تقريبا لاول مره بحياتها تفتح عيناها بمفردها لتواجه اشعه الشمس التي اخترقت الغرفه و هي تنظر حولها متطلعه و كانها تري غرفتها لاول مره ..
هل ما يحدث حقيقي ?
هل بالفعل ساتزوج ?
هل ابي ضربني !?
هل بالفعل فكرت بالتخلص من حياتي البائسه .. ?
كل تلك الافكار التي تتضارب براسها تسالهارلنفسها و هي متعجبه من حالها التي وصلت له .. لقد تبدلت حياتها بين يوم و ليله .. بمجرد ذهابها الي ذلك الحفل اللعين .. ماذا لو عادت بالزمن و تظاهرت بالمرض و لم تذهب الي الحفل .. هل كان سيحدث ذلك ?
و لكن هو يبدو عليه انه معج بها منذ فتره طويله ..
لم يكن سيغير شئ !!
كان سيحدث ايا كان ما حدث ..
حاولت مسح دموعها التي بدات بالنزول علي وسادتها و هي تعتدل بجلستها علي السرير ..
سمعت صوت هاتفها يرن للمره العاشره منذ ليله امس و لكنها لم تبالي .. قامت من سريرها و توجهت الي المرحاض محاوله ازاله همومها بعض الدقائق و هي تتجرد من ملابسها و تنزل بالمغطس ..
.
خرجت لتجد والدتها قد وضعت لها الطعام علي السرير و خرجت .. ابتسمت لوهله لتذكرها معارضه والدتها الشديده علي تلك العاده و لكن تنازلها عنها الان .. توسعت ابتسامتها اكثر عند تذكرها لوالدتها بكافه تفاصيلها التي فقط تجعلها الي الان صابر علي تلك الحياه و تتحملها .. عند تذكرها لكل موقف فعلته والدتها معها .. عند تذكرها كم تلك المرأه هي افضل ام بالعالم .. و كم لديها من قوه تحمل لكي تسعدهم فقط .. !
بدلت ملابسها و خرجت من الغرفه لتجد والدتها و اخواتها متجمعين حول مائده الطعام .. كل منهم ينظر الي طبقه و لا يفعل شئ سواه !
تألمت اكثر لرؤيتها لذلك المشهد .. لرؤيتها للاشخاص الوحيدون التي تحبهم ممتألمين و بحاله حزن .. و كل ذلك بسببها .
هي يجب ان تمضي قدما يجب ان تقول لنفسها تلك الجمله التي تخبر نفسها بها دائما عندما تقع بمشكله ..
'انتي قويه .. و ستعبري تلك المحنه اياً كان حجمها'
شعرت بانفاسها تعود اليها مره اخري بعد ان انقطعت و هي تتحرك اتجاههم ..
" صباح الخير " ..
تحولت انظار ثلاثتهم عليها اتبتسم ابتسامه خفيفه و هي تأخذ مكانها المفضل لديها بجانبهم ..
" صباح الخير " .. رد الجميع و هو ينظر اليها
نظرت الي الطبق الذي امامها محاوله بدا تناول طعامها دون اي نقاش مسبق و لكن الجميع مازال ينظر اليها .. بتعجب .. بتسائل .. بقلق . لذلك حاولت تطمئنتهم جميعا ..
" انا بخير .. " قالت مبتسمه و هي تومئ براسها لهم .. ليشعرو ببعضا من الراحه ..
بدأ الجميع بتناول طعامه بصمت حتي قطعنا صوت هاتفي الذي يرن بالغرفه .. قمت هذه المره لاحضره .. لعله شيئاً مهماً ..
" انتظري انا سأحضره لكي " .. قالت نور و هي تنهض من مكانها متوجهه الي غرفتي .. عادت مره اخري و بيها الهاتف و هي تنظر اليه بتعجب ..
" رقم مجهول " قالت و هي تعطي اختها هاتفها ..
فتحت الهاتف و هي تضعه علي اذنها منتظره رد من الجهه الاخري ..
" مرحبا " .. قالت منتظره ان يجيب احدهم .. انتظرت لثوان و لكن لا احد يرد حتي كادت ان تغلق الخط و لكن منعها ظهور صوت علي الجهه الاخري ..
" صباح الخير " .. ذلك الصوت الذي وصلها تشعر و كانه مالوف بالنسبه لها و لكنها لم تستطع ان تحدد جيدا ..
" صباح الخير .. من معي ?" .. قالت بتشوش و هي تنتظر الاجابه ..
" امم انه انا عليّ " قال تلك الكلمه لتقع علي اذنها مثل الصاعقه التي تملكت منها .. تشعر و كان هناك ثقل وضع علي لسانها .. لم تستطع الرد .. لم تستطع اخراج كلمه واحده من فمها .. شعرت بمشاعر كثيره متضاربه بنفس الوقت .. لم تعلم حقا ماذا تفعل او ماذا تقول حتي قطع افكارها ذلك الصوت مره اخري ..
" دانا .. هل انتي بخير ?" ..
" ن-نعم ، بخير " .. قالت بصوت يكاد يخرج منها ..
" امم انا فقط اردت ان اعلمك بزيارتنا اليوم " .. قال بتردد لتقف بمكانها تنظر الي من حولها بصدمه و تشعر ان قلبها قد نزع من مكانه ..
" انت من اين حصله علي رقم هاتفي ? " .. قالت بتسرع و هي تحاول تغيير الموضوع ليقف هو من ااجهه الاخري عاجز عن الكلام لا يعلم كيف له ان يرد عليها ..
" م-من اختي " .. قال بتردد ينتظر اجابتها التي لم تردها الا بعد دقيقه تقريبا و هي تلعن تحت انفاسها ابن عمها و اخته و عمها نفسه و اولهم والدها ..
" اعتقد انه كان يجب عليك طلبه مني اذا اردتها لا ان تذهب و تحصل عليه من احد غيري " .. قالت بدون تردد و هي تحاول افراغ جزئاً بسيطا جدا من ما بداخلها .. لتجعل لسانه ينعقد عن الكلام .
" امم انا اعتذر عن طريقه حصولي علي رقم هاتفك و لكنني حقا اردت التحدث معكي " ..
" لماذا ?" .. اجابت عليه هذه المره باقل من الثانيه لتجعله حقا ندم علي تلك اللحظه التي ضغط عليها زر الاتصال علي هاتفها ..
" ا-اعتقد اننا سنكمل كلامنا اليوم افضل " .. قال محاولا انهاء الحديث ..
" نعم ، افضل .. الي اللقاء " قالت بسخريه و هي تغلق الهاتف بدون حتي انتظار رده عليها لتنظر حولها و تجد الجميع ينظر اليها بصدمه ..
" نعم ، لقد فعلت ذلك .. و لا تنتظرو مني بعد الان ان اجلس بغرفتي لابكي و افكر بالتخلص من حياتي مثلما فعلت ليله امس .. لانكم بعد ذلك ستجدو دانا جديده غير التي اعتدتم عليها .. !!
.
.
قالت تلك الكلمات و لم تنتظر رد احد عليها .. فقط اتخذت طريقها مسرعه الي غرفتها قبل ان يتحدث احدهم و يناقشها في التخلص من حياتها مثلما تفوهت .. !!
بجرد لدخولها الي غرفتها شعرت بان الغرفه تضيق من حولها .. لا تستطيع التنفس .. و الجور اصبح حار بفصل الخريف ..
شعرت بدموعها الدافئه و هي تنزل علي وجهها .. و هي تحاول جاهده التقاط انفاسها .. هي فقط بمجرد ان سمعت صوته و تخيلت انه يمكن لذلك الشخص ان يمسك بيدها يوما ما فعلت بها ذلك فلم تستطع ان تتعب مخيلتها اكثر و تتخيل شيئاً اكثر من ذلك و هو بالاساس لن يحدث .
اقتربت من سريرها و هي ترتمي عليه مستسلمه لكل شئ تاركه كل افكارها خلفها .. و لكن تلك الفكره التي فكرت بها و مازالت براسها !!
هل بالفعل يمكنها فعل ذلك بنفسها ?
هل ستنهي بيدها تلك الحياه البائسه لتريح الجميع قبل ان تريح نفسها ?
هل هي بذلك الضعف الذي يجعلها منذ بدايه المشكله ان تفكر بالانتحار ?!!
دائما ما كانت تشجع نفسها و تقل لنفسها انتي قويه و لكن هل هذه هي الحقيقه بالفعل .. ! ام انها تكذب علي نفسها ..
قطع حبل افكارها طرق خفيف علي الباب ثم اتبعه دخول اختها الي الغرفه ..
" دانا " قالت و هي تقترب مني لتجلس بجانبي علي السرير ..
ابتسمت اليها و هي تعتدل بجلستها لتواجه اختها ..
" امم هل اتتي بخير ?" .. قالت بقلق
" نعم بخير عزيزتي لا تقلقي " قالت و هي تمسك بيد اختها لتطمئنها عليها ..
" اريد ان اخبرك بشئ ما .." قالت نور بتردد و هي تمسك بكلتا يداها متوتره ..
" ماذا ? " قالت دانا بقلق ظهر علي وجهها من تعابير وجه اختها ..
" ستأتي عائله ابي اليوم لتناول الغداء معنا .. !! " ..
" اليوم !!" قالت تؤكد علي الكلمه و هي تعلم جيدا انها قد سمعتها ..
" نعم." .. اجابت اختها بتردد .
" حسنا " . قالت و هي تقف بمكانها
" الي اين انتي ذاهبه ?" ..
" سأتجهز لمقابله الضيوف " .. قالت بابتسامه مصطنعه و هي تاخذ طريقها الي غرفه ملابسها