالي طلب هاريسون من لوثر أن يرسمهُ ورفض في البداية إلا أنهُ إستسلم بِالنهاية بِشرط أن يرسم هاريسون أيضًا وجلس كلاهما أمام بعضهما البعض تفصلهما اللوح يمسكون بِالفُرشاة في يد واليد الأخرى تحمل شطائر الجبن التي أعدها هاريسون للفطور بينما تبادلا الأحاديث المختلفة.

"لقد حرقتُ اللوحة بعد أن رفضت الزواج مني قائلة أني فقير للغاية! "هاريسون إحتج عاليًا ويبدو أنه لم يتخطى ما حدث بعد من نبرته واسترسل:
"لا يهم، لقد تخطيتُ ما حدث بالفعل! "

-أجل، لم يتخطاه- فكر لوثر مُبتسِمًا.

"ماذا عنك؟ هل أحببت فتاة سابقاً؟ أراهن أن الفتيات يحومون حولكَ نظرًا لِـتاريخ عائلتك الكبير! "

غرس لوثر فرشاتِه في صحن الألوان الأكريليك مُجيباً:
"أحببتُ فتاة فرنسية لكنها لم تحبني"

"لِماذا؟ "

"طلبتُ مِنها أن أرسمها عارية، صفعتني ولم أرها بعدها، كانت كاتبة لقصص رعب"

انفجر هاريسون ضاحكًا:
"كان يجب أن أخمن أنكَ سيء مع النساء! أنت تملك تلك الهالة الجاذبة كالمغناطيس تجذب جميع من حولك لكن بعد أن يتعرفوا عليك يتحول حُبهم لِـخوف وريبة"

ابتسم لوثر:
"النساء يرغبن في سماع كلماتٍ معسولة وإن كانت كذبة، وأنا لستُ بِالكاذِب، أنا لن أخبر فتاة أني أدعم خروجها من المنزل لأحصل على قلبها عبر كِذبة حلوة! "

"لا تدعم المساواة أيضًا؟ أنت اسوأ نوع من الرجال للنساء، أراهن أنّك لن تتزوج؛ لكن لا بأس، لن تحتاج للزواج وأنا معك سأشاركك العزوبية بِسبب فقري، وهذا يجعلني مُندهشًا مِنَ حكمة الرب، لقد تذمرتُ كثيرًا لأني فقير ولن تحبني النساء، لكني أملك شخصية لطيفة، أنت العكس تمامًا، تملك ثروة لكن شخصيتك لا تعجب النساء، رائع! "

مر الاسبوع سريعًا وجاء اليوم المنتظر الخاص بِالمُسابقة.

وبينما وقف الرسامون في قاعة المتحف التي تحتوي منصة خشبية يقف بها مذيع النتائج النهائية، كان هاريسون يعض أصابعهُ قلقًا بينما لوثر بالكاد حافظ على هدوئِه.

أعلن المُذيع:
"الفائز بِالمركز الأول وبِجدارة، هو رسام الموناليزا المبدع هاريسون مولر !"

تجمد لوثر في موضعه بينما صدى صوت المذيع يتردد في عقله لينفصل عن صديقهُ الذي قفز فرحًا نحو المنصّة.

استل هاريسون الكأس الذهبية وبدأ يقفز بِسعادة فوق المنصة الخشبية بينما الرسامين الآخرين يصفقون لهُ، جميعهم بِـإستثناء لوثر الذي استفاق من الصدمة على دموع هاريسون السعيدة.

بعد العودة للنزل أضطر لوثر للمكوث لوقت أطول مع هاريسون بِسبب تأخر رحلة القطار التالية نظرًا لِمشاكل بِخط السير بسبب حالة الطقس، بينما هاريسون أستمر بالتفاخر بِكأسه ونقوده مفتخرًا بِجهده.

لاحظ هاريسون حزن لوثر بِسهولة وبالرغم من تعرفهم على بعض مؤخرًا إلا أنهُ أضحى يفهمهُ أكثر مِن نفسه حتى ويحبهُ بِصدق.

هاريسون وضع بِصحن الشطيرة فوق الطاولة أمام لوثر المكتئب قائلًا:
"إبتهج لوثر، على الأقل لِأجلي! "

أخذ هاريسون مجلسًا قرب صديقهُ وراح يربت على كتفه مواسيًا:
"لقد فُزت بِالمركز الثاني وهذا بِحد ذاته نجاح باهر! "

لوثر دفع بِيد هاريسون عن كتفه وبِنبرة جافة أردف:
"لا أريد، فلتتركني وحيدًا"

قبض هاريسون حاجبيه:
"لن أتركك في تلك الحالة! أنا فخور بك ويجب أن تفخر بي أيضًا! هذا وقت الابتهاج لا الإكتئاب! "

نقل لوثر عينهُ أخيرًا نحو صديقه لِـيبتسم هاريسون بِداخلهُ على هذا التطور لكن ابتسامته تلاشت فور أن فتح لوثر فمه:
"لستُ فخورًا بكَ؛ اسمعني هاريسون أنت رسام جيد لكن ليس من العدل أن تتخطاني بِـلوحة مبتذلة كـالموناليزا! "

كان لوثر قد كتم حقده وحسده طويلًا لكن حديث هاريسون المستمر عن الأمر جعله ينفجر بِما يشعر بِهِ حقًا لعل هاريسون يخرس لِـدقيقة.

هاريسون شعر بِقلبه ينفطر وأحس بِخيبة الأمل تحيط بِهِ لِأعتقاده أن لوثر كان صديقًا حقيقيًا.

"لوثر، أنت تعلم أني لم أرغب بِالفوز بل أحتجتُ أن أفوز! هذا من شأنه مساعدة عائلتي وليس أنا فقط! "

اشتدت ملامح لوثر إنزعاجًا:
"لقد سئمت من حديثك المتواصل عن فقرك! لازلتُ لا أشفق عليك"

"لا أحتاج شفقتك! أحتاج مباركتك! أريد رؤية ابتسامة فخر منك، لوثر "

"تهانيّ لك"قالها بِجفاءٍ أكبر.

صاح هاريسون"فلتكُن صادقًا، أنت لم تحاول حتّى!! "

"وكيف أكون صادقًا إن كُنت أنت من طلب تلك المباركة؟"

"ماذا إذًا؟ هل أنا من حكمتُ لِنفسي بِالفوز! كنتُ سأسعد لكَ كثيرًا في حالة فوزك، بل لقد صليتُ لتفُز! "

قهقه لوثر حانقًا لأجل عدم إستجابة الرب لصلاوات هاريسون، وكيف تُستجاب إن كان يُعاقب على خطاياه، لكن تلك الحقيقة لم تسعد لوثر كما توقع هاريسون بل زادته حنقًا فـقال:
"سأسلم النقود لعائلتك، وسأحتفظ بِلوحتك لي"

لم يفهم هاريسون ما قالهُ لوثر إلا عندما رآهُ يرفع سلاحهُ الناري مِن أسفل الطاولة الذي خبأهُ هناك طوال الوقت فـوقف هاريسون متراجعًا بضع خطوات بينما الصدمة تنهش في وجهه

تلاهُ لوثر بِالوقوف وصوب السلاح نحو هاريسون:
"أخرج الكأس، هاري"

هاريسون هز رأسه في خيبة أمل:
"لا تناديني هاري!"

أعاد لوثر أوامره بِنبرة أشد صرامة دون النطق بأسم صديقه لكن هاريسون إندفع نحو لوثر مُمسِكًا بِالسلاح في كلتا يداهُ وأبعدهُ عنهُ لتنطلق طلقة بارود وترتد في الأرضيّة دون أي صوت.

حاول لوثر إستعادة سلاحهُ مِن بين أيدي هاريسون لكن هاريسون وبالرغم من صغر حجمه بالمقارنة بِـلوثر كان أقوى مِنهُ وقاوم بِدوره بينما عيناه إمتلئت بِالدموع لـنهاية صداقتهما التي أعتقد أنها صادقة وصاح في لوثر:
"لم يكن لِيحدث شيئًا إن كُنتَ سعدت لي فحسب أو تظاهرت بِهذا حتى! هل من الصعب للجميع مُصادقتي؟! "صرخ مستكملاً"كنتُ لأسعد لك، بل أنا مستعد لإعطائك الجائزة إن لم تصوب سلاحك نحوي محاولًا قتل-"

البارود كـان سببًا في إيقاف كلمات هاريسون وتجمد لوثر الذي أصابهُ الذعر وبدأ يغرق في عرقه وعندما حول هاريسون نظرهُ لِمعدته النازِفة سقط السلاح من أيدي لوثر مع سقوط جسد هاريسون أرضًا.

وقف لوثر يمسح المكان والزمان في عقله محاولًا إسترجاع الأحداث وإدراك كيف وصل بهِ الحال لِهُنا أمام جسد هاريسون البارد وبمجرد أن فهم ما دفعه حقده للقيام بهِ حتى كان جاثيًا على ركبتيه أمام صديقهُ الأبيض الملائكي.

لمس لوثر الدماء بِأناملهُ في محاولة لتكذيب ما يحدث فـابتسم هاريسون بِخفوت لِـما أبداهُ لوثر من حزن بعد فوات الآوان.

هاريسون ود لو امتلك طاقة للحديث ليخبر لوثر أنهُ يغفر لهُ كي لا يُكِمل لوثر حياته متعلقًا بِهذا الذنب لكن طاقتهُ خذلته والأحرف تخلت عنهُ وسقط رأسه على الأرضية الباردة واستسلم للألم لعله يرتاح من عذاب جرحه العميق، جرح قلبه الذي خلفهُ لهُ لوثر..

لوثر أمسك بوجه هاريسون بين يداهُ وحدق في عيناه التي كانت نصف مُنطفِئة وقد تناسى بِالكامل طرده مِن السماء للأبد وتركز اهتمامه في صديقهُ الأول يغادره.

لكن لوثر لم يتعمد قتله، بل هددهُ للحصول على الجائزة فـحسب، إذًا...لِماذا انتهى الأمر بِجثة هاريسون بين يداهُ؟

حرك هاريسون رأسهُ بِصعوبة ليسارِه وراح يتأمل في المشهد فـنظر لوثر نحو نظراته التي كانت السماء المرصعة بالنجوم التي تقع خلف الشرفة الواسعة.

ابتلع لوثر الغصة وضحك بصوتٍ عالٍ كـالمجنون وكلما ضحك كلما زادت ضحكاته علوًا.

يضحك في محاولة تكذيب ما يحدث، يضحك لعل ضحكاته تُمسي صادِقة.

أمست ضحكاته هستيرية وتساقطت دموعه الحزينة أثر إغماض هاريسون لعيناه فـتحولت ضحكاته لـنحيب وشهقات مُعانقًا جسد هاري البارد وربت عليه ليهدأ.

"سأعثر عليك"

★★★★★

Continue Reading

You'll Also Like

26.2K 1.6K 15
مُنذ البِـداية كانَت مُخـتلقة عن أي شخـص آخر ، حتى مُنذ أول مرة حَدثـها بِها كَانت دائما هُناك ، بِداخِـله ، لم يكُن شخصاً يقضِي وقتـه و يتصرف بِلطف...
33.6M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
1.2M 95.9K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
8K 835 13
‎«هلّا أتيتَني محلّقًا؟ ‎أحتاج يومًا جيدًا». | • قصة قصيرة. • تاريخ النشر: ٢٠٢٠/٠٣/١٤ • Art by Piikoarts ♡