سفاح العشق

البارت السابع والعشرون

البارت السابع والعشرون

في صباح يوم جديد استيقظت روجيدا من نومها ، دخلت المرحاض ثم بدلت ملابسها إلى فستان أبيض  ووضعت حجاب أزرق فاتح اللون أظهر بياض بشرتها وعكس لونه على عينيها الزرقاء لتصبح خاطفة للأنفاس

خرجت من الحمام وأخذت حقيبتها وهاتفها ثم أيقظت سالي وبعد ان تأكدت انها استيقظت خرجت من المنزل وهي تنتظر حنين تحت منزلها.

بعد دقائق أتت حنين والإبتسامة لا تفارقها، ابتسمت روجيدا وهي تقول :

- ايوه طبعاً ليكي حق الإبتسامة دي اكيد لازقة من امبارح في وشك القمر ده صح

ضحكت حنين بفرحة بينما نظرت إلى يدها وهي ترى خاتم خطوبتها في اليد اليمني وتقول:

- كل ما ابص على ايدي واشوف الدبلة ببتسم معرفش لي.

تحدثت روجيدا بضحك قائلة  طيب راعي حال السنجوله اللي جمبك طيب

ضحكت حنين وهي تمشي على عجل :

-طيب يلا عشان متأخريين يا سنجوله
___________________________________

يجلس ادم في المكتب وهو ينظر إلى الاوراق بإهتمام شديد وتجلس على المقعد أمامه لوجينه  تتابع بعض الاوراق تمهيداً حتى تعمل في الشركة مع آدم ، قاطع عملهم صوت طرقات الباب دخلت السكرتيرة نهال بعد ان اذن لها ادم بالدخول وهي تمسك كوب القهوه بيدها، تركته على المكتب وهي تنظر إلى أدم نظرات معجبة وكم كان وسيماً بتلك اللحية التي زادته رجولة

ابتسمت لوجينه بتهكم وهي ترى نظرات نهال المعجبة ، خرجت نهال من المكتب بينما نظرت لوجينه إلى آدم لتغمزه وهي تقول :

- اي ياعم ده مش تقول ان بنات الشركه كلها معجبه بيك

ضحك ادم بخفة بينما تابعت لوجينه قائلة :

- انا فهمت الورق ده خلاص اآآ..

قاطع كلامها صوت طرقات الباب اذن ادم بالدخول ليجدها تدخل على المكتب بطلتها الخاطفة للأنفاس ، نظرت روجيدا إلى لوجينه بإستغراب وبدأت الغيرة تنهش بقلبها وهي تتذكر كلمات أحد الاشخاص عندما قال البارحة إنها خطيبته
تجاهلت نبضات قلبها الجنونية التي مجرد ما رأته شعرت وكأن هناك طبول تقرع في قلبها

ابتلعت ريقها ثم تحدثت وهي تترك الورقة على المكتب :
- أستاذ ادم اما كنت مسافر انا بعت استقالتي ل استاذ عصام بس هو رفض عشان حضرتك مش موجود دلوقتي انت موجود اتفضل الاستقالة.

عندما رأتها لوجينه عرفتها على الفور وقد شعرت ان وجودها الان غير مناسب بينهم لتقول بهدوء :

- طيب انا هروح لنهال عشان تعرفني على مكتبي عن اذنكو.

خرجت لوجينه من المكتب بينما نظر ادم إلى روجيدا وكأنه يحفر معالم وجهها بعينيه ، ثم تحدث بثقته المعهودة :

- مش هينفع تستقيلي عشان في عقد عليكي لمدة سنة ، وياريت بلاش تدخلي العلاقات الشخصية في الشغل

تذكرت روجيدا ان عليها عقد لمدة سنة لعنت غبائها وتسرعها ثم نظرت له روجيدا بغضب قائلة :

- مفيش علاقات شخصية عشان افصل بيها عن شغلي ، ومينفعش يكون مدير محترم يهدد سكرتيرتة بالعقد اللي معاه لانو بأيدو انو يمشيها ودلوقتي.

نظرت له روجيدا نظرات اخيرة ثم خرجت من المكتب قبل ان تبكي امامه ف هي لن تستطيع ان تتحمل اكتر من ذلك.

دخلت مكتبها وأغلقت الستاره حتى لا يراها من خلف الزجاج الشفاف ولكنها لم تعلم انه يراها من الكاميرات ، جلست روجيدا على المكتب وظلت تبكي بشدة ، شعر ادم بحرقة في قلبه عندما رأها تبكي

رآها تحمل هاتفها وتضغط على احد الأرقام تهاتف أحداً ما.

بينما هي أمسكت الهاتف وضغطت على اسم فارس وانتظرت حتى اتها الرد :

- ياروجي عامله اي

تحدثت روجيدا بصوت مبحوح اثر البكاء قائلة :

- مخنوقة اوي، انا تعبت يافارس تعبت من كل حاجة انا بحكيلك كل يوم على اللي بيحصل معايا بس انا حتى الكلام مش قادره اتكلم.

رد عليها فارس بقلق :

- طيب اهدي بس وانا هجيلك بكره ومتفكريش في حاجة خالص

ردت روجيدا بفرحة ظهرت على ملامح وجهها ونبرة صوتها :

- بجد يافارس هتيجي بكره

كاد ان يرد عليها ولكن قاطع كلامها دخول آدم إلى المكتب بإندفاع  ، أخذ ادم الهاتف منها وقام برميه على الارضية حتى تهشم ،

نظرت إليه بغضب تريد توبيخه لكنها تجمدت مكانها وهي ترى وجهه الذي إحمر للغاية وبرزت عروق نحره بشدة ليتحدث بعصبية وصوت جهوري قائلاً :

- مش قادرة تبعدي عن حبيب القلب مش كنتي لسه معاه بتجيبو الدبل .

ردت عليه روجيدا بعصبية وإنهيار وهي تنظر إلى هاتفها الذي تهشم :

- انت مالك بحياتي ملكش دعوة بيا اقابل مين اخطب مين احب مين اكره مين حياتي متخصكش زي ما انا بعيدة عن حياتك ومبدخلش فيها خليك انت كمان بعيد ملكش دعوة بيا انا وخطيبي.

تسارعت انفاسه من شدة الغضب ليقول :
- مستحيل اسيبك للحيوان ده ، انتي ليا وبس ياروجيدا.

ردت عليه روجيدا بعصبية اكثر وقد شعرت ان انفاسها سوف تنقطع :

- متقولش عليه حيوان ، على الأقل بيعاملني بحنان ومش بيزعق ولا بيعمل حاجات بدايقني.

اشتعلت نار الغيرة بصدره اكثر واكثر  وشعر بأنه إن قام بالرد عليها فسوف تكرهه اكثر ، خرج ادم من المكتب وأغلق الباب بعصبية حتى انتفضت روجيدا علي اثرها بفزع ، رأى ادم جميع الموظفين يقفون امام المكتب وعلى وجههم علامات التعجب .

ليتحدث بعصبية وصوت جهوري دب الرعب في اوصالهم :
- سايبين شغلكو وواقفين تعملو اي كل واحد على مكتبه

خرجت روجيدا من المكتب وهي تراه يدخل المصعد وخلفه لوجينه تلاحق خطواته السريعة .
شعرت انها ستنفجر من الغيرة التي تنهش قلبها بدون رحمه ولكن ما باليد حيلة  .

" حدثني عن الغيره؟"
- موت علي قيد الحياه..
____________________________________

ركب ادم السيارة مكان القيادة وبجانبه لوجينه وهي تحاول ان تهدئه قليلاً وتقول :

- علي فكرة انا حاسة ان في مشاعر جواها ليك بس مش عارفة لي بتعمل كده

نظر لها أدم وهو يدعي الله في سره ان يكون كلامها صحيح وحتى ان كان بقلبها ذرة حب تجاهه سيقبل بها

___________________________________

ذهبت حنين إلى روجيدا سريعاً وهي تحتضنها وتقول بقلق واضح :
- روجيدا انتي شفايفك زرقا انتي تعبانه؟

نظرت لها روجيدا بتوهان ثم دخلت المكتب أخذت حقبيتها وجمعت قطع الهاتف وهي تنظر إليه بحسرة لتأخذ الشريحه وكرت الذاكرة وترميه مجدداً بغضب ثم خرجت من المكتب وحنين تلحق بها ، توقفت عن السير وهي تنظر إلى حنين برجاء قائلة :

- حنين ابوس ايدك متجيش ورايا خليني لوحدي شويه ومتقلقييش انا كويسه

نظرت لها حنين بقلة حيلة وهي تدعو ربها ان يصلح حالها. خرجت روجيدا من الشركة ثم اوقفت سيارة اجرة ، عندما رأها ادم ركبت سيارة الاجره انطلق خلفها حتي يطمئن انها بخير.

توقفت السيارة  امام المشفى . في بداية الامر استغرب ادم لماذا اتت إلى هنا ، تحدثت  لوجينه عندما رأت نظرات الحيرة على وجهه لتقول :

- انت مش قولت انها دكتورة اكيد جت تجيب حاجاتها من هنا متقلقش .

اومأ لها ادم وهو يقول لنفسه "هتفضل قلقان عليها كده لحد متكون ليك يا ادم"
__________________________________

دخلت روجيدا إلى العيادة لترى رجل في العقد الخامس من عمره يرتدي رداء الأطباء ذو اللون الابيض ويجلس امام مكتبه ينظر إلى بعض الأوراق امامه، طرقت على الباب طرقات خفيفة لينظر لها الطبيب وسرعان ما ابتسم وهو يقول بترحيب :

- اهلاً يا دكتورة روجيدا اتفضلي خشي.

جلست روجيدا على المقعد ونبضات قلبها تتسارع من القلق والتعب لينتبه لها الطبيب وسرعان ما هب من مكانه ليعطيها كأس الماء 

اخذته روجيدا وهي تومئ له بشكر ف ليس لها القدرة على الحديث ، انتهت من شرب الماء لتعيد الكأس على الطاولة  ، نظر لها الطبيب بإنزعاج ليقول بعصبية :

مينفعش اللي بتعملي ده ، ده اسمو انتحار ، انتي دكتوره عارفة ان التعب والجهد والزعل هيأثروا عليكي اوي وهتتعبي اكتر وفي نفس الوقت مش حابة تعملي العملية عشان ايه قوليلي؟ انتي عارفة ان الفحوصات اللي عملتيها من اسبوع كانت اسوء من سنة ،، يعني بإسبوع واحد بس حالة قلبك تعبت عن سنة كاملة
ليه بتعملي في نفسك كده ، مفكرتيش في أهلك او في اللي بتحبيهم هيعملوا ايه لو اتأذيتي؟ طيب مفكرتيش في حياتك هتبقى ازاي لو مخدتيش بالك من نفسك

اومأت له روجيدا بصمت وهي تقول بتعب :

- عارفة ان كل ده غلط وعارفة ان مش لازم اتعب او اجهد نفسي بس كان نفسي اوي اعيش حياة طبيعية زي كل الناس اعمل اللي بحبو واعيش حياتي زي منا عايزة مش زي ما انفرض عليا عشان عندي مرض فقلبي
بتمنى ان اعيش يوم واحد زي كل الناس من غير ماحس بتعب بس امنيتي صعب تتحقق
انا خايفة اوي يادكتور خايفة لما أوافق اعمل العملية بس متنجحش خايفة اعمل العملية واموت وانا لسا عندي كلام اوي عايزة قولو وحجات كتيرة معملتهاش ولا عشتها
عايزة يكون عندي حياة طبيعية زي كل الناس للدرجة دي الموضوع متعب؟

نظر لها الطبيب بحزن ليربت على كتفها ويقول :

متقلقيش يبنتي انشاء الله مش هيحصل حاجة وحشة وهتبقي زي اول واحسن بس لازم تحددي موعد قريب للعملية عشان كل ما العملية اتعملت قريب هيكون نجاحها كبير

أومأ له روجيدا بهدوء لطالما اعتبرت الطبيب ك والدها دائماً ما ينصحها ويخاف عليها وحقاً هي ممتنة لذالك من كل قلبها 

تحدثت بإبتسامة وهي تنهض :

- انا هروح البيت دلوقتي هرتاح شويه واخد الدواء وهشوف موعد مناسب للعملية، تعبتك معايا يادكتور خلي بس الفحوصات هنا عشان محدش يشوفها في البيت وهي معايا.

نظر لها الطبيب بتأنيب ليقول : معرفتيش حد من العيلة ليه ،، لأمتى هتبقي كاتمة الموضوع ده
من حقهم يعرفوا وانا بقولك اني مش هعمل العملية الا لو شوفت اهلك بعيني فاهمة
انا دلوقتي هسيب الورق دا عندي بس متفكريش ان هسكت كتير لو متكلمتيش انتي انا اللي هتكلم

اومأت له ثم خرجت من العيادة وهي تدعو ربها ان يشفيها ويخفف عنها ألمها.

________________________________________

في الشركه دخلت حنين مكتب عصام وهي تراه يمسك الهاتف يحاول الأتصال بأحد.

نظرت اليه بعبوس لتقول :

- بتحاول تكلم استاذ ادم ومش بيرد صح؟

نظر لها عصام بتنهيدة وهو يقول :

- مش عارف اي الخناقة اللي اتخانقوها دي هما عيال صغيرين حتى الشركة بيتخانقو فيها

ردت عليه حنين بقلق وهي تتذكر شكل روجيدا المتعب:
- دلوقتي روجيدا كانت نازلة شكلها تعبان بس اترجتني منزلش وراها وانا قلقانة عليها وتليفونها بتصل مغلق دخلت مكتبها لقيتو متفتفت

ضحك عصام بمشاكسة وهو يحاول ان يخفف قلقها قليلاً :

- لقيتي التليفون متفتفت ازاي يعني

أبتسمت حنين وهي تريح ضهرها علي المقعد قائلة :
- يووه بقى ده انت رايق.

نهض عصام من مقعده وذهب إليها وجلس على المقعد أمامها قائلاً :

- ومبقاش رايق لي حبيبتي وقدامي اهي والحياة جميله .

نظرت له حنين بتوتر وهي تنهض من مقعدها :-

- يالهوي انا افتكرت ورايا شغل كتير اوي .

ضحك عصام بشدة وهو يقول :

- ايوه عارفه انا الشغل ده اللي بيطلع بعد كلمه حبيبتي علي طول.

أبتسمت حنين بخجل ثم نهضت من على المقعد وخرجت من المكتب واغلقت الباب خلفها بسعادة وما لبث حتى تذكرت روجيدا وهي متعبة لتتنهد  بقلق وهي تقول :

- رينا يستر

_____________________________________

في صباح اليوم التالي نهضت روجيدا من فراشها ببطئ ف هي لم تنام  من شده التعب، اخذت ملابسها دخلت المرحاض وبعد دقائق خرجت ، كادت ان تدخل تأخذ حقيبتها من الغرفة ولكن استمعت إلى صوت والدتها تُناديها ، التفتت اليها وهي تقول بتعب حاولت ان تخفيه :

- نعم يا يحبيبتي

نظرت لها ناهد بحنيه اموميه لتقول :

- انتي كويسه ياحبييتي ، وشك مرهق

قبلت روجيدا كف والدتها وهي تحاول ان رسم الأبتسامه علي وجهها قائلة :

- الشغل امبارح كان تقيل اوي يا ماما ادعيلي .

أحتضنتها ناهد بحنيه وهي تدعو لها من قلبها، أخذت روجيدا حقيبتها ثم حدثت والدتها :

- ماما صحي سالي بقي مش قادره اصحيها

أومأت لها ناهد بينما خرجت روجيدا من الشقه ونزلت دموعها تسيل على وجهها وهي تشعر بألم شديد في قلبها .

عندما نزلت رأت حنين تقف وخلفها سيارة اجره أبتسمت روجيدا بحب وهي تذهب . عندما رأتها حنين تحدثت بقلق

- حرام عليكي مش عارفة اكلمك تليفونك بايظ ومش عاوزه اطلعلك عشان محدش من عندك يقلق.

نظرت لها روجيدا بأبتسامه هادئه:

- معلش حقك عليا ، اه وعشان التليفون انا كان عندي واحد قديم ركبت فيه الشريحه هبقى اكلمك منو .

أبتسمت حنين بأرتياح وهي تشاور علي السيارة:
- تعالي اركبي يلا موقفالك الراجل بقالي 5 دقايق بس.
ضحكت روجيدا عليها ثم دخلت السياره وبجانبها حنين وذهبوا الي الشركه.
_____________________________________

يجلس ادم على المقعد وامامه الاب توب وينظر اليه بأهتمام وهو يتابع اعماله ، قاطع تركيزه عندما رأي روجيدا وهي تدخل مكتبها . تنهد ادم بأنهاك وهو يتمنى بداخله ان تكون زوجته وحبيبته . نظرت اليه روجيدا من خلف زجاج المكتب ورأته ينظر إليها ، توترت قليلاً ثم ذهبت تغلق الشرفه حتى لا يراها ولكنها لا تعلم انه يراها من الكاميرات ف هي أصبحت له أدمان.

جلست على مكتبها وهي تأخذ هاتفها من حقيبتها ، قلبت في هاتفها بأصباعها ثم ضغطت على زر الأتصال ليأتيها الرد بعد قليل :

- ياروجي عامله اي ياحبيبتي

أبتسمت روجيدا بتعب وهي تقول:

- كويسه الحمدلله ، انت جي النهارده صح؟

اومأ لها فارس وكأنها تراه ليقول :

- خلاص انا وصلت مصر في المطار هروح البيت احط الشنط واجيلك علي طول.

عندما أستمعت روجيدا إلى حديثه هبت واقفة وهي تقول بفرحة :

- بجد ! بجد انت وصلت ، طيب انا هاجي اخدك من المطار سلام سلام

خرجت من مكتبها بلهفة وذهبت الي مكتب ادم ، أستمع أدم إلى حديثها ف علم انه حبيبها أتى من السفر وهي تريد ان تذهب لتستقبله في المطار ، اهتاجت نار الغيرة بصدره تنش قلبه بلا رحمة وهو يرى لهفتها عندما كانت تتكلم معه . دخلت روجيدا المكتب وعلى وجهها علامات التعب ولكن تجاهالها ادم عندما استمع إلى حديثها :

- لو سمحت ممكن اخد اذن النهارده من الشغل.

نظر لها أدم نظرات قاتلة وكأنه يسأل القدر لماذا وقع بعشق واحدة تكرهه. رد عليها ببرود قائلاً :

- لا

أتسعت عين روجيدا وهي تقول بعصبية اتعبت قلبها أكثر :

- هو اي اللي لا انا من حقي اخد اذن

رد عليها أدم وهو ينهض من مقعده :

- من حقك لما انا اوافق ، وانا رفضت واتفضلي على مكتبك.

أحست روجيدا بقلبها يؤلمها بشدة لتترنح قليلاً وهي تقول بصوت واطي متألم :

- آآه

أمسكها أدم سريعاً من خصرها وهو ينظر اليها بقلق واضح :

- مالك في اي .

نظرت له روجيدا بينما نفضت يده من عليها وذهبت إلى مكتبها بتعب. نظر لها ادم من خلال الكاميرات رأها تجلس وتشرب كوب ماء . تنهد بقلق وهو يقول لنفسه:

- لو تقوليلي مالك بس ..

______________________________________

دلف من باب الشركة شاب في العقد الثالث من عمره طويل القامة مفتول العضلات ذو بشرة سمراء خفيفة وعيون زيتونية مع شعر أسود فحمي ولحية زادته هيبة ورجولة  يرتدي قميص من اللون الاسود وبنطلون جينز وحذاء رياضي أبيض اللون

سأله احدى الموظفين بلهجة عملية قائلاً:

- اقدر اساعد حضرتك في حاجه؟

نظر له فارس متسائلاً :

- مكتب روجيدا فين ؟

تحدث الموظف بترحيب وهو يشاور له علي المكتب:
- اه حضرتك عاوز استاذه روجيدا ، اتفضل مع الأستاذة اللي داخله الاسانسير دي طالعه مكتب استاذ ادم الاتنين مكتبهم جمب بعض .

ذهب فارس إلى المصعد يحاول ان يلحقه قبل ان يغلق ، عندما رأته الفتاة انه سيدخل المصعد ضغطت على زر الفتح مرة أخرى ، دخل فارس المصعد وهو يبتسم قائلاً :

- متشكرين ، انتي طالعه عند مكتب روجيدا؟

ردت عليه لوجينه بأبتسامة هادئة :

- لا انا طالعه مكتب استاذ ادم بس الاتنين مكتبهم جمب بعض يعني .

اومأ لها فارس بينما ضغطت لوجينه على الزر حتى اغلق المصعد وصعد بهم إلى الأعلى .

________________________________________

طرق فارس على باب مكتب روجيدا ودخل قبل ان تأذن له روجيدا بالدخول ، نظرت روجيدا إلى الباب ورأت فارس يقف بأبتسامه وهو يقول:

- وحشتيني

صاحت روجيدا بفرح وهي تنهض من مكتبها وتذهب اليه تحضنه بقوه ، رأى ذلك المنظر أدم من خلال الكاميرات  فقد أصبح شغله الشاغل هو مراقبتها فقط..

عندما رأت لوجينه حاتله تلك حاولت ان تهدئه ولكن لا فائدة . نهض ادم من على المكتب بعصبية وغيرة  ودخل مكتب روجيدا ونزع يد فارس من عليها وهجم عليه وظل يلكم وجهه بقوة . صاحت روجيدا بفزع وهي تحاول ان توقف ما بينهم من شجار ولكن كانت حالة  ادم مثل الثور الهائج لا احد يقدر عليه . أحست روجيدا بأن الصوره امامها بدأت تتشوش تدريجياً وتتنفس بصعوبة شديدة حتى وقعت لتبدأ بالسعال بقوة ، وضعت يدها على فهما تحاول إيقاف السعال لكنها سرعان ما اغمضت عينيها فاقدة للوعي لتسقط يدها المليئة بالدماء بجانبها

______________________________________

تجلس حنين في مكتبها وهي تتابع اعمالها ولكن عندما استمعت إلى صوت الشجار العالي في الشركة هبت فزعة من مكانها وخرجت من المكتب رأت عصام ذهبت إليه وهي تقول بقلق :

- عصام في اي.

أمسك عصام يدها وهو يحاول ان يستمع من اي يأتي الصوت:

-  الصوت جاي من مكتب روجيدا تعالي نشوف في ايه

ركض عصام وحنين إلى مكتب روجيدا ولكن تسمرت حنين في مكانها عندما رأت ادم يحمل صديقتها علي يديه وهي فاقدة الوعي وخط من الدماء يسيل على جانب شفتيها ورأت فارس أيضاً في حالة لا يحسد عليها ف كانت الدماء تخرج من انفه . ذهبت اليه هي وعصام وتحدثت بقلق :

- فارس روجيدا مالها

تحدث عصام بدهشه وهو يقول:

- فارس مين انتي تعرفيه ؟ واي اللي حصل ل روجيدا.

تحدث فارس بسرعة وهو يقول :

- مش وقته بس روجيدا تعبت تعالو نروح وراه نشوفو هيوديها انهي مستشفي.

ركض كلاهما حتى يلحقون بادم وروجيدا ، وبقي الموظفين ينظرون لبعضهم بأستغراب.

________________________________________

ادخل ادم روجيدا السيارة في الخلف وركب هو مكان القيادة وانطلق بسرعة وتوتر خوفاً عليها  وهو ينظر لها من المرآة كل دقيقة وأخرى بينما كان يلاحقه فارس وعصام وحنين بالسيارة وظلت حنين تبكي بخوف على صديقتها وعصام يهدئها.

بعد دقائق توقف ادم وترجل من السيارة بسرعة ثم اتجه إلى الباب الخلفي فتحه سريعاً وهو يأخذ روجيدا من الخلف ويحملها على يديه . نظر لها ادم بقلق ودقات قلبه تكاد تتوقف عن النبض من شدة الخوف . دخل ادم المستشفي وكان يركض خلفه فارس وحنين وعصام .

صاح ادم بصوت جهوري دب الرعب في قلوب الجميع وهو يقول:

- حد يجيلي بسرعة .

اتت اليه طبيبة وهي تدفع سرير الإسعاف وتقول له بعملية :
- حطها هنا بسرعه يا استاذ.

تركها ادم على السرير ليمسك يديها لكن الطبيبة لم تعطيه الفرصة لتبعده عنها سريعاً وتدخل الممرضة بروجيدا غرفة الإسعاف لتلحق بها الطبيبة بعد ان اغلقت الباب خلفها

نظر ادم إلى فارس ببرود عكس ما بداخله من خوف على روجيدا :

- يلا يابني انت من هنا شغلك خلص.

نظر له فارس بعصبية وصوت مرتفع :

- انت مين اصلا عشان تدخل بيني وبينها .

رد عليه ادم بثقة وهو يضع كلتا يديه في جيبه قائلاً :

- انا جوزها المستقبلي ، مين انت؟

نظر إليه فارس بسخرية ف روجيدا سردت له كل شئ منذ ان بدأت بالعمل إلى يوم خطوبة عصام وقد اخبرته ان ادم تقدم لها وهي رفضته .

رد عليه فارس بحاجب مرفوع قائلاً بلا مبالاة

- انا اخوها.

تجمد ادم في مكانه بذهول ليقول بصدمة :

- اخوها ازاي هي معندهاش غير سالي وبلال بس .

رد عليه فارس بأبتسامة باردة ليتحدث :

- انا اخوها في الرضاعه .

رد عليه ادم بأندهاش وهو يقول :

- بس هي قالت انك خطيبها

لعن فارس غباءه في سره ف هو قد كشف سر روجيدا وعلم أنه كان الورقة الرابحة في بعد ادم عنها ولكن هو حرق تلك الورقة بغبائه . قاطع كلامهم عندما خرجت الطبيبة من الغرفة ليهرع الجميع إليها يسألونها بقلق عن روجيدا :

- أستاذة روجيدا فاقت دلوقتي بس لازم تخش غرفه العمليات حالاً .

دب الخوف في قلوب الجميع ليتحدث ادم بقلق وهو يبتلع ريقه الذي جف :

- عمليات لي؟

نظرت له الطبيبه بعمليه :

- روجيدا عندما مرض القلب، كانت كل فتره بتيجي تعمل فحوصات واخر مرة الدكتور نصحها بأنها تعمل العملية في اسرع وقت عشان الموضوع ميتدهورش اكتر بس للأسف الموضوع تدهور ولازم تخش العمليات حالاً .

وقع الخبر كالصاعقة عليهم خصوصًا ادم عندما سمع انها مريضه قلب شعر وكأن خنجر مسموم انغرز بصدره ليمزقه بلا رحمة  .

________________________
يتبع..
دعواتكم لروجيدا تقوم بالسلامه😂