فتحت عيناي علي اصوات صراخ بجانبي .. اشعر و كأن كل شئ حولي يهتز .. حاولت جمع الصوره امامي لاري اصدقائي ملتفون حول السرير و بجانبهم نور .." ايتها المعتوهه .. استيقظي " قالت هدي و هي تسحب الغطاء مني ..
" انا بحياتي لم اري فتاه تنام بيوم خطبتها حتي الساعه الواحده ظهرا " .. قالت نور و هي تفتح النافذه ليتخلل ضوء الشمس الغرفه باكملها ..
" لماذا لم يوقظني احد " .. قلت و انا اعتدل بجلستي محاوله الخروج من السرير .
" بالطبع لقد حاولو كثيرا و لكن لم يفلح احد .. انتي معتوهه لقد نمتي فوق الخمسه عشر ساعه ! " .. قالت احدي صديقاتي .
تناولنا الافطار و جلسنا بغرفتي حتي جاءت مصففه الشعر و بدأنا بتجهيز انفسنا ..
.
.
بمجرد رؤيتي له .. يرتدي ذلك الرداء الرسمي و الابتسامه متوسعه علي وجهه .. شعرت بان ضربات قلبي تتزايد حتي كادت ان تتوقف ..
كم تمنت ذلك اليوم الذي ستقف به بفستان رائع و هي متجهه الي ذلك الذي اختاره قلبها و تمنيت ان تعيش معه حياتها باكملها ليمسك بيدها و يخبرها انه لن يتركها ابدا ..
" احلام ورديه " همست لنفسها و هي تحاول جاهده امساك دموعها التي تجمعت بعيناها
اقتربت منه و هي ترسم ابتسامه مصطنعه علي وجهه و الذي بدوره ردها باكبر ابتسامه رأتها بحياتها ..
كيف لذلك الشخص ان يكون بتلك السعاده و هو يري ان مسببتها ليست بنصفها حتي !!
اكملو طريقهم حتي اقتربو من المكان المخصص لجلوسهم و فدأ الجميع يقترب منهم ليحييهم و يلتقط صورا معهم ..
رأت صديقتها المقربه تقترب منها لتشعر ببعض الطمأنينه و التي فقدتها منذ دخولها لذلك المكان. ..
" لا تقلقي انا بجانبك " قالت لها صديقتها لترتسم علي وجهها ابتسامه تظهر اطمئنانها ..
اقتربت منها صديقتها اكثر و هي تهمس لها ..
" تبدين رائعه .. و لكن فقط اذا بدلنا تلك النظره الحزينه و الغاضبه بنفس الوقت الي نظره دانا الطبيعيه .. التي لا تخلو من الفرحه و السرور .. " قالت لها صديقتها ثم اعتدلت لتنظر اليها دانا بنظره مكسوره اكثر
" لا اعتقد انكي ستريها مره اخري هذه الايام .. و لكنني اعدك انه عندما اعود يوما ما ستريها " .. قالت بكسره و لكنها كانت دائما ما تحمس نفسها و كلما رأت معنوياتها تنزل الي الصفر تحاول رفعها مره اخري حتي لا تسقط بمنتصف الطريق ..
اكتفت هدي بابتسامه متوسعه علي محياها و هي تمسك بيدها لتطمئنها ..
.
.
اقترب الجميع ليبدأ 'علي' بالباسها الخاتم ثم فعلت هي الاخري كذلك ..
مر الحفل طبيعي بين تهنأه كل من يراها و نظرات والدها الغاضبه بسبب عبوسها ..
اقترب 'علي' منها و هو يحاول امساك يدها ليقفو بمكانهم و لكن بمجرد ان شعرت باصابعه تلمس يدها .. شعرت بتلك الرعشه بجسدها لتنتفض بعيدا عنه ..
شعرت بنظره كل من حولها عليها لتحاول نور مجاراه الموقف ..
" هل تشعري بالبرد ? " قالت و هي تقترب منها لتمسك بيداها المثلجتان ..
" انتي ترتعشي بالفعل ! " همست لها اختها و هي تنظر بعيناها الذان ينطقان بالحزن و تكاد الدموع ان تنفجر منهما ..
" اريد الذهاب الي المنزل .. اشعر و كأنني اختنق " همست لها و هي تسمح لبعض قطرات الدموع لتسقط علي وجهها لتسرع اختها بمسح دموعها ..
" لقد انتهي الحفل و سيذهب الجميع الي منزله .. لا تقلقي " قالت و هي مازالت ممسكه بيد اختها محاوله جعلها تطمئن ..
.
.
بمجرد انتهاء الحفل انسحبت مسرعه من بين الجميع لتدخل الي سياره والدها منظره ان ياتي و ياخذها من ذلك المكان ..
استندت براسها علي زجاج النافذه و هي تسمح لتلك الدموع التي حبستها طوال الحفل ان تتساقط .. شعرت انها اذا لم تخرجها ستنفجر بداخلها ..
مرت دقائق حتي شعرت بباب السياره يفتح و يذخل محمد و نور و هدي الي السياره ..
" لن ياتي ابي و امي .. لقد ذهبو مع اصدقائهم للاحتفال و نحن اخبرناهم اننا سناخذك الي المنزل " قالت نور و هي تركب بجانب اخوها بالامام و تدخل هدي لتركب بجانبها ..