البارت التاسع والعشرون

6K 183 42
                                    


البارت التاسع والعشرون

_: روجيدا انتي فين؟

نطقت بها سالي وهي تدلف للغرفة المشتركة بينها هي وروجيدا لتجدها تقوم بإفراغ حقيبة سفرها داخل الخزانة لتقترب منها وتأخذ الملابس وتضعهم على السرير ثم امسكت بيد روجيدا لتجبرها على الجلوس وتجلس هي أمامها متحدثة : لإيمتى بس هتبقي كده زي الميت ،، مش ده انتي اللي كنتي عاوزاه ،، مش انتي اللي رفضتي حتى تشوفيه ،، بصي هو نفذ طلبك زعللانة دلوقتي ليه؟؟

رفعت عينيها الزرقاء تنظر إلى شقيقتها بفراغ وكأن لا حياة بها وقد استوطن السواد أسفل عينيها لتصبح كالجثة المتحركة بينما وجنتيها اختفى منهم اللون الوردي ليحل مكانهم الشحوب

انفجرت في بكاء صامت يعبر عن عجزها واشتياقها لذالك الأحمق الذي اكتشفت انه يتلاعب بها
احتضنتها شقيقتها وهي تربت على ظهرها بهدوء وقالت : لو بتحبيه للدرجة دي ليه متكلمتيش معاه؟ ليه ماقلتلوش ع اللي بتعرفيه؟ ليه ما واجهتيهوش بالحقيقة اللي سمعتيها وخلتك كده زي الميت الحي؟ بصي لو عايزه تتكلمي معاه أنا وانتي بكرا نروح الشركة وانتي تتكلمي وتقوليلو على كل حاجة .

نفت روجيدا برأسها لتقول بصوت منفطر من البكاء : مش عايزة اشوفو بعد كل اللي عرفتو ،، هو كذب عليا وكان عاوز يلعب بيا زي اللي قبلي ،، كسرلي قلبي ياسالي انا مكنتش اتوقع انه يكون وحش اوي كدا

تنهدت سالي بضيق وبقيت تهدأ من شقيقتها المنهارة بالبكاء لتشرد في الأحداث الماضية

"" قبل شهر ""

رنين هاتفه أيقظه انتفض من مكانه وهو يتنفس بعنف وحبات العرق متكونة على جبينه ليجد نفسه على سجادة الصلاة
لقد كان كابوساً ،، كابوساً سيء جداً

نظر إلى الهاتف الذي مازال يرن وجد اسم فارس ليرد عليه سريعاً وهو يقول بقلق : في ايه حصل حاجة؟

رد عليه فارس سريعاً بعد ان إستمع لنبرة القلق بصوته : لا لا يا ادم متخفش مفيش حاجة انا بس كنت بكلمك عشان اعرف انت فين قلقت عليك

مسح حبات العرق من على وجهه بظهر يده ثم تنهد براحة وقال : انا لسه في المستشفى هاجي دلوقتي متقلقش

أغلق الهاتف ثم نظر إلى يديه التي مازالت ترتجف خوفاً من ذالك الكابوس المزعج ،، وقف على قدميه وهو يحمد ربه إنه قد كان كابوساً لا أكثر وخرج من الغرفة ليذهب ليطمأن على روجيدا .

@@@@@@@@@@@@

وأخيراً بعد مرور ستة ساعات ونصف خرج الطبيب من غرفة العمليات ركض الجميع إليه ليطمأنوا عليها بينما هو بقي واقف بعيداً يشعر وكأن قدميه غير قادرة على حمله خوفاً من أن يتحقق ذالك الكابوس

تحدث الطبيب بإبتسامة هادئة رغم ملامح التعب التي تظهر على وجهه :

- الحمدلله العمليه نجحت بس طبعاً هتفضل تحت المراقبة لمدة 48 ساعة.

سفاح العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن