آسـموديوس ✔

By writerzayna

75.3K 9K 2.5K

-شَارلوت راقِصة باليه قدّمت لِوظيفة فيّ قَصر هُوفام لِتكتشِف لاحِقاً أنْ احفاد هوفام هُم أُمراء الخطايّا السَ... More

2-'هزّة الشيطان'
3-'الخطايا السبع وآخِر أربعة أشياء'
4-'ماريا'
5-'رقصة بين أذرُع الملاك'
6-'قِلادة مجهولة'
7-'العشاء الأخير'
8-'روح بين النجوم:لوثر'
9-'مسرحية، تحت المطر'
10-'الملاك الثامن'
11-'ألسنة لهب'
12-'ملاك مُذنِب'
13-'قواعد السماء'
14-'حُب مكتوب:جايمس'
15-'ثلاث والانثى'
16-'فتى قُبعة القش'
17-'صديق البيانو والنجمة'
18-'رمز الشيطان'
19-'الملاك الأسود:هاك'
20-'الدِماء المُقدسة'
21-'اميرة وقِلادة'
22-'احرُف كتبها الماضي'
23-'قُبلة مُحَرمة:هادوين'
24-'الامطار تعزِف لِعواطفنا'
25-'حين تُمطِر مُجدداً'
26-'سجينة الظلام'
27-'شياطين القصر'
28-'ارض التفاح وآسموديوس'
29-'حُزن شرِه:انطونيو'
30-'خُدعة أم كِذبة؟:ريس!'
31-'جمعة الـ13'
32-'حَيثُ توجد الوثائِق!'
33-'طالِب المغفِرة'
34-'جنون العظمة:الفونس واوليفر'
35-'دقات مُنتصف الليل'
36-'حتّى تُمطِر مُجدداً'
37-'الخاتمة:امطَرت مُجدداً'
اجابات على اسألة تخص الرواية
-مقتل وماضي مارتن

1-'بِداية النهاية'

13.8K 632 106
By writerzayna

«بداية يوم الممات»

في أحد أيام العام الأخير من الحرب العالمية، أول حرب عالمية تُقام.

دِماء.

ساحة مِن الدِماء وقفوا بِمُنتصفِها؛ حيثُ يُغطيهم غُبار ناتِج عن إنفجار مرّ عليه ثوانٍ، غُبار غطى حُمرة الساحة في مُحيطهُم.

فتاة صغيرة تتوسط أرض الحرب، تُصارع في مُحاولة مِن اليأس لِإيصال ذرات الأُكسُجين لأعماق رئتيها التي أمست مُستقرًا لِلغُبار، في حِين كانت الدِماء السائلة مِن جُرح جبينها تُغطي عينها اليُسرى، ساقها كادت تغدُر بِها وترمي بِما تبقى سليمًا مِن جسدها لِلجنود.

تجلى سبب مقاومة ساقيها حيث أُختها الصُغرى تحتضن دماء الأرض بينما وعيها لم ينضم لِلحرب؛ فقدت وعيها عِندما لم يتحمل عقلُها مشهد مقتل والِدتهُما.

خُطواتِهم تهُز الأرض على مقربة مِن مَن تمسّكت بحبل الحياة في يأس، لتمسح بعيناها في حاجز الغيوم حولها وتُبصِر اللاشيء سوى ضباب أسود يتراقص بِبُطء، أدركت حينها أن مَن نجى مِن إنفجار ماهول لم يكُن أحدًا سواها.

بلغت القناعة في حقيقة إستحالة هروبها مِن أرض العدو ولوهلة زار الإستسلام رأسها قبل أن تُعاوِد النظر لشقيقتها التي تجهل حتى إن كانت حية أم فارقتها في الحياة.

إذ أنّ ما مِن ناجٍ في خضم الحرب.

تطوّق رسغها بِرطوبة خصبة لتُعلن النهاية بِداخلها، أدارت عينها لِمَن سُينهي نبضاتها في تلك اللّحظة وإذ بهِ شاب يُغَطِيهُ الوسخ والتراب في بذلة جيش الأعداء، شعرهُ الطويل غطى بسواده وجهه اللاهِث.

ألقى بأوامِره بينَ لهثاتِهِ:
"إتجهي لِلشرق، سَتعثُرين على قارِب للاجئين، احملي تلك الطِفلة وأهربي لأبعد مكان! "

لكن مَن حادثها كانت قد أعلنت ضعفُها مُسبقًا عِندما تقافزت خُطوات الجنود لأُذنيها ولم تُحرك ساكِنًا، فَحتى إن أرادت..ما مِن مكانٍ ليحتويها في هذا العالم بعد اليوم.

الجُندي مِن جيش الأعداء كاد قلقه يُفجِر خلايا رأسِه:
"سأقتلكِ هُنا إن لم تفعلي! "صرخ بعد أن صوب سِلاحهُ علىٰ خُصلات شعرها المُبعثرة

باشرتْ عيناهُ بِمقلتيها المُرتجِفة وكأنها لم تسمع ما قالهُ أو لم تفهم مقصِدهُ الواضِح وأبى جسدها الإنصياع لتهديد عدوٍ مُفاجِئ.

كاد الجنود أن يبلغوهُم فَـسحب الجُندي سلاحهُ عن رأس الصنم مُلقيًا بِكلماتِه الأخيرة صوب قلبُها:
"أنتِ الوحيدة التي بإمكانِها إنقاذ تلك الطفلة! "عندما رمى بِما يملك مِن أحرُف تسلل عودةً لِجنودِه تارِكًا إياها في ظلامٍ حالِك مِن الخوف البالغ.

لكن جسدها حصل على كفايتِه ليتقبل الصدمة وأخذ يستفيق شيئًا فشيئ عِندما نادى قلبها بإنقاذ شقيقتِها الصُغرى.

دنت لِمستوى الصغيرة وحملت ثُقلها فوق ذراعيها الواهِنة وأخذت تركُض بتسارُع بين الغيوم السوداء وجُثث الجيران، تدوس على دِمائِهم والهواء الذي إلتقطتهُ أثر صدمتها لم يكُن كافيًا، لكن تلك المرة ساقها أرغمتها على بلوغ السلام.

في حين كانت تتقافز لآذانِها أصوات طلقات الرِصاص مِن خلفِها وصُراخ مَن نجى مِن آخر إنفجار يطلب النجاة والغفران، أصوات الرِجال...النِساء والأطفال الباكية، مَن لم يحصلوا على فُرصة للنجاة كما الأمر معها.

جُنود العدو يهُزون أرض نَصرِهم بِخطواتِهم المُحتلة على مقربة مِنها عِندما أدركوا مهرب الكثير لِلشرق؛ تراود لعقلها مشهد مقتل والِدتها لِتندفع بِخطواتٍ أسرع وتثب وثبًا نحو مهرب السلام خوفًا مِن تكرار المشهد مع شقيقتِها الصُغرى.

وقد بلغت السلام، ترى السماء فوق بحر يحمل سفينة مِن الناجيين الإيرلنديين، إتخذ الاكسُجين حينها مساحة في جوفها وهمت بِخطواتٍ أبطأ نحو سُكان شعبُها.

ساعدها قِلة مِنَ الرِجال على صعود السّفينة التي بِالكاد كانت تكفيهم عددًا.

مسحت محيطها بعيناها الذابلة ورأت مجموعات من الأشخاص، البعض مُصاب والبعض يبكي، البعض يحمل جثث أحبائِهم بين ذراعيهم، والبعض الآخر الأقلية وقف في مساعدة ومعالجة الناجيين.

إستجوبها رجُلٌ كان في حالٍ أفضل مِن الجميع:
"أيوجد مَن تنتظريه؟ "

الفتاة حدقت في إتساخ وجه شقيقتها بينما تهز رأسها نفيًا فـدنى الرجل بِرأسه على مقربة من شقيقتها:
"أين والديكما؟ "

"أمي ماتت "قالتها بِنبرة ميّتة، ذابلة فَرفع بصره لعيناها وسأل بِتفصيل:
"ماذا عن والدكِ؟"

"لا أعلم"بالكاد سمع صوتها بين صرخات المحيطين بهم عِندما بلغت قوات العدو مهربهم.

تحركت السّفينة وراح الجميع يركُض للطابق السُفلي في محاولة لحماية نفسِه من طلقات العدو التي لم تبدأ بعد والذي لم يملك فُرصة للهرب أخذ البراميل مخبأً لهُ.

الفتاة لم تكُن مثلهُم؛ كانت قد إستنذفت كل طاقتها في هذا الماراثون قبل قليل وقررت أن تبقى مكانها فحسب وإن عنى هذا مقتلها.

بينما جنود العدو إنسحبوا عِندما لم يجدوا نفعًا مِن معركة بين البر والبحر.

كانت السفينة تبتعد أكثر فأكثر والجنود يتقلصون عددًا بمرور الثواني.

"هل آنا حيّة؟ "جذب نظراتِها هذا العجوز ذو الخدان المتدليين وأعيُن ناعِسة بِرأس أصلع، والذي إختلفت ملامحه تمامًا عن ملامحها، بالرغم من كونه والدها.

لكن الفتاة لم تعلم الإجابة فوضعت بِجسد شقيقتها فوق الأرضية الخشبية ودنت برأسها تسمع نبضات قلبها، نبضات حيّة جعلت مِن الراحة تستقر بِقلبها.

اومأت للعجوز وكل ما أبداهُ كانت نظرة عِتاب وراح يبتعد عنهُما ليتركُهما للمرة الثانية.

الفتاة حدقت بِأمواج البحر النائِمة بينما تلتقط نفسًا عميقًا للحظات بلوغها السلام في علم أنهُ لن يدُم للأبد.

••

لقد مرت سنتان بِأيامها السوداء ودقائقها الأبديّة عِندما إستقرتْ في بيتها الجديد في إنجيل ميدو بِـمانشستر في دولة الجنود الذين سلبوا مِنهُم حُريتهِم، بريطانيا العظمى.

بلغ عدد المُهاجرين الإيرلانديين الآلاف ودُفِعوا جميعًا في إنجيل ميدو كما الأمر معها، وبِالرُغمِ مِن أنها كانت مدينة فقيرة ولُقِبت بِـ "الجحيم على الأرض" إلا أنها لم تُعاني ولم تجِد صعوبة في الأعتِناء بِـشقيقتِها آنا.

"بِما أنتِ شارِدة، شارلوت؟ "جارها العجوز رمى بِسؤالِه بعدما شاركها مجلسها الذي كان رصيف الشارع الذي تشاركهُ عشرات الأشخاص غيرُهم حول مَن يُغني عازِفًا على قيتارته.

"مول أوف كنتاير! رأيتُ روما وجبال الألب لكني لم أرى ما بجمال مول أوف كنتاير!"أجابتهُ بِها دون أن تُبعد نظرها عن الشاب العازِف.

"عما تتحدّثين ؟"

نظرتْ لهُ مُجيبة:
"لقد أعطيتُ هذا الإسم لأُغنيتِه"بعض الفخر إغتالها عِندما وضعتْ لمستِها على ما أحبتهُ، ليزفر قهقهة سُخرية"ما معنى هذا حتّى؟ "

ألقت بِثقافتِها:
"تلك مدينة في اسكتلندا، كانت جُزء مِن كتاب قرأتهُ والدتي وإستمرت بِتِكرار هذا الإقتِباس طويلًا، جمال وصف الكاتِب لها يُشبه جمال غناء هذا الشاب لأغنيتِه! "

أنهت حديثها تزامُنًا مع نهاية الأُغنية ليبدأ الجميع بِالتصفيق للشاب ذو قُباعة القش، فترتسِم إبتسامة عريضة فوق ثغره الخجول.

بِالرُغم مِن أنهُ لم يدفع أحدهُم عُملةً لهُ وطالبوهُ بِإعادتها إلا أنهُ كان سعيدًا بِهذا وبدأ بِالغِناء مِن جديد وتلك المرة بدأ واحدًا تلو الأخر بِالمشاركة في الغِناء.

لكن العجوز بِقُربها تجاهل الأُغنية ومد بيدهُ نحوها في سؤال:
"أترغبين بِالقليل؟ "

قلبت نظرها لهُ بينما تُدندن اللحن ومِن ثُم نظرت لِقطعة اللحم في يدِه حيث أمسكها مِن جُزء العظمة.

شعرت بِالتقزز بِسبب مظهر يده المتسخة لكنها لم تلبث أن تسألهُ:
"لحم ماذا؟ "

رفع حاجبيه في جديّة:
"إن علمتِ لن تأخذيها! "

هي لن تأخُذها في كُل الحالات، الفضول فقط إنتابها لِكيف لِـشخصٍ في إنجيل ميدو أن يملك ما يكفي مِن النقود لِـشراء لحم، لذا تجاهلتهُ وأعادت نظراتِها لِذو قبعة القش تُدندن معهُ بينما هو يبتسم لها بِخجل.

العجوز أرضى فضولها عِندما أدرك أنها لن تأخُذها في كل الحالات وأجاب عن سؤالها:
"أنهُ لحم قطة، هو ليس بِهذا السوء"

تقلبت تعبيراتِها وتفرقت شفتاها في صدمة.

ختم الشاب أغنيتِه وصفق الجميع ليقطع تصفيقهم بِكلمة:
"جميل! "

عقدت شارلوت حاجبيها عِندما رأتهُ يحدق بها في قولِه، فوضح لها:
"مول أوف كنتاير، يُناسِبُها بِشكل جميل"ابتسامتِه الخجولة لم تُفارق محياهُ بينما يتلو عليها كلماتِه.

إندهشت بِكيفية سماعهُ لها بين هذا الصّخب لِتبادلهُ إبتسامة خافتة وتومئ لهُ.

~~~~

وها قد مر عامٌ أخر.

لقد إنتقلوا لِـقرية ريفية بعد أن عملت شارلوت لِـسنواتٍ وأدخرت نقوداً للإنتقال مِن "أرض الجحيم" حيث لا تكون مُحاطة بِأشخاص يأكلون لحوم القطط الضالة.

وقد كانت تضع بِصناديق رثة تحتوي كُتبِها في أرضية غُرفتِها الصغيرة عِندما خاطبها مَن إشترت مِنهُ المنزل:
"أنتِ أيرلاندية، أليس كذلك؟ "

استقامت بعدما تخلت عن صندوقها فوق الأرضية المُتسِخة وحولت نظرها نحوهُ مُجيبةً بِإحترام:
"أجل"

راح يتفصحها بِعيناه مِن أعلى لِأسفل والعكس وكأنهُ لازال لم يتأكد ثُم أردف عندما أوقف عيناهُ في عينيها:
"يُمكِن معرفة هذا بِسهولة مِنَ النمش الخفيف في خداكِ، بالرُغم مِن أنكِ لستِ صهباء *ذات شعر أحمر* إلا أن شقيقتكِ الصُغرى كذلك"

لم تُحِب ما سمعتهُ مِنه لذا لم تتجاوب معهُ أو تتبادل حديث أطول ودنت لِمُستوى الصُندوق مُجددًا لِتُخرِج ما يحتويه مِن كُتب عتيقة، وسمعتهُ يتنهد قبل أن يُبرر حديثهُ:
"لم أتعمد سوءًا، لكن لمصلحتكِ ألا يعرف الجيران بِجنسيتكِ"

أرادت مجادلتِه لكنّها لم تفعل لأنه لا نفع مِن التصالُح بعد أن دمروا موطِنها، ولا جدوى مِن الجِدال بعد أن فقدت حُريتها، لذا أكملت تجاهلهُ.

لاحظ عدم رغبتها بِالحديث ليضع المُفتاح الفضي فوق إحدى الطاولات الصغيرة بِالركُن:
"يومًا سعيدًا، آنستي! "كان هذا آخر ما نطق به قبل أن يغادرها.

نظفت كل بقعة في المنزل تنظيفًا ،واحتفظت بِكتبها أسفل سريرها حيثُ الأمان بينما غطت هذا الصندوق الحديدي الذي إحتفظت بهِ بِقطة سوداء بِقطعة قماش لِتتجنب مصادفته مع والدها.

فبدأت من جديد في تلك القرية البريطانية.

★★★

Continue Reading

You'll Also Like

205 245 9
تلك المخادعة التي احببتها
35.2K 2.6K 34
لا أعلم لماذا يكرهوني؟! كوني مُسلمه لا يعطيهم الحق في كُرهي و ايذائي نفسياً قَبل جسدياً !! كََوني لا أرتدي مِثلَهُم ولا آكُل من مُعظم طعامهم و أرفض ب...
26.6K 1.6K 15
مُنذ البِـداية كانَت مُخـتلقة عن أي شخـص آخر ، حتى مُنذ أول مرة حَدثـها بِها كَانت دائما هُناك ، بِداخِـله ، لم يكُن شخصاً يقضِي وقتـه و يتصرف بِلطف...
128K 12.8K 19
-مكتملة- [ عقدت حاجبي بغيظ وزممت شفتي معًا حينما إلتقت عينانا بينما كان هو مبتسمًا بإتساع. إقترب مني وأنا لا أزال واقفة في أعلى عتبة لدرجات العربة،...