سفاح العشق

البارت الواحد والثلاثون

البارت الواحد والثلاثون

الخوف والأمان شعوران مختلفان تماماً لايمكنك ان تشعر بهما معاً فالخوف هو النقيض للأمان
لكن ماذا ان شعرت بالإثنان معاً

نعم إنه جنون بالطبع وهذا ماكانت تشعر به روجيدا في تلك اللحظة عندما احتضنها ادم

شعور الامان إحتل قلبها ما إن أصبحت بين يديه وكأنه لايوجد شيء بالعالم يستطيع أذيتها

اما النقيض فهو شعورها بالخوف لما سيحدث بعد ذالك ،، ماذا إن واجهت آدم بالحقيقة وثبت كلام كاريمان عليه؟ ماذا إن ابتعد عنها بعدما علمت مايخفيه
بالطبع لن تحتمل كل هذا ..

كانت حياتها طبيعية جداً لايوجد بها كل تلك التعقيدات . تذهب للعيادة هي وشقيقتها وفي آخر النهار تعود لتجلس مع عائلتها

لكن حياتها كلها انقلبت ما إن خطت خطوة واحدة داخل تلك الشركة ليكتب لها القدر حكاية أخرى من حكاياته

.
.
.

تسمرت روجيدا في مكانها من فعلته تلك حاولت أن تبعده عنها لكنه لم يترك لها الفرصة لفعل ذالك بل اشتد بعناقه عليها وكأنه طفل يتشبث في والدته ويخشى ذهابها

أغمضت عينيها لتفر دمعة ملتهبة أحرقت وجنتيها بلهيب الإشتياق لترفع يديها وتتشبث بسترته وهي تبكي وتشهق بقوة
لا تعلم لماذا كل ماتعلمه أن عناقه كان ك ضغطة إنزار لتخرج كل مكنونات صدرها
وما لبثت حتى تذكرت كلمات كاريمان لها  . فتحت عينيها ثم دفعته بكل قوتها حتى يبتعد عنها

ابتعد أدم قليلاً أثر دفعتها ،حاولت أن تخرج ولكنه كان يقف أمامها يسد الباب بجسده العريض. نفخت أوداجها لتقول بصوت مبحوح :

- عديني لو سمحت .

نفي أدم برأسه ليقول :

- لا عاوز اعرف لي مش حابه تشوفيني .

نظرت له روجيدا بدموع حاولت حبسها ولكن فشلت لتقول ببكاء وشهقات بدأت ترتفع شيئاً فشيئاً :
- مش عاوزه أشوفك أبعد عني عاوزه اطلع .

أمسكها أدم من رسغها يبعدها عن الباب قليلاً حتى  لا تخرج ثم أغلق الباب بالمفتاح ودس المفتاح بجيبه ليحاصرها ما بين يديه والحائط ويقول :

- مش هتخرجي من هنا غير ما تقوليلي لي مش حابة تشوفيني

أجابته بصراخ وهي تبكي وتضربه على صدره بكل قوتها :

- عشان انت كداب محبتنيش بتلعب بيا وانا حبيتك ووثقت فيك وأمنتلك وفي الأخر طلعت بتلعب بيا

تجمد بمكانه يحاول تفسير كلماتها واتهاماتها تلك وما زاد صدمته أكثر هو اعترافها بأنها تحبه

هي تحبه كما هو يفعل إذاً لما كل هذا الجفاء والبعد
لما تحرمه من ان يكون معها لما لم تخبره من قبل والأهم لما تتهمه بأنه لا يحبها وهو يعشقها وليس يحبها