آسـموديوس ✔

By writerzayna

66.6K 8.5K 2.5K

-شَارلوت راقِصة باليه قدّمت لِوظيفة فيّ قَصر هُوفام لِتكتشِف لاحِقاً أنْ احفاد هوفام هُم أُمراء الخطايّا السَ... More

1-'بِداية النهاية'
2-'هزّة الشيطان'
3-'الخطايا السبع وآخِر أربعة أشياء'
4-'ماريا'
5-'رقصة بين أذرُع الملاك'
6-'قِلادة مجهولة'
8-'روح بين النجوم:لوثر'
9-'مسرحية، تحت المطر'
10-'الملاك الثامن'
11-'ألسنة لهب'
12-'ملاك مُذنِب'
13-'قواعد السماء'
14-'حُب مكتوب:جايمس'
15-'ثلاث والانثى'
16-'فتى قُبعة القش'
17-'صديق البيانو والنجمة'
18-'رمز الشيطان'
19-'الملاك الأسود:هاك'
20-'الدِماء المُقدسة'
21-'اميرة وقِلادة'
22-'احرُف كتبها الماضي'
23-'قُبلة مُحَرمة:هادوين'
24-'الامطار تعزِف لِعواطفنا'
25-'حين تُمطِر مُجدداً'
26-'سجينة الظلام'
27-'شياطين القصر'
28-'ارض التفاح وآسموديوس'
29-'حُزن شرِه:انطونيو'
30-'خُدعة أم كِذبة؟:ريس!'
31-'جمعة الـ13'
32-'حَيثُ توجد الوثائِق!'
33-'طالِب المغفِرة'
34-'جنون العظمة:الفونس واوليفر'
35-'دقات مُنتصف الليل'
36-'حتّى تُمطِر مُجدداً'
37-'الخاتمة:امطَرت مُجدداً'
اجابات على اسألة تخص الرواية
-مقتل وماضي مارتن

7-'العشاء الأخير'

2.1K 286 92
By writerzayna


«العشاء الأخير»

لا تُعجبني.

تلكَ القِلادة الذهبية لم تُعجبني فـحينما أنظُر للمرآة أشعُر بِالإنزعاج حين رؤيتها حول عُنقي.

هي تُذكرني بِـأن شيئًا مُريبًا يحدُثُ حولي وأتا لا أعلم عنهُ شيئًا وكما يبدو فـلا يجب أن أعرِف كما لمح لي هادوين، إلا أن هذا يُزعجني عِندما يتعلق بِوالدتيّ.

والدتي علّمتني كُل شيء وأحبتني بِصدق؛ لا أريد التفكير في أنها تُخفي أسرارًا كما تُرغمني القِلادة.

عُدتُ بِذاكرتي لِما قبل القِلادة في حادثة السقوط، تجاهلتُ الخوف الذي تغلغل بِداخلي بِمُجرد إستعادة ذكرى الحادث وغرقتُ في التفكير عَن جُملة هادوين.

"الموت يُلاحقكِ مُنذُ سنوات"

هذا حدث، لكِن تلك المرة تحديدًا كانت الأكثر خطورة، الأكثر خطورة وكأن الموت يُهددني بِإقتراب موعد رحيلي.

ماذا إن لم يكُن سيّدي هُناك حينها؟

لا اُريد التفكير في هذا...

غادرتُ مِرآتي ثُم غُرفتي بحثًا عن ماريا، أُريد مُناقشتها عَن ماضي الملائكة، فـإن كان هُناك من يعرف حقيقتهم جميعًا جيدًا سَتكُن ماريا؛ مَن عاشت معهم لأطول وقت.

سِرتُ في الممر نحو السلالم العظيمة لَكِن صوتًا ما أوقف خطواتي قائِلًا:
"آنستي! "

إلتففتُ نحو الصوت المألوف لأرى لوثر، الرسام الأشقر ذو الشعر الطويل كـقامته التي خطى بِها نحوي مع ابتسامته الصفراء.

"مِن المُدهش أن تستيقظي مع غروب الشّمس، الطباخ أخبرنا أن هادوين طلب منّا عدم إزعاجكُما لأنكُما لم تناما طوال اللّيل، صباح الخيّر، شارلوت! "

"صباح الخير"
كانت نبرتي مُجردة مِن المشاعر أكثر مما توقعتُ، لكن حديثهُ جعلني أدرك أن هادوين لازال نائمًا.

"هل تبحثين عَن هادوين؟ "

"في الحقيقة..أبحث عن ماريا"

رفع حاجبيه في دهشة مُزيفة:
"أصبحتِ صديقة لنا إذًا"

كل التعابير التي يظهرها لوثر تبدو مزيفة، ألا يشعر بشيء صادق أبدًا؟

"أعذُرني إذًا"كدت أتحرك لولا تحدثه:
"لقد طلبتُ من ماريا تجهيز مرسمي، هي هُناك الآن"

شككتُ في البداية ولا أعرف لِماذا، لكن لوثر يبدو لي كـأنهُ يكذب دومًا أو يُناقِض نفسهُ،لكنّي لم أرغب في إظهار ريبتي مِنهُ لِذا تتبعتهُ نحو مرسمِه.

كان مرسمه في الطابق الاول للقصر، ذو حائط زجاجي بِالكامل مُطِل على الحديقة الواسعة ذات مختلف الزهور والكثير من زهرة عباد الشّمس ليُذكرني مُجددًا بِـفان جوخ.

يوجد مجموعة جوائز فوق المكتب بإحدى زوايا الغرفة مِن بينهم كأس ذهبيّة وبعض علب الألوان المختلفة والكثير من الأقلام مع لوحتين معلقتين بالجدار الخلفي لكن يخفيهم ستار أبيض.

زارتنا أشعة شمس الغروب في أرجاء الغرفة لكنّها كانت مُحببة؛ مُجرد ضوء خافِت تسلل مِن بين الغيوم.

ألقيتُ التحية على ماريا وبادلتني بِـسعادة كبيرة ثم تقدمت نحوي لتهمس في أذني:
"تملكين قلادة جميلة، استعدي لِطلب لوثر أن يرسمكِ!"
سخرتْ مُمازحة لأقهقه بينما لوثر جلس على كرسيه الخشبي المستدير أمام لوحته وحدق بِنا في فضول.

تركتْ ماريا مساحة بيننا مجددًا ثم قالت:
"سأُنهي عملي وأزوركِ، انتظريني"

أومأتُ بِـإبتسامة لها لِترحل.

استل لوثر كُرسي كـخاصته قربهُ وأشار لي لأجلس وانصعتُ لأوامره عِندما أدركتُ أني لا أملك ما أقوم بِه مع إنشغال ماريا ونوم هادوين.

كانت لوحته بِالألوان الزيتية، تمكّنت من التعرف عليها بِسبب رائحتها النفاذة، لوحة لم يُرسم منها سوى القليل فقط إلا أني تمكنتُ مِن التعرف عليها بِسهولة كبيرة:
"العشاء الأخير لِـدافينشي! تلك لوحة والدتي المُفضلة، لقد رسمتها عشرات المرات وفي كُل مرة تحرز بِها نتيجة أفضل ترمي بِالسابقة في القبو لتعلق الجديدة في غُرفتي"

زفر ضحكة خافتة:
"لهذا السبب لن أكره مُصادقتكِ"

رفع وجهه للحائط أمامه نحو لوحة دافنشي -العشاء الأخير- وعاد يستكمل رسمه مُقلدًا لها في شرود بينما يتحدث:
"مِن الغريب أنكِ بِتلك الثقافة مع حياة بسيطة في ايرلندا"

"والدتي علمتني كُل شيء أعرفه، لقد كانت موهوبة بِشدّة.."

"يُمكنني معرفة أنها كانت سيدة رائعة"

"لقد كانت! "

ارتسمت إبتسامته الصفراء وسأل:
"هل يعرف هادوين؟ عَن والدتكِ؟ "

"لقد أخبرتهُ في الليلة الماضية"

تجمد جسده في وضعية الرسم بينما إبتسامته إختفت ودون أن ينظر لي أودف:
"لقد ضحى بحياته تلك اللّيلة"نظر بعيناه الخضراء نحو عينايّ مُباشرةً مُسترسلاً"ألا يبدو هذا غريبًا؟"

أدركتُ أن لوثر يشعر كما أشعُر أنا نحو هادوين فـفسرتُ لهُ:
"هادوين يملك أسرارًا، هذا واضِح"

قهقه ساخرًا بِخفة بينما أشاح بعيناه نحو اللوحة واستطرد:
"أسرار؟"غرس فرشاته في صحن الألوان واستكمل حديثه:
"هادوين فقد صوابه، أخبرتُكِ بِهذا سابقًا ولم تصدقيني؛ لكن كُوني واثِقة بأن وجودكِ قُربهُ يُزيدهُ جنونًا"

نفذ صبري أثر حديثه السيء عن سيدي فـفرقتُ فاهي لإيقافه لِـيسبقني قائلًا:
"الحياة هي حرب جوع؛ والإنسان لا يشبع! "

"سيّدي هذ-"

"هادوين مثلنا شارلوت، إن كان بريئًا لِما كان سقط من السماء، أما عما تلى السقوط فـقد كان الجنون بِعينه! هادوين مُذنِب وكثرِة ذنوبه جعلتهُ يفقد صوابه لم يعد يفهم الفضيلة والرذيلة، لم يعد يعرف إن كان مذنبًا أم بريئًا؛ أنا مُتأكِد أنكِ لاحظتِ هذا، لكن هادوين يملك عقلًا يعرف أنهُ مُذنِب وقلب مقتنع أنهُ بريء! "

كلماته أرغمتني على تذكر ما كرهتهُ ليلة البارحة كثيرًا وهي نبرة صوت هادوين الصادقة في قوله أنهُ مُذنِب كما قال بِها أنهُ بريء وضربت القشعريرة جسدي إزاء تلك الذكرى.

أفهم ما يحاول لوثر قوله، هادوين لا يعرف نفسه، لا يعلم ذنوبه وبراءته..

نظرتُ للوثر مباشرةً بِملامحي المرتبكة في سؤالي:
"ماذا عنك؟ "

قهقه ساخرًا مِن سؤالي:
"يوجد هذا الشخص في مكان ما في العالم يحاول بِجهل أن يكون ملاكًا طاهِرًا؛ سيُدفع لحافة الجنون ويموت وحيدًا، انسان آخر تقبل ذنوبه وخطاياه عاش طويلًا ومات سعيدًا، أيهما الأفضل؟ البشر سيختاروا من بحث عن الطهارة طوال حياته؛ لكن أخبريني أنتِ...كيف لشخص يعبد الوهم أن يكون أفضل مِن شخص أحب نفسهُ وذنوبها؟ حتى المثالية ليست مثاليّة، فَمَن أنا لأسعى لِلقب الملاك كـعبد الوهم؟ "أشار لِهادوين بِوضوح في حديثه.

خطف نظرةً لي ثم أكمل بِنبرة يأس:
"أليسَ مِنَ الأفضل...أن نُحِب خطايانا؟ "

هذا يتشابه مع حديثي ليلة البارحة، عِندما قُلتُ أن العيش دون حُلم أفضل مِن السعي لِما هو غير حقيقي في عالم لا يرحم وهذا السبب الذي جعلني عاجزة عن الحديث الآن.

لوثر يشبهني في التشاؤم، إلا أن هادوين لم يشبهنا...لقد حاول كثيرًا ألا يُذنِب حتّى أوشك على فقدان صوابِهِ.

هل ملاكي بريء..؟

شعرتُ وكأن لوثر يعلم الكثير لذا سألتهُ:
"كيف تعرِفون أن الموت يلاحقني؟ وهل تعرفوا السبب؟ "

لازال شاردًا في لوحته لكنه أجاب:
"هذا جنون مِن أقاويل هادوين، حتّى إن كان هذا صحيحًا والموت يلاحقكِ إلا أننا لم نأخذ حديثهُ على محمل الجدّ يوم المقابلة، لقد أعتدنا حديثهُ عن الهراء بعد إنضمامه لِلأخوية سيون"

قضبتُ حاجباي:
"الأخوية؟ "

بدا وكأنهُ قال شيئًا لا يجب عليه قولِه فـصمت لدقيقة ثم أجاب:
"أنتِ جاهلة...شارلوت، جهلكِ هو ما سَيحميكِ، لا تتبعي فضولكِ، أحيانًا ضوء المعرفة يُعمي والقليل مِن ظلام الجهل رحيمٌ بِنا"

أتمنى أن أحصُل على إجابات مِن لوثر أكثر مما أرغب في سماع فلسفاتِه.

رفع عيناهُ مِن صحن الألوان نحوي وقال:
"سأرغب بأن أرسمكِ قريبًا"

إبتسمتُ بِخفة في تذكُر حديث ماريا وإمتناناً لِإنهاء حديثنا عن هادوين.

لكن تلك اللحظة لم تستمر عندما خطر في بالي سؤالًا نطقتُ بِهِ دون تفكير:
"هل حسدت شخصاً مِن قبل؟ هل سَيكون هذا ذنبك؟"
لم اسأل بِطريقة صحيحة لكنهُ فهمني وأجاب:
"سبب سقوطي مِن السماء هو الحسد والسبب الذي سيجعلني اُطرد مِنها للأبد هو ما سيدفعني الحسد لِلقيام بهِ، لقد حسدتُ مئات الأشخاص شارلوت؛ لكِن هل كتمتُ حسدي؟ أم جعلتهُ يتحكم بي؟ جواب هذا السؤال هو الحاسم، لنا جميعًا وليس لي فقط..."

تغيرت تعابيرهُ لِـحُزن خافِت وكأنه إستعاد ذِكرى غير محببة وهذا ما أرغمني على كبح فضولي لليوم، لكني شِبه واثقة أنهُ مهما كان الشيء الذي دفعهُ حسد لوثر للقيام بهِ فـهو نادِم رُبما هذا سبب استسلامهِ في العودة للسماء..

★★★★★★

Continue Reading

You'll Also Like

462K 37.9K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
18.1K 1.4K 15
فقدت رفيقها والألفا خاصتها في إحدى الهجمات الغادرة ضد قطيعها، لتحصل على آخر مختلف كل الاختلاف عن رفيقها الذي أحبت. أما هو، فَقَد رفيقته التي كانت أجم...
91.7K 12.7K 16
"عزيزي لوك، أنا أشعرُ بالألم." - [#1 Highest Rank.] جميع الحقوق مَحفوظة للكاتِبة، {xEmmaa_x}
11.7K 1.2K 7
الجزء الثاني من قصة المجرم آخر من يعلم ! وفي أحضان اللوڤر. A3 , C2