سفاح العشق

By JasminSayd

356K 10.1K 2.5K

رجل قلبه صُنع من حجر وجسده من الجليد ولا احد يقدر ان يزحزحه من مكانه ..... واتت هي... هي من ذوبت الثلج ودحرجت... More

البارت الاول
البارت التاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
😿😿
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
اقتباس
البارت الرابع عشر
مناقشه
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد والعشرون
إعتذار
عوده💕
البارت الثاني والعشرون
البارت الثالث والعشرون
أقتباس
البارت الرابع والعشرون
البارت الخامس والعشرون
البارت السابع والعشرون
البارت الثامن والعشرون
البارت التاسع والعشرون
البارت الثلاثون
إنتظار⁦♥️⁩
البارت الواحد والثلاثون
البارت الثاني والثلاثون
مهم🧡
دعواتكم💜
💜
البارت الثالث والثلاثون
البارت الرابع والثلاثون
البارت الخامس والثلاثون
البارت السادس والثلاثون
البارت السابع والثلاثون

البارت السادس والعشرون

6.2K 193 34
By JasminSayd


البارت السادس والعشرون

في المساء تقف روجيدا امام المرآة تأخذ نظرة اخيرة لنفسها قبل ان تنزل ، سمعت رنين هاتفها أخذته من على الطاولة المرفقة بمرآة كبيرة وضغطت على زر الرد قائلة :

- نازلة خلاص يا حنين اهو

تأففت حنين بنفاذ صبر :

- ياروجيدا انجزي عاوزاكي تشوفيني قبل ما عصام يجي عشان لو في حاجة مش متظبطة وكده

ضحكت روجيدا ثم تحدثت بإعتذار :

- معلش ياحبيبتي خلاص نازلة اهو.

تنهدت حنين وردت عليها بسماجة :

- طيب يلا اتزفتي انزلي ، سلام

اغلقت الهاتف معها وخرجت روجيدا من غرفتها لتقول لوالديها :
انا هروح الفندق عشان حنين ،، انتو هتروحوا لوحدكو ع الفندق وانا هحصلكو

- الخطوبه على امتي ياروجيدا؟
نطق بها والد روجيدا بينما هو يعدل ياقة القميص الذي يرتديه

نظرت روجيدا إلى ساعة الهاتف وتحدثت : بعد ساعة كدا ،، يعني على ماتجهزوا وتروحو هيكون بدأت الحفلة ،، يلا انا هنزل عشان متأخرش على حنين اكتر هروحلها الغرفه في الفندق اشوفها قبل ما تنزل لازم اكون معاها.

ردت عليها والدتها بأبتسامه: ماشي يا حبيبتي

خرجت روجيدا من باب الشقة وهي تستعجل سالي :

- يلا يا سالي انجزي.

__________________________________

في المساء عند ادم ولوجينه بدأ كلاهما في ارتداء ملابسهم لكي يذهبا إلى خطوبة عصام. خرج ادم من غرفة الملابس وهو يتردي بدلة سوداء وأسفلها قميص ابيض اللون وحذاء باللون الأسود أيضاً ثم صفف شعره بطريقة شبابية رائعة ولم يقم بحلاقة لحيته النامية مما أعطاه مظهراً رجولياً فتلك اللحية لم تزده سوى جمالاً فوق جماله ،، وضع من عطره الرجولي ثم ارتدى ساعته بمعصمه الأيسر و اخذ نظرة أخيرة لنفسه في المرأه سريعاً وحمل مفاتيح السيارة وهاتفه من على الطاولة وخرج من الغرفة .

هبط ادم من على السلم وخرج من الفيلا ليرى لوجينه متأنقة بفستان نبيذي بسيط التصميم والشكل لكنه كان يليق بها كثيراً ،، كانت تنتظره في الحديقة أشار ر لها بيده ان تأتي وركب سيارته وبجانبه لوجينه وانطلق إلى الفندق.

______________________________________

دخلت روجيدا وسالي الفندق وقد سألتا عن الغرفة الموجودة بها حنين صعد كلاهما إليها وعندما رأت روجيدا صديقتها أحتضنتها وهي تنظر إليها بحب وفرحة كأنها شقيقتها وليست صديقتها :

- جميله اوي يا حبيبتي ربنا يتمملكو علي خير.

جلسوا الثلاثة يتسامرون بين بعضهم البعض بعدة أحاديث لكي يخففوا من توتر حنين الذي كانت تحاول أن تخفيه
أتت والدة حنين من خلفهم وهي تبتسم قائلة :
- طيب يلا ننزل بقى العريس وصل تحت .

ازداد توتر حنين عندما سمعت ان عصام وصل ، نظرت لها روجيدا بإبتسامة ثم غمزتها بعينيها وهي تقول :

- طيب يلا

خرج كل من في الغرفة ونزلوا إلى القاعة ، وبعد الكثير من التهاني . جلست حنين بجانب عصام وإبتسامة خجولة زينت شفتيها ، تحدث عصام قائلاً :
- حنين

نظرت له بخجل لم تستطع إخفائه وهي تقول بتساؤل : اي؟

ثبت عصام أنظاره إلى عيونها وتحدث بحب جارف :

- بحبك

____________________________________

اتجهت سالي وروجيدا إلى مكان تجمع عائلتهم ليجلسا معهم وهم ينظرو إلى حنين التي تحول وجهها للون الأحمر ليقهقان عليها

تحدثت سالي وهي تنظر إلى روجيدا بإعجاب :

- يا ياروجي بس بجد اي القمر ده

ضحكت روجيدا قائلة :
- اما انا قمر يبقي اختي اي

كادت سالي أن ترد ولكن قاطع كلامها دخوله المهيب بطلته الرجولية الساحرة والجميع يرحب به . نظرت سالي إلى روجيدا متحدثة بإستغراب :

- روجيدا مش ده ادم اللي جه اتقدملك بصي وراكي كده.

انتفض قلبها وارتفعت نبضاته بشدة توترت كثيراً فها هو قد عاد مرة أخرى .
التفت روجيدا تنظر له لتتوسع عينيها وهي تري فتاة ترتدي فستان نبيذي وتقف بجانبه تلازمه خطوة بخطوة ، ضحكت بتهكم وهي تحدث نفسها :

- وكنتي مدايقه انو مسافر ، اهو راجع ومعاه واحده وخليكي انتي كلي في نفسك.

قاطعت حديثها مع نفسها عندما رأت حنين تقف خلفها وتقول :

- روجي شوفتي ادم ؟

اومأت لها روجيدا بينما تحدثت سالي بعفويه :

- بس مين البنوته اللي معاه دي شكلها محترمه وعسوله اوي.

تجاهلت كلامهم جميعاً وبدأت تنظر إليهم بشرود غافلة عن ذالك السجين الذي يدق بقوة بين أضلاعها وكأنه سيخرج من مكانه

___________________________________

ظل ادم يبحث على روجيدا كثيراً بعينيه ولكن فشل ، تأفف بعصبية وهو يمسح على وجهه ويحدث نفسه :
- انا متأكد انها جت دي خطوبة صحبتها ازاي مش هتيجي.

نظرت له لوجينه بمرح قائلة :

- اي يعم ادم الشخصية القوية دي ده انت دخلت من القاعة وكأنك العريس

أبتسم ادم بمجاملة لاحظتها لوجينه ، لتكمل كلامها وهي تنظر اليه بأستكشاف :

- مالك؟

رد عليها بأقتضاب قائلاً : مفيش ، انا هقوم عند عصام شويه

اومأت لوجينه له بينما نهض ادم يذهب إلى عصام ولكن توقف عندما سمع احدهم يقول ان لوجينه خطيبته ، ضحك في تهكم وتركهم يقولون ما يريدون واكمل خطوات في لامبلاة.

اتى إلى مسامعه صوت انوثي يتحدث بنبرة عالية قليلاً بسبب ضجة الموسيقى * روجيدا تعالي اتصوري معانا*
تجمد في مكانه ولم تمر ثانية إلا ورأها تأتي لهم بطلتها الأنثوية القاتلة ترتدي فستان رقيق جداً يناسبه تماماً كان من اللون الكشمير لكن من الأعلى عند الصدر والأكمام زين بورود مشكلة على الخصر وضع حزام كشيميري لينساب الفستان عليها بعدة طبقات حريرية ،، وقد وضعت حجاب بنفس درجة اللون ليعكس لونه على وجنتيها ليتخضبا بلون وردي محبب

وكم تمنى في تلك اللحظة أن يعانقها بقوة ويعتصرها بين أضلاعه لكي تعرف كم إشتاق لها . ظل ينظر لها وهي تأخذ بعض الصور مع اصدقائها وحراكتها العفوية . كاد ان يذهب إليها ولكنه توقف مرة أخرى وهو يتذكر إنها قد انخطبت ،، كيف توافق على رجلٍ آخر بوجوده بل كيف تفكر وتحب شخص آخر وهو موجود .

أعطته ظهرها وهي تتحدث بشيءٍ ما مع شقيقتها لتومئ لها سريعاً بينما سالي ذهبت بإتجاهٍ آخر وإلتفتت هي تكمل كلامها مع صديقتها وزوجة أخيها شعرت بأن أحداً ينظر لها ويراقبها حركت رأسها يميناً ثم يساراً لتراه يقف على بعد أمتار ينظر إليها عن كثب وكأنه يفترسها بعينيه

توترت كثيراً لتضغط على هاتفها بقوة تحاول التماسك لكن أين المفر من عينيه التي تطوقانها كسلاسل من حديد أخذت هاتفها ثم تحدثت لسلمى قائلة بنبرة حاولت جعلها طبيعية :

- سلمى هروح الحمام اظبط الطرحة واتكلم فون مش هتأخر

ثم فرت هاربة من أمامه تريد أن تختبأ من نظراته التي تتهمها بشيء لا تعرف ماهو بالأساس
عندما رآها ادم تهرول بعيداً لعن نفسه ونظراته إليها . زفر أنفاسه في ضيق وذهب إلى طاولته مرة أخرى

___________________________________

تقف على الشرفة الملحقة بقاعة الإحتفال تراقب الناس من الأعلى تحاول أن تهدأ من نفسها لقد سمعت الجميع يقول إن تلك الفتاة تكون خطيبته هل يعقل أن يكون قد خطب خلال تلك السفرة
"اجل بالطبع يعقل ألم تسمعي ذالك الكلام بنفسك" هذا مادار بعقلها

رفعت رأسها للأعلى تحاول السيطرة على دموعها وعلى تلك الغصة التي تكونت بحلقها لتقول بينها وبين نفسها : لا لا متعيطيش ياروجيدا مش دا اللي كنتي عايزاه وهو عمل زي ما كنتي عايزه دلوقتي خطب وبعد فترة هيتجوز وهيكون عندو عيلة وانتي هتفضلي حياتك كلها كدا عشان مش هتقدري تبني عيلة مينفعش إنك تتجوزي وتفرحي زي كل البنات لا مينفعش والحل الأفضل إنك تسيبي الشغلانة دي وترجعي عالعيادة بكرا سالي بتتجوز ومش هيفضل غيرك انتي

أومأت لنفسها متفقة مع ذالك الكلام لكنها لم تستطع منع تلك الدموع التي تساقطت على وجنتيها لتمسحهم سريعاً وهي تقول :

-قولنا مفيش عياط مفيش عياط ولا دموع

رفعت كفها لتقوم بالتهوية على وجهها كي يساعدها بتماسك دموعها غافلة الذي كان يراقبها بعشق خالص
كم كان يود أن يقترب منها ويأخذها بين ذراعيه ينتشلها من كل ما يؤذيها ،، كم يتمنى أن تكون زوجته وأم أطفاله لا يريد غيرها وسيبقى يحاول إلى أن تكون هي له حتى لو إضطر لقتل ذالك المدعو خطيبها

قاطع عليه شروده صوت رنين هاتفها لضغط على زر الرد وتضع على أذنها قائلة بحب وضحكة : أهلاً أهلاً على الناس المبتسألش

صمتت عدة لحظات لترد بضحكة :
-ايوه ايوه عارفه الموضوع بتاع الشغلانة دي

اتاها رد الطرف الآخر لتصمت وتضع يدها الأخرى على أذنها تحاول أن تسمعه جيداً ومجرد ما انتهى قالت بضيق :

-بص مش عارفه اكلمك هنا عشان الصوت عالي اوي هبقى اكلمك بعدين سلام ياقلبي

اغلقت الهاتف والتفت تريد العودة للحفلة لكنها تجمدت مكانها برعب وهي تراه يقف أمامها بعينين حمراوتين كالجمر من الغضب أكثر ما آلمه هو تلك الكلمة التي قالتها آخر حديثها وهي تنعته بقلبها

ابتلعت ريقها بخوف لتقول بهدوء مصطنع : عايز حاجة حضرتك؟!

قال بصوت مرتفت وبنبرة غاضبة :

- هي دلوقتي حضرتك ؟ طيب ليه مقولتيش من الأول إنك مخطوبة ليه متكلمتيش وقولتي إنك مرتبطة ليه سبتيني أحبك ولما اتقدمت ليكي رفضتيني عشان خاطروا وبعد بإسبوع واحد بس تتخطبي وتلبسي دبلتو هو مع اني كنت بحلم أن انا اللي ألبسك دبلتي وتكوني مراتي وحبيبتي وأم عيالي بس انتي سبتي حد تاني يحقق حلمي معاكي ليه عملتي فيا وفي نفسك كدا ،، انا صحيح ساعات ببقى إنسان قاسي وعصبي بس مش معاكي حتى لو زعقتلك مكنش ينفع تسيبيني لوحدي مكنش ينفع تحبي حد تاني وتقوليلو قلبي وانا موجود ،، طيب ليه مفكرتيش فيا ليه مفكرتيش في شعوري وأنا بسمع إن حب حياتي راحت تختار دبلتها بعد مارفضتني بيومين بس هو للدرجة دي بتكرهيني؟

نظرت إليه بصدمة ممزوجة بألم من حديثه لتقول بتشوش : دبلة إيه انت فاهم الموضوع غلط

نظر لها بألم ليتحدث بسخرية وهو يمسك يدها التي تظهر بها خاتم خطوبة شقيقتها :

وده اسمه إيه ولسا بتقولي فاهم غلط ،، لا أنا فاهم صح يا آنسة روجيدا .

توسعت عينيها بصدمة لقد فهمها خطأ هذه المرة لقد أعطتها شقيقتها خاتمها لأنها ستذهب إلى الحمام وقد خافت أن يقع من إصبعها لأنه واسع قليلاً لكنها لم تكن تعلم إنه سيراه بإصبعها ويظنه خاتم خطوبتها تنهدت بألم يبدو إنها هذه هي الطريقة الوحيدة لجعله يبتعد عنها

سحبت يدها من بين يديه لتقول بهدوء ونبرة حاولت بكل جهدها لتجعلها متزنة :

-بص أنا اسفة اني جرحتك بس مش هينفع نكون مع بعض انا وانت مختلفين اوي انت انسان من عالم تاني غير اللي انا موجودة فيه عندك حياتك الغامضة اللي محدش بيعرفها وطبعاً غير اسلوبك القاسي ودور المتسلط اللي دائماً انت فيه
انت عايز كل حاجة تكون ملكك ولو في يوم حسيت انك فقدت الحاجة دي هتعمل المستحيل عشان ترجع تمتلكها ،، وانت دلوقتي شايفني تحدي ولو خسرتني هتكون خسرت التحدي وهتعمل كل حاجة عشان تمتلكني تاني بس بعد ماتمتلكني هترميني في حياتك زي اي شيء ملوش لازمة ،، بص انا مش بعرفك على عيوبك لا خالص انا بس بعرفك على نفسك ،، ممكن انت ذات نفسك متكونش حاسس بكدا بس بجد مش هينفع نكون مع بعض

أنهت كلماتها وهي تتهرب من عينيه التي تراقب كل إنش بوجهها تحفظ كل حركة وكل ردة فعل يظهر عليه لقد كذبت بكل كلمة قالتها هو لا يعتبرها تحدي ولو كان يعتبرها ذالك لكان استغلها وامتلكها منذ زمن هو يريدها بعقلها وقلبها وإرادتها لا يريدها ان تغصب نفسها عليه يريدها عندما تكون معه لا تفكر بشخصاً آخر غيره لا يريدها أن تكون معه من الخارج فقط يريدها أن تعشقه كما يعشقها وتتمناه كما يتمناها لكن للأسف ليس كل مايتمناه المرء يدركه

نظف حلقه ليقول بهدوء ينافي لما كان من قبل : دلوقتي بتقولي إنك مش بتحبيني صح؟

أومأت دون النظر له ،، اقترب منها لتتراجع بضع خطوات للخلف ليقترب مجدداً وهي تتراجع إلى إن إلتصقت بالحائط خلفها ،، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر بكل مكان عدا عيناه التي هي متأكدة إنها لو نظرت بهم لتهيم به عشقاً فوق عشقه

وضع يده على الجدار بجانب رأسها واقترب بوجهه من وجهها بشكل قريب مما جعل أنفاسه الملتهبة تضرب صفحات وجهها
ابتعلت ريقها الذي جف من توترها للمرة الألف لتقول بصوت ضعيف وهي تدير بوجهها للجهة الأخرى :
- ممكن تبعد شوية مينفعش كدا

تجاهلها كلياً وهو ينظر لها عن كثب اللعنة كم إشتاق لوجنتيها التي تحمر خجلاً وشفتيها التي تتحرك بإغراء عفوي لم تكن تقصده أبداً أما عينيها اااه من عينيها أنهما كالبحر تماماً من يغرق بهم لا يستطيع النجاة

تكلم بهدوء وهو ينظر إلى ملامحها المتوترة من إقترابه ،، إن كانت لا تشعر بشيء إتجاهه لماذا لتتوتر هكذا وتحمر وجنتيها خجلاً :

- انتي مبتحبينيش مش كدا ؟

هزت رأسها بنفي ليكمل : عشان كدا بصي في عيني وقوليها وانا هوعدك إني مش هقرب منك تاني أبداً

حركت رأسها تديره نحو وجهه ليصبح وجهها قريباً من وجهه بشكل كبير حتى تكاد أنوفهم أن تتلاصق
نظفت حلقها وهي تنظر نحو عينيه المشبعة بعسل صافي وفتحت شفتيها لتنطق بتلك الكلمة : ا.. ان.. انا
بدأت تتأتا بالكلمات دون أن تستطيع إخراج جملة واحدة نظر لها بحاجب مرفوع لتعض على شفتيها بتوتر من نظراته المسلطة عليها بجرأة

رفعت عينيها تنطر لعينيه التي أصبحت داكنة وتنظر لشفتيها فقط
حررت شفتاها لتقول بتوتر وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة بسبب قربه الشديد منها : ااا بص انا مش بكرهك ولا حتى بحبك

ادم بنبرة ثقيلة : وايه كمان؟
روجيدا بتوتر وهي تشعر إنها على وشك الإنصهار من نظراته : مفيش حاجه تانية

_ يعني مبتحبينيش؟

نطقها وهو يقترب أكثر مما جعل روجيدا تنظر له برعب لتقول بنبرة خائفة : ممكن تبعد شوية مينفعش كده

كانت خائفة من اقترابه منها خائفة من أن يفتضح أمرها ويعلم إنها عاشقة له وليست تحبه فقط خائفة من أن يستمع لنبضات قلبها التي تقرع ك طبول الحرب ،، إن بقي قريب منها بهذا الشكل لمدة أطول هي من ستعترف له بحبها لكنها رغم ذالك لا تستطيع أن تكون له ان تكون زوجته وام أطفاله

_ : لا انا حبيت الوقفة كده
قالها وهو ينظر إلى وجنتيها الحمراء التي تكاد تنصهر من الخجل

وإلى هنا وكفى وضعت يدها على صدره ودفعته بعيداً وهي تتجاهل إنقباض عضالته تحت يدها مجرد مالمسته ، ابتعدت عنه تحاول تنظيم أنفاسها لتفر هاربة من أمامه تعود إلى الحفل من جديد

اما هو نظر إلى أثرها بإبتسامة عاشقة ثم وضع يده على صدره مكان لمستها وتحدث وعينيه تلتمع بحب : هوعدك مش هتكوني لحد غيري ياروجيتي ،، هكون في عقلك وقلبك وروحك قريب اوي

_______________

عادت روجيدا إلى مكان عائلتها لتجلس على الكرسي وهي شاردة بما حدث من قليل قاطع عليها شرودها صوت تعرفه جيداً وهو يقول : ايه ده انتو بتعملو ايه هنا

إلتفت الجميع إلى الصوت المألوف لتتحدثت روجيدا بتفاجئ : -مازن !! انت بتعمل ايه هنا ؟

اقترب مازن ليصافح خالته وزوجها وبلال ثم ألقى السلام من بعيد على الفتيات ليجيب على سؤال روجيدا بضحكة :

- أنا مسؤول عن الحفلة دا الشغل بتاعي زي مانتو عارفين بس انتو هنا ليه؟

روجيدا بإبتسامة :
-دي خطوبة صحبتي ومامتها عزموني انا وأهلي عشان ملهمش حد هنا وكدا

أومأ لها مازن ثم جلس معهم على ذات الطاولة تحت إصرار والدة روجيدا

عاد ادم مجدداً إلى الحفل ليلفت انتباهه مازن الذي يجلس مقابل روجيدا ويتحدثون مع بعضهم البعض
اقترب منهم يريد تهشيم وجه مازن وقد كان ذالك واضح من معالم وجهه الغاضبة لكن لوجينه كانت أسرع لتقف بوجهه وتقول بهدوء : -اهدى يا ادم مينفعش كده

ادم بنبرة شيطانية غاضبة : -هو ايه اللي مينفعش انتي مش شايفة قاعد معاها ازاي

لوجينه وهي تحاول أن تهدئه :

-بص يا ادم هو يقربها ابن خالتها يعني مش غلط يقعد معاهم على طاولة وحدة يعني لو انا جيت وقعدت معاك على تربيزه يبقى فيه حاجة بيني وبينك؟ طبعاً لا هو ابن خالتها زي ما انت ابن خالي عشان كده اهدى واقعد قريب منهم اسمع كلامهم ممكن هما بيتكلمو في حاجة مهمة غير اللي انت فاكرها .

تلاشى غضبه مجرد ما استمع لكلام لوجينه وقد فهم ماتحاول إيصاله عبر كلامها ليتجها إلى طاولة قريبة منهم ويجلسان عليها غافلين عن عيون روجيدا التي تطلق شرار وهي تنظر لهم بغضب جحيمي ولم يلاحظ تلك النظرات سوى شخصين لوجينه ومازن

ظهرت اغنية "" انا لما بحب بحب بجن "" لينظر الجميع إلى روجيدا وينفجرون ضحكاً بينما هي كانت تنظر لهم بغضب لتقول :
- مش عايزة كلمة واحدة

مازن وهو يمسك معدته من الضحك : لا لا مش قادر يلهوي كل ما اسمع الاغنية دي بفتكر شكلك وانتي وشك هيطلع نار.

ولم تكن سالي في حال أفضل كانت سيغشى عليها من الضحك :

-لا لا يامازن انت ماشوفت شكلها وهو فارس بحطلها الميك اب على وشها اللي كان زي الخريطة

انفجر الجميع بالضحك مجدداً لتنظر لهم سلمى بإستغراب وهي تقول :
- مالكو بتضحكو على ايه

بلال بضحكة :
-انتي مكنتيش موجودة يا سلمى حصل موقف شلفط وش روجيدا شلفطة خلاها موووزة وكل اللي كانو في الحفلة بيشهدو بكده.

أومأت سالي على كلام اخيها وهي تكاد تختنق من الضحك لتقول سلمى :
-طيب احكولي ايه اللي حصل

هم بلال بالحديث لتنظر له روجيدا نظرات محذرة ليبتلع ريقه ويصمت لتقول سالي :

-بالله عليكي ياروجي سيبيني أحكيلها بصي هي بقت واحدة من العيلة وكدا .

نظرت لها روجيدا بعدم رضى ثم إلتفتت بوجهها للجهة الاخرى وهي تربع يديها أمام صدرها بغضب طفولي وتزم شفتيها للإمام دليل على سخطها

إلتقت عينيها بعينيه المتفحصة لمعالم وجهها المحببة إليه لتبعد عينيها من عليه بخجل ظهر على وجهها بشكل واضح

لتبدأ سالي بالحديث وهي تحاول بكل جهدها عدم الضحك كي لاتغضب روجيدا فهي تكره تلك الذكرى :

- روجيدا اتعرفت على مريضة سورية كانت تيجي على طول تتعالج في العيادة عندنا ويوم من الايام عزمتنا على فرحها احنا الاتنين وروجي اصرت انها تروح عشان تشوف حفلاتهم زينا كده ولا مختلفه عننا
روحنا انا ورجيدا وحضرنا الفرح وكان الفرح الستات لوحدهم والرجالة لوحدهم هما كده بيعملو افراحهم بس بجد كان الفرح حلو اوي اوي وعاداتهم وتقاليدهم برضو كانت حلوة وتحسي كأنك بتشوفي فرح جوا مسلسل مش عالحقيقة وظهرت في الفرح اغنية " انا لم بحب" اللي سمعناها من شوية وروجيدا حبت الاغنية وطول الوقت تغنيها بعد بفترة قصيرة جه فرح بنت خالتي اخت مازن .

صمتت سالي قليلاً تحاول كتم ضحكتها ليكمل مازن عنها بصوت حاول بكل جهده إخراجه متوازناً :

- كان اخويا فارس هنا والكل عارف حركاتو الناقصة ومقالبو اللي مبتخلصش بس روجيدا مافكرتش للحظة ان ممكن فارس يعمل فيها مقلب عشان بحبها اوي والكل بيعرف قوة العلاقة بين فارس وروجيدا

ضغط ادم على قبضته يحاول تمالك أعصابه كي لا ينفجر بوجهه ويخرب حفل خطوبة صديقه لكنه صمت ليستمع لباقي القصة

اكملت سالي الحديث عن مازن لتقول : بس فارس كان شيطان بكل معنى الكلمة دخل على الغرفة وشاف...

( فلاش باك )

تقف روجيدا أمام المرآة تضع القليل من المكياج الخفيف ك الكحلة والماسكرا فقط ليدخل إلى الغرفة شاب في العقد الثالث من عمره طويل القامة مفتول العضلات ذو بشرة سمراء خفيفة وعيون زيتونية مع شعر أسود فحمي كان يبدو ك عارضين الأزياء بطلته الرجولية والجذابة وهو يقول بإبتسامة ماكرة : ايه رأيك ياروجي احطلك انا الميك اب المرة دي

نظرت إليه روجيدا بنصف عين وهي تقول : ومن امتى انت بتعرف في الميك اب يا فارس

فارس بإبتسامة خلابة : من زمان اوي ياروجي اشتغلت في امريكا في صالون حلاقة وعشان كده اتعلمت شوية

روجيدا بإبتسامة وهي تجلس عالكرسي : طيب انا موافقة يلا إبدأ بس خلي بالك على الطرحة عشان متتبهدلش

فارس بإعتراض : لا لا اقلعي الطرحة عشان اعرف اشتغل كويس

روجيدا بعدم إرتياح : هو انت هتدهن حيطه بعدين ممعيش وقت اقلع الطرحة وارجع البسها تاني يلا اخلص وحط ميك اب خفيف .

أومأ لها فارس وبدأ بوضع المكياج لروجيدا وبعد ربع ساعة ابتعد فارس عنها وهو ينظر لها بإبتسامة : ايه الجمال ده كلو ياروجي طالعة زي القمر

روجيدا وهي تقف لتنظر إلى المرآة : بجد حلو يا فارس؟

اجلسها فارس سريعاً ليقول : لا لا ممنوع تشوفي وشك قبل ما الكل يشوفك ويقولو رأيهم في شغلي

أومأت روجيدا ووقفت مجدداً لتخرج من الغرفة وقبل ان تفتح الباب ناداها فارس : روجي

إلتفتت إليه بإستغراب ليلتقط لها عدة صور ثم قال : دلوقتي تقدري تروحي

أومأت له وخرجت من الغرفة لتجد ان اغنيتها المفضلة قد بدأت لتركض بإتجاه الحفل ومجرد ما دخلت ارتفعت اصوات الشهقات المصدومة وهم ينظرون لها بينما هي اكملت سيرها بكبرياء وقد ظنت ان فارس وضع لها مكياج جميل لدرجة ان الجميع قد صدم

وقفت سالي أمامها لتقول بصدمة : إيه اللي انتي عملاه في نفسك ده ياروجيدا

روجيدا بإبتسامة خيلاء : للدرجة دي انا حلوة ياسالي عشان تتصدمي كدا

سالي بقهقهة : حلوة؟ حلوة إيه؟ انتي مشوفتيش نفسك في المراية ولا ايه؟ وبعدين من امتى انتي بتحطي ده علي وشك

روجيدا بإبتسامة واثقة : معاكي حق المرة دي انا محطتش على وشي اي حاجة فارس هو اللي عملي الميك اب بتاعي بس حلو مش كده

انفجرت سالي بضحك ليقترب مازن من خلف روجيدا وهو ينادي بمرح : روجي ياروجي

إلتفتت إليه روجيدا لتتسع عينيه بصدمة ويقفز للخلف عدة خطوات ويقول بفزع : ايه دا انتي مين يابت انتي

روجيدا بإستغراب : مالك يامازن للدرجة دي الميك اب غيرني عشان متعرفنيش

مازن بفزع : جداً غيرك جداً ياروجي لدرجة انك بقيتي وحش مش روجي

حملت سالي المرآة من حقيبتها وهي تكاد يغمى عليها من الضحك واعطتها المرآة لروجيدا التي أخذتها لتنظر لنفسها بإستغراب سرعان ماتحول لصدمة لتصرخ بقوة جعلت الجميع يجفل : فاااااااااااااااااااااااااارس

( عودة للوقت الحالي)

انهت سالي حديثها وهي تعطي الهاتف لسلمى كي تريها الصورة اقتربت روجيدا وحاولت اخذ الهاتف لكن سلمى ابعدت يدها للخلف ليقع الهاتف عند قدمي لوجينه

حملت لوجينه الهاتف ونظرت للصورة بإستغراب وسرعان ما انفجرت بالضحك على شكل روجيدا

كان ادم غاضب بشدة كيف تسمح لنفسها أن يلمسها ذالك اللعين ،، وكان يريدها ان تخلع حجابها ايضاً! كيف تسمح لرجل آخر غيره أن يقترب منها هو الوحيد الذي يحق له ان يقترب منها هكذا ويفعل مايشاء

قاطع أفكاره صوت لوجينه التي تضحك بقوة نظر لها بإستغراب واضح لتدير شاشة الهاتف له وسرعان ماتوسعت عينيه بصدمة لتتحول صدمته إلى قهقهة جعلت لوجينه وعصام يدهشون منه

بحياتهم لم يروا ادم يضحك هكذا كان فقط يكتفي بالتبسم اما الان كان يضحك من كل قلبه على شكل روجيدا في الصورة .

فقد كانت روجيدا وجهها اسود وقد وضع لها فارس اللون الاسود على وجنتيها بدل الاحمر وفوق عينها اليمنى لون أخضر غامق والعين اليسرى لون ازرق غامق ووضع لها على شفتيها لون احمر فاتح .

اما روجيدا كانت شاردة بضحكته التي اظهرت صف أسنانه اللؤلؤية وجعلته في قمة الوسامة

حملت لوجينه الهاتف وهي تمسح دموعها التي تساقطت من الضحك وأعطت الهاتف لسالي ونظرت لروجيدا الشاردة بآدم لتبتسم بخبث وهي تفكر بشيءٍ ما

انتهت نوبة الضحك مع ادم ليتنهد وينظر لروجيدا التي تنظر إليه بعيون متسعة وبمجرد ما إن لاحظت نظراته حتى ابعدت نظرها عنه ووجنتيها محمرتان بخجل من فعلتها ليبتسم هو على شكلها

انتهت الحفلة بعد ان ألبس عصام الخاتم لحنين وفعلت هي المثل وعاد الجميع إلى منازلهم بمشاعر متخضبة بين سعادة وفرح و ارتياح وتوتر من الأيام القادمة
لتكون نهاية هذه الليلة بداية لأيام مجهولة

_________________________________

يتبع💙

Continue Reading

You'll Also Like

131K 13.6K 15
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
282K 6.6K 29
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
944K 59.9K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
317K 25.5K 48
أَنا التي تأَخُذ ولا تؤخَذ أنا التي تَخدُش ولا تُخدَش أَنا التي تَربح ولا تَخسر أنا التي تُحطِم ولا تُكسَر أَنا التي يُهابها الجَميعُ ولا تُهاب أحدً...